يُصادف غدًا الجمعة، الموافق 1 أمشير حسب التقويم القبطي، ذكرى انعقاد المجمع المسكوني الثاني، الذي يحمل  قصة خاصة لاتزال عالقة في أذهان الأقباط وتحرص على اعادة احياءها في مثل هذا اليوم سنويًا لتخبر الأجيال بما شهدت الكنيسة من أحداث مؤثرة.  

سيرة القديسة صوفية وصغارها قصة تُخلدها الكنيسة المصرية القديسة أكسانيا.

.سيرة مليئة بالأحداث الملهمة حفظها الأقباط


ويذكر التاريخ أن انعقاد المجمع  كان مدينة القسطنطينية خلال عام 381ميلادية، التي تتوافق مع تاريخ 97 المعروف حسب التقويم الكنيسة المصرية بتقويم الشهداء، كان بحضور مائة وخمسون أسقفاً بدعوة من الملك ثيئودوسيوس الكبير،أسقف كرسي الإسكندرية آنذاك الذي كان متقدم بين بقية الكراسي الأسقفية في منطقة الشرق.


وأثناء الإنعقاد كان الجميع في استعداد للاجتماع ورؤية  البابا تيموثاوس لكنه لم يستطع أن يشارك في البداية الأمر الذي جعل أسقف أنطاكية ملاتيوس المترأس حتى صادف الموت المفاجئ في أوائل المجمع فتولى  القديس غريغوريوس النزينزي المجمع بصفته رئيس أساقفة القسطنطينية، وظل القديس غريغوريوس مترأساً للمجمع حتى اُنتخب "نكتاريوس" الذي قاد الفعاليات المتعلقه بالمجمع حتى ختامه.


نتج عن لقاء المجمع عدة قرارات تزين في مسهلها إكمال ما بدأه مجمع نيقية الأول الذي عقد عام 325م ، ومواجهة أبرز  ثلاث هرطقات كانت تتعرض لها الكنيسة في تلك الفترة، ولعل أبرزهم هرطقة "سابليوس"  حيث كانت تنادي بأن الآب والابن والروح القدس أقنوم واحد مثلث الأسماء، وظهر تارة كأب وتارة كابن وأخرى كروح قدس،
ووقف أسقف بتولومائيس في المدن الخمس، موقفًا بارزًا وعلى الرغم أن تاريخه لم يكن محددًا ولكنه كان معاصراً لزيفيرينوس أسقف روما الي تولى في الفترة بين ( 198 - 217م )، كما نادى آباء المجمع بأنه لا مجال لخلط الثلاثة أقانيم أو هدم الخصائص الأقنومية لهم، وبالفعل قاموا بتثبيت عقيدة الثالوث القدوس مع مراعاة الحفاظ على الوحدانية والثالوثية معاً داخل الإله الواحد المثلث الأقانيم.


وناقش المجمع الهرطقة الثانية "هرطقة مكدونيوس أسقف القسطنطينية من 342 - 346م ومن 351 - 360م"، الذي توفى في العام ذاته بوأشتهر ب بعدو الروح القدس، حيث كان ينادي  بأنها  مخلوقه وليست، فدافع الآباء عن ألوهية الروح القدس وبرهنوا عليها من الأسفار المقدسة التي وردت في مواضع كثيرة بالإنجيل، وكان موقف المجمع بارزًا في مواجهة أفكار مكدونيوس ومن تبعه وأمروه بوقف هذا النداء،  وكانت هرطقة أبوليناريوس أسقف اللاذقية 310 - 390م الذي أنكر وجود نفس عاقلة في المسيح المتجسد بل انه اتخذ له طبيعة بشرية ناقصة لا تشمل النفس الإنسانية العاقلة على عكس ما يؤمن به المسيحيون، وقد فنَّد الآباء هذه البدعة أيضاً وقالوا أن أبوليناريوس بهرطقته هذه يكون قد شوّه عملية الفداء والخلاص.
وبرز دور المجمع في كل هذه الهرطقات وبخاصة هرطقات الإفنوميين أو الآنوميين والآريوسيين والنصف آريوسيين ومحاربي الروح القدس والسابليين والمركلوسيين والفوتينيين والأبوليناريين، كما أقر قانونًا جديدًا للإيمان يُكمل بقانون نيقية من أول، ووضع فيه بعض النقاط الهامة حدد فيها المساواة في الجوهر للأقانيم الإلهية الثلاثة وأزلية هذه الأقانيم ضد أقوال السابيلية والإفنومية والآريوسية وتجسد الابن الكامل وإنسانيته التامة ضد أبوليناريسوس وألوهية الروح القدس ضد مكدونيوس، وبهذا فقد أصبح قانون إيمان مجمع القسطنطينية الأول مع قانون إيمان نيقية هو قانون الإيمان الرسمي للكنيسة في الشرق والغرب.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المجمع المسكوني الاقباط الروح القدس

إقرأ أيضاً:

المركز المسيحي الإسلامي بالأسقفية يشهد حفل توزيع جوائز علي السمان للحوار الديني

شهد المركز الإسلامي المسيحي للتفاهم والشراكة التابع للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية بمصر اليوم الخميس حفل توزيع جوائز الدكتور علي السمان للحوار الديني التي فتح المركز باب التقدم لها في نوفمبر الماضي.

