يولد الفلسطيني فيقطعون حبل سرّته ليتصل بأرض فلسطين
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
خاص – أثير
مكتب أثير دمشق – إعداد الكاتبة والأديبة غادة عماد الدين العيسى مديرة المسرح القومي في طرطوس
“خطاب اليوم التالي للحرب سيكون مختلفًا”
والقائل هو بتلسئيل سموتريتش…هذا اسمه، وعمله ليس وزير حرب ولا مدير مخابرات، إنّه وزير مالية، لكن يبدو أنّ شأنه في موضوع الاستيطان والعنصريّة لا يقلّ عن شأن رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتينياهو، كلٌهم يعملون لتنفيذ الإستراتيجيّة الصّهيونيّة التي يميل البعض لتجاهلها “من الفرات إلى النّيل” التي هي ليست أضغاث أحلامِ من ينبّهون من الخطر الإسرائيلي، وخاصّةً عندما تعمد بعض الجهات الإعلاميّة والثقافيّة التي تعمل في خدمة هذا الكيان لصبغه بألوان الطّيف الدّيمقراطي، وحماية حقوق الإنسان، فيعتبرون أن في الموضوع الكثير من المبالغة، خاصّة أنّ لهذا الكيان المقدرة الماديّة والثقافيّة والتكنولوجيّة التي من الممكن أن تمهر النّهار بختمها الأسود، لكن من يهتمّ بكشف الحقائق لن يجد صعوبة في كشف الحقيقة المغطاة بغربال الوهم.
هنا يأتي دور دانييلا فاييس، إنّها ليست مطربة تغني للحريّة، ولا شاعرة تقول القصائد في حلاوة الحبّ وموج البحر؛ إنّها مستوطنة صهيونيّة، صاحبة نظريّةٍ في العنصريّة، فهي ذات أصول بولنديّة أمريكيّة، لكن هذا لم يمنعها، بل دفعها لتكون أكثر عنصريّة.
نظريّة من “الفرات إلى النّيل” هي جزء من أقوالها في خدمة السياسة العنصرية، فعلى حدّ قولها يجب ترحيل الغزّاوييّن إلى أيّ مكان خارج فلسطين، وترى هذه العنصريّة المتجسّدة في سيّدة أنّه من الواجب إلغاء خيار الدّولتين، وعلى الفلسطينيّين أن يعترفوا بإسرائيل، أو أن يخرجوا ويُستعاض عنهم بالإسرائيليّ وهو الحل الأفضل.
إذاً لا دولة فلسطينيّة ولكن كيف؟
ليأتي دور وزير المال الصهيوني ليكمل الإجابة عن دانييلا اليمينية المتطرفة، ليقول: خطاب اليوم التالي للحرب سيكون مختلفاً بعودة المستوطنين اليهود إلى قطاع غزة، وتشجيع الفلسطينيين على الهجرة،
ثم يكمل: في حال تحركنا بطريقة صحيحة إستراتيجيًا وشجعنا الهجرة وفي حال كان هناك مئة ألف أو مئتي ألف عربي في غزة وليس مليونين، سيكون خطاب اليوم التالي “للحرب” مختلفاً تماماً.
ليستمر العرض لعضلات الصهاينة من خلال شخصيتين قد تكونان نقطة من بحر فلسفة العنصرية الصهيونية الممتدة منذ تصريحات رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير أن الحدود ترسم حيث يقطن اليهود، لا بحسب خط مرسوم..
وانسجامه مع كتابات دافيد بن غوريون سنة 1937 التي صرّح فيها بأن “التّرحيل القسري للعرب من أودية الدولة اليهودية العتيدة يمكن أن يعطينا شيئاً لم يكن لدينا قبلاً…” حتى يومنا هذا.
في المقلب الآخر أو لنقل على الضّفة الأخرى هناك رأي آخر، بل مصير آخر لا يأخذ رأياً ولا ينتظر تشجيعاً؛ إنه رأي الأرض العطشى في المطر، ورأي الساقية في الماء الجاري
إنه الدّم الذي يجري في عروق الفلسطينيين ،فلا حاجة للنّقاش والتّشجيع، الأرض أمانة في رقابنا، ونحن أمانة في عروقها، لن نخترع القصص حول أحقيتنا بالأرض، فنحن هي وهي نحن.
لن نعيد مأساة الهنود الحمر في عصرنا هذا، فالأحمر فقط هو الدم الذي يرفض السكون في عروقنا تحت ظلّ الاحتلال.
الأرض بطولها وعرضها أمامكم، ومفردات اللغات لا نهاية لها قي قاموس التشجيع والاستنهاض لكن نحن لا نحتاجها، فالفلسطيني عندما يولد يقطعون حبل سرّته من أمه فيتصل بفلسطين لينتهي زمن الكلام.
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
جنايات سوهاج تقضى بإعدام مزارع متهم بقتل شخص وإلقاء جثته بأرض زراعية
قضت محكمة جنايات سوهاج اليوم الأربعاء، وباجماع الآراء، بمعاقبة المتهم "ع.ا.ع"47 سنة مزارع بالاعدام شنقاً لاتهامه بقتل المجنى عليه "ا.ا" بدائرة مركز البلينا.
صدر القرار برئاسة المستشار محمد زين على وعضوية المستشارين عمر صقر وأحمد طلبه بأمانة سر محمد العربى.
تعود أحداث القضية إلى عام 2023 بدائرة مركز البلينا عندما تلقت أجهزة الأمن بلاغا بالعثور على جثة المجنى عليه ناحية برخيل مصابا بطلقات نارية متفرقة بالجسد وملقاه بأرض زراعية بقرية برخيل، وكشفت التحريات أن المتهم وراء إرتكاب الواقعة حيث تبين أنه توجد تعاملات تجارية بين المتهم والمجنى عليه وإعطائه مبلغ مالى 750 ألف جنيه لاستثمارها فى تجارة المواشى، إلا أن المجنى عليه طالبه فى الفترة الأخيرة بالمبلغ لاعتزامه استثمارها فى مجال آخر.
واعترف المتهم فى تحقيقات النيابة أنه لم يستطع تدبير المبلغ وقرر التخلص من المجتى عليه وقام بإعداد سلاح نارى لذلك وقام بالاتصال به واصطحابه بالدراجة البخارية بحجة قضاء بعض المصالح، وفى الطريق غافل المتهم المجنى عليه بالقرب من قرية برخيل وأطلق عليه النار حتى سقط على الأرض غارقا فى دمائه وفارق الحياة، ثم قام بعدها المتهم بالاتفاق مع سائق توك توك بالقاء الجثة فى الأرض الزراعية واخفاء السلاح الناري، وبعد تقنين الإجراءات تم القبض على المتهم وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وتمت إحالته إلى محكمة الجنايات والتى أصدرت حكمها السابق.