تهديد لاقى صدى واسعا.. الهدف التالي للحوثيين قد يكون تحت الماء
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
حذر تحليل نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية من أن المتمردين الحوثيين قد يستهدفون كابلات الاتصالات البحرية المهمة، بما في ذلك خطوط الإنترنت، التي تمر عبر البحر الأحمر وتربط آسيا بأوروبا.
ويذكر التحليل أن حسابا مرتبطا بالحوثيين على تطبيق تيليغرام نشر أواخر ديسمبر الماضي خريطة توضح مسارات كابلات الألياف الضوئية التي تمر عبر مضيق باب المندب غربي اليمن.
ويبين التحليل أن هذا التهديد لاقى صدى واسعا من قبل جماعات مسلحة أخرى مدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله اللبناني، وفقا لمعهد بحوث إعلام الشرق الأوسط.
يقول تيموثي سترونغ، نائب رئيس الأبحاث في شركة تيلي جيوغرافي، وهي شركة أبحاث في سوق الاتصالات، إن "أكثر من 99 بالمائة من الاتصالات العابرة للقارات تمر عبر الكابلات البحرية، وهذا لا يقتصر على الإنترنت فحسب، بل يشمل المعاملات المالية والتحويلات بين البنوك وحتى المؤسسات الدفاعية".
ويضيف سترونغ "فيما يتعلق بالبحر الأحمر، فهو بالغ الأهمية لربط أوروبا بآسيا".
لكن بغض النظر عن التهديدات الحوثية، فإن السؤال الأهم يتعلق بما إذا كان الجماعة المصنفة على قوائم الإرهاب الأميركية قادرة بالفعل على إتلاف الكابلات البحرية، والتي عادة ما تكون مثبتة بشكل جيد في قاع البحر، وفقا للتحليل.
يقول الباحث في معهد بروكينغز الأميركي بروس جونز إن ترسانة الحوثيين من الأسلحة لا تشكل خطرا فعليا على الكابلات البحرية لأن محاولة إتلافها تحتاج إلى الغوص لقاع البحر".
ومع ذلك، فإن الحوثيين مدعومون من قبل إيران التي تستخدمهم كوكيل إقليمي لمهاجمة المصالح الغربية والخليجية.
ويضيف جونز أنه حتى لو كان الحوثيون أنفسهم يفتقرون إلى القدرة، فقد يكون الأمر مختلفا عندما يتعلق بإيران، خاصة في ظل تصاعد التوترات بينها وبين الولايات المتحدة في المنطقة.
يشير الباحث الأميركي إلى أن السؤال الذي يجب مناقشته حاليا هو "مدى امتلاك الإيرانيين لهذه القدرات؟ وهل سيمضون قدما في هكذا خطوة؟".
لكن بالمقابل هناك طرق أقل كلفة ولا تحتاج لتقنيات عالية من أجل إتلاف الكابلات الموجودة تحت سطح البحر، خاصة في المواقع التي توضع فيها في المياه الضحلة.
يقول سترونغ إن حوالي ثلثي الحوادث المتعلقة بالكابلات البحرية تنطوي على أخطاء بشرية، وعادة ما تكون ناجمة عن سفن الصيد أو السفن التجارية عندما تسحب مراسيها من قاع البحر.
ويؤكد خبراء أن مثل هذا النهج يمكن أن يمنح الحوثيين القدرة على إحداث أضرار جزئية على الأقل ببعض الكابلات البحرية.
ومنذ 19 نوفمبر، نفذ الحوثيون المدعومون من إيران، عشرات الهجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعما لقطاع غزة الذي يشهد حربا بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر.
ولمحاولة ردعهم، شنت القوات الأميركية والبريطانية ثلاث موجات ضربات على مواقع تابعة لهم في اليمن منذ 12 يناير الماضي. وينفذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ يقول إنها معدة للإطلاق.
وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافا مشروعة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الکابلات البحریة
إقرأ أيضاً:
عسكريون امريكيون: ما انفقته البحرية من ذخائر في البحر الاحمر يفوق ما انفق في 30 عاما
كشفت تقارير عسكرية أمريكية حديثة أن البحرية الأمريكية استخدمت خلال عملياتها القتالية في البحر الأحمر مع اليمن منذ أكتوبر 2023 أكثر من 400 ذخيرة دفاع جوي، أي أكثر مما استخدمته خلال الـ30 عاماً الماضية، ما أدى إلى استنزاف مخزونها من الصواريخ الاعتراضية، وفقًا لما صرح به القائد البحري المتقاعد برايان كلارك من معهد هدسون، حسب تقرير نشره موقع “Task & Purpose” الأمريكي المتخصص بشؤون القوات المسلحة الأمريكية وصناعات الدفاع.
استنزاف غير مسبوق للذخائر
وأطلقت البحرية الأمريكية خلال المواجهات مع القوات اليمنية 120 صاروخًا من طراز SM-2، و80 صاروخًا من طراز SM-6، و20 صاروخًا من طراز Evolved Sea Sparrow، بالإضافة إلى صواريخ SM-3، ما تسبب في إنفاق أكثر من مليار دولار على الصواريخ الاعتراضية وحدها، وفقًا لتقديرات الخبراء العسكريين.
