موقع النيلين:
2025-02-23@17:49:04 GMT

رحلة معجزة

تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT


أسرى بك الله ليلا إذ ملائكه

والرسل في المسجد الأقصى على قدم

لما خطرت به التفوا بسيدهم

كالشهب بالبدر أو كالجند بالعلم

صلى وراءك منهم كل ذي خطر

ومن يفز بحبيب الله يأتمم

هذه أبيات من قصيدة نهج البردة لأمير الشعراء أحمد شوقي.

والذي يحاول أن يتابع سيرة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله وأصحابه الميامين.

. ونحن ننتهز مناسبة الإسراء والمعراج.. لنلقي الضوء على هذه الرحلة المعجزة، والتي حدد وقتها ليلا سنة 621 ما بين السنة الحادية عشرة إلى السنة الثانية عشرة من البعثة النبوية.. وحدثت هذه المعجزة بعد عشرة أعوام من البعثة النبوية وبعد وفاة عمه أبي طالب وموت زوجته الأولى خديجة رضي الله عنها وكان أن عاد رسول الله عليه الصلاة والسلام من رحلته إلى الطــائف الـــتي قابله أهلها بطرده ورفض دعوته وسميت هذه السنة بسنة الحزن.

نعود إلى ليلة الاسراء، حيث أسر به من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس ولقد اصطحبه سيدنا جبريل عليه السلام على دابة البراق، ويقول الله تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقــصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتـــنا إنه هو السميع البصير)، وعند وصوله للمسجد الأقصى صلى بالأنبياء.. وبعد الصلاة عرج جبريل ب‍النبي محمد إلى السماء الدنيا فرأى آدم عليه السلام الذي سلم عليه ورحب به ورأى أرواح الشهداء عن يمينه وأرواح الأشقـياء عن يساره، ثم صعد إلى الســماء الثانية فرأى فيها يحيى وعيسى عليهما الســـلام، ثم صعد إلى السـماء الثـــالثة ورأى فيهـا يوسف عليه السلام، ثم صعد إلى السماء الرابعة فرأى إدريس عليه السلام، وفي السماء الخامسة رأى هارون عليه السلام، وفي السماء السادسة رأى موسى عليه السلام، وفي السماء السابعة رأى إبراهيم عليه السلام، وبعد ذلك صعد النبي عليه الصلاة والسلام إلى سدرة المنتهى، ثم صعد إلى فوق السماء السابعة وكلم الله تعالى ففرض عليه الصلاة خمسين صلاة وبقي النبي يراجعه حتى جعلها خمس صلوات.ما نتمناه من المسلمين أن يتخذوا العبر من رحلة الإسراء والمعراج التي جعلها المولى القدير هدية لرسوله عليه أفضل الصلوات بعد محنة عاشها النبي عليه الصلاة والسلام بعد رحلته إلى الطائف وفقدان عمه أبوطالب الذي كان سندا له وحاميا من أي اعتداء من كفار قريش كذلك افتقد زوجته خديجة رضي الله عنها التي ساندته في بداية مسيرة دعوته ونشره الدين.

من قصيدة نهج البردة لأمير الشعراء أحمد شوقي:

يا أفصح الناطقين الضاد قاطبة

حديثك الشهد عند الذائق الفهم

حليت من عطل جيد البيان به

في كل منتثر في حسن منتظم

بكل قول كريم أنت قائله

تحيي القلوب وتحيي ميت الهمموالله الموفق.

بقلم : عبدالمحسن محمد الحسيني – الأنباء الكويتية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الصلاة والسلام علیه الصلاة علیه السلام

إقرأ أيضاً:

“آرام: رحلة البحث عن السلام في مرايا الذات المتشظية”

#سواليف

“آرام: رحلة البحث عن السلام في مرايا الذات المتشظية”

د. #مي_بكليزي

فاطمة الهلالات، القادمة من الجنوب، حيث عبق التاريخ وأصالة الماضي، اختارت اسم ” #آرام ” من وحي بيئتها #البتراء؛ الآراميون بناة التاريخ والحضارة.

مقالات ذات صلة اتحاد المرأة ينظم جلسة توعوية حول خدمات قطاع التنمية في الرمثا 2025/02/16

نقف طويلًا عند هذه العتبة المفتوحة على التأويل، فـ”آرام” رمزٌ، رغم وجودها الحقيقي في الرواية.
آرام هي من يبحث عنها يوسف، وأنا، وأنت، وكل من يقرأ هذه #الرواية التي تبحث عن السلام النفسي المفقود والراحة الحقيقية.

يوسف، ذلك الصبي الذي مات عنه أبوه، فلامته أمه على فقده، إذ كانت تراه وجه نحس، كما أخبرته في طفولته الصغيرة. حمل كلماتها في قلبه، لتصبح ندبة لا تندمل، وانكشف الغطاء عن عضة الزمن التي سترافقه طوال حياته. كل كلمة، كل سلوك، كان امتدادًا لذلك الجرح المبكر.

لم يستطع يوسف العيش في سلام مع نفسه، فقد كان يوسف الصغير يقطع طريق يوسف الكبير في كل محطة من حياته. لم ينسَ لحظةً واحدة أنه نذير شؤم على عائلته، وأن وجهه كان مصدر نحس على أمه وإخوته. كلما حاول أن يمضي قدمًا، أطلّ عليه ذلك الطفل الجريح في داخله، مذكرًا إياه بماضٍ لم يترك له فرصة للشفاء.

القرية التي لفظته زورًا وبهتانًا، والأقارب الذين ما كانوا يومًا أقارب، حاصروه بالريبة والشك والحقد والحسد. لكنه لم يكن بحاجة إلى نظراتهم ليشعر بالعداء، فالحرب كانت قد اشتعلت داخله قبل أن تعلنها الدنيا عليه.

سمر، التي حاولت جهدها التعامل مع يوسف المعقد نفسيًا، بذلت أقصى ما تستطيع من صبر وتجاهل. لكنها، في النهاية، أدركت أن الطلاق هو الحل الأمثل. لم يكن يوسف رجلًا يسهل العيش معه، إذ كانت عقد طفولته حاضرة في كل شيء، تفتك بسكينها في تفاصيل حياته، في أحلامه، وحتى في حُبّه.

لم يكن اسمه يوسف وحده ما أحاله إلى قصة النبي يوسف، بل أحلامه الكثيرة التي تشبه رؤى الأنبياء، لكنها لم تكن رؤًى تتحقق، بل كوابيس تحطّمه. كان عالقًا بين الحلم والواقع، بين الحقيقة والوهم، خلافًا لسيدنا يوسف، الذي جعل الله رؤاه حقًا.

هذه الرواية نفسية بامتياز، تتماوج بين الأحلام والواقع، وكأن السرد نفسه حلمٌ لا ينتهي، يراود فتى ضائعًا بين ماضٍ مظلم وحاضرٍ لا يجد فيه سلامه. فشل أكثر مما نجح، وخاب أكثر مما ظفر. ورغم تعرّفه على نساء كثيرات، من الجميلات إلى القبيحات، ومن الرفيعات خلقًا ومكانة إلى العكس، كان داخله صوتٌ يردعه عن الارتباط، يذكره دومًا بعدم الاستحقاق، وبأن الفرصة قد فاتته بعد تجربته الفاشلة مع سمر.

ولأن يوسف يعيش قلقًا متأرجحًا بين ماضٍ مكسور وواقع لا يملك فيه سلامه النفسي، جاء عنوان الرواية “آرام”، ليكون رمزًا لرحلته في البحث عن السكون والاستقرار. هذه الكلمة، التي تحمل في طياتها الحنين لما هو قديم وأصيل، تعني في اللغة الهدوء والسلام، وهو الشيء المفقود الذي يبحث عنه يوسف بلا جدوى.

بعد كل هذا الصراع، لجأ يوسف إلى التخلي عن ماضيه والتجلي في مكان آخر ومع أناس آخرين، علّه ينجو بنفسه قليلًا. نفسه التي تزاحمه على الفرح، فلا يجد إلا مكانه حزنًا قابضًا على قلبه، كما تقبض اليد على جمرة من نار.

فيسافر في رحلة بالحافلة، خارج إطار المرحلة الأولى من حياته، فيغتنم نعمة السفر والترحال لينسلخ عن ثوب حزنه الذي رافقه. ليُخيّل إليه أنه انتُزع من جلده ساعة رحيله، إلا أن رحلة الأحلام التي تطارده تزيد في غيّها، وتقمع أي فرصة للفرح أو السِّلم تجنح إليها نفسه.

فتتوالى عليه الأحلام تباعًا: في الحافلة، عند الاستراحة، عند محاولة الحديث مع الآخرين. إنسان ممزق حد التشظي، يحيط به الهم إحاطة السوار بالمعصم، لا انفكاك له، وأنّى له الانفكاك؟

فالمكان الروائي المتخيل، حتمًا، في هذه الرواية، تتظافر جهوده وتكوينه النفسي ليبرز علاقة يوسف بالمكان وتجرده النفسي، ليحيل إلى المكان عنوةً.

حتى التركيب الزمني، الذي لم يبدُ رتيبًا في هذه الرواية، استطاع أن يتأرجح بيوسف بين ماضٍ مثقل حتى الثمالة وواقع يهوي به حد التيه والغثيان النفسي. فلا رتابة ولا تسلسل للزمن، فهو متأرجح بندوليًا بين ماضٍ وواقع، ناهيك عن مستقبل لا يكاد يفصح له بطاقة من نور.

الراوي العليم سرد الرواية متحملًا عبء التفاصيل التي أغرقنا بها تارةً، والراوي المشارك على لسان يوسف، إذ سُردت بعض الأحداث بصيغة الأنا، معبرًا عن مكنونات نفسه الدقيقة، وعن وجهة نظره الخاصة تجاه الأحداث والشخوص.

“آرام” ليست مجرد حكاية، بل رحلة داخل نفس إنسانٍ منهكٍ يبحث عن السلام في عالمٍ لم يمنحه سوى الحرب.

ونهاية الرواية جاءت منسجمة مع الأحداث المتوالية فيها، إذ تركت الكاتبة نهايتها مفتوحة على التأويل. والسؤال: لماذا تحول يوسف وآرام في النهاية إلى تمثالين؟ وهل كانا ضحية مبادئهما وأفكارهما؟ أم كانا رمزين للحب المستحيل الذي لا يُدرك؟

مقالات مشابهة

  • البابا فرنسيس.. رجل السلام والمحبة الذي يستحق التحية
  • “آرام: رحلة البحث عن السلام في مرايا الذات المتشظية”
  • يوم توارى الشمس
  • رئيس جامعة الأزهر السابق: ناقة صالح عليه السلام معجزة تثبت عظمة الله
  • وما ذنب المساجد تحرقونها وتمنعوا الناس الصلاة فيها ؟!!
  • نحو 40 ألف مصلٍ يُؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • آلاف الفلسطينيين يُؤدون صلاة الجمعة في الأقصى
  • برنامج الامم المتحده الانمائي : الاقتصاد السوري بحاجه الى 55عاما للعوده الى المستوى الذي كان عليه في 2010قبل الحرب
  • موعد صلاة الجمعة اليوم 21 فبراير في المحافظات
  • فانس: الهجرة غير الشرعية تهدد الغرب.. والسلام في أوكرانيا "على الطاولة"