الجزيرة:
2024-10-06@09:30:27 GMT

الحرب تدفع السودانيين إلى ركوب المصاعب لأوروبا

تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT

الحرب تدفع السودانيين إلى ركوب المصاعب لأوروبا

الخرطوم- دفع استمرار الحرب في السودان، منذ نحو 10 أشهر، آلاف الشباب السوداني للتفكير في المغامرة بحياتهم و"ركوب المصاعب" بالهجرة خصوصاً إلى أوروبا، بعدما قضت الحرب على أحلامهم ودمرت منازلهم ومؤسساتهم التعليمية وفقدوا مصادر رزقهم وتضاعف قلقهم على مستقبلهم.

ويخشى خبراء من مخاطر الهجرة غير النظامية إلى أوروبا، واستغلال شبكات التهريب والاتجار بالبشر وفقدان السودان عقولا وأيادي عاملة تحتاجها البلاد لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد الحرب، وتمزق الأسر والتداعيات الاجتماعية المترتبة على ذلك.

وحذر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، من تدفقات جديدة للاجئين والمهاجرين غير النظاميين من السودان -عبر ليبيا- بسبب فشل الأطراف المتصارعة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال غراندي في تصريح الاثنين الماضي عقب زيارته السودان وإثيوبيا إنه "إذا لم يوقع اتفاق على وقف إطلاق النار في وقت قريب بين الأطراف المتحاربة في السودان، وتعزيز جهود الإغاثة، سيبحث اللاجئون عن ملاذ آمن في الدول المجاورة".

وأضاف "يشعر الأوروبيون بالقلق دوما بشأن المهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط، وأنا أحذر إذا لم يجر دعم مزيد من اللاجئين النازحين من السودان، أو حتى هؤلاء النازحين داخل السودان، فسنرى تدفقات جديدة تتحرك صوب ليبيا وتونس. لا شك في ذلك".

وتابع المفوض الأممي لشؤون اللاجئين "تعاني البلدان المجاورة للسودان، تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا، عوامل الضعف الداخلية، ولن تكون قادرة على استيعاب مزيد من اللاجئين، وتقديم ما يكفي من الدعم لهم".

الحرب في السودان وصل حريقها لمناطق شاسعة (رويترز) تصاعد النزوح واللجوء

وحسب تقديرات رسمية، تصاعد عدد المهجرين من منازلهم نحو 11 مليون سوداني بسبب الحرب حتى نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، منهم 9.2 ملايين نزحوا داخلياً غالبيتهم من ولايات الخرطوم والجزيرة ودارفور، بينما لجأ 1.7 مليون إلى دول الجوار.

وتستضيف تشاد 37% من اللاجئين السودانيين، وجنوب السودان 30%، ومصر 24%، ويتوزع ما تبقى على إثيوبيا وليبيا وأفريقيا الوسطى.

ويقدر مسؤول بالداخلية السودانية أن نحو 40% من المواطنين اللاجئين بالدول المجاورة من الشباب، يفكر نصف عددهم على الأقل في الهجرة إلى أوروبا، بعدما فقدوا فرص الدراسة والعمل، وتملكهم الإحباط بسبب تطاول أمد الحرب.

ويوضح المسؤول -الذي طلب عدم الكشف عن هويته- للجزيرة نت أن عدد اللاجئين في تزايد بسبب استمرار الحرب، وثمة تقارير أن مئات الشباب خاصة الذين فروا إلى تشاد وليبيا توجهوا إلى دول أوروبية في هجرة غير منظمة.

ويقول المسؤول السوداني إن بلاده دولة شابة، حيث يبلغ عدد السكان 46.26 مليون نسمة عام 2022، وتعتبر البنية السكانية فتيّة إذ تبلغ نسبة الشباب دون 24 عاماً حوالي 60% من مجمل السكان. ويرى أن هجرة الشباب ستكون خسارة لأنهم عماد المستقبل وركيزة البناء والتنمية.

دروب الهجرة

ويقول "عصام" الذي وصل -بعد مغامرة خطيرة إلى إحدى الدول الأوروبية عبر البحر الأبيض المتوسط– إنه خرج من السودان إلى تشاد ثم ليبيا، بينما خاطر بعض زملائه بالسفر إلى النيجر، ثم الجزائر وأخيراً تونس.

ويحكي للجزيرة نت أن بعض الشباب السودانيين فضلوا العمل في مناجم الذهب بالمناطق الحدودية الصحراوية وبعضهم انتقلوا عبر شاحنات صغيرة يستأجرها مُهرّبون من النيجر إلى الجزائر قبل الوصول إلى تونس، حيث صارت مدينة صفاقس مركزاً للمغادرة على طول ساحل البحر المتوسط.