للتقرب بين الأديان 

افتتح الدكتور سامي فوزي رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية الحفل مؤكدًا على اعتزاز الكنيسة بالدور الذي يلعبه المركز الإسلامي المسيحي للتفاهم والشراكة في المجتمع المصري.

وقال رئيس الأساقفة إن الجائزة تأتي للاحتفال بذكرى الدكتور علي السمان الذي كرس حياته للتقريب بين الأديان فلم يكن مجرد مفكر وداعية للحوار بل قيادة ميدانية في مجال الحوار الديني مشيرًا إلى الجهود التي لعبها الدكتور السمان في تعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين محليًا ودوليًا بالإضافة إلى الإرث الفكري متمثلًا في كتبه مما دفع الكنيسة ومن خلال المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة لإطلاق هذه الجائزة تكريمًا لعطاء الدكتور السمان ولدعم الأعمال الفنية والفكرية في هذا المجا. 

ومن جانبه قال المطران الدكتور منير حنا رئيس المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة ورئيس الأساقفة الشرفي للكنيسة الأسقفية إن اليوم يوافق ذكرى توقيع اتفاقية الحوار بين الأزهر الشريف والكنيسة الأسقفية قبل ٢٣ عامًا بقصر لامبث بلندن بحضور الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل ورئيس الأساقفة جورج كاري. 

أكد المطران منير إن هذه الجائزة تعكس وجود جيل جديد من المصريين المؤمنين بالحوار وصنع السلام مقدما الشكر للدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق ورئيس مجلس أمناء جمعية مصر الخير وأصدقاء الدكتور علي السمان الذين تبرعوا بقيمة الجوائز التي تقدم اليوم.

الأنبا بشارة يتفقد المؤتمر التكويني للمرحلة الإعدادية بكنيسة أم الرحمة الإلهية بمنهريالأنبا بشارة يتفقد مؤتمر المرحلة الإعدادية بكنيسة السيدة العذراء ببني عبيدمؤسس الرهبنة.. تعرف على الأنبا انطونيوس في احتفال الكنيسة بذكرى نياحتهقيادات الكنيسة الكاثوليكية يهنئون البابا تواضروس بالعيد

واستكمل المطران: كنت مرافقًا للمطران جورج كاري أثناء توقيع اتفاقية الحوار بين الكنيسة الانجليكانية والأزهر حيث اقترح الدكتور علي السمان آنذاك توقيع هذه الاتفاقية بعد أن تم العمل لسنوات على المسودة وتم توقيعها عام ٢٠٠٢ وتنص على الفهم الصحيح والمتبادل بين الإسلام والمسيحية. 

ومن المنتظر أن يتم تسليم الجوائز للفائزين بعد قليل بحضور عدد كبير من السفراء والشخصيات العامة بمقر الكنيسة الأسقفية.

مقالات مشابهة

  • اليوم.. انعقاد مجلس الحديث الثاني والثلاثين لقراءة صحيح البخاري من مسجد الحسين
  • رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية قانون الاستثمار الذي يشجع ويدعم رأس المالي الوطني والأجنبي
  • ساكو: الوجود المسيحي في العراق مهدد بسبب الطائفية والمحاصصة
  • افتتاح كنيسة الروح القدس في ساو باولو البرازيل
  • من هو الشهيد محمد الضيف؟.. مرعب إسرائيل الذي أرهق الإحتلال لثلاثة عقود
  • البابا تواضروس الثاني يكشف تحديات الكنيسة: التطوير المؤسسي خلال 12 عامًا
  • البابا تواضروس الثاني يتحدث مع لميس الحديدي حول مسيرة 12 عامًا على رأس الكنيسة الأرثوذكسية
  • المركز المسيحي الإسلامي بالأسقفية يشارك فى حفل توزيع جوائز السمان للحوار الديني
  • المركز المسيحي الإسلامي بالأسقفية يشهد حفل توزيع جوائز علي السمان للحوار الديني
  • “الأونروا” تعلن نقل موظفيها خارج مدينة القدس المحتلة بسبب قرارات قوات الاحتلال الإسرائيلية