لجريدة عمان:
2024-11-22@17:09:21 GMT

مصفاة الدقم.. نقلة جديدة في جهود التنويع

تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT

مصفاة الدقم.. نقلة جديدة في جهود التنويع

أحد الأهداف الأساسية لتوجهات التنمية المستدامة هو زيادة التشابك بين مختلف الأنشطة والقطاعات كركيزة تعتمد عليها جهود التنويع في سلطنة عمان

نموذج ناجح للتكامل بين القطاعات الاقتصادية

الكيانات الاستثمارية يتزايد عددها في المدن والمناطق الصناعية وتسهم في توسعة الاقتصاد وجذب الصناعات الجديدة وإنجاح منظومة التنويع والاستثمار

مع وجود المصفاة في الدقم، تجد سلطنة عمان زخما متزايدا لتعزيز مكانتها على خارطة الاستثمار العالمية والقيام بدور متزايد في أسواق الطاقة

البتروكيماويات.

. صناعة واعدة عالميا ومن المتوقع أن يصل حجمها إلى 886 مليار دولار بحلول عام 2030

منذ بدء تنفيذ الرؤية المستقبلية، ووفقا لطموحات هذه الرؤية وأهداف النمو في خطتها التنموية الأولى، الخطة العاشرة، أصبح أحد الأهداف الأساسية لتوجهات التنمية المستدامة هو زيادة التكامل والتشابك بين مختلف المستهدفات والأنشطة والقطاعات كركيزة أساسية تعتمد عليها جهود التنويع الاقتصادي في سلطنة عمان، ويعد ذلك أحد الملامح الأساسية للسياسات الاقتصادية الداعمة للوصول إلى تقدم مطرد في جهود تنويع الاقتصاد ضمن سياق المسار الجديد والجاد لتوجهات التنمية المستدامة في سلطنة عمان.

وتعد التطورات المهمة في قطاع الطاقة انعكاسا مهما لهذا المسار حيث يمثل افتتاح وتشغيل مصفاة الدقم في منطقة الدقم الاقتصادية الخاصة نقلة نوعية على عديد من المستويات ذات العلاقة بمسار النمو القائم على التنويع في سلطنة عمان ويخدم بشكل كبير مستهدفات التكامل بين الأنشطة والقطاعات الاقتصادية.

يأتي مشروع المصفاة في حد ذاته كصرح جديد وكبير ينضم لقطاع الصناعات التحويلية الذي يعد ركيزة للنمو خلال الخطة العاشرة، ويحقق مشروع المصفاة استغلالا أكبر للنفط عبر تكريره وتحويله إلى المنتجات البتروكيماوية التي يرتفع الطلب عليها في الأسواق العالمية وهو ما يعني عائد جيد من الموارد المالية وزيادة في حجم الصادرات، كما تأتي المصفاة كنموذج ناجح للاستفادة من الشراكات الاستثمارية مع الدول الشقيقة والصديقة والتي أسفرت عن تعاون مثمر في مشروعات مهمة في القطاع اللوجستي وصناعات الهيدروجين الأخضر وغيرهما من القطاعات.

وفي نفس السياق الخاص بتكامل مسارات التنويع وتعزيز منظومة الاستثمار، فمع وجود المصفاة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، تتلقى سلطنة عمان زخما جديدا لتعزيز مكانتها على خارطة الاستثمار العالمية وزيادة تنافسيتها وقدرتها على جذب الاستثمارات للعمل في مدنها ومناطقها الصناعية خاصة الدقم التي تتمتع بميزة فريدة هي موقعها المتميز عند ملتقى خطوط التجارة الدولية وقربها من عديد من الأسواق الإقليمية والناشئة وهو ما يزيد من دور المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في قيادة النمو وتحقيق مستهدفات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفق رؤية "عُمان 2040" خاصة ما يتعلق بدعم القطاع الخاص وزيادة حجم الاستثمارات الأجنبية والخاصة، حيث تسهم الكيانات الاستثمارية التي يتزايد عددها في منطقة الدقم وغيرها من المدن والمناطق الصناعية في توسعة الاقتصاد وجذب العديد من الصناعات والمشروعات الجديدة فيما يمثل دورة كاملة لإنجاح منظومة التنويع والاستثمار في سلطنة عمان، وهي منظومة تكتسب أيضا بشكل متزايد ملامح العمل المؤسسي المتكامل بين مختلف الجهات المعنية والذي يعززه بشكل مستمر التوجهات المتناسقة للسياسات الاقتصادية والاستثمارية وما يتم تقديمه وتطويره من حزم جيدة من الحوافز والتسهيلات لجذب الاستثمارات التي تعزز من آفاق النمو الاقتصادي، وهذا العمل المؤسسي المتناسق الذي أصبحت ترتكز عليه جهود جذب الاستثمار هو ما يضمن إحراز مزيد من التقدم في ترسيخ المكانة الاستثمارية لسلطنة عمان كوجهة عالمية جاذبة ومشجعة للاستثمار نظرا لما يقوم به من دعم للسمعة الاستثمارية الجيدة لسلطنة عمان كمقصد واعد وآمن للاستثمار.