ويضيف "عصام" أن بعض الشباب الذين غادروا من ليبيا ذكروا أن نساء مع أطفالهن رافقوهم في رحلة عبر قوارب مطاطية متهالكة بعد دفع 1500 دولار إلى المهربين، ووصفها بأنها رحلات مخيفة.

من جانبه، يرى الناشط الحقوقي بشؤون الهجرة أبو الحسن سليمان أن السودانيين باتوا يملكون فرصة حقيقية لنيل صفة اللجوء في أوروبا وأميركا الشمالية، بعد الحرب الأخيرة، وتعتبرهم الولايات المتحدة وفرنسا وبلدان أخرى لاجئين شرعيين (نظاميين) وقد وسّعت الحكومة الأميركية نطاق الحماية المؤقتة التي تمنحها للسودانيين والأوكرانيين وصولاً إلى العام المقبل.

ويقول سليمان -في تصريح للجزيرة نت- إن محاكم استئناف فرنسية منحت صفة الحماية المؤقتة لعدد من اللاجئين السودانيين من الخرطوم ودارفور بعد رفض طلبات لجوئهم في البداية، فاعتُبِرت مناطقهم الأصلية غارقة في حالة من العنف، لذلك نشأت سوابق قانونية تمنح كل من يأتي من تلك المناطق شكلاً من الحماية، ولو مؤقتاً.

أوضاع معقدة

وترى الباحثة والخبيرة في قضايا الهجرة والتنمية الدكتورة نوال نور الدائم أن الصراع المسلح في السودان يؤثر على الملايين من الناس، وأسهم في إيجاد أوضاع سياسية وأمنية تتسم بالتعقيد، الأمر الذي يمثل تحدياً للمجتمع الإنساني.

وتقول الباحثة -للجزيرة نت- إن السودان شهد خلال الأعوام الخمسة الماضية موجة كبيرة من الهجرة لا سابق لها، نتيجة عوامل متعددة، سياسية واقتصادية اجتماعية ومهنية، شملت الآلاف من أساتذة الجامعات والأطباء والمهنيين وغيرهم، كما فضل الكثير من الشباب ركوب أمواج المجهول والمخاطرة بحياتهم في سبيل الهجرة إلى الدول الأوروبية.

وتتوقع مع استمرار الحرب وتزايد أعداد النازحين واللاجئين -وصعوبة الأوضاع التي يعيشونها، إضافة إلى التطورات التي طرأت على الوضع الاقتصادي للبلاد وسوق العمل- أن تشهد الأسابيع المقبلة تصاعدًا مستمرًا في معدلات الهجرة وسط السودانيين وتنامي الهجرة غير النظامية إلى أوروبا ومختلف دول العالم.

وتدعو الباحثة الاتحاد الأوروبي إلى منهج أكثر جدية تجاه الوضع الحالي في السودان وتقديم الدعم والتمويل اللازم، وتقديم حلول عاجلة لدعم السودانيين ومساعدة النازحين بالداخل واللاجئين في دول الجوار، وتبني سياسة تسمح للمهاجرين السودانيين بسلامة دخول أوروبا حتى لا يتعرضوا للمخاطر.

وقد أطلق الاتحاد الأوروبي، قبل 9 سنوات، شراكة مع السودان عبر "عملية الخرطوم" لمكافحة أسباب وتبعات الهجرة غير النظامية من دول القرن الأفريقي وصارت العاصمة الخرطوم مقراً لإدارة هذه العملية.

ويعتبر السودان مركزًا رئيسيًا للمهاجرين كبلد منشأ وعبور ومقصد، ويربط طرق الهجرة من شرق وغرب أفريقيا إلى الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: من اللاجئین فی السودان إلى أوروبا للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

الحفلة إبتدت !

مناظير السبت 5 اكتوبر، 2024

زهير السراج

manazzeer@yahoo.com

* قال المبعوث الأمريكي الأمريكي (توم بيرييلو) انهم يسجلون ويرصدون كل الانتهاكات التي يرتكبها طرفا الحرب في السودان عبر وسائل عديدة منها (المراقبة تكنولوجياً) والمعلومات التي تصلهم من السودان، وهى رسالة واضحة وصريحة لطرفى الحرب بأن يكفوا عن ارتكاب الجرائم ضد المدنيين والكذب، فكل جريمة مكشوفة وكل مجرم مرصود، سواء في الحلفايا أو في مليط أو اب كرانك بدارفور، في انتظار الوقت المناسب للحساب، ومن يشكك في ذلك عليه متابعة ما تفعله اسرائيل في الشرق الاوسط هذه الايام!

