شيكاغو "د.ب.أ": كانت كاثي كين في طريقها إلى المنزل، بعد يوم عمل طويل، ذات أمسية شتوية مؤخرا، عندما صادفت مجموعة من الأشخاص، يتفرجون في هدوء تام على زوج من البوم ذي القرون الكبيرة، يجثم على شجرة داخل متنزه لينكولن.

وقالت كين لصحيفة شيكاغو تريبيون، "بدأت أسمع صيحة "هوت، هوت"، التي تطلقها البوم عندما يقترب دخيل من منطقتها، وردت البومة الأخرى بنفس الصيحة، وكان الصوت والمشهد رائعين".

وشعرت كين بنوع من الشغف تجاه المنظر، وحرصت في اليوم التالي على أن تمر بنفس المكان، ولكنها في هذه المرة اصطحبت زوجها باتريك كين.

وكانت بومة لا تزال فوق الشجرة، ولكن فجأة حلقت طائرة مسيرة صغيرة، باتجاهها فانزعجت وطارت بعيدا، حينئذ قرر الزوجان كين، الاقتراب من الشخصين الذين يشغلان الطائرة.

ويتذكر باتريك كين أنه وجه اللوم لهما لأنهما أخافا البومة بالطائرة الصغيرة، غير أن أحدهما لم يكترث بل ابتسم، وكأنه يريد أن يقول "نحن أخفنا البومة الأخرى في وقت سابق من المساء".

ويقول الخبراء إن طيور البوم ذات القرون الكبيرة، تتزاوج وتضع أعشاشها في شيكاغو، بينما تتزايد التوقعات بمشاهدة نادرة الحدوث، للبوم الذي يعيش في المناطق الجليدية، القادم من القطب الشمالي، ومشاهدة مثل هذه الطيور، تؤكد أهمية النظر إليها وتصويرها بشكل يكفل لها السلامة.

بينما يقول إدوارد واردن رئيس جمعية شيكاغو لعلم الطيور، إن "مشكلة مضايقة طيور البرية خاصة البوم، ليست جديدة حيث يوجد شيء جذاب للغاية يحيط بها، ويشعر الناس بالشغف لرؤيتها وهي في وسطهم، وسواء أطلقت على نفسك وصف محب للطيور أم لا، فهذا تصرف يحدث في مختلف أنحاء العالم".

ويلاحظ بشكل عام أن الأشخاص الفضوليين لا يتعمدون إزعاج البوم، غير أنه من المرجح بدرجة أكبر أن يحدث الاحتكاك معها في الشتاء، عندما تتساقط أوراق الأشجار، ويصبح من السهل رصد الطيور، خاصة مع بداية موسم التكاثر.

ويوصي الخبراء بأنه عندما يرى الناس بومة في البرية، فيجب عليهم أن يلتزموا الهدوء على قدر الإمكان، ويحتفظوا بمسافة بينهم وبين الطيور، ويستخدموا منظارا مكبرا لتوضيح الرؤية، كما يجب دائما تجنب التصوير بالفلاش الضوئي، خاصة بعد حلول الظلام، ويوصون أيضا بعدم بث الأماكن التي يتواجد فيها البوم بالضبط، على مواقع التواصل الاجتماعي، لكفالة سلامة الطيور.

وتحذر جمعية شيكاغو للطيور، من أن البشر يمكن أن يعرضوا البوم للضغوط، عن طريق التدخل في طريقة ممارستها للصيد، مما يعرضها للإرهاق، ويجعلها أكثر عرضة لتقع فريسة للطيور الجارحة مثل صقور الشاهين والصقور ذات الذيول الحمراء.

ويمكن العثور على أربعة ملايين من طيور البوم ذات القرون الكبيرة، في مجموعة واسعة من البيئات المختلفة عبر أمريكا الشمالية، من بينها ولاية ألينوي، ويتم غالبا تصوير هذه النوعية من الطيور، في أشكال توحي بالحكمة في الثقافة الشعبية وكتب الحكايات.

وتوضح جمعية شيكاغو للطيور، أن طيور البوم ذات القرون الكبيرة، تعد ثاني أكبر أنواع البوم من حيث الكثافة العددية، في الولايات المتحدة بعد بوم المناطق الجليدية، وهي تشتهر بمهاراتها في الصيد، وبأعينها الصفراء الواسعة، وصيحاتها المنبعثة من أعماقها، وبخصل الريش التي تزين رؤوسها، ويأتي موسم تزاوجها مع بداية يناير من كل عام، وتحتاج أفراخها لكثير من الوقت بأكثر من أفراخ أية طيور أخرى، حتى تتعلم الاعتماد على الذات في الصيد، قبل حلول فصل الشتاء التالي.

ويوضح إداوارد واردن أن "طيور البوم يمكنها القيام بكثير من الأعمال، وتستطيع أن تشق طريقها إلى داخل مدينة لتسكن أشجارها، وهي عملية أكثر صعوبة مقارنة بمحمية مريحة داخل غابة، وبالتالي يمكن وصفها بالطيور الكادحة، وهي تبذل أقصى ما في وسعها لتأمين سبل العيش، فيما يمكن أن يوصف بأنه مساحة حافلة بالتحديات".

