لمن تقرع الاجراس.. درسنا الاول في الاعلام
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
كتب:
هاشم حسن التميمي
قبل خمسين عاما كنا نجلس بخشوع ورهبة لنتلقى درسنا الاول في قسم الاعلام وكان عنوانه رسالة الصحافة.
وقف امامنا استاذنا القدير الراحل الدكتور سنان سعيد وقال لنا بعد الترحيب والتعارف ان الصحافة مهارات في فن التعبير والتاثير سينجح من يجيدها ويتعلم اسرارها ولكن لاينتصر فيها الا من تعلم درسها الاول المتمثل باخلاقيات المهنة بوصفها رسالة انسانية نبيلة في نقل الحقيقية في سياقات انيقة ومشوقة ومهذبة بدون تجريح حتى لو كان بالاشارة والتلميح…
ومرت السنوات بل العقود وتدرجنا في عملنا الصحفي من مندوبين ومراسلين نركض وراء الاخبار ثم محررين وبعدها محاورين وكتاب تحقيقات واعمدة ومقالات ورؤساء تحرير.
التقينا رؤساء وكبار مسؤولين وادباء ونحوم. ومشاهير في مختلف الحقول وحتى متسولين ومجرمين وكل فئات المجتمع في الحرب والسلام مارسنا كل اشكال وفنون الصحافة في الحرب والسلام وعلى الرغم من كل ذلك وتحت وطاة وقسوة كل الظروف لم ننس درسنا الاول ( الصحافة فن ورسالة واخلاق)…وحين اشتد عودنا وقادتنا الاقدار للدراسات العليا ووجدنا انفسنا اساتذة نقف امام طلبتنا وقادنا ذلك لاستذكار استاذنا الاول ودرسه الاول عن رسالة واخلاق الصحافة فلم تغيرنا الايام وتقلبات وتطورات وسائل الاعلام…لم نحولها لسلم نتسلقه لانتزاع مناصب او مكاسب ولم نجعل منها وسيلة للتملق او للابتزاز للحصول على سكن رئاسي و سيارات حديثة في سنوات قليلة ونعيش برفاهية لايحققها الراتب المشروع في الف سنة…. ابتعدنا عن الغرور والتنمر ونحن نوجه الاسئلة للمجتهد او المقصر تعلمنا اصول الحوار والسؤال في المؤتمر الصحفي او الحوار التلفزيوني…. ويتم ذلك عبر حراس بوابات في كل صحيفة واذاعة وقناة تدقق صحة المعلومة وصياغتها ومصدرها وطريقة واسلوب عرضها بدون اتهام او تجريح ومن خلال مهارات في عرض الاسئلة الذكية التي تقود للاجوبة المطلوبة بدون استفزاز او ابتزاز نيابة عن لوبيات لها اجندات وتجند للاسف اعلاميين للقيام بهذه المهام القذرة…وهي على كل حال مكشوف عند زملاء المهنة ولاتمرر على الجمهور الذي يمتلك حسا نقديا يميز مابين النقد الموضوعي الصادق عن الغرض المبيت واعتماد التهريج والتلفيق والتزييف وسيلة للاشهار.. وابتلاع المليارات مثل المنشار ياكل وهوصاعد بالمديح ويقبض وهو نازل ثمن السكوت عن ملفات وصفقات .
وللاسف تجاوز البعض اخلاقيات المهنة واصولها وامعن في استغلال صفته الصحفية لارهاب الاخرين والاعتقاد بان الصحفي في القرن الحادي والعشرين فوق القانون وفعلا بعضهم ارتكب جرائم جنائية خطيرة مستثمرين علاقاتهم مع عدد غير قليل من كبار المسؤولين من الذين يحتاجونهم لتلميع صورهم او يخشون الصحافة الصفراء وقدراتها على التشهير وبالتاكيد ان من يخاف هذه الاصوات المتنمرة فاما وضعه مريب او يفهم دور الصحافة بطريقة غير صحيحة او غير مكترث واتسعت هذه الظاهرة لغياب العقاب والافلات من القانون بذريعة حرية التعبير وضعف الرقابة المهنية وسياقات انضباط الصحفيين…..ولا حياة او حياء لهذه الظاهرة ورموزها النتة من المرتزقة لان درسنا الاول سيبقى في الضمير والذاكرة وسيكون هو الدرس الاول لكل صحفي شريف يعشق مهنته ويحب وطنه.
