ياسر عرمان

لا شىء يعوض خسائر هذه الحرب البشرية والمادية التي دمرت المجتمع والدولة والبنية التحتية وسلمية الثورة سوى الوصول إلى حلول مستدامة تضمن تأسيس الدولة وبناء مؤسساتها المهنية واستعادتها من الاختطاف، والمضي نحو التحول الديمقراطي والتنمية والاستقرار.

إن لم يحدث ذلك فاننا سنقاد إلى حلول قائمة على تقاسم السلطة والثروة وتاسيس دولة من أمراء الحرب اسلاميين وغير اسلاميين وسرعان ما يقودنا هذا الطريق إلى الحرب مرة آخرى.

ولذا، فإن العملية السياسية القادمة هي الأخطر منذ نشأت الدولة الحديثة.

إن بديل (دولة ٥٦)- إن صح التعبير- وهي في الحقيقة نشاتها ابعد من ١٩٥٦، فيجب أن يكون البديل هو دولة المؤسسات والمواطنة بلا تمييز وديمقراطية الثروة والثقافة وتوازن التنمية والوحدة في التنوع.

إن العملية السياسية القادمة لا تقبل رفاهية التجريب أو رمادية الحلول وحيادية الموقف أو القالب القديم.

*وقف إطلاق النار عاجلا واولا والعملية السياسية في صمت البنادق:-*

الصحيح هو الحديث عن وقف عدائيات طويل الأمد قابل للتجديد حتي الوصول إلى وقف إطلاق نار إستراتيجي لن يأتي الا ضمن الحل النهائي.

البداية هي وقف النزيف بوقف العدائيات والانتهاكات  وإيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، وهو الذي توقعه الأطراف المتحاربة. لا يجب إعطاء نفس الأطراف المتحاربة الحق في ابتدار العملية السياسية أو تحديد أطرافها على مقاس طول البنادق.

هذه العملية ستحدد مستقبل السودان يجب أن تبدأ بعد صمت البنادق وفتح المسارات الإنسانية ووقف الانتهاكات وعودة النازحين إلى مدنهم وقراهم، ومن رغب من اللاجئين وبمشاركة شعبية فاعلة.

في ظل البنادق تختفي اصوات الجماهير، وفي صمتها تستعيد الحركة الجماهيرية سلميتها وفاعليتها وتأخذ قوى التغيير زمام المبادرة والقيادة ويعود إلى الريف والمدن الإنسان وصوت الجماهير. في ظل الفضاء المغلق لن نجني سوى استعادة نظام الإنقاذ القديم وربما أسوأ آخذين من حدث من دمار. شعبنا يعلم من اشعل الحرب ومن قام بالانقلاب، واي فضاء مغلق يكافئ مشعلي الحرب ولن يؤدي إلى حلول مستدامة.

إنهاء الحرب بعد وقفها وقيام العملية السياسية في فضاء مفتوح يكافئ الشعب على صبره وتضحياته ولا يكافئ الفلول على انقلابهم ورجسهم وحربهم.

إن الطريق الى تأسيس الدولة وإكمال الثورة وبناء الجيش المهني والمؤسسات لن يأتي إلا بمشاركة شعبية فاعلة في فضاء مفتوح يستعيد حيوية قوى التغيير وبريق واضواء المدينة وعنفوان وضجيج الشباب، ويوفر الأمن للمزارعين والرعاة في الريف، ومشاركة المثقفين والمبدعين والمهنيين في بناء المستقبل وقدرة المهمشين والفقراء في وضع مطالبهم على رأس أجندة العملية السياسية في فضاء صحي ومعافى وعملية سياسية غير متحكم بها في مناخ يسوده وقف الحرب.

قديما قال محمود درويش نازلا من جرح فلسطين وبصوت إنساني مديد يمدح الظل العالى ويرنو نحو العدالة “اتعرف من انا حتي تموت نيابة عني.” دعنا ان لا نموت نيابة عن الشعب قبل أن يتمكن شعبنا من الحديث بلسان طلق وفي ظل وقف الحرب، ووقف إطلاق النار العاجل اولا هو مطلب جماهيري.

المجد للشعب والخزي للفلول وحربهم
نواصل….
اديس ابابا، ٧ فبراير ٢٠٢٤

الوسومياسر عرمان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: ياسر عرمان العملیة السیاسیة فی وقف إطلاق فی فضاء

إقرأ أيضاً:

‏171 خرقًا عسكريًا.. حيل نتنياهو الشيطانية لإعادة «غزة» لنقطة 7 أكتوبر ‏

لم يكتف بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بكم الدماء التي سقطت على أراضي غزة وتغلغلت في جذروها، منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، واستمرت 15 شهرًا من القصف المكثف، محاولًا إشعال فتيلة الحرب من جديد بعد وقف إطلاق النار وإقامة هدنة.

