سواليف:
2025-11-09@01:29:05 GMT

#تأملات_قرآنية

تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT

#تأملات_قرآنية د. #هاشم_غرايبه

يقول تعالى في الآيات 13-18 من سورة النجم: “وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى . عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى . عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى . إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى. مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى . لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى”.
في هذه الآيات يؤكد رب العزة حقيقة حدوث المعراج، مثلما أكد حدوث الإسراء في سورة الإسراء، ولعل الحكمة من الفصل بين الواقعتين (والله أعلم) أن الحكمة من كل منهما مختلفة.


فقد جاء الإسراء الى بيت المقدس، والمعراج الى السموات العلا من هناك، مع أن الله قادر على أن يعرج به من مكة، للربط بين أول مسجدين بنيا لعبادة الله في الأرض، وبين البقعتين اللتين بارك الله فيهما بإنزال رسالاته من بعد نوح فيهما، إضافة الى أن الله يعلم أنه سيأتي زمان يحارَب فيه المسلمون عليهما، فيستولون على الأقصى بالحرب، وعلى المسجد الحرام بالتطبيع، فأراد ربط العقيدة بهما، حتى لا يُقدِم أحد من المسلمين عن التخلي عن أي منهما.
وإن لم يفطن المفسرون الأوائل لذلك، فلأنهم لم يكونوا يعتقدون أن الأقصى جعله الله للمسلمين، فلم يكن أحد من قريش قد وطأ أرضه قبلا، إذ كان منذ قرون تحت سيطرة الإغريق ثم الرومان، وبعد فتح بلاد الشام، لم يكن في تصورهم أن المغضوب عليهم من أهل الكتاب، سيمكنهم انتزاعه من المسلمين.
أما المعراج فجاء للتسرية عن رسول الله بعد ما أصابه من عنت خاصة بعد ما لاقاه من أهل الطائف، وضاقت عليه الأرض بعد عودته الى مكة، إذ خشي على نفسه وساورته المخاوف أن الله غير راضٍ عنه، فما دخلها الا أن أجاره المطعم بن عدي، فحماه من قريش.
هنالك أراد الله تعالى أن يبين له أنه إن ضاقت به الأرض فأبواب السماوات مفتحة له، فكان ذلك الإكرام الذي لم ينله بشر، وهو رؤيته لآيات ربه الكبرى، لتثبيت قلبه، وطمأنته أنه على الصراط المستقيم.
يبين الله تعالى لنا آيتين من هذه الآيات الكبرى أراهما لنبيه الكريم وهما سدرة المنتهى وجنة المأوى، والملاحظة الهامة، أنه لم يرد حديث شريف في وصفهما أو ذكر لهما، والحديث الوحيد عنها ضعيف.
نستنتج من ذلك أن الله تعالى أراد تثبيت قلب نبيه الكريم، ولم يرد له نقل ما رآه، لذلك علينا أن ننظر بشك الى العشرات من الأحاديث التي تحدثت عن أمور رآها النبي صلى الله عليه وسلم في رحلته، وخاصة مشاهد العذاب التي يلاقيها العصاة في جهنم، سيما وأنه تعالى أخبرنا أن الجنة وجهنم لا تفتح أبوابهما إلا بعد الحساب.
الأمر الهام الآخر هو في خطأ الاعتقاد أن جبريل عليه السلام كان مرافقا ملازما للنبي صلى الله عليه وسلم، فهذه الآيات تؤكد أنه رآه في هيئته التي خلق عليها مرتين، الأولى كانت في أول تنزيل للقرآن: “ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى”، والثانية عند سدرة المنتهى.
بالطبع فقد كان تنزيل الآيات القرآنية وحيا، يجدها النبي الكريم ملقاة في روعه لفظا ومعنى، وليس كما يتصور البعض تسليما واستلام، بدليل نزول كثير منها بحضور آخرين، لكنهم لم يلاحظوا شيئا، لكن من الممكن حضور جبريل بهيئة بشرية أحيانا، كما في حديث الاسلام والإيمان والإحسان.
هنالك مسألة تشكيك البعض في حدوث المعراج ماديا، فبعد أن عجزوا عن التشكيك بحدوث الإسراء، بعد أقدم لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأدلة المادية، لجأوا الى التشكيك بالمعراج، كونه لا يمكن تقديم دليل مادي عليه، فكل ما حدث فيه خارق للسنن والقوانين، لكن المنطق يفترض بأن من صدق في الإسراء الخارق أيضا للسنن، سيصدق في الأخرى.
تبقى مسألة هامة وهي أن المسجد الأقصى قديم موجود منذ أنزل الله الدين، وقصة هيكل سليمان خرافة تلمودية، وضعها الكهنة من نسل من عبدوا العجل من دون الله، فسليمان عليه السلام كان مسلما يصلي، وكلمة الهيكل مسمى وثني، فلا يمكن أن يبني معبدا وثنيا، بل هو ربما رمم المسجد القديم ذاته ووسعه، والذي بقي عند الله بمسماه، بدليل إسرائه بسيد الأنبياء إليه.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تأملات قرآنية أن الله