* وكشف (بيرييلو) عن فتح حوار مع الاتحاد الأفريقي بغرض تهيئته لإعداد وتجهيز وارسال قوات لحماية المدنيين في السودان، وهو سيناريو شبيه بالذي حدث إثر مجازر ومحارق دارفور في عامي 2003 و2004 حيث تم تشكيل بعثة تقصي حقائق بواسطة مجلس حقوق الانسان في جنيف توصلت الى وقوع جرائم حرب ورفعت الأمر الى مجلس الأمن الذي فتح حوارا مع الاتحاد الافريقي لارسال قوات الى السودان، ثم إصدر قرارا تحت الفصل السابع بإرسال قوات دولية أفريقية مشتركة لحماية المدنيين في دارفور، ثم إحالة ملف جرائم دارفور الى المحكمة الجنائية الدولية التي نظرت في الأمر واصدرت قرارا بالقبض على المخلوع البشير وعدد من قادة النظام البائد في عام 2008 بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وجريمة الابادة الجماعية، وظلوا منذ ذلك الوقت مطاردين وهاربين ومذرعورين، إما أن يتم القبض عليهم، أو يلقوا حتفهم وهم خائفون مطاردون، وهو نفس السيناريو الذي ينتظر مجرمي الحرب الدائرة الآن، كبارهم وصغارهم، طال الزمن أو قصر، ونصيحتي لهم أن يتمتعوا بالسفر والسياحة قدر ما يتيسر لهم قبل أن يأتي اليوم الذي يدخلوا فيه (بيت الحبس) خائفين مذعورين من العقاب !

* وعلى ذكر المخلوع ورفيقيه عبدالرحيم محمد حسين وأحمد هارون الذي رصدت الولايات المتحدة جائزة مالية قدرها 5 مليون دولار لمن يُدلي بمعلومات عن مكان وجوده، فاختفى تماما منذ ذلك اليوم، لا بد مِن ذكر تصريح (بيرييلو) عن العداء المتصاعد للجيش وتطرفه ضد العودة الى النظام المدني الديمقراطي، والعمل على إعادة السودان الى الحكم الدكتاتوري مرة أخرى، وتعاونه مع الجماعات الإسلامية المتطرفة، بما يُفهم أنه تحذير مبطن وتذكير بمصير قادة النظام البائد ومنهم (علي كرتي) الذي وضعته الولايات المتحدة في لائحة العقوبات منذ بضعة اشهر وتضييق الخناق عليه!

* أما أقوى الرسائل التي وجهها (بيرييلو) للذين يأملون في فوز المرشح الجمهوري (ترامب) في انتخابات الرئاسة الامريكية والمعروف انه لا يعير اهتماما بالسودان وحقوق الانسان مثل الرؤساء الديمقراطيين ... بأنه باق في منصبه ولن يتأثر بنتيجة الإنتخابات، فاز ترامب أم فازت هاريس .. يعني (سيك سيك معلق فيك)!

* ومن جانب آخر شرعت الولايات المتحدة في محاصرة السودان (وهو نفس السناريو القديم)، حيث طرح مجلس الشيوخ الأمريكي قبل يومين مشروع "قانون المحاسبة في السودان" لحماية الشعب السوداني ومحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب، بجانب توثيق جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية وعدم افلات المجرمين من العقاب، وقال السيناتور ريش: "يستمر الشعب السوداني في المعاناة من فظائع لا توصف، بما في ذلك الإبادة الجماعية وجرائم الحرب، ولقد حان الوقت لمحاسبة مرتكبي هذه الفظائع".

* كما أعلنت سلطة خفر السواحل الأمريكية، فرض قيود على دخول السفن القادمة من السودان بسبب وجود قصور في تدابير مكافحة الإرهاب في موانئه تحت ظل الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع، وعودة العلاقات بين السودان وإيران!

* الدائرة تضيق حول رقاب الجناة من يوم لآخر، ولا بد أن تصل الى الهدف مهما طال الزمن!

   

مقالات مشابهة

  • المستقبل الحضاري في السودان «2- 3»
  • الحفلة إبتدت !
  • مرصد لحقوق الإنسان يُطالب طرفي الحرب في السودان بحماية المدنيين في الخرطوم بحري
  • إيقاف الحرب أولى من إعمار الخرطوم!!!
  • دراسة حديثة تكشف تأثير الهجرة على الشباب وعلاقتها بالصحة العقلية
  • خبراء لـ«الفجر» آخر تطورات الأوضاع في السودان
  • بعد وصول الوجبة الرابعة.. ارتفاع عدد اللاجئين اللبنانيين في العراق
  • الجيش السوداني يتقدم وسط الخرطوم وقوات متحالفة معه تحقق انتصارات بدارفور
  • إفصاح!!
  • «حماس» تدرس الخروج إلى السودان مقابل انسحاب إسرائيل واستعادة أموال .. الخرطوم تتعهد بتحرير أرصدة الحركة وإعادة عقاراتها ومحطتها التلفزيونية