وسائل إعلام إسرائيلية: السعودية تستعد لاستضافة قمة تفضي إلى موقف عربي موحد بشأن الحرب في غزة
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن السعودية تستعد لاستضافة قمة تفضي إلى موقف عربي موحد بشأن الحرب في غزة، بالإضافة إلى مبادرات لما تم تسميته في "اليوم التالي لنهاية الحرب".
وقال دبلوماسيان عربيان كبيران لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن المؤتمر سيعقد يوم الخميس وسيشارك فيه وزراء خارجية خمس دول فقط في منطقة الشرق الأوسط والتي لعبت دورا رئيسيا في تسهيل المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين.
ووفقا لـ"تايمز أوف إسرائيل" سيحضر الاجتماع غير المعلن أيضا ممثل عن السلطة الفلسطينية كجزء مما وصفته المصادر بالجهد المستمر الذي تبذله الرياض لتوسيع تعاونها مع رام الله خاصة في ظل الاهتمام المتزايد من جانب المملكة بتعزيز مكانتها الإقليمية والعالمية من خلال محادثات التطبيع مع إسرائيل التي تقودها واشنطن.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصر والأردن والإمارات وقطر هي الدول الأربع المشاركة، مبينة أنه من أصل أعضاء مجلس التعاون الخليجي الستة ستغيب 3 دول وهي البحرين والكويت وعمان.
وأوضحت أن جدول أعمال القمة سيتصدره زيادة الضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة من خلال استخدام نفوذ الدول المشاركة في جهود إعادة الإعمار، بالإضافة إلى الإندماج الإقليمي المحتمل الذي قد يشمل إسرائيل وفقا للجهود التي تقودها واشنطن.
وأكد الدبلوماسيان للصحيفة أن الخطوات نحو "مسار لا رجعة فيه إلى دولة فلسطينية في نهاية المطاف" كانت أحد الشروط التي يتعين على إسرائيل تنفيذها حتى تتمكن الدول المشاركة من تعزيز الإندماج الإقليمي وجهود إعادة إعمار غزة.
إقرأ المزيد لابيد: عودة المختطفين والقضاء على حماس ليسا هدفين متناقضين ولن نتخلى عنهماووفقا لأحد الدبلوماسيين العرب، ستحتاج السلطة الفلسطينية أيضا إلى طلب المساعدة علنا من الدول الخمس المشاركة التي "أعربت عن استعدادها للتعاون في مثل هذا المسعى" ولكن لا يمكن أن تأتي من إسرائيل.
وأفادت بأن المبادرة يجب أن تكون محددة بسقف زمني حتى تتمكن في نهاية المطاف من إقامة دولة فلسطينية.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن هناك اجتماعات سرية سابقة نظمتها الرياض مع القاهرة وعمان ورام الله حول إمكانية قيام القوى الإقليمية بإرسال قوات للمساعدة في تأمين غزة.
وحسب الصحيفة سيركز الاجتماع بشكل أكبر على إصلاح السلطة الفلسطينية والاستفادة من نفوذ قطر على حماس التي ستتمكن من البقاء بشكل ما ولكنها لن تكون جزءا من الحكم.
المصدر: "تايمز أوف إسرائيل"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أبو ظبي الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة الدوحة الرياض القدس القضية الفلسطينية تل أبيب حركة حماس دول مجلس التعاون الخليجي رام الله طوفان الأقصى قطاع غزة كتائب القسام
إقرأ أيضاً:
خطاب السلطة السودانية: الكذبة التي يصدقها النظام وحقائق الصراع في سنجة
خطاب السلطة السودانية: الكذبة التي يصدقها النظام وحقائق الصراع في سنجة
عمار نجم الدين
تصريحات وزير الإعلام السوداني لقناة الجزيرة اليوم خالد الإعيسر تعكس بوضوح استراتيجية النظام في الخرطوم التي تعتمد على تكرار الكذبة حتى تصير حقيقةً في نظر مُطلقيها. عندما يصف الوزير الدعم السريع بـ”الخطأ التاريخي” ويزعم تمثيل السودانيين، فإنه يغفل حقائق دامغة عن طبيعة الصراع وأدوار الأطراف المختلفة فيه.