كما يقدم مشروع المصفاة مثالا ناجحا لتحقيق التكامل في مصفوفة المشروعات الإنمائية الحكومية واستثمارات جهاز الاستثمار العماني وشركاته التابعة من جانب وبين منظومة الاستثمار الخاص من جانب آخر، إذ إن الإنفاق والاستثمارات الحكومية، بحجمها الضخم، تتزايد فعاليتها وكفاءتها في تعزيز نمو الاقتصاد ودعمهم لمختلف القطاعات الاستراتيجية وأنشطة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والقطاع الخاص.

بفضل هذا الإنفاق الإنمائي، أرست الحكومة بنية أساسية وفوقية تتسم بالتطور الكبير في منطقة الدقم الاقتصادية وغيرها من المناطق الصناعية، وتعد دعامة قوية لجذب الاستثمارات ووجود مشروعات استراتيجية مثل مصفاة الدقم، وهناك تقدم متواصل في تعزيز البنية الأساسية والمرافق المركزية في المنطقة الاقتصادية في الدقم حيث تم بالتزامن مع افتتاح المصفاة إتمام مشروعين استراتيجيين هما مشروع محطة المياه والكهرباء التي تسهم في توفير الطاقة الكهربائية ومياه التحلية لمصفاة الدقم "أوكيو 8" والشركة العُمانية للصهاريج "أوتكو"، ويبلغ حجم الاستثمارات في المحطة 196 مليون ريال عُماني، ومشروع الشركة العمانية للصهاريج الذي يرفد أعمال المصفاة فيما يخص تخزين النفط في محطة رأس مركز والتي أقيمت باستثمارات 200 مليون ريال وتتميز بموقعها الاستراتيجي بالقرب من الأسواق الناشئة لا سيما في آسيا وإفريقيا، وتتسع لتخزين حوالي 200 مليون برميل من النفط، وتتكامل المحطة مع المصفاة عبر خط أنابيب بطول 80 كيلومترًا يتم من خلاله نقل النفط الخام من رأس مركز إلى المصفاة، وتضم المحطة منشآت متطورة ذات سعات عالية لتخزين النفط منها 8 خزانات ضخمة لتخزين النفط، ومنصات عائمة لاستيراد وتصدير النفط، وخطوط أنابيب تحت البحر لاستقبال وتصدير النفط بطول 7 كيلومترات، ومحطة لضخ النفط إلى الخزانات.

وفي قطاع الصناعات التحويلية والبتروكيماويات، تعد مصفاة الدقم هي المنشأة الرابعة من نوعها في سلطنة عمان التي يوجد بها مصفاة ميناء الفحل ومصفاة صحار ومصفاة صلالة، وترتفع الطاقة الإنتاجية لتكرير النفط بأكثر من الضعف لتتجاوز 500 ألف برميل يوميا مع التشغيل الكامل لمصفاة الدقم وهو ما يعني مكانة أكبر لسلطنة عمان في تجارة الطاقة الدولية التي تعد بمثابة شريان الحياة لمختلف الأنشطة في العالم، وقد شهدت صناعة البتروكيماويات توسعا في سلطنة عمان خلال الفترة الماضية منذ افتتاح مجمع لوى للصناعات البلاستيكية والذي أسهم في تعزيز النمو وحجم الصادرات غير النفطية.

وتنبع أهمية التوسع المستمر في صناعة البتروكيماويات كونها أحد الصناعات الواعدة التي تحقق نموا مستمرا، ومن المتوقع أن ينمو حجم الصناعة عالميا من 628 مليار دولار في نهاية عام 2023 إلى 886 مليار دولار بحلول عام 2030 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 5.0 بالمائة خلال الفترة المشار إليها، وهو معدل نمو جيد بالنظر إلى ضخامة هذه الصناعة، ويعزز هذا النمو تزايد الطلب عالميا على المشتقات النفطية والمنتجات والسلع التي تستخدم في الصناعة والحياة اليومية خاصة منتجات اللدائن والبلاستيك والمطاط والكيماويات، ومواد التنظيف، والمستحضرات الصيدلانية، وأجزاء السيارات ومواد التغليف.