إقرأ أيضاً:

هل الحجاب فرض على المرأة أم سنة وحرية شخصية؟ انتبهن لـ15 حقيقة

لعل ما يطرح السؤال عن هل الحجاب فرض أم سنة وحرية شخصية ؟ الآن، هو التصريح الأخير للفنانة هندية التي خلعت الحجاب بزعم أنها أخذت إذن الله تعالى، فضلا عن أولئك الذين ينكرونه، ويدعون أن الحجاب ليس فرضًا ويعدونه من الحرية الشخصية، وتقع الكثير من الفتيات في هذا الفخ لعدم معرفتهن حكم الحجاب ، بما يضفي أهمية بالغة لاستفهامات كثيرة عن هل الحجاب فرض أم سنة وحرية شخصية ؟، فبه فقط تُحسم مسألة فرضية الحجاب وهذا الجدل بالقطع.

ما هي السورة التي تهلك الظالم وتنصرك عليه؟.. لا يعرفها كثيرونهل أكل السمك يوم السبت حرام؟.. انتبه لـ5 حقائق لا يعرفها كثيرونهل ترك صلاة الجمعة حرام؟.. الإفتاء تحذر من تهاون في هذا الفرضهل الحجاب فرض أم سنة

ورد في مسألة هل الحجاب فرض أم سنة ، أن المتأمل بإنصافٍ لقضيةِ فرضِ الحجابِ يجدُ أنه فُرض لصالح المرأة؛ فالزِّي الإسلامي الذي ينبغي للمرأة أن ترتديه، هو دعوة تتماشى مع الفطرة البشرية قبل أن يكون أمرًا من أوامر الدين؛ فالإسلام حين أباح للمرأة كشفَ الوجه والكفين، وأمرها بستر ما عداهما، فقد أراد أن يحفظ عليها فطرتها، ويُبقى على أنوثتها، ومكانِها في قلب الرجل.

 وكذلك التزامُ المرأة بالحجاب يساعدها على أن يُعاملها المجتمع باعتبارها عقلًا ناجحًا، وفكرًا مثمرًا، وعاملَ بناءٍ في تحقيق التقدم والرقي، وليس باعتبارها جسدًا وشهوةً، خاصةً أن الله تعالى قد أودع في المرأة جاذبيةً دافعةً وكافيةً لِلَفت نظر الرجال إليها؛ لذلك فالأليق بتكوينها الجذاب هذا أن تستر مفاتنها؛ كي لا تُعاملَ على اعتبار أنها جسدٌ أو شهوةٌ».

و ورد فيه أن الطبيعة تدعو الأنثى أن تتمنع على الذكر، وأن تقيم بينه وبينها أكثرَ من حجاب ساتر، حتى تظل دائمًا مطلوبةً عنده، ويظل هو يبحث عنها، ويسلك السبل المشروعة للوصول إليها؛ فإذا وصل إليها بعد شوق ومعاناة عن طريق الزواج.

وكانت عزيزة عليه، كريمة عنده، ومما سبق يتبين أن الذي فرضه الإسلام على المرأة، من ارتداء هذا الزي الذي تستر به مفاتنها عن الرجال، لم يكن إلا ليحافظ به على فطرتها.

هل الحجاب فرض مثل الصلاة

ورد في مسألة هل الحجاب فرض مثل الصلاة ، أن الحجاب فرض على المرأة، رغم أن لفظ الحجاب لم يرد في القرآن في الدلالة على غطاء جسم المرأة، ولم يقل عالم أنه ليس فرضًا ومن قال بذلك أنصاف هواة.

 وجاء بقوله تعالى: «وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ»، يفسره بعض الناس على أن الخمر مجرد الغطاء ولا يقصد به غطاء الرأس، ومنكري فرضية الحجاب لا يقتنعون بالآيات الواردة في القرآن عن الحجاب والنقاش معهم غير مجدٍ.

