عربي21:
2024-07-05@13:37:42 GMT

دول عربية تعين إسرائيل بجسر بري.. دلالات ومآلات

تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT

منذ بضعة أيام أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية وصول شاحنات بعدد كبير، تقف على حدودها البرية، معلنة أنها وصلت من دول عربية، وعبر طرق عربية وإسلامية صرفة، وحرصت على نقل الخبر صوتا وصورة، بتسجيل مقابلات بين أمن الحدود الإسرائيلي، وبعض سائقي الشاحنات، وسؤاله من أين أتى؟ وعبر أي طريق وصل؟ ليعلن أنه قادم من دول عربية كي يصل للكيان الصهيوني بالبضائع.



العجيب أن المعلن ـ كالعادة ـ هو الكيان الصهيوني، الذي اعتاد على فضح عملائه، والمتعاونين معه، فدوما ما يعلن عما بينه وبينهم، سواء كان على مستوى دول عربية، أو على مستوى أهل الداخل الفلسطيني، في السلطة وغيرها، ولا يخجل من إعلان التعاون، ولو كان ذلك في أمور مخجلة لحليفه أو عميله.

وله أهداف من فضح عملائه، أو الإعلان بأدوارهم معه، فيضمن بذلك عدم وجود خط رجعة عما تعاونوا به، ولإبراز حجم المطبعين معه، وأنهم في تزايد، وفي استمرار بلا انقطاع، ورسائل أخرى منها ما يتعلق بالشعوب، وتثبيت أن كل شيء يدور في بلدانهم وحولهم، لا يتم إلا بمعرفة ورضا الكيان عنه.

كما أنه بهذا الإعلان عن الجسر البري، يريد أن يمسح بعضا مما لحقه من العار والمهانة من أحداث السابع من أكتوبر، ومحاولة ترميم صورته لدى شعبه، بأن الدول المجاورة والبعيدة عربيا صلاتها معه ممتدة ودائمة، بل متعاونة إلى أبعد حد، ولو كان التعاون ضد مصالح بلدانهم وشعوبهم، فالمهم لديهم أن يبقوا حكاما على كراسيهم، ما دام الكيان راض عنه.

نحن الآن أمام وقائع خيانة رسمية للمسلمين، لا يجد فيها شيخ مترخص أي رخصة لهذه الأنظمة، فالمسلمون في ظل حرب يقتلون من عدوهم، وهم مظلومون، وأصحاب أرض محتلة، وطالت الحرب الأطفال والنساء والمسنين رجالا ونساءا، ثم امتدت يد بالعون إلى العدو، ما حكم هذه اليد وصاحبها في عقيدة هؤلاء وفقههم؟في الوقت نفسه، يتم منع العون عن غزة، في أبسط حقوقها العربية والإسلامية والإنسانية، في ظل حصار خانق طال الجميع، مع ارتفاع وتيرة الحرب ومجازرها، وأعداد الشهداء والجرحى بالآلاف المؤلفة، في ظل تبادل التخلي عن المسؤولية عن المعابر التي على حدود غزة وفلسطين، من الذي يغلقها: دول الجوار أم الكيان؟ وقت الحساب الدولي والمعلن، يتم التخلي عن الحلفاء، ويخلي الاحتلال مسؤوليته عن ذلك، وغالب الظن أن هذه الدول التي أقامت جسرا بريا، هي من تطوعت بذلك، دون طلب من الكيان، فقد وصلت بهم العمالة والتواطؤ حد عدم انتظار الطلب، بل إن أحلام الكيان صارت أوامر لا بد أن تنفذ قبل الطلب!

بينما تقوم أنظمة على الحدود مع غزة، ببناء حواجز عازلة، عالية من فوق الأرض ومنخفضة جدا أسفلها لمنع أي تهريب، أو أنفاق، بينما تمر هذه البضائع والجسر البري عبر بلدان عربية وإسلامية لكيان محتل، لا تعني مساعدته سوى الخيانة سياسيا، والاتهام في الدين دينيا.

هل فقط الخيانة وعدم مراعاة الحكم الديني والشرعي في فعلهم، هو دافع هؤلاء الأنظمة لمعونة الاحتلال؟ لا يمكن أن نغفل جانبا آخر مهم، يستحضره هؤلاء الحكام، وقد ذكرهم به نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، بأنهم لو تركوا أهل غزة لتحقيق أي درجة من النصر، فإن الدور قادم عليهم من شعوبهم، فإن من يهزم جيشا كجيش الاحتلال، سيوحي لشعوب أكثر قوة، وأكثر منعة، من الشعب الغزاوي والفلسطيني، بأنهم قادرون على النصر، وقادرون على إزاحة هؤلاء الحكام الخونة من على كراسيهم.

إذا كان الملاحظ في هذا الخبر المشين، سقوط أنظمة عربية في مستنقع الخيانة، فإن هناك مستوى آخر سقط معهم، وهو مستوى الخطاب العلمائي في هذه البلدان وغيرها، فقد كان كثير من هؤلاء المشايخ في هذه البلدان في قضايا على مستوى الأفراد، أو مستوى