لجريدة عمان:
2025-02-06@09:46:19 GMT

مصفاة الدقم.. نقلة جديدة في جهود التنويع

تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT

مصفاة الدقم.. نقلة جديدة في جهود التنويع

أحد الأهداف الأساسية لتوجهات التنمية المستدامة هو زيادة التشابك بين مختلف الأنشطة والقطاعات كركيزة تعتمد عليها جهود التنويع في سلطنة عمان

نموذج ناجح للتكامل بين القطاعات الاقتصادية

الكيانات الاستثمارية يتزايد عددها في المدن والمناطق الصناعية وتسهم في توسعة الاقتصاد وجذب الصناعات الجديدة وإنجاح منظومة التنويع والاستثمار

مع وجود المصفاة في الدقم، تجد سلطنة عمان زخما متزايدا لتعزيز مكانتها على خارطة الاستثمار العالمية والقيام بدور متزايد في أسواق الطاقة

البتروكيماويات.

. صناعة واعدة عالميا ومن المتوقع أن يصل حجمها إلى 886 مليار دولار بحلول عام 2030

منذ بدء تنفيذ الرؤية المستقبلية، ووفقا لطموحات هذه الرؤية وأهداف النمو في خطتها التنموية الأولى، الخطة العاشرة، أصبح أحد الأهداف الأساسية لتوجهات التنمية المستدامة هو زيادة التكامل والتشابك بين مختلف المستهدفات والأنشطة والقطاعات كركيزة أساسية تعتمد عليها جهود التنويع الاقتصادي في سلطنة عمان، ويعد ذلك أحد الملامح الأساسية للسياسات الاقتصادية الداعمة للوصول إلى تقدم مطرد في جهود تنويع الاقتصاد ضمن سياق المسار الجديد والجاد لتوجهات التنمية المستدامة في سلطنة عمان.

وتعد التطورات المهمة في قطاع الطاقة انعكاسا مهما لهذا المسار حيث يمثل افتتاح وتشغيل مصفاة الدقم في منطقة الدقم الاقتصادية الخاصة نقلة نوعية على عديد من المستويات ذات العلاقة بمسار النمو القائم على التنويع في سلطنة عمان ويخدم بشكل كبير مستهدفات التكامل بين الأنشطة والقطاعات الاقتصادية.

يأتي مشروع المصفاة في حد ذاته كصرح جديد وكبير ينضم لقطاع الصناعات التحويلية الذي يعد ركيزة للنمو خلال الخطة العاشرة، ويحقق مشروع المصفاة استغلالا أكبر للنفط عبر تكريره وتحويله إلى المنتجات البتروكيماوية التي يرتفع الطلب عليها في الأسواق العالمية وهو ما يعني عائد جيد من الموارد المالية وزيادة في حجم الصادرات، كما تأتي المصفاة كنموذج ناجح للاستفادة من الشراكات الاستثمارية مع الدول الشقيقة والصديقة والتي أسفرت عن تعاون مثمر في مشروعات مهمة في القطاع اللوجستي وصناعات الهيدروجين الأخضر وغيرهما من القطاعات.

