خبير اقتصادي: إسرائيل مقبلة على ركود طويل.. ولا مفر من زيادة الضرائب
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
سلط البروفيسور، أودي نيسان، الرئيس السابق للميزانيات في وزارة المالية الإسرائيلية وأستاذ الاقتصاد في كلية فيدرمان للسياسة العامة بالجامعة العبرية، الضوء على موازنة العام الجاري 2024، باعتبارها مؤشرا على حالة اقتصاد الدولة العبرية خلال السنوات المقبلة، مشيرا إلى أن تلك المؤشرات ترجح ركودا قادما.
وذكر نيسان، في مقال نشره بموقع "جلوبس" وترجمه "الخليج الجديد"، أن الحكومة الإسرائيلية تهرب من القرارات الصعبة التي يجب اتخاذها الآن لتجنب الألم الأسوأ في المستقبل، مشيرا إلى تأثير حالة عدم اليقين بشأن مدة وشدة القتال في الشمال (مع حزب الله) والجنوب (مع المقاومة الفلسطينية) على جودة أداء الاقتصاد من حيث النمو والتوظيف والنشاط التجاري.
وأضاف أن قسم الموازنة في وزارة المالية يبدأ إعداده لموازنة أي عام مقبل بتوقعات أولية من أجل فهم إطار الموازنة والتعديلات المطلوبة وصياغة السياسة الاقتصادية ومناقشة الخطط الرئيسية لرفع مستوى المعيشة وتحسين الإنتاجية وتسريع تطوير البنية التحتية وأهداف التوظيف، وهو ما لم يحدث هذا العام، بسبب حالة عدم اليقين سالفة الذكر.
وأوضح نيسان أن عاما مضى على انتخاب الحكومة الإسرائيلية الحالية، ومع ذلك لا يزال من الصعب الإشارة إلى اتجاه اقتصادي لها، إذ لا هم لها سوى غير البقاء، وهو ما بدا واضحا قبل حرب غزة، وأصبح أكثر وضوحا بعدها.
ويثير عدم الاستقرار السياسي مخاوف بشأن القدرة على استكمال عملية موازنة منظمة لعام 2025، بحسب نيسان، مشيرا إلى أن الميزانية المنقحة لعام 2024 قدمت عرضًا ترويجيًا قصيرًا لما يمكن توقعه لاحقًا.
فقبل شهر واحد فقط عرض وزير المالية، بتسلئيل سموتشريتش، عجزاً متوقعاً بنسبة 5.9% من الناتج المحلي الإجمالي للعام المقبل قبل إجراء تعديلات على الميزانية، وبعد أسبوعين، ودون أن يحدث أي شيء مهم في هذه الأثناء، قفزت التوقعات ووافقت الحكومة على الميزانية بعجز متوقع بنسبة 7.5% قبل التعديلات و6.6% بعد التعديلات.
وحتى قبل تقديم الميزانية إلى الكنيست، ثمة اتفاق على المزيد من الإضافات إلى ميزانية الدفاع، الأمر الذي يستلزم تجاوز العجز، وكلها تغييرات تعبر عن تأثير حالة عدم اليقين، التي أدت إلى تغير في التوقعات الاقتصادية في غضون أسابيع قليلة.
ويرى نيسان أن ميزانية 2024، التي ستُعرض على الكنيست، تعكس عدم مسؤولية السياسيين، لأنها مبنية على سيناريو متفائل، مضيفا: "رغم جهود المهنيين في وزارة المالية لخلق موازنة معقولة، يبدو أن هذا هو أقصى ما يمكن في ظل الحكومة الحالية: الضعيفة، والمنهكة، والفاقدة للبوصلة الاقتصادية".
اقرأ أيضاً
نيويورك تايمز: حرب غزة دمرت أبرز روافد الاقتصاد الإسرائيلي.. والأزمة غير مسبوقة
سنوات ركود
وإزاء ذلك، تزايدت بشكل كبير المخاوف من انجرار إسرائيل إلى سنوات من الركود الاقتصادي في ظل العبء الإنفاق العسكري المتزايد، واتساع فجوة البنية التحتية، والأضرار التي لحقت بقطاع العقارات، والخوف من تراجع الاستثمار، وتباطؤ صناعة التكنولوجيا.
ورغم ارتفاع مستوى عدم اليقين، يشدد نيسان على ضرورة اتخاذ الحكومة الإسرائيلية لقرارات اقتصادية مهمة، واتباع سياسة نشطة، موضحا: "هذا هو الوقت المناسب لفهم القيود، وإدراك أن الميزانية العسكرية وأسعار الفائدة سترتفع بشكل كبير، والتوقف عن التمسك باللصقات المؤقتة لإخفاء النزيف".
وأضاف: "هذا هو الوقت المناسب لكي ندرك أن خفض الإنفاق المدني في إسرائيل غير الممكن، وأنه لا مفر من زيادة الضرائب. سيتعين على الجمهور (الإسرائيلي) أن يدفع من مستوى معيشته ثمن الحرب وعواقبها، وكذلك الأضرار الاقتصادية التي تسببت بها الحكومة قبل الحرب".
وشدد نيسان على أنه كلما كان علاج المشكلة الاقتصادية مبكرًا كلما كان الألم أقل، مضيفا: "يجب الاعتراف والإعلان بصوت عالٍ وواضح أنه لا يوجد ما يكفي من المال للجميع".
ودعا أستاذ الاقتصاد بالجامعة العبرية إلى إجراء تغيير بالأولويات الاقتصادية عبر خفض الإنفاق غير الضروري، وخاصة الإنفاق القطاعي، وتنفيذ "تدابير مؤلمة" مثل خفض مدفوعات الرعاية الاجتماعية وتأجيل المشروعات غير الضرورية.