ويجب ان لايفهم كلامنا بالمقلوب او انه تأييد لاجراءات تكميم الاقواه حكوميا وبرلمانيا ومليشياويا او اي مصدر اخر يصادر تعدد الاصوات ويحول اجهزة الاعلام الى ابواق تتستر على الفساد وانتهاكات حقوق الوطن والمواطن. وابتزاز الناس لمصالح ضيقة، والمطلوب التوازن مابين حرية التعبير ومواثيق الشرف.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
ممثل المكاري في تكريم إعلاميي زغرتا على الجبهة: تكريمكم لن يكون الأخير لأن عنوانكم المثابرة والنجاح والمهنية
نظمت جمعية "الشبيبة الإهدنية" احتفالا تكريميا لإعلاميي زغرتا على الجبهة، رينا الدويهي من قناة العربية، وجاسينت عنتر من قناة الجديد، وجو فرشخ من المؤسسة اللبنانية للإرسال، الذين كانوا في الخطوط الأمامية خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان وذلك في المسرح البلدي في زغرتا قاعة بيار فرشخ.
حضر الاحتفال الذي رعاه وزير الإعلام زياد المكاري ممثلاً بالإعلامي مرسال الترس، النواب ميشال معوض، وميشال الدويهي، مسؤولة الانتشار في المرده المهندسة كارول دحدح ممثلة النائب طوني فرنجيه، الاعلامية ماريا يمين ممثلة رئيس تيار "المرده" سليمان فرنجيه، جواد بولس، انطوان اسطفان الدويهي، قائمقام زغرتا ايمان الرافعي، رئيس بلدية زغرتا-اهدن بولس الغزال معوض، الإعلامية حسنا سعاده ممثلة نقيب المحررين جوزيف القصيفي، نقيب عمال البناء في زغرتا-الزاوية بدوي غالب، مديرة دار المعلمين والمعلمات في زغرتا الدكتورة بوليت ايوب، رئيس مجلس إدارة المدير العام لمستشفى إهدن الحكومي الدكتور إبراهيم المقدسي، رئيس مكتب استقصاء الأمن العام في زغرتا النقيب أسامة خير، رئيس مكتب "الوكالة الوطنية للاعلام" في زغرتا الاعلامي فريد بو فرنسيس، مستشارة وزير الاعلام للشؤون الفرنكوفونية الاعلامية اليسار نداف، النقيبة السابقة لأطباء الاسنان الدكتورة راحيل الدويهي، بالاضافة الى فاعليات اعلامية وتربوية واجتماعية وفنية، الى جانب المكرَمين وعائلاتهم.
البداية كانت مع النشيد الوطني اللبناني ثم كلمة تعريف من الاعلامية في قناة الـMTV زينة باسيل شمعون التي تحدثت عن الصعوبات التي يتعرض لها الاعلاميون خلال الحرب وحيّت جهود الاعلاميين المكرمين وذلك بعد لقائها معهم في العمل، كما اثنت على اخلاقهم المهنية.
بعدها تحدث رئيس جمعية "الشبيبة الإهدنية" روي عريجي فقال: " نلتقي اليوم في زغرتا لنكرّم ثلاثة إعلاميّين زغرتاويّين كانوا على الجبهة شهودًا على إرهاب العدوّ الصهيوني فساهموا في نقل إجرام هذا العدو الظالم إلى العالم، كل بطريقته. بداية أتقدّم بالشكر من كلّ من ساهم في إنجاح هذا الحفل التكريمي لأبطالنا. أحد أهدافنا في الجمعية إظهار صورة زغرتا وإهدن، وتكريم من رفع شأنَها، ونفض الغبار عن إنجازاتها في كلّ المجالات، لذلك قرّرنا تكريم هؤلاء الأبطال رينا الدويهي وجاسينت عنتر وجو فرشخ وكارمن جوخدار الذين صمدوا في وجه العدوان على مدى شهرين ونيّف".
أضاف: "من هنا نرسل تحية احترام لتضحيات الاعلامية كارمن جوخدار ابنة قضاء زغرتا الموجودة خارج البلاد . على مرّ العصور، اتّّسم الزغرتاوي بالبطولات، فكان المقدام في كل المجالات، منها الدفاع عن كرامة أرضه منذ مئات الأعوام، فكانت المرأة دائما سند زوجها في السرّاء والضرّاء، ترافقه في الحرب لتؤمّن له مأكله ومشربه، مثلما كانت تفعل مريم والدة بطل لبنان يوسف بك كرم، وفي السلم كانت تحافظ على قيم العائلة ليُطبق المثل الزغرتاوي "الرجال جنّا والمرا بنّا. هذا الطبع تشرّبه كلّ من رينا وجاسينت وجو وكارمن، فكانوا المقدامين على الجبهة، وكانوا سند لبنان الموجوع والمظلوم في إذاعة صوت أنينه إلى كل العالم. بمسيرتهم الإعلامية هذه، يكمّلون ما رسمه بطرس الافندي يمّين لما أسس جريدة اهدن سنة ١٩١٣ في زمن الاتراك، وفريد انطون عندما أسّس صدى الشمال، وفريد بولس حين أسّس الدفاع في زمن الانتداب، وكرّت السُبحة لتصبح زغرتا القرية-المدينة مقلعًا للصحف والمجلات. وقد أنتجت، الى جانب صحافتها المقروءة، صحافة أخرى مسموعة ومرئية من خلال اذاعة وتلفزيون لبنان الحر الموحد من اهدن، واعلاميات واعلاميين شكلوا بأكثريتهم الساحقة مجتمع الصحافة والإعلام في الشمال. فتحية وفاء لهؤلاء".
