العملية السياسية في فضاء مغلق ام مفتوح؟ ما صلتها بوقف إطلاق النار والحلول المستدامة؟!! (1-2)
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
ياسر عرمان
لا شىء يعوض خسائر هذه الحرب البشرية والمادية التي دمرت المجتمع والدولة والبنية التحتية وسلمية الثورة سوى الوصول إلى حلول مستدامة تضمن تأسيس الدولة وبناء مؤسساتها المهنية واستعادتها من الاختطاف، والمضي نحو التحول الديمقراطي والتنمية والاستقرار.
إن لم يحدث ذلك فاننا سنقاد إلى حلول قائمة على تقاسم السلطة والثروة وتاسيس دولة من أمراء الحرب اسلاميين وغير اسلاميين وسرعان ما يقودنا هذا الطريق إلى الحرب مرة آخرى.
إن بديل (دولة ٥٦)- إن صح التعبير- وهي في الحقيقة نشاتها ابعد من ١٩٥٦، فيجب أن يكون البديل هو دولة المؤسسات والمواطنة بلا تمييز وديمقراطية الثروة والثقافة وتوازن التنمية والوحدة في التنوع.
إن العملية السياسية القادمة لا تقبل رفاهية التجريب أو رمادية الحلول وحيادية الموقف أو القالب القديم.
*وقف إطلاق النار عاجلا واولا والعملية السياسية في صمت البنادق:-*
الصحيح هو الحديث عن وقف عدائيات طويل الأمد قابل للتجديد حتي الوصول إلى وقف إطلاق نار إستراتيجي لن يأتي الا ضمن الحل النهائي.
البداية هي وقف النزيف بوقف العدائيات والانتهاكات وإيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، وهو الذي توقعه الأطراف المتحاربة. لا يجب إعطاء نفس الأطراف المتحاربة الحق في ابتدار العملية السياسية أو تحديد أطرافها على مقاس طول البنادق.
هذه العملية ستحدد مستقبل السودان يجب أن تبدأ بعد صمت البنادق وفتح المسارات الإنسانية ووقف الانتهاكات وعودة النازحين إلى مدنهم وقراهم، ومن رغب من اللاجئين وبمشاركة شعبية فاعلة.
في ظل البنادق تختفي اصوات الجماهير، وفي صمتها تستعيد الحركة الجماهيرية سلميتها وفاعليتها وتأخذ قوى التغيير زمام المبادرة والقيادة ويعود إلى الريف والمدن الإنسان وصوت الجماهير. في ظل الفضاء المغلق لن نجني سوى استعادة نظام الإنقاذ القديم وربما أسوأ آخذين من حدث من دمار. شعبنا يعلم من اشعل الحرب ومن قام بالانقلاب، واي فضاء مغلق يكافئ مشعلي الحرب ولن يؤدي إلى حلول مستدامة.
إنهاء الحرب بعد وقفها وقيام العملية السياسية في فضاء مفتوح يكافئ الشعب على صبره وتضحياته ولا يكافئ الفلول على انقلابهم ورجسهم وحربهم.
إن الطريق الى تأسيس الدولة وإكمال الثورة وبناء الجيش المهني والمؤسسات لن يأتي إلا بمشاركة شعبية فاعلة في فضاء مفتوح يستعيد حيوية قوى التغيير وبريق واضواء المدينة وعنفوان وضجيج الشباب، ويوفر الأمن للمزارعين والرعاة في الريف، ومشاركة المثقفين والمبدعين والمهنيين في بناء المستقبل وقدرة المهمشين والفقراء في وضع مطالبهم على رأس أجندة العملية السياسية في فضاء صحي ومعافى وعملية سياسية غير متحكم بها في مناخ يسوده وقف الحرب.
قديما قال محمود درويش نازلا من جرح فلسطين وبصوت إنساني مديد يمدح الظل العالى ويرنو نحو العدالة “اتعرف من انا حتي تموت نيابة عني.” دعنا ان لا نموت نيابة عن الشعب قبل أن يتمكن شعبنا من الحديث بلسان طلق وفي ظل وقف الحرب، ووقف إطلاق النار العاجل اولا هو مطلب جماهيري.
المجد للشعب والخزي للفلول وحربهم
نواصل….
اديس ابابا، ٧ فبراير ٢٠٢٤
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: ياسر عرمان العملیة السیاسیة فی وقف إطلاق فی فضاء
إقرأ أيضاً:
ترامب: نريد نهاية للحرب وسأتحدث مع بوتين وقد نعلن عن شيء بشأن أوكرانيا
واشنطن
صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الاثنين، أنه سيتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غدًا الثلاثاء، لإعلان شيء ما بشأن روسيا وأوكرانيا .
وتحدث ترامب للصحافيين خلال رحلة وهو عائدًا إلى واشنطن من فلوريدا، عن “تقسيم بعض الأصول” بين روسيا وأوكرانيا.
وأوضح أن الأراضي ومحطات الطاقة محور الاتفاق بين روسيا وأوكرانيا، قائلاً: “تم إنجاز الكثير من العمل خلال نهاية الأسبوع.. نريد أن نرى نهاية لهذه الحرب”.
وأضاف: “نريد أن نرى إن كان بإمكاننا إنهاء تلك الحرب. ربما نستطيع، وربما لا، لكنني أعتقد أن لدينا فرصة جيدة جدًا”.
وبسؤاله عن التنازلات التي يجري دراستها في مفاوضات وقف إطلاق النار، قال ترامب “سنتحدث عن الأرض. سنتحدث عن محطات الكهرباء”.
ويحاول ترامب كسب دعم بوتين لمقترح وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما والذي قبلته أوكرانيا الأسبوع الماضي.
وكان الجانبان قد تبادلا إطلاق الضربات الجوية المكثفة في مطلع الأسبوع، واقتربت روسيا من طرد القوات الأوكرانية من المنطقة التي تسيطر عليها منذ شهور في كورسك في غرب روسيا.
يُذكر أن أوكرانيا وافقت هذا الأسبوع على مقترح أمريكي لهدنة من 30 يومًا في الحرب، شرط التزام روسيا بها، وفي المقابل، أبدى بوتين تأييده مبدأ وقف النار، لكنه شدد على وجود مسائل عالقة بشأن المقترح تحتاج إلى تشاور مع الأمريكيين.
اقرأ أيضًا :
ترامب يرقص بعد خطابه في وزارة العدل الأمريكية.. فيديو