في خضم هذه الدعاية، يُظهر الواقع أن الانسحاب الأخير لقوات الدعم السريع من سنجة، تمامًا كما حدث في انسحاب الجيش في مدني وجبل أولياء وانسحاب الدعم السريع من أمدرمان، ليس إلا فصلًا جديدًا من فصول التفاوض بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. هذه الانسحابات لم تكن وليدة “انتصار عسكري” كما يدّعي النظام، بل هي نتيجة مباشرة لمفاوضات سرية أُجريت بوساطات إقليمية، خاصة من دول مثل مصر وإثيوبيا وتشاد، وأسفرت عن اتفاق لتبادل السيطرة على مواقع استراتيجية وضمانات بعدم استهداف القوات المنسحبة.
ما حدث في سنجة هو نتيجة لتفاهمات وُقعت في أواخر أكتوبر 2024 في أديس أبابا تحت ضغط إقليمي ودولي. الاتفاق، الذي حضرته أطراف إقليمية بارزة، مثل ممثل رئيس جنوب السودان ووزير خارجية تشاد، شمل التزامات متبادلة، من بينها انسحاب الدعم السريع من مواقع محددة مثل سنجة ومدني، مقابل:
ضمانات بعدم استهداف القوات المنسحبة أثناء تحركها من المواقع المتفق عليها. تبادل السيطرة على مناطق استراتيجية، حيث التزم الجيش السوداني بانسحاب تدريجي من مناطق مثل الفاشر، مع الإبقاء على وحدات رمزية لحماية المدنيين. التزام بوقف الهجمات لفترة محددة في المناطق المتفق عليها لتسهيل التحركات الميدانية وإعادة توزيع القوات.انسحاب الجيش السوداني من الفاشر سوف يكون تدريجيًا، يُظهر أن الطرفين يعيدان ترتيب أوراقهما ميدانيًا وفق التفاهمات السرية، لا على أساس أي انتصارات عسكرية كما يدّعي النظام.
النظام في الخرطوم، كعادته، يسعى إلى تصوير هذه التطورات الميدانية كإنجازات عسكرية، معتمدًا على خطاب تضليلي يخفي حقيقة أن ما يحدث هو نتيجة لاتفاقات سياسية تخدم مصالح الطرفين أكثر مما تحقق أي مكاسب للشعب السوداني.
ادعاء الوزير بأن النظام يمثل السودانيين، في مقابل القوى المدنية التي “تتحدث من الخارج”، هو محاولة أخرى لإقصاء الأصوات الحقيقية التي تمثل السودان المتنوع. هذه المركزية السياسية، التي لطالما كرست التهميش ضد الأغلبية العظمى من السودانيين، تعيد إنتاج نفسها اليوم بخطاب مكرر يفتقر لأي مصداقية.
الحديث عن السلام وفق “شروط المركز” هو استمرار لنهج الإقصاء، حيث يرفض النظام الاعتراف بالمظالم التاريخية، ويمضي في فرض حلول تخدم مصالحه السياسية دون النظر إلى جذور الأزمة. السلام الحقيقي لا يتحقق بشروط مفروضة من الأعلى، بل بإعادة بناء الدولة السودانية على أسس جديدة تضمن العدالة والمساواة.
خطاب النظام حول “الانتصارات العسكرية” و”مواجهة المؤامرات الدولية” ليس سوى وسيلة لتبرير القمع الداخلي وتحريف الحقائق. الحقيقة الواضحة هي أن الانسحاب من سنجة وستتبعها الفاشر وغيرها من المناطق تم نتيجة مفاوضات سياسية بوساطة إقليمية، وليس نتيجة “نصر عسكري” كما يزعم النظام. هذه الممارسات تفضح زيف الرواية الرسمية وتؤكد أن الأزمة الراهنة ليست صراعًا بين دولة ومليشيا، بل هي امتداد لصراع مركزي يهدف إلى تكريس الهيمنة والإقصاء.
إذا كان النظام السوداني يسعى حقًا لإنهاء الحرب وبناء السلام، فعليه أولًا التوقف عن الكذب والاعتراف بمسؤولياته في خلق هذه الأزمة. السودان اليوم أمام مفترق طرق حاسم، والاختيار بين الحقيقة أو الكذبة سيحدد مصير البلاد لسنوات قادمة.
الوسومالفاشر حرب السودان سنجة