وفي نفس السياق الخاص بتكامل مسارات التنويع وتعزيز منظومة الاستثمار، فمع وجود المصفاة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، تتلقى سلطنة عمان زخما جديدا لتعزيز مكانتها على خارطة الاستثمار العالمية وزيادة تنافسيتها وقدرتها على جذب الاستثمارات للعمل في مدنها ومناطقها الصناعية خاصة الدقم التي تتمتع بميزة فريدة هي موقعها المتميز عند ملتقى خطوط التجارة الدولية وقربها من عديد من الأسواق الإقليمية والناشئة وهو ما يزيد من دور المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في قيادة النمو وتحقيق مستهدفات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفق رؤية "عُمان 2040" خاصة ما يتعلق بدعم القطاع الخاص وزيادة حجم الاستثمارات الأجنبية والخاصة، حيث تسهم الكيانات الاستثمارية التي يتزايد عددها في منطقة الدقم وغيرها من المدن والمناطق الصناعية في توسعة الاقتصاد وجذب العديد من الصناعات والمشروعات الجديدة فيما يمثل دورة كاملة لإنجاح منظومة التنويع والاستثمار في سلطنة عمان، وهي منظومة تكتسب أيضا بشكل متزايد ملامح العمل المؤسسي المتكامل بين مختلف الجهات المعنية والذي يعززه بشكل مستمر التوجهات المتناسقة للسياسات الاقتصادية والاستثمارية وما يتم تقديمه وتطويره من حزم جيدة من الحوافز والتسهيلات لجذب الاستثمارات التي تعزز من آفاق النمو الاقتصادي، وهذا العمل المؤسسي المتناسق الذي أصبحت ترتكز عليه جهود جذب الاستثمار هو ما يضمن إحراز مزيد من التقدم في ترسيخ المكانة الاستثمارية لسلطنة عمان كوجهة عالمية جاذبة ومشجعة للاستثمار نظرا لما يقوم به من دعم للسمعة الاستثمارية الجيدة لسلطنة عمان كمقصد واعد وآمن للاستثمار.

كما يقدم مشروع المصفاة مثالا ناجحا لتحقيق التكامل في مصفوفة المشروعات الإنمائية الحكومية واستثمارات جهاز الاستثمار العماني وشركاته التابعة من جانب وبين منظومة الاستثمار الخاص من جانب آخر، إذ إن الإنفاق والاستثمارات الحكومية، بحجمها الضخم، تتزايد فعاليتها وكفاءتها في تعزيز نمو الاقتصاد ودعمهم لمختلف القطاعات الاستراتيجية وأنشطة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والقطاع الخاص.

بفضل هذا الإنفاق الإنمائي، أرست الحكومة بنية أساسية وفوقية تتسم بالتطور الكبير في منطقة الدقم الاقتصادية وغيرها من المناطق الصناعية، وتعد دعامة قوية لجذب الاستثمارات ووجود مشروعات استراتيجية مثل مصفاة الدقم، وهناك تقدم متواصل في تعزيز البنية الأساسية والمرافق المركزية في المنطقة الاقتصادية في الدقم حيث تم بالتزامن مع افتتاح المصفاة إتمام مشروعين استراتيجيين هما مشروع محطة المياه والكهرباء التي تسهم في توفير الطاقة الكهربائية ومياه التحلية لمصفاة الدقم "أوكيو 8" والشركة العُمانية للصهاريج "أوتكو"، ويبلغ حجم الاستثمارات في المحطة 196 مليون ريال عُماني، ومشروع الشركة العمانية للصهاريج الذي يرفد أعمال المصفاة فيما يخص تخزين النفط في محطة رأس مركز والتي أقيمت باستثمارات 200 مليون ريال وتتميز بموقعها الاستراتيجي بالقرب من الأسواق الناشئة لا سيما في آسيا وإفريقيا، وتتسع لتخزين حوالي 200 مليون برميل من النفط، وتتكامل المحطة مع المصفاة عبر خط أنابيب بطول 80 كيلومترًا يتم من خلاله نقل النفط الخام من رأس مركز إلى المصفاة، وتضم المحطة منشآت متطورة ذات سعات عالية لتخزين النفط منها 8 خزانات ضخمة لتخزين النفط، ومنصات عائمة لاستيراد وتصدير النفط، وخطوط أنابيب تحت البحر لاستقبال وتصدير النفط بطول 7 كيلومترات، ومحطة لضخ النفط إلى الخزانات.

