وزراء الشؤون الاجتماعية العرب يوقعون على تعهد الدوحة للأسرة العربية الراسخة
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
وقع أصحاب السعادة وزراء التنمية الاجتماعية والأسرة العرب والأمين العام لجامعة الدول العربية اليوم على "تعهد الدوحة للأسرة العربية الراسخة"، والذي يأتي امتدادا لجهود دولة قطر لترسيخ مبادئ وهوية الأسرة العربية وحمايتها من المخاطر التي تهدد وحدتها وتماسكها.
جاء توقيع التعهد الذي صدر بعنوان "تعهد الدوحة بشأن تعزيز الحماية الاجتماعية المتكاملة، وترسيخ المبادئ والأعراف العربية ذات الصلة بالأسرة العربية الراسخة"؛ ضمن أعمال اليوم الثاني للمنتدى العربي رفيع المستوى للتنمية الاجتماعية متعددة الأبعاد، الذي استأنف أعماله اليوم.
ومن أبرز ما جاء في التعهد التمسك بالمبادئ والأعراف العربية ذات الصلة بالأسرة والعلاقات الاجتماعية الطبيعية وعدم المساس بها، ومواجهة التيارات غير السوية والمحاولات الرامية إلى تغيير المبادئ والأعراف الإنسانية الطبيعية، والتحول إلى سلوكيات خطرة وشاذة على مؤسستي الأسرة والزواج.
وتضمن التعهد كذلك القيام بـ"وضع الخطط والبرامج الرامية إلى تعزيز نسيج الأسرة العربية والحفاظ على مؤسسة الزواج والقضاء على التدخلات غير المقبولة التي تشكل الأمراض الإنسانية السلوكية، وتهدد المجتمع الإنساني ككل".
كما تعهد الوزراء بمواصلة الجهود لتنمية المجتمعات، وإعادة النظر بالانتقال من النمط الفردي لصالح النمط الاجتماعي الذي تمثله الأسرة، ليشكل ضمانة من مهددات انحرافها لتظل على الطريق القويم الذي يعزز دور الأسرة النووي الراسخ في النسيج الاجتماعي.
ومن ضمن البنود التي تضمنها التعهد، تعزيز الأنماط الجماعية بما يسهم في توسيع دائرة الجهود غير المستسلمة لتيار الفردية والقيم السائلة الجارفة وبما يسهم في إيجاد التقارب والتكامل للتوافقات الإقليمية التي تعزز ممارسة الأسرة الطبيعة الراسخة قيميا وفطريا، وصد كل المحاولات لتهديد مجتمعاتنا العربية وأجيالنا القادمة، بما يمكن من منعها من الانحراف وعودتها إلى جوهرية مؤسسة الأسرة.
كما تم التأكيد على أن هذا التعهد هو انعكاس للموقف الإقليمي العربي الموحد، المبني على توجهات القادة العرب في العديد من قرارات القمم العربية، وكذلك قرارات مجلس وزراء الخارجية العرب، ومجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، والمقررات العربية والدولية ذات الصلة، ما يكرس من جديد تمسك الدول العربية بجوهرية الأسرة وفطرتها السوية، ورفض أي تصنيفات غير سوية تتنافى مع فطرة الإنسان وما سنته الأديان السماوية، مع التشديد على تمسك الدول العربية واعتزازها بقيمها وأخلاقها، وضرورة احترام المبادئ والثقافة والعادات العربية.
كما تعهد الوزراء بالمحافظة على الأسرة متماسكة قوية، ملتزمة بالقيم الدينية والأخلاقية وتنشئة الأبناء على حب الوطن وخدمة المجتمع، ليصبحوا مساهمين في نهضته وتقدمه، محافظين على وحدته وتضامنه، انطلاقا من أن الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن.
وأكد التعهد أن هذا التوقيع يأتي دعما عربيا للجهود القطرية المتمثلة في وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، التي أطلقت يوم الإثنين الماضي ميثاق الأسرة في قطر ليأتي هذا التعهد مكملا لتلك الجهود وميثاقها، وبمثابة خارطة الطريق للدول العربية لانتهاج نهج الفطرة السليمة للأسرة ودعم وحدتها وتعايشها على مبدأ التسامح والرفق والرحمة.
يشار إلى أن المنتدى العربي رفيع المستوى للتنمية الاجتماعية متعددة الأبعاد الذي يختتم في وقت لاحق اليوم، يناقش عددا من الملفات المهمة، التي تمثل أولوية للعمل التنموي الاجتماعي العربي المشترك، وفي مقدمتها العقد العربي الثاني للأشخاص ذوي الإعاقة 2023 - 2032، وملف التقرير العربي الثاني حول الفقر متعدد الأبعاد، إضافة إلى تسليط الضوء على الحلول المستدامة لتحسين جودة حياة الأفراد والمجتمعات العربية.
ومن المقرر أن يتم رفع مخرجات المنتدى وتوصياته بشأن الموضوعات محل النقاش إلى القمة العربية المقبلة.
المصدر: العرب القطرية
إقرأ أيضاً:
نتانياهو وإقالة غالانت.. هل يؤثر القرار على الناخب العربي في الرئاسيات الأميركية؟
في يوم الانتخابات الأميركية، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إقالة وزير دفاعه، يوآف غالانت. ولا يعرف على وجه التحديد ما إذا كان للقرار صلة بالانتخابات، لكن لا شك أن تصرفات الحكومة الإسرائيلية موضع اهتمام العديد من الناخبين الأميركيين، خاصة من أفراد الجالية العربية.
كان نتانياهو قد أعلن إقالة غالانت وعيّن بدلا منه إسرائيل كاتس، وزير الخارجية. ومن جانبه، اعتبر البيت الأبيض أن غالانت كان "عاملا مهما في الدفاع عن إسرائيل وستواصل الولايات المتحدة العمل مع وزير الدفاع المقبل"، وفق بيان للرئاسة الأميركية.
وتطرح هذه الإقالة تساؤلات عما إذا كانت ستؤثر على مزاج الناخب العربي في الانتخابات الأميركية، بالنظر إلى موقف العديد من أفراد الجالية الغاضب من طريقة تعامل إدارة بايدن- هاريس مع حرب غزة.
وبينما وعد كلا من دونالد ترامب وكاملا هاريس بالعمل على إنهاء الحرب، يبدو أن الناخبين العرب منقسمون إزاء من سيرشحون، فهناك من سيصوت لهاريس وهناك من سيصوت لترامب وهناك من أعربوا عن رغبتهم في التصويت للطرف الثالث.
ديفيد وارن، الرئيس المشارك لمؤسسة "عرب أميركا" قال في تصريحات لقناة الحرة، الثلاثاء، إنه لا يعرف الاتجاه الذي سيسلكه الناخبون العرب في التصويت، إلا أن "المشاعر جياشة اليوم. هناك هذه الإبادة، وإدارة غضت الطرف عما يحدث. وهذه الإبادة مستمرة. وهناك الآلاف قضوا نحبهم في لبنان. الناس مشاعرها متأججة. كثيرون أيدوا جيل ستاين. البعض مع ترامب. البعض مع هاريس. صوت العرب سيكون له وقع مؤثر في خسارة ترامب أو هاريس".
أديوي أوويليو، عضو مجلس النواب الديمقراطي، قال، من جانبه، لقناة الحرة: "المشاعر متأججة وما هو على المحك في غاية الأهمية. قالت نائبة الرئيس إنها ستراقب الوضع وسيكون لها موقف أما الطرف الآخر فيعطي شيكا على بياض للإسرائيليين ليفعلوا ما يريدونه. علينا أن نعرف أن تصرفات نتانياهو تكمن مردها أسباب سياسة، وهناك من هم في إسرائيل لا يشعرون بالأمان بسبب تصرفاته. الشباب في الجامعات (الأميركية) يأخذون هذه المعلومات عبر وسائل غير تقليدية ونرىوقع ذلك عليهم. على شباب الجالية العربية الانتباه لذلك".
وقال نتانياهو في شرحه لإقالة الوزير: "في خضم الحرب، أكثر من أي وقت مضى، هناك حاجة إلى ثقة كاملة بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع".
وتابع: "للأسف، رغم أن هذه الثقة كانت موجودة وكان هناك تعاون مثمر للغاية في الأشهر الأولى من الحملة، إلا أنه في الأشهر الأخيرة تآكلت هذه الثقة بيني وبين وزير الدفاع".
وصف أزمة الثقة بينه وبين غالانت بأنها تحولت لـ"مسألة عامة"، مبينا: "ليس أنا فقط من يقول هذا، بل أغلب أعضاء الحكومة ومعظم أعضاء المجلس الوزاري المصغر تقريباً يشاركونني نفس الشعور، بأنه لا يمكن الاستمرار على هذا النحو".