ومن جانب آخر، فهذا التوجه نحو التكامل بين المشروعات والقطاعات الاستراتيجية، يمتد ليشمل أيضا توجهات استراتيجية أخرى تعزز التنمية المستدامة، منها هدف سلطنة عمان للوصول للحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050, ولتحقيق هذا الهدف تشهد سلطنة عمان تحولا جادا نحو الطاقة المتجددة بكافة مصادرها المتجددة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية وصناعات الهيدروجين الأخضر، ويتم بشكل حثيث توجيه الصناعات الجديدة والقائمة نحو الاستدامة وتقليص الانبعاثات، ويعتمد مشروع مصفاة الدقم على الابتكار والتقنيات الحديثة في التشغيل مما يضعه في مسار التكيف مع مستهدفات الاستدامة وخفض الانبعاثات.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التنمیة المستدامة فی سلطنة عمان مصفاة الدقم المصفاة فی

إقرأ أيضاً:

ننشر بالصور احتفالية سفارة سلطنة عمان بالقاهرة بمناسبة العيد الوطني 54

 أكد سفير سلطنة عمان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية عبدالله بن ناصر الرحبي، أن العلاقات العمانية المصرية شهدت هذا العام تطورا نوعيا في المجالات السياسية والاقتصادية والإعلامية والثقافية والتعليمية، مما يعكس عمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين، تحت القيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق والرئيس عبد الفتاح السيسي.

جاء ذلك في كلمة الرحبي خلال الحفل الذي نظمته سفارة سلطنة عمان بمناسبة العيد الوطني الرابع والخمسين بحضور نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار، وعدد من كبار رجال الدولة والسفراء المعتمدين لدى جمهورية مصر العربية ورجال الصحافة والإعلام.

وقال الرحبي إن مصر وسلطنة عمان اتفقتا على تعزيز التعاون في القطاعات غير النفطية، وفقا لرؤيتي عمان 2040 ومصر 2030، وتم توقيع اتفاقيات بارزة، منها اتفاقية الخدمات الجوية ومذكرة تفاهم للتعاون المالي.. وفي عام 2023، ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 31%، مع زيادة ملحوظة في حجم الصادرات والواردات.

وتابع أنه في الإعلام والثقافة، فقد أعلن عن اختيار سلطنة عمان ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، كما شاركت الموسيقى العمانية في مهرجان الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية.

وذكر أنه في مجال التعليم، زاد عدد الطلاب العمانيين في مصر بنسبة 31%، مع تعزيز التعاون الأكاديمي والمنح الدراسية.

ونوه إلى أن رؤية عمان 2040 تمثل خارطة طريق طموحة لتحقيق التنمية المستدامة في سلطنة عمان، من خلال تطوير الموارد البشرية والتكنولوجية، وتحقيق الاستدامة الاقتصادية والمالية.. وأبرز أنه من ضمن أهداف الرؤية تعزيز جودة التعليم والرعاية الصحية، ودعم الشباب والمرأة وكافة فئات المجتمع للمساهمة الفعالة في بناء المستقبل.

وإشار إلى أنه في مجال الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر، تعمل سلطنة عمان على تحقيق الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050، من خلال مشاريع ضخمة تهدف إلى إنتاج أكثر من مليون طن من الهيدروجين بحلول 2030، وصولا إلى 8 ملايين طن في عام 2050.. وتشجع سلطنة عمان على شراكات استثمارية مع الدول الشقيقة والصديقة لتعزيز هذا القطاع الواعد.

وشدد على أن سلطنة عمان تتبنى سياسة خارجية راسخة قائمة على أسس الحوار والتسامح، وتسعى دائما لتعزيز قيم السلام والوئام بين الأمم.. ومن هذا المنطلق، فإن سلطنة عمان تؤكد دعوتها للمجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لوقف التصعيد العسكري في منطقة الشرق الأوسط، وحث الأطراف كافة على الالتزام بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، واحترام مبادئ السلام والعدالة للجميع.

ولفت إلى أنه فيما يخص القضية الفلسطينية، تجدد سلطنة عمان موقفها الثابت والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، بما في ذلك انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وفقا لقرارات مجلس الأمن، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية .

شاهد بالصور:

مقالات مشابهة

  • سفير سلطنة عمان يناشد العالم وقف الحرب في غزة
  • سفير سلطنة عمان: مصر لم تتأخر يومًا عن دعم القضية الفلسطينية
  • نمو القطاع العقاري في سلطنة عمان .. استثمارات جديدة ومبادرات استراتيجية تدعم النمو المستدام
  • جولة لوفد شباب الدبيبة في مصفاة الزاوية لبحث تنظيم برامج تدعم الشباب
  • نهاية الأمل للسودانيين في سلطنة عمان
  • السيسي يهنئ سلطنة عمان بالعيد الوطني الـ54
  • جبران: العلاقات التاريخية بين مصر وسلطنة عمان نموذج يُحتذى به
  • الرئيس السيسي يهنئ سلطنة عمان بذكرى العيد الوطني
  • ننشر بالصور احتفالية سفارة سلطنة عمان بالقاهرة بمناسبة العيد الوطني 54
  • مجموعة النشامى .. العراق تنتصر على سلطنة عمان