ميشكوف: روسيا سترد على مصادرة أصولها المالية في فرنسا
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
باريس-سانا
أكد سفير روسيا لدى فرنسا أليكسي ميشكوف اليوم أن بلاده سترد باتخاذ إجراءات تجاه الأصول الفرنسية في روسيا في حال استخدام الاتحاد الأوروبي لأرباح الأصول الروسية المجمدة هناك لصالح أوكرانيا.
ونقلت وكالة نوفوستي الروسية عن الدبلوماسي الروسي قوله: إن “فرنسا كانت قبل ثلاث سنوات المستثمر الرئيس المباشر في الاقتصاد الروسي وكل الأصول الفرنسية الحالية في روسيا هي موضوع قيد النقاش لاتخاذ إجراءات بخصوصها،في حال أيدت باريس استخدام عائدات الأموال الروسية المجمدة هنا لصالح أوكرانيا”.
ووافق الممثلون الدائمون لدول الاتحاد الأوروبي في ال 28 من كانون الثاني الماضي بشكل مبدئي على اقتراح المفوضية الأوروبية للتصرف بدخول الأصول الروسية المجمدة في دول الاتحاد الأوروبي من خلال حسابات خاصة يمكن استخدامها لتمويل أوكرانيا مستقبلاً.
وكان الغرب جمد نحو 300 مليار دولار من احتياطات روسية من النقد الأجنبي منذ بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، ودفعه فشل عقوباته الاقتصادية على روسيا لإنشاء “صندوق دعم أوكرانيا” بقيمة 1.7 مليار دولار باستخدام أرباح هذه الأصول.
من جهة ثانية أكد ميشكوف أن “الغرب والولايات المتحدة باتوا اليوم مجرد أبواق تكرر دعاية غوبلز النازية”، مضيفا: إنه وصل الأمر بالغرب “لاتهام روسيا بالضلوع في التضليل حول انتشار الحشرات في فرنسا وما هذا إلا دليل على فقدان الغرب القدرة على إيجاد الحلول واتخاذ القرارات”.
وشدد على أن “انعدام الحوار والكيل بمكيالين مرض استشرى أولاً في المنظمات الدولية التي اقتصرت على مجرد اجتماعات متفرقة وتلاوة للتعليمات وفق مصالح الدول الغربية”.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
مقارنة بين وقوف الغرب مع أوكرانيا وموقف العرب من فلسطين
محمد الموشكي
ماذا عن حرب روسيا مع أوكرانيا، هذه الحرب التي دخلت عامها الرابع؟ ما سبب اندلاعها وما هي المصالح المترتبة عليها، بعيدًا عن الهالة الإعلامية الغربية والرواية الغربية ذاتها؟
حرب أوكرانيا مع روسيا اندلعت في سياق خدمة الغرب، والغاية منها هي إضعاف روسيا واختبار قدرتها العسكرية. وإلا فما هي مصلحة أوكرانيا في معادَاة روسيا، وهي التي تجمعها بهما أغلب الثقافات والعادات، فضلًا عن المصالح المشتركة بين الشعبين والبلدين؟
هنا، لم يتخذ الغرب موقف الحياد ولو بمظهر بسيط وشكلي. بل وجدنا أن الغرب قد وقف بقوة لدعم أوكرانيا بشكل واضح وعلني، وقد شمل ذلك جميع أشكال الدعم، بدءًا من الدعم العسكري وكل ما تحتاجه أوكرانيا في مواجهة روسيا.
وقفت أغلب الدول الأُورُوبية مع أوكرانيا، وهي تدرك جيِّدًا أن موقفها هذا قد يكلفها خسارة مصالح مشتركة كبيرة جِـدًّا مع روسيا، وقد تتحمل عواقب سلبية على اقتصادها، وهذا ما يتجلى بالفعل في آثار انقطاع الغاز والنفط والقمح الروسي عن بعض الدول الغربية.
ومع ذلك، لم يمنع هذا الدول الغربية من دعم أوكرانيا، بل وقامت بمقاطعة روسيا في جميع المجالات، حتى الرياضية.
أمام هذا الموقف الحازم من الغرب، يتعين علينا أن نقارن موقف الدول العربية والإسلامية مع فلسطين، القضية الفلسطينية العادلة التي لا يختلف حولها اثنان. فهي قضية شهد العالم أجمع بأنها قضية عادلة القضية التي عمرها يزيد عن 80 عامًا من الظلم والاضطهاد والقتل والتشريد والاحتلال لأهلها وأرضها.
ومع كُـلّ هذه الوضوح وهذه المظلومية وهذه القضية العادلة، نجد الموقف المخزي والمحرج الذي اتخذته الدول العربية والإسلامية تجاه هذه القضية. موقف لم يرتقِ حتى إلى مستوى التحريض ضد هذا الاحتلال،
مما جعل جميع الأمم تستهين بهذه الأُمَّــة التي اختارت التخاذل، بل والخيانة، والتفريط في هذه القضية العادلة صُلب موقفها.
إن عدم التحَرّك بشكل جاد من قبل الدول العربية والإسلامية يعكس تخاذلًا يتجاوز الوصف، حَيثُ يرون أغلب الأمم الأُخرى أُمَّـة تمتلك كُـلّ القدرات التي تؤهلها لمواجهة هذا الاحتلال، خاضعة وخانعة وغير قادرة حتى على إدخَال شاحنة واحدة من القمح لأكثر من مليونَـــي مسلم وعربي محاصرين في غزة.
بينما نجد أن هذه الدول العربية والإسلامية ومن العجيب العجاب سارعت في الوقوف، منذ اللحظة الأولى، إعلامين وسياسيين وماديين مع أوكرانيا، وهي الدولة التي ليست عربية، ولا يجمعنا بها أي دين أَو ثقافة أَو مصالح أَو حدود مشتركة، ومع ذلك، كانوا الأكثر حرصًا على إيقاف الحرب في أوكرانيا ودماء الأوكرانيين وبعض أوقات الروس.
إنها بالفعل أُمَّـة ضحكت من جهلها وتخاذلها وخنوعها الأمم.