ومع نفاد المخزون، اضطرت البحرية الأمريكية إلى اللجوء إلى استخدام طلقات المدافع مقاس 5 بوصات لإسقاط الطائرات المسيرة اليمنية، حيث تم إطلاق 160 طلقة مدفعية خلال الأشهر الأخيرة من المواجهات، وذلك بسبب ارتفاع تكلفة الصواريخ الاعتراضية وصعوبة تصنيعها بسرعة كافية لتعويض النقص.
ضربة استراتيجية للقدرة العسكرية الأمريكية
ووفقًا لكلارك، فإن البحرية الأمريكية ستحتاج إلى سنوات لتجديد مخزونها من الصواريخ، مما يضعها في وضع دفاعي ضعيف أمام أي مواجهة مستقبلية محتملة مع الصين أو أي تهديد آخر. وأضاف: “إذا حدث غزو لتايوان اليوم، فإن البحرية الأمريكية ستنفد أسلحتها خلال أيام قليلة من القتال، لأن الصواريخ المصممة لهذا النوع من الحروب تُصنع يدويًا وبإنتاج محدود، مما يجعل تعويضها سريعًا أمرًا مستحيلًا.”
معركة غير متكافئة.. وصواريخ بملايين الدولارات ضد طائرات بمئات الدولارات
بدأت المواجهات في البحر الأحمر بعد شن حركة المقاومة الفلسطينية حماس عمليتها ضد الاحتلال الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، حيث أعلنت القوات اليمنية في صنعاء دعمها لغزة عبر استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل وحين حاولت الولايات المتحدة التصدي للهجمات اليمنية وتحرير الملاحة الإسرائيلية وسعت صنعاء قائمة أهدافها لتشمل السفن المملوكة لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان أعلنتا الحرب على اليمن لمنعه من مواصلة إسناد غزة عسكرياً وانتهت المعركة بعد 15 شهراً بفشل أمريكي بريطاني ذريع.
وفي 19 أكتوبر 2023، كانت المدمرة الأمريكية USS Carney أول سفينة أمريكية تخوض اشتباكًا مباشرًا، حيث أسقطت خلال 10 ساعات فقط 15 طائرة مسيرة يمنية و4 صواريخ كروز، في ما وصفته البحرية بأنه “أشد معركة بحرية خاضتها سفينة أمريكية منذ الحرب العالمية الثانية”.
ومنذ ذلك الحين، واجهت البحرية الأمريكية هجمات غير مسبوقة من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية اليمنية، حيث استخدمت واشنطن صواريخ بقيمة ملايين الدولارات لإسقاط طائرات تُصنع محليًا في اليمن بتكلفة لا تتجاوز بضعة آلاف من الدولارات، ما جعل المعركة غير متكافئة اقتصاديًا.
إيقاف الهجمات اليمنية يكشف زيف الادعاءات الغربية
وفي أواخر يناير 2025، أعلنت القوات اليمنية وقف الهجمات في البحر الأحمر جزئيًا بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية حيز التنفيذ، وهو ما يثير تساؤلات حول السبب الحقيقي وراء بقاء القوات الأمريكية في المنطقة، خاصة بعد انسحاب بعض الدول الأوروبية من عملية “حارس الرخاء” التي قادتها واشنطن.
إذا كانت البحرية الأمريكية قد استنزفت صواريخها في التصدي للهجمات اليمنية، فكيف يمكنها الادعاء بأنها كانت تحمي حركة الملاحة الدولية بينما السفن الإسرائيلية والغربية بقيت محظورة بقرار يمني؟ ولماذا لم تتعرض السفن غير المحظورة لأي هجمات؟
واشنطن في مأزق استراتيجي.. ما التالي؟
الآن، مع التوقف المؤقت للهجمات اليمنية بعد أن تحققت شروطها، تجد واشنطن نفسها أمام 3 حقائق مرة:
أولاً: مخزونها من الصواريخ في وضع حرج، ولا يمكن تعويضه سريعًا.
ثانياً: البحرية الأمريكية تعرضت لاستنزاف تاريخي في مواجهة غير متكافئة.
ثالثاً: لم تستطع واشنطن كسر الحظر البحري اليمني، الذي استمر حتى قررت صنعاء رفعه بقرارها السيادي.
من المنتصر الحقيقي؟
وفي الوقت الذي تروج فيه واشنطن لانتصاراتها البحرية، تكشف الأرقام والحقائق الصادرة من الأمريكيين العسكريين المتخصصين أنفسهم، أنها خرجت من البحر الأحمر بقدرات عسكرية مستنزفة، وصورة استراتيجية ضعيفة، دون تحقيق أي من أهدافها المعلنة.
ويبقى السؤال الأهم: هل كانت أمريكا تقاتل لحماية الملاحة، أم أنها خاضت معركة خاسرة ضد قوة يمنية أثبتت قدرتها على فرض إرادتها رغم الفارق الهائل في الإمكانيات العسكرية؟
المساء برس