ويقول مات ليجلسكي المدير التنفيذي لجمعية شيكاغو للطيور، إن إيقاظ هذه الطيور الليلية، مثل البوم ذات القرون الكبيرة في منتصف النهار، يماثل إيقاظ شخص في منتصف الليل، وإجباره على الانطلاق، مع توقع أن يؤدي عمله بشكل جيد في صباح اليوم التالي.

ويشير واردن إلى أن البوم خاصة في فصل الشتاء، "تحاول الاقتصاد في الطاقة التي تخزنها"، ويقول إنها تحتاج إلى الحفاظ على كل سعر حراري لتبقى دافئة وعلى قيد الحياة، وفي حالة تمضية أوقاتها في تجنب البشر والطائرات المسيرة الصغيرة، فإنها بذلك تحرق سعرات ثمينة.

ويضيف "إنه ليس من قبل المبالغة على الإطلاق، القول بأن هذه الطيور إذا تعرضت لقدر كبير من الإيذاء، فقد تتعرض للموت من جراء ذلك، ورأينا حدوث مثل هذه الحالات مرات كثيرة من قبل".

ويشدد واردن على أن البوم وغيرها من الحيوانات مثل الثعالب وذئاب البراري، يمكنها أن تخلص المدينة من مشكلاتها، مثل انتشار الفئران، التي أدت إلى إطلاق لقب "أكثر مدينة ازدحاما بالفئران"، على تكساس للعام التاسع على التوالي.

ويدعو واردن السكان إلى أن يتذكروا، أن الحيوانات عاشت في المنطقة، قبل إنشاء شيكاغو بزمن طويل.

بينما تقول كاثي كين إن الحدود البشرية، ستصطدم بشكل حتمي ومتزايد، مع حدود الحياة البرية.

وتضيف "مع اتساع مناطقنا الحضرية، يجب إتاحة مكان للحيوانات تعيش فيه، ونحن بحاجة لأن نجد وسيلة للتعايش معها باحترام".

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ارتداء عمدة شيكاغو الكوفية يثير يغضب الجالية اليهودية

الجديد برس| أثار ارتداء عمدة شيكاغو براندون جونسون الكوفية خلال فعالية عامة للاحتفال بشهر التراث العربي، غضبًا في أوساط الجالية اليهودية في المدينة، في حين اعتبر مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية أن الجهات اليهودية تنشر الكراهية لا تحاربها. وندد “التحالف اليهودي في شيكاغو” بارتداء براندون للكوفية، معتبرا أنه “أكثر من عدم اكتراث” و”خيانة”، ووجه رسالة إلى اليهود في شيكاغو مفادها أن “ألمهم لا يهم وأن سلامتهم محل نظر”. وأشار التحالف إلى أن الكوفية أصبحت رمزًا مرتبطًا بإراقة الدماء اليهودية، خاصة بعد أن غدت من أبرز رموز المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين. بدوره نفى مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية هذه الاتهامات، واعتبر أن تحالف شيكاغو اليهودي (سي جيه إيه) “سي جاي إيه” فضح نفسه إذ ظهر، ليس كصوتٍ يُدافع عن سلامة اليهود، بل كجماعة كراهية ملتزمة بمحو الهوية الفلسطينية والدفاع عن الإبادة الجماعية. وقال المجلس “لنكن واضحين: إن اختزال تراث شعب بأكمله في الإرهاب ليس مناصرة، بل هو نزع للصفات الإنسانية، بمنطقهم، هل يجب إلغاء الكيباه لأن الجنود الإسرائيليين يرتدونها؟ بالطبع لا”. واعتبر المجلس أن الأكثر إثارة للقلق بشأن هذا التحالف اليهودي هو أنه انتقد البابا الراحل فرانشيسكو لمجرد تعبيره عن حزنه على أهل غزة، “نعم، حتى الحداد على موت الفلسطينيين يفوق قدرتهم على التحمل”، وفقا لبيان المجلس. وأضاف: “منظمة سي جيه إيه لا تُحارب الكراهية، بل تنشرها، إنهم يدافعون عن الإبادة الجماعية الإسرائيلية، بينما يُشوّهون أي رمز أو صوت يُعيد تأكيد إنسانية الفلسطينيين”. وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 169 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • اليمن يُذكّر العرب بالأسماء الحقيقية للمدن والبلدات الفلسطينية
  • «إسبانيا»: التنسيق بين المغرب وفرنسا أعاد خدمات الكهرباء للمدن والمناطق بالدولة
  • الجالية اليهودية تشن حملة ضد عمدة شيكاغو والسبب الكوفية الفلسطينية
  • الحكمة من اختلاف صلاة الجنازة عن أداء باقي الصلوات.. دار الإفتاء توضح
  • ارتداء عمدة شيكاغو الكوفية يثير يغضب الجالية اليهودية
  • ارتداء عمدة شيكاغو الكوفية يغضب الجالية اليهودية
  • مقتل صبي وفتاة تتعرض لـتحرش جنسي واستهداف مواطن في العراق
  • البيئة العراقية قلقة من ممارسات مؤسفة بحق الطيور والقطط.. وتتوعد المخالفين
  • عصفور التين.. واحد من أهم طيور بلاد الشام تحت التهديد
  • بيت الحكمة يسلط الضوء على حكايات «كليلة ودمنة»