نتنياهو يلوح بالحرب

وخرج نتنياهو بحيله الشيطانية المنغمسة في خطابه العسكري، ينذر بعودة الحرب من جديد في قطاع غزة في حال لم تستجب حركة حماس لمطالبه، لتدخل المنطقة في مرحلة جديدة من التوتر، قد تعيد إشعال فتيل الصراع في أي لحظة.

وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بإلغاء وقف إطلاق النار واستئناف العمليات العسكرية ضد غزة، إذا لم يتم إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين بحلول ظهر السبت.

وقال نتنياهو في بيان رسمي: «إذا لم تُفرج حماس عن رهائننا، فإن الجيش الإسرائيلي سيعود إلى القتال المكثف حتى تحقيق هزيمة نهائية لحماس»

إفشال هدنة غزة

ولم يكن خطاب نتنياهو العكسري، هو المحاولة الأولى لإفشال هدنة غزة، ولكن منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في 19 يناير وحتى 11 فبراير 2025، تصدرت مقولة «الطبع يغلب التطبع»، حيث لم تلتزم إسرائيل بالاتفاق المبرم بينها وبين حماس، لا تهيب أي شيء مواصلة انتهاكاتها الميدانية ضد الفلسطينيين.

وسجلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات الانتهاكات الميدانية وصلت لنحو 171 خرقا ميدينا وعسكريا، والتي تركزت في:

شهدت مناطق دوار العودة، تل زعرب، حي السلام، تل السلطان، والحي السعودي عمليات توغل يومية من قبل آليات الاحتلال، إضافة إلى هدم 4 منازل في حي البراهمة خارج نطاق المنطقة العازلة.

إطلاق النار على المدنيين

سجلت قوات الاحتلال 36 حالة إطلاق نار مباشر على الفلسطينيين خارج المناطق العازلة، ما أسفر عن استشهاد 22 شخصًا وإصابة 59 آخرين.

تحليق طيران الاستطلاع

اخترقت الطائرات الإسرائيلية الأجواء في فترات المنع المحددة، حيث تم رصد 105 خروقات جوية خلال هذه الفترة.

استهداف الصيادين والمواطنين

منعت القوات الإسرائيلية الصيادين الفلسطينيين من النزول إلى البحر، وأطلقت النار عليهم، كما احتجزت 5 سائقين وصيادين.

تأخير الانسحاب العسكري

تعمدت قوات الاحتلال تأخير انسحابها من شارع صلاح الدين حتى الساعة الرابعة فجرًا في 22 يناير، بحجة عدم إتمام انسحاب الآليات.

اقرأ أيضاًمصدر رفيع المستوى: استئناف مفاوضات هدنة غزة غدًا بالدوحة والقاهرة بعد غد

هدنة غزة.. حماس تؤجل الإفراج عن الرهائن بسبب انتهاكات الاحتلال وترامب يهدد بـ«الجحيم»

رئيس الوزراء: مصر تدعم تحول اتفاق الهدنة في غزة إلى وقف دائم لإطلاق النار

مقالات مشابهة

  • ‏171 خرقًا عسكريًا.. حيل نتنياهو الشيطانية لإعادة «غزة» لنقطة 7 أكتوبر ‏
  • حماس ترد على خطة ترامب بشأن غزة.. وتضع شرطا للالتزام بوقف إطلاق النار
  • نورلاند: ندعم البعثة الأممية في مهمتها لتسهيل العملية السياسية في ليبيا
  • نتنياهو يهدد بوقف اتفاق غزة إذا لم تعد حماس أسرى إسرائيليين السبت
  • حماس ملتزمون بـوقف إطلاق النار إذا نفذت إسرائيل هذا الشرط
  • غوتيريش: يتعين منع عودة الحرب في غزة بأي ثمن
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: مصر وقطر تعملان بجهد مع أمريكا للالتزام بوقف إطلاق النار
  • ترامب يتوعد حركة الفصائل الفلسطينية بفتح أبواب الجحيم إذا لم يعد الرهائن من غزة ويهدد بوقف المساعدات عن مصر والأردن
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: مصر وقطر تسعيان لضمان الالتزام بوقف إطلاق النار
  • جامعة الفيوم تعقد لقاءً مفتوحًا مع الطلاب الوافدين لبحث مشكلاتهم وتطوير العملية التعليمية