ختم: "رينا جاسينت وجو انتم يا جنود الكلمة تستحقون كل تقدير وتكريم واحترام".
ثم كانت كلمة بلدية زغرتا-اهدن ألقتها السيدة لورا فنيانوس سيدة قالت فيها:" اهلاً بجميع فاعليات المنطقة على المسرح البلدي قاعة بيار فرشخ الذي استعاد نشاطه بعد الصيف والاحداث الاخيرة والبداية باحتفال تكريم ثلاثي في عالم الاعلام من مدينة زغرتا، كانوا على الجبهة صوت الحقيقة وصورة مشرقة عن هذه المدينة التي اعطت الاعلام المرئي والمسموع والمقروء باقة كبيرة من المخضرمين بالجيل الاول واليوم بالجيل الثاني وبالحرب سجلوا بروز وتفوق ٣ كفاءات هم : رينا الدويهي من قناة العربية الحدث بعد تجارب منوعة بمسيرتها ، جاسينت عنتر من قناة الجديد وجوزف فرشخ عبر الـ LBCI ".
أضافت: "جمعية الشبيبة الإهدنية تكرم هؤلاء الاعلاميين الثلاثة في بداية مشوارهم والمبادرة أكثر من درع واحتفالية، هي كلمة عوافي لوجوه كانت كل ما تطل من موقع جغرافي خطير نصلي مع أهلها لترجع على زغرتا بالسلامة. شكرًا للباحث روي عريجي على احياء هذه المبادرة التي تؤكد ان التقدير عملة ليست بنادرة في زغرتا بل قيد التداول".
ختم: "نطلب من الله ان نراكم ببرامج سياسية في السلم والسلام بعد ما زرعتم الحقيقة والموضوعية في الحرب".
وألقى الترس كلمة باسم المكاري وقال: "كلفني الوزير المكاري تمثيله في رعايته احتفالكم فشرفني بعد نصف قرن ونيّف أمضيتها في الاعلام الرسمي والخاص معًا. وراعي الاحتفال إذ يعز عليه ألا يكون حاضراً في هذا الاحتفال، لارتباطه بمواعيد مسبقة خارج البلاد. إلاّ أنه يشاطر جمعية الشبيبة الاهدنية تقديرها لهذه الباقة من الأسماء التي صنعت اسمًا مضيئًا على الساحة التلفزيونية الميدانية في العدوان الاسرائيلي على لبنان، وكانوا ثلاثتهم رمزاً للمصداقية والموضوعية في رسائلهم ومواكبتهم وتغطياتهم".
أضاف: "الى فرسان الاعلام الثلاثة رينا وجاسيت وجوزف أنقل تهنئة الوزير المكاري الذي يعتبر نجاحَكم مضافاً الى نجاحات كثيرة عرفَتها الاسرة الاعلامية في المنطقة. كما أنقل عميق امتنان صاحب الرعاية للباحث روي العريجي لتنظيمه الاحتفال الراقي بفكرته وهدفه ومضمونه".
تابع: "اعلاميو زغرتا الزاوية على الجبهة. وهنا لا تفوتنا الاشارة لتوجيه التحية الى الغاليتين كارمن الجوخدار التي دفعت ثمن رسالتها الاعلامية النبيلة بالدماء، وهدى شديد التي صارعت مرض الجسد والحرب معاً ولم تغب عن الشاشة، كذلك جميع الاعلاميين والمراسلين والمحررين في مكاتب الوكالة الوطنية للإعلام في زغرتا والصحف والمواقع الالكترونية الذين واكبوا في المنطقة تفاصيل النزوح والايواء وويلات الحرب التي نأمل أن تكون ولّت الى غير رجعة".
ختم: "أيها المحتفى بكم، قد يكون تكريم اليوم، هو الاول في مسيرتكم، لكنه لن يكون الاخير فالمكتوب يُقرأ من عنوانه وعناوينكم أنتم الثلاثة : المثابرة والنجاح والمهنية".
في الختام قدم اعضاء الجمعية دروعا تقديرية للإعلاميين المكرمين بعد عرض فيديوهات قصيرة عن تغطيتهم للحرب وبعد إلقائهم كلمات عن مسيرتهم والصعوبات التي تعرضوا لها وعن الدعم المعنوي الذي تلقوه من متابعيهم.