وفي قطاع الصناعات التحويلية والبتروكيماويات، تعد مصفاة الدقم هي المنشأة الرابعة من نوعها في سلطنة عمان التي يوجد بها مصفاة ميناء الفحل ومصفاة صحار ومصفاة صلالة، وترتفع الطاقة الإنتاجية لتكرير النفط بأكثر من الضعف لتتجاوز 500 ألف برميل يوميا مع التشغيل الكامل لمصفاة الدقم وهو ما يعني مكانة أكبر لسلطنة عمان في تجارة الطاقة الدولية التي تعد بمثابة شريان الحياة لمختلف الأنشطة في العالم، وقد شهدت صناعة البتروكيماويات توسعا في سلطنة عمان خلال الفترة الماضية منذ افتتاح مجمع لوى للصناعات البلاستيكية والذي أسهم في تعزيز النمو وحجم الصادرات غير النفطية.

وتنبع أهمية التوسع المستمر في صناعة البتروكيماويات كونها أحد الصناعات الواعدة التي تحقق نموا مستمرا، ومن المتوقع أن ينمو حجم الصناعة عالميا من 628 مليار دولار في نهاية عام 2023 إلى 886 مليار دولار بحلول عام 2030 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 5.0 بالمائة خلال الفترة المشار إليها، وهو معدل نمو جيد بالنظر إلى ضخامة هذه الصناعة، ويعزز هذا النمو تزايد الطلب عالميا على المشتقات النفطية والمنتجات والسلع التي تستخدم في الصناعة والحياة اليومية خاصة منتجات اللدائن والبلاستيك والمطاط والكيماويات، ومواد التنظيف، والمستحضرات الصيدلانية، وأجزاء السيارات ومواد التغليف.

ومن جانب آخر، فهذا التوجه نحو التكامل بين المشروعات والقطاعات الاستراتيجية، يمتد ليشمل أيضا توجهات استراتيجية أخرى تعزز التنمية المستدامة، منها هدف سلطنة عمان للوصول للحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050, ولتحقيق هذا الهدف تشهد سلطنة عمان تحولا جادا نحو الطاقة المتجددة بكافة مصادرها المتجددة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية وصناعات الهيدروجين الأخضر، ويتم بشكل حثيث توجيه الصناعات الجديدة والقائمة نحو الاستدامة وتقليص الانبعاثات، ويعتمد مشروع مصفاة الدقم على الابتكار والتقنيات الحديثة في التشغيل مما يضعه في مسار التكيف مع مستهدفات الاستدامة وخفض الانبعاثات.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التنمیة المستدامة فی سلطنة عمان مصفاة الدقم المصفاة فی

إقرأ أيضاً:

مشاركة 81 دولة في بطولة " اكتشف عًمان الرجل الحديدي 70.3 مسقط.. غدا"

مسقط- الرؤية

استضافت مسقط مؤتمرا صحفيا للإعلان عن تفاصيل استضافة سلطنة عمان بطولة "اكتشف عمان الرجل الحديدي 70.3 مسقط" التي تنظمها شركة "تريلون ميدل إيست إل إل سي"- الشركة الرائدة في تنظيم الفعاليات الرياضية- بالشراكة مع وزارة التراث و السياحة، والتي ستنطلق خلال الفترة من 6 وحتى 8 فبراير الجاري من محافظة مسقط، بمشاركة 1100 رياضي من 81 دولة في النسخة السابعة للبطولة.

وسيخوض المشاركون واحدة من أروع وأكثر السباقات تحديا في سلسلة سباقات الرجل الحديدي العالمية، والتي ستساهم في تنشيط الحركة السياحية الرياضية والثقافية في سلطنة عمان.

ويتكون السباق من 3 مراحل: الأولى 1.9 كيلومتر سباحة حيث تم تصنيف مسار السباحة في مياه بحر عُمان كثالث أفضل مسار سباحة في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا (EMEA) ، و90 كيلومترًا للدراجات المعد من أفضل المسارات في سلسلة بطولة الرجل الحديدي، و21.1 كيلومترًا للجري على طول الساحل الخلاب لشاطئ القرم  في محافظة مسقط.

يشار إلى أن البطولة سوف تشهد عددا من الفعاليات حيث سيشهد شاطئ القرم يوم الخميس 6 فبراير الجاري تسجيل الوصول للرياضيين، واستلام المعدات، بالإضافة إلى كونها المكان المثالي للاستمتاع بأجواء الرجل الحديدي، ويوم الجمعة 7 فبراير سيكون يوم مخصص للأطفال و السيدات، حيث سيتم تنظيم سباق للجري "She Runs 5k" الخاص بالنساء، سواء كن عدّاءات محترفات أو مبتدئات، والذي سيقام خلال الفترة الصباحية يبدأ في الساعة 8:00 صباحًا وسباق "Iron kids" للأطفال في الساعة 4:00 مساء بهدف منح الأبطال الصغار فرصة للتألق، وسيتم تخصيص يوم السبت 8 فبراير وهو الحدث الرئيسي للرياضيين، سواء المحترفين أو المبتدئين، حيث سيكون سباق مليء بالإثارة، والذي سيتضمن اقامت عددا من المراحل الرياضية من سباحة، وركوب الدراجة الهوائية، والجري.

وأكدت ساجدة بنت راشد الغيثية مديرة دائرة التسويق السياحي في وزارة التراث والسياحة، أن بطولة "اكتشف عمان الرجل الحديدي 70.3 مسقط" تحظى باهتمام كبير في سلطنة عمان حيث تعتبر واحدة من أكثر السباقات تحديا في سلسلة سباقات الرجل الحديدي العالمية، والتي ستساهم في تنشيط الحركة السياحية الرياضية والثقافية.

وقالت الغيثية: تعتبر البطولة من أكبر الأحداث الرياضية العالمية المستوى يقام في سلطنة عمان حيث تحظى البطولة بدعم من وزارة التراث والسياحة وتضم فعاليات متنوعة منها السباحة وركوب الدراجة الهوائية والجري حيث تشكل البيئة العمانية التي تمزج بين الثقافة العربية الأصيلة وحداثة الحياة العصرية الوجهة الأمثل لإقامة بطولة الرجل الحديدي.

وأضافت مديرة دائرة التسويق السياحي: أن مساعي الوزارة تتمحور في إبراز مكانة سلطنة عمان كوجهة مثالية لإقامة البطولات العالمية مؤكدا أن سلطنة عمان تمتاز بالجمال الأخاذ والطقس الجميل المثالي الذي سيسهم في استقطاب المشاركين الهواة وذوي الخبرة، كما تتميز بإمكانيات متنوعة تؤهلها لاستضافة العديد من الفعاليات المختلفة.

وذكر محمد العبيداني الرئيس التنفيذي لشركة "ميدل إيست جلوبال إيفنتس": بينما نحتفل بالنسخة السابعة من بطولة" اكتشف عمان الرجل الحديدي 70.3 مسقط"، من الرائع أن نرى كيف تطور هذا الحدث ليصبح واحدًا من أكثر السباقات طلبًا في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • وزير الطاقة السوداني: شركة CNPC الصينية وافقت على إعادة إعمار مصفاة الخرطوم للنفط
  • مشاركة 81 دولة في بطولة " اكتشف عًمان الرجل الحديدي 70.3 مسقط.. غدا"
  • سلطنة عمان تؤكد موقفها الثابت الرافض لأي محاولات تهجير الفلسطينيين
  • بنك ظفار يفتتح فرعا جديدا في الغُبرة بمسقط
  • سلطنة عمان في عيون الخبراء..وجـهة عـالمية رائــدة للســــــياحة
  • جمل يستمتع بمياه البحر على سواحل صلالة في سلطنة عمان.. فيديو
  • النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي يزور سلطنة عمان
  • مباحثات أمنية بين سلطنة عمان وتركيا
  • أوكرانيا تقصف إحدى أكبر مصافي النفط في روسيا
  • ندوة تناقش الحوار الاجتماعي في نمو الأعمال