وكل هذا "يجب أن يجري بالتوازي مع التدابير الرامية إلى تعزيز النمو، وعلى رأسها تطوير مشروعات البنية التحتية، وتشجيع الاستثمار، ورفع الإنتاجية، وضم قطاعات من السكان إلى قوة العمل، وتركيز الاهتمام على سوق العقارات"، حسبما يرى نيسان، مؤكدا أنه بدون هكذا إجراءات "لن يكون هناك نمو اقتصادي، وبدون نمو سيرتفع خطر ضياع عقد آخر في الاقتصاد الإسرائيلي بشكل كبير".
الضعف السياسي
ويرى أستاذ الاقتصاد بالجامعة العبرية أن "المشكلة الرئيسية هي أن وزير المالية ووزراء الحكومة الإسرائيلية الحاليين لا يفهمون ذلك، وبعيدون كل البعد عنه، فحتى التدابير المؤقتة مثل وقف التخفيضات الضريبية لا يتم تنفيذها. ويستمر تأجيل كل خطوة مهمة مثل رفع ضريبة القيمة المضافة، وفرض بديل لرسوم الوقود على السيارات الكهربائية، وما إلى ذلك".
لقد أصبح الانتظار بديلاً للاستراتيجية في حكومة إسرائيل، بحسب نيسان، الذي عزا ذلك إلى "الضعف السياسي" الذي يدفع الحكومة إلى "التهرب" من الأخبار السيئة، وجعلها مهووسة بتقديرات خاطئة للميزانيات.
والضعف السياسي "وصفة أكيدة للفشل في اتخاذ القرارات الصعبة"، بحسب نيسان، والنتيجة هي "سياسة الانتظار والأمل" حسب تعبيره. وأضاف: "لدق عدنا، باختصار، إلى اقتصاديات "بعون الله". وحتى المصادر اليهودية تحذرنا من توقع الخلاص من فوق دون العمل".
واختتم نيسان مقاله بالإشارة إلى أن التصنيف الائتماني لإسرائيل انخفض بالفعل، كما يتجلى في ذلك أسعار السندات الحكومية، كما يتم تدمير جاذبية الاقتصاد للاستثمار يوميا، و"بدون سياسة اقتصادية نشطة فإن هذه الاتجاهات سوف تزداد سوءا".
اقرأ أيضاً
الصفقات التجارية في أدنى مستوياتها.. تقرير: واقع ضبابي يواجه الاقتصاد الإسرائيلي
المصدر | أودي نيسان/جلوبس - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل وزارة المالية الإسرائيلية الحكومة الإسرائيلية الاقتصاد الإسرائيلي الضرائب التصنيف الائتماني الحکومة الإسرائیلیة عدم الیقین
إقرأ أيضاً:
عاجل.. وزير المالية لقيادات مصلحة الضرائب: افتحوا صفحة جديدة مع شركائنا الممولين
أكد أحمد كجوك وزير المالية، أن «مجتمع الأعمال، لازم يشعر بتحسن ملموس» مع تطبيق الحزمة الأولى للتسهيلات الضريبية، موضحًا أننا نُراهن على العاملين بالضرائب، فى بناء حالة إيجابية جديدة مع الممولين ترتكز على «الثقة والشراكة والمساندة».
قال، فى اجتماعه مع قيادات مصلحة الضرائب المصرية، بحضور ياسر صبحى نائب الوزير للسياسات المالية، وشريف الكيلاني نائب الوزير للسياسات الضريبية، ورشا عبدالعال رئيس مصلحة الضرائب،: «فخورون بحماسكم لبدء مسار متطور للإصلاح الضريبي، ونثق فى قدرتكم على تحقيق المستهدفات المنشودة.. افتحوا صفحة جديدة مع شركائنا الممولين، فى إطار من الحرص الواجب على حماية الحقوق المتبادلة لكل الأطراف».
أضاف أن رسالتنا للمجتمع الضريبي تتمثل فى أننا نتفهم التحديات، ونعمل معًا على حلها؛ لتخفيف الأعباء، وتهيئة بيئة أعمال صديقة للمستثمرين، لافتًا إلى ضرورة الاستفادة من المساحات المرنة بالقوانين الضريبية فى خلق انطباع إيجابي واقعي للممولين بمزيد من التيسير والتبسيط فى الإجراءات.
أشار إلى أنه سيتابع لحظيًا مع زملائه من القيادات والعاملين بالمراكز والمأموريات، خطوات تنفيذ «الحزمة الأولى من التسهيلات الضريبية»، موضحًا أن هناك عددًا كبيرًا من الجهات المحايدة سيتولى تقييم الواقع الضريبي من منظور الممولين؛ للتأكد من التنفيذ المتقن للإجراءات المبسطة والميسرة.
أكد الوزير، أن نظم الإثابة وتقويم الأداء ستكون محفزة ومرتبطة بجودة وكفاءة الخدمات الضريبية المقدمة للممولين بالمناطق والمراكز والمأموريات، مشيرًا إلى أن الممول شريكنا الأساسى، ولا بد أن نتكاتف لتقديم أفضل خدمة ضريبية له ومساعدته على التوسع.
قال سنقوم بتطوير واستخدام كل الخدمات والأدوات الإعلامية للتواصل مع جميع الممولين وشرح التسهيلات والمزايا الضريبية وإيجاد حالة من الحوار، تسهم فى دفع هذا المسار المتطور للإصلاح الضريبي.