"ميماس" قمر تابع لكوكب زحل يكشف عن سر مخفي في أعماقه
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
اكتشف علماء الفلك أن قمرا صغيرا تابعا لكوكب زحل، يُدعى ميماس، قد يأوي محيطا سائلا مخفيا تحت قشرته الجليدية السميكة، وبالتالي قد يكون لديه الظروف الملائمة للحياة.
وغالبا ما يتم مقارنة القمر المليء بالفوهات بـ"نجم الموت" (Death Star) بسبب فوهة هيرشل الكبيرة التي تشبه الشكل المجوف لسلاح الليزر الخاص بمحطة الفضاء الخيالية في سلسلة أفلام "حرب النجوم"، والتي تحمل الاسم نفسه.
ويشير الاكتشاف الجديد إلى أن القمر هو "المرشح الرئيسي" للعثور على أصول الحياة، وفقا لفريق الدراسة.
ويعتقد الخبراء أن الحياة على الأرض بدأت في بحار بدائية مماثلة منذ مليارات السنين. ويرجح علماء الفلك أن الماء السائل تشكل على ميماس، أصغر أقمار زحل، قبل نحو خمسة إلى 15 مليون سنة، ما يجعله أصغر بكثير من محيطات الأرض التي يعتقد أن عمرها أكثر من أربعة مليارات سنة.
ومع عدم وجود علامات على أي نشاط، فإن هذا القمر الصغير، فقد كان آخر مكان يرجح العثور فيه على محيط تحت سطحه.
ولكن، على عكس كل التوقعات قال العلماء إنه يبدو أن ميماس لديه محيط على بعد 20 إلى 30 كيلومترا فقط تحت غلافه الخارجي الجليدي. وهو بذلك ينضم إلى عائلة من الأقمار التي يعتقد أن لديها محيطات تحت سطحها: قمري أوروبا وغانيميد التابعين لكوكب المشتري، وتيتان وإنسيلادوس التابعين لزحل.
وقال الدكتور نيك كوبر، زميل الأبحاث الفخري في جامعة كوين ماري في لندن: "ميماس هو قمر صغير، يبلغ قطره نحو 400 كم فقط، وسطحه المليء بالفوهات لا يعطي أي إشارة إلى المحيط المخفي تحته. ويضيف هذا الاكتشاف ميماس إلى نادي حصري من الأقمار ذات المحيطات الداخلية، بما في ذلك إنسيلادوس وأوروبا، ولكن مع اختلاف فريد: محيطه صغير بشكل ملحوظ، ويقدر عمره بخمسة إلى 15 مليون سنة فقط".
إقرأ المزيد رصد ظاهرة غامضة في حلقات زحل حيرت العلماء لأكثر من 40 عاماوخلال الدراسة التي نشرتها مجلة Nature، قام فريق بقيادة الدكتور فاليري ليني من مرصد باريس في فرنسا، بتحليل البيانات من مركبة الفضاء كاسيني التابعة لناسا.
ودرست كاسيني زحل وأقماره لأكثر من عقد من الزمن قبل أن انتهاء مهمتها بالاصطدام بالكوكب في عام 2017.
ومن خلال فحص التغيرات الدقيقة في مدار ميماس عن كثب، قال العلماء إنهم تمكنوا من استنتاج وجود محيط مخفي وتقدير حجمه وعمقه.
وأشاروا إلى أن هذه النتائج سمحت لهم أيضا باستبعاد احتمال وجود نواة صخرية داخل ميماس، قائلين إن وجود محيطات داخلية عالمية "هو السيناريو الوحيد المتوافق مع الملاحظات".
وأضاف الفريق أن اكتشافهم يشير إلى أنه حتى الأقمار الصغيرة والتي تبدو غير نشطة يمكن أن تحتوي على محيطات مخفية قادرة على دعم الظروف الأساسية لتكوين الحياة.
وأفاد العلماء بأن فكرة الأقمار الجليدية الصغيرة نسبيا يمكن أن تؤوي محيطات "شابة" يمكن أن تحفزهم على "إجراء فحص شامل للأقمار الجليدية متوسطة الحجم في جميع أنحاء النظام الشمسي".
المصدر: إندبندنت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اكتشافات الفضاء النظام الشمسي دراسات علمية زحل قمر كواكب محيطات
إقرأ أيضاً:
صور الأقمار تكشف: ماذا تخطط إسرائيل على حدود سوريا؟
شمسان بوست / سكاي نيوز
اتهمت الأمم المتحدة إسرائيل بارتكاب “انتهاكات جسيمة” لاتفاقية عمرها 50 عاما مع سوريا، قائلة إنها شاركت في “أنشطة هندسية أساسية” تعتدي على منطقة عازلة رئيسية في مرتفعات الجولان.
وتظهر صور الأقمار الاصطناعية من شركة “بلانت لابس” ووكالة الفضاء الأوروبية، أن قوات إسرائيلية كانت تجري منذ أشهر أنشطة حفر قرب قرية جباتا الخشب السورية الواقعة في هضبة الجولان.
ويتم إنشاء “ساتر ترابي” كبير في المنطقة، يبلغ عرضه حوالي 12 مترا.
وقالت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، إن الأنشطة الهندسية الإسرائيلية واسعة النطاق تجري على طول ما يسمى “خط ألفا” الذي يفصل بين سوريا ومرتفعات الجولان المحتلة.
وضمن حلقة برنامج “غرفة الأخبار” على “سكاي نيوز عربية”، تم التطرق إلى دلالات هذه التحركات الإسرائيلية، وسط مخاوف من تصعيد عسكري محتمل في المنطقة.
ووفقا لتقارير الأمم المتحدة، فقد بدأت هذه الأنشطة منذ يوليو الماضي، وهو ما يطرح تساؤلات حول النوايا الحقيقية لهذه التحركات.
أبعاد عسكرية
استضاف البرنامج الخبير العسكري اللواء حسن حسن من دمشق، الذي رأى أن هذه الأنشطة تمثل مؤشرا على تصعيد إسرائيلي محتمل.
وأشار حسن إلى أن الساتر الترابي قد يهدف إلى منع أي تسلل أو هجمات من الجانب السوري، إلا أنه في الوقت نفسه يعكس استعدادا لتحركات عسكرية محتملة من قبل إسرائيل.
وأضاف أن “هذا السلوك يعكس استراتيجية إسرائيلية أوسع لتعزيز قبضتها الأمنية والعسكرية في الجولان المحتل”.
وناقش حسن خلال الفقرة الادعاءات الإسرائيلية التي تشير إلى أن الهدف من بناء الساتر هو منع تهريب الأسلحة والمقاتلين عبر الحدود السورية، واعتبر أنها تستخدم كغطاء لتحركات عسكرية محتملة، مشيرا إلى أن السواتر الترابية بهذا الحجم “تعكس تحضيرا ميدانيا لعمليات أكبر قد تشمل توغلا عسكريا في حال تطورت الأوضاع”.
استهداف خطوط الإمداد السورية
كما تناول البرنامج الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على مواقع في دمشق ومحيطها، حيث أكدت إسرائيل أن العمليات استهدفت خطوط إمداد تابعة لحزب الله اللبناني.
واعتبر حسن أن هذه الضربات تأتي ضمن “المعركة بين الحروب” التي تتبعها إسرائيل لشل قدرات حزب الله وحلفاء إيران في سوريا، لكنه لفت إلى أن قدرات الحزب باتت أكثر تطورا، لا سيما فيما يتعلق بالصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة، مما يطرح تحديات جديدة لإسرائيل.
رسائل إقليمية وتوازنات القوى
في سياق متصل، أوضح الخبير العسكري أن التحركات الإسرائيلية تهدف إلى إرسال رسائل متعددة إلى خصومها في المنطقة، بدءا من سوريا وحتى حليفتها إيران.
واعتبر أن التصعيد الإسرائيلي في الجولان يحمل رسالة واضحة مفادها أن إسرائيل لن تتوانى عن ضرب أي تهديدات عسكرية تتبلور على حدودها.
تجد الإشارة إلى أن استمرار الأنشطة العسكرية الإسرائيلية على الحدود السورية وتصاعد الضربات الجوية، قد يؤدي إلى تعقيد المشهد الإقليمي بشكل أكبر، ما يثير تساؤلات حول قدرة الأطراف المعنية على ضبط النفس أو التوجه نحو تصعيد أوسع.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى المشهد مفتوحا على كل الاحتمالات، من التصعيد العسكري إلى محاولات التهدئة عبر الوساطات الدولية