ورد فيه أن هناك اتفاقًا وإجماعًا بين علماء الأمة على فرضية الحجاب، فمن الذى قال بوجوب الصلاة ومن الذى قال بحرمة الخمر ومن الذى قال إن الوضوء يكون قبل الصلاة؟ ، فقوله تعالى: «وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ» وقوله: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ».

وقد يقول عنها البعض أنها أمر إرشادي ولا يقصد به الوجوب، وقوله تعالى: «إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ" ظاهر الآية أن الوضوء بعد الصلاة وليس قبلها، فكل من وضح وشرح هذه الآيات هم العلماء واتفاقهم على أن الصلاة واجبة والخمر حرام والوضوء قبل الصلاة، فالإجماع ينقل الدليل الظني من حيز الظنية إلى القطعية.

ورد فيه أن اتفاق العلماء هو الذى جعل أمر الحجاب للمرأة فرض وواجب، فالآيات والأحاديث اتفق علماء الأمة على دلالتها فلم يقل عالم واحد أن الحجاب ليس فرضًا، ولم يقل بعدم فرضية إلا هواة أو أقل من الهواة، ومع ذلك يتأثر بهم كثير من النساء، و الحجاب من الواجبات وليس من أركان الإسلام وخلعه ليس من الكبائر وإنما يندرج تحت المعاصي.

دليل أن الحجاب فرض

ورد فيه أن الحجاب فرضٌ بنص القرآن الكريم والنصوص قطعية الثبوت والدلالة لا تقبل الاجتهاد، والحجاب فرضٌ ثبت وجوبُه بنصوص قرآنيةٍ قطعيةِ الثبوتِ والدلالة لا تقبل الاجتهاد، وليس لأحدٍ أن يخالف الأحكام الثابتة، كما أنه لا يُقبل من العامة أو غير المتخصصين- مهما كانت ثقافتهم- الخوض فيها، ومن الآيات القرآنية قطعية الثبوت والدلالة التي نصت على أن الحجاب فرضٌ على كل النساء المسلمات.

وقال الله تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ...} [المؤمنون: 31]، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 59]».

ورد فيه أن من الأدلة أيضًا حديثُ أنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَتَى فَاطِمَةَ رضي الله عنها بِعَبْدٍ كَانَ قَدْ وَهَبَهُ لَهَا، قَالَ: وَعَلَى فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ثَوْبٌ؛ إِذَا قَنَّعَتْ بِهِ رَأْسَهَا لَمْ يَبْلُغْ رِجْلَيْهَا، وَإِذَا غَطَّتْ بِهِ رِجْلَيْهَا لَمْ يَبْلُغْ رَأْسَهَا، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مَا تَلْقَى قَالَ: «إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكِ بَأْسٌ، إِنَّمَا هُوَ أَبُوكِ وَغُلَامُكِ» رواه أبو داود. 

وهذا الحديث صريحٌ في وجوب تغطية الرأس؛ لتحرُّج السيدة فاطمة رضي الله عنها من كشف رأسها حتى تغطي رجلها، ولو كان أحد الموضعين أوجب من الآخر في التغطية، أو كانت تغطية أحدهما واجبة وتغطية الآخر سنة، لقدَّمَتِ الواجبَ بلا حرج».

طباعة شارك هل الحجاب فرض أم سنة هل الحجاب فرض هل الحجاب الحجاب فرض أم سنة الحجاب فرض الحجاب فرض مثل الصلاة دليل أن الحجاب فرض

مقالات مشابهة

  • فضل نيل مصر على غيره من الأنهار
  • حكم الغش في الامتحانات بالشرع الشريف
  • لماذا تجلى الله على جبل الطور وكلم عليه سيدنا موسى .. ما الذي يميزه؟
  • حكم الغش ونسبة الأعمال الكتابية إلى غير كاتبيها
  • هل الحجاب فرض على المرأة أم سنة وحرية شخصية؟ انتبهن لـ15 حقيقة
  • حكم الطلاق المعلق في الشرع والقانون
  • نص خطبة الجمعة الثانية غدًا 7 نوفمبر
  • خليل الشكيلي: إبراهيم عليه السلام نموذج الوفاء المطلق في الطاعة دون تردد أو اعتراض
  • الفرق بين الموت الدماغي والموت الحقيقي وأيهما تترتب عليه الأحكام الشرعية