طرح مسؤولون إسرائيليون فكرة السماح بخروج زعيم حركة حماس يحيى السنوار وقادة آخرين من غزة، مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في القطاع، وفق شبكة "إن بي سي" الإخبارية الأميركية.

وكانت إسرائيل تعهدت مرارا بالقضاء على حماس، بما في ذلك السنوار وقائد الجناح المسلح للحركة محمد ضيف، لكن ربما يكون طول أمد الحرب وعدم وجود أفق لنهايتها خلق موقفا إسرائيليا مغايرا.

وحسب "إن بي سي"، فإن فكرة إرسال السنوار وضيف و4 آخرين من كبار قادة حماس إلى المنفى، على غرار مغادرة الرئيس الراحل ياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية بيروت إلى تونس على متن سفينة قبل 42 عاما، ظهرت في يناير الماضي.

وقال أحد كبار مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "لا مانع لدينا إذا غادر السنوار مثلما غادر عرفات لبنان. سنسمح بحدوث ذلك طالما تم إطلاق سراح جميع الرهائن".

ولا زالت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى تحتفظ بأكثر من 100 رهينة داخل قطاع غزة، بعد الإفراج عن عدد مشابه في صفقة أولى استمرت أسبوعا ولم تجدد.

وقال مصدران مطلعان على المناقشات داخل الحكومة إن المنفى كان واحدا من مجموعة مقترحات طرحها الإسرائيليون على الولايات المتحدة، تضمنت استبدال حماس بقادة مدنيين يتم اختيارهم بعناية، مع "إصلاح نظام التعليم في غزة"، وفق الرغبة الإسرائيلية.

شروط حماس ورفض نتنياهو

والأسبوع الماضي، التقى رئيس وزراء قطر ورؤساء استخبارات الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر في باريس لمناقشة صفقة، يأملون أن تؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وإنهاء الحرب في غزة.

وبعد الاجتماع، نقل المصريون إطار الصفقة إلى القادة العسكريين لحماس في غزة، وتحدث القطريون إلى القادة السياسيين للجماعة في الدوحة.

والثلاثاء قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن حماس لديها "رد فعل إيجابي" على شروط الصفقة المقترحة، وقدمت الحركة عرضا بشروط محددة، لكن هذا الرد لم يذكر أي شيء عن مصير السنوار أو نهاية حكومة حماس، وبالتالي رفضته إسرائيل.

وقال مصدر مطلع على اجتماع باريس وتداعياته، إن الإسرائيليين اقترحوا على الأميركيين نفي 6 من قادة حماس، بما في ذلك السنوار وضيف، إلى خارج غزة، لكن الاقتراح لم يتم تقديمه رسميا إلى الحركة "لأنها كانت تحكم بالفعل من المنفى".

ويتضمن عرض حماس انسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من غزة بعد 135 يوما من الهدن، وهو ما رفضه نتنياهو يوم الأربعاء، بينما لا تزال المفاوضات بشأن صفقة الرهائن وما سيعقب الحرب مستمرة.

"حل لن تقبله حماس"

لكن مستشاري مجلس الحرب الإسرائيلي الذين يعملون على سيناريوهات غزة ما بعد حماس، يقرون أنه من غير المرجح أن يوافق السنوار على فكرة النفي.

وكما قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير سابق لشبكة "إن بي سي"، فإن "المنفى هو الحل السحري الذي يريده الجميع، لكن من غير الممكن على الإطلاق أن توافق حماس على ذلك".

بالإضافة إلى ذلك، يشعر القادة الفلسطينيون والحكومات العربية بالقلق من أي مقترحات من إسرائيل حول كيفية حكم غزة في المستقبل، وفقا لدبلوماسيين أجانب ومسؤولين أميركيين سابقين.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إنهم يعتقدون أن السنوار وضيف يختبئان الآن في أنفاق عميقة أسفل مدينتي خانيونس ورفح جنوبي قطاع غزة، ويعتقد قادة الجيش أن القوات تقترب من القياديين الأبرز في حماس.

وتشهد خانيونس معارك ضارية منذ أسابيع، بينما توعد قادة إسرائيل بدخول رفح المكتظة باللاجئين، في هجوم يبدو وشيكا ويثير مخاوف على سلامة أكثر من مليون نازح.

ويوم الإثنين، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن "السنوار ينتقل من مخبأ إلى مخبأ. في الأيام الأخيرة عثرت قوات الجيش على مواد مهمة في الأماكن التي تواجد فيها مؤخرا".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إسرائيل بنيامين نتنياهو غزة حماس خانيونس إسرائيل حركة حماس يحيى السنوار قطاع غزة إسرائيل بنيامين نتنياهو غزة حماس خانيونس أخبار إسرائيل

إقرأ أيضاً:

مسؤول إسرائيلي: عملية الشجاعية لمنع حماس من إعادة تنظيم صفوفها

نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير قوله إن العملية العسكرية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة تهدف لمنع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من إعادة تنظيم صفوفها هناك.

وأضاف المسؤول أن حماس تهاجم جنود الجيش الإسرائيلي من فوق الأرض وتحتها، وفق تعبيره.

وقالت الصحيفة إن المعارك في الشجاعية أظهرت مدى الصعوبة التي باتت إسرائيل تواجهها في تحقيق أحد أهدافها المعلنة من الحرب، وهو القضاء على حماس في قطاع غزة.

وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت أكدت أن حماس تمكنت من إعادة تأهيل نفسها عسكريا وماليا في الشجاعية بعد العملية السابقة للجيش الإسرائيلي في المنطقة.

وفي الفترة الأخيرة، تغيرت نبرة عدد من المسؤولين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين بشأن واقعية هدف تدمير حماس ومقدراتها.

فقد قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري في 19 يونيو/حزيران الماضي إن الحديث عن تدمير حماس "ذر للرماد، وطالما لم تجد الحكومة بديلا لحماس فالحركة ستبقى، قبل أن يسارع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي للرد على ذلك.

ولفت هاغاري -في مقابلة مع القناة الـ13 الإسرائيلية- إلى أن حماس فكرة وحزب، وأنها مغروسة في قلوب الناس، ومن يعتقد أن بإمكاننا إخفاءها فهو مخطئ، وأكمل قائلا "هي فكرة لا يمكن القضاء عليها، فالإخوان المسلمون موجودون في المنطقة".

كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن رئيس الأركان الأسبق غادي آيزنكوت قوله إن حركة حماس "فكرة ستقاتلها إسرائيل لسنوات عديدة قادمة".

وأضاف الوزير السابق في مجلس الحرب -الذي حله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد استقالة بيني غانتس وآيزنكوت- أنه "لا يمكننا أن نعد بتحقيق نصر قريب على حماس ثم نلوم الجيش على عدم إنجاز ذلك"، مشددا على أن هدف الحرب ليس إنهاء حماس تماما، بل تدمير قدراتها العسكرية والحكومية.

مقالات مشابهة

  • تحت الأرض أو فوقها.. تفاصيل رحلة البحث عن يحيى السنوار
  • 9 أشهر من البحث عن السنوار.. 3 أشخاص يعرفون مكانه ويوفرون احتياجاته
  • صحيفة: السنوار على اطّلاع دائم بالمفاوضات و3 أشخاص فقط يعرفون مكانه
  • مكان السنوار في غزة .. السر لدى دائرة صغيرة جدا
  • ما رد نتنياهو على دعوة جنرالات لقبول وقف إطلاق النار في غزة؟
  • الرهائن مقابل بقاء حماس.. نتنياهو يرد على "المصدر المجهول"
  • حماس فكرة أم حقيقة صلبة على الأرض؟
  • تراشق بالاتهامات بيبن قادة إسرائيل بسبب حرب غزة والإفراج عن مدير مستشفى الشفاء
  • مسؤول إسرائيلي: عملية الشجاعية لمنع حماس من إعادة تنظيم صفوفها
  • نتنياهو: موقف إسرائيل ثابت بشأن صفقة الرهائن المدعومة من بايدن