البيت واقف.. عبارة طمأنة تحمل العديد من الخبايا لسكان قطاع غزة
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
تستمر حرب الإبادة الجماعية للاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة، لأكثر من أربعة شهور، وسط تدمير كبير للمنازل والبنية التحتية.
ويستغل سكان قطاع غزة فترات انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من بعض المناطق، من أجل تفقد منازلهم ومُنشآتهم المختلفة، ومعرفة حجم التدمير الذي طالها.
ورصدت "عربي21" شهادات لمواطنين، يترقّبون أحداث الهدنة وصفقة التبادل من أجل العودة إلى منازلهم، وتفقد ما الذي تبقى منها.
يقول بشير، ذو 43 عاما، إن "كلمة أو مصطلح "البيت واقف" هي من أشهر وأحب الكلمات حاليا إلى النازحين في جنوب قطاع غزة، هي تعبير عن أن البيت تضرّر، لكنه لم يتدمر بشكل كلي".
ويضيف بشير في حديثه لـ"عربي21" أن "قلق الناس من تدمّر البيت لا يعود فقط إلى خسارة البيت والذكريات، والمتعلقات الشخصية التي فيه، إنما بسبب صعوبة الإعمار المتوقعة بعد الحرب"، مؤكدا "الناس عانت لسنوات طويلة بعد حرب 2014 من أجل إعادة الإعمار الذي كان وسط قيود إسرائيلية كبيرة، وهذا الأمر استمر بعد حرب 2021".
ويوضح "زوجتي باتت تنزعج من كلمة البيت واقف، وتقول ضربوا البيت وحرقوه لكن المهم أنه واقف! وبسبب ذلك شرحت لها أبعاد لما يكون البيت مش واقف".
ويذكر: "إحنا بنعيش على حس العودة لبيوتنا، نشتري بعض المونة والأغراض ونقول هذه لغزة، نفكر كيف ممكن نسكر الأبواب والشبابيك المدمرة بس نرجع، لأنه بنعرف أنه في حرب بعد الحرب على توفر أبسط مقومات الحياة".
أما أنس، ذو 30 عاما، فيقول إنه تمكّن أخيرا من معرفة أخبار بيته، وبيت والده وباقي العائلة، مضيفا "الحمد لله البيت واقف، وصامد، صحيح محروق ومتضرر بشكل كبير لكنه لسه موجود".
ويوضح أنس لـ"عربي21"، "أولاد عمي بقوا في غزة وأرسلوا لي صورا وفيديوهات لما صار عليه البيت، وما حل به من أضرار وآثار الحرق، وذلك بعدما انسحب الجيش من الأماكن المحيطة به في منطقة المقوسي".
ويضيف: "طبعا الحمد لله إحنا أحسن من غيرنا، لو خلصت الحرب وضل البيت بنلاقي حيطان تسترنا، ونقعد جواها، أحسن من الخيمة والقعدة في المدارس، ويارب تخلص الحرب ويضل البيت، وربنا يعوض علينا وعلى كل الناس".
ويكشف أن "هذا البيت ما صار بالساهل، وكل بغزة بعرف إيش يعني تبني بيت، وكم يكلف من أموال، حتى أنه لما الشخص يبدأ في عملية البناء الناس تبدأ تبارك له بجملة "مبروك الهمّة" وهذا حتى قبل بناء أي حائط في البيت".
من ناحيته، يقول أبو بهاء، ذو 65 عاما، إن "العمارة غير المكتملة التي شيدها حديثا له ولأبنائه ما تزال موجودة في خانيونس، إلا أنها تضررت بشكل كبير".
ويوضح أبو بهاء في حديثه لـ"عربي21": "كنت أَتجهز لتَشطيب العمارة التي وضعت فيها تعب عمري، واللي ادخروا الأولاد حتى نسكنها، ونتوسّع فيها، لكن قبل الحرب تمهلنا قليلا بسبب نقص الأموال، والحمد لله أنه ما كملنا".
ويقول: "هذه الأخبار حسب ما شفنا من الصور قبل ثلاثة أيام، لكن كل يوم بنسمع عن نسف مربعات سكنية، وساعة عن ساعة يختلف الوضع".
من جهته، يقول المهندس محمود، ذو 35 عاما، إن "العديد من الأقرباء والمعارف يرسلون له صور بيوتهم لتقييمها بشكل مبدئي حول الأضرار التي لحقت بها، وهل هي مازالت صالحة للسكن"، مضيفا: "بعضهم يقطع مسافات طويلة علشان أشوف الصور، لأنه ما عندهم نت يرسلوا الصور".
ويكشف محمود لـ"عربي21": "للأسف العديد من هذه البيوت يمكن تمييز أنها غير صالحة هندسيا للسكن، ويستلزم إزالتها من النظرة البسيطة بصورة على الجوال، وهذا لأن أحد الأعمدة الرئيسية التي ترفع وزنا أساسيا من السقف تكون مدمرا أو حتى متضررا".
ويشرح: "صحيح أن البيت واقف، لكنه يكون معرضا للسقوط أو الانهيار في أي وقت نظرا لميل البيت على فراغ الأحمال الذي تسبب به فقدان العمود"، مشيرا إلى أن "هذه العملية قد لا تكون ظاهرة بشكل مباشر وسريع، لكنها تحدث والمبنى يبدأ بالميلان ثم السقوط".
وذكر أن هذه الحركة غير الملحوظة تكون في أشدها خلال الطقس شديد البرودة، أو الحرارة في الصيف والشتاء.
ويقول: "حتى المنازل التي جرى حرقها ولم تتعرض للقصف هناك احتمالات كبيرة أنها غير صالحة أيضا نظرا لأن الحرارة المرتفعة المستمرة لفترة طويلة تعمل على إفقاد الخرسانة المسلحة لقوتها في الأسقف، ما يعمل على تشققها وانهيارها".
تجدر الإشارة، إلى أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، لا يزال مستمرا لليوم الـ125 منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وارتفعت حصيلة الحرب على القطاع لتبلغ "27 ألفًا و840 شهيدا، إضافة إلى 67 ألفًا و 317 مصابًا منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي". فيما استُشهد عشرات المواطنين، وأصيب آخرون بجروح مختلفة، الخميس، في قصف طيران الاحتلال الحربي منازل في أحياء مختلفة من مدينة غزة، وتحديدا في أحياء الرمال والصبرة والزيتون.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة قطاع غزة جنوب قطاع غزة قطاع غزة جنوب قطاع المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
تحذير قديم جديد من الجيش الإسرائيلي لسكان جنوب لبنان
لبنان – أصدر الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة تحذيرا قديما جديدا لسكان جنوب لبنان، مذكرا بأنه يمنع عليهم الانتقال إلى القرى المحددة ومحيطها حتى إشعار آخر.
وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي: “تذكير جديد إلى سكان جنوب لبنان أنه حتى إشعار آخر يحظر عليكم الانتقال جنوبا إلى خط القرى ومحيطها. جيش الدفاع لا ينوي استهدافكم ولذلك يحظر عليكم في هذه المرحلة العودة إلى بيوتكم من هذا الخط جنوبا حتى إشعار آخر”، محذرا من أن “كل من ينتقل جنوب هذا الخط – يعرض نفسه للخطر”.
وأضاف: “كذلك يرجى عدم العودة إلى القرى التالية: الضهيرة، الطيبة، الطيري، الناقورة، أبو شاش، ابل السقي، البياضة، الجبين، الخريبة، الخيام، خربة، مطمورة، الماري، العديسة، القليعة، ام توته، صليب، ارنون، بنت جبيل، بيت ليف، بليدا، بني حيان، البستان، عين عرب، مرجعيون، دبين، دبعال، دير ميماس، دير سريان، حولا، حلتا، حانين، طير حرفا يحمر، يارون، يارين، كفر حمام، كفر كلا، كفر شوبا، الزلوطية، محيبيب، ميس الجبل، ميسات، مرجعيون، مروحين، مارون الراس، مركبا، عدشيت القصير، عين ابل، عيناتا، عيتا الشعب، عيترون، علما الشعب، عرب اللويزة، القوزح، رب ثلاثين، رامية، رميش، راشيا الفخار، شبعا، شيحين، شمع، طلوسة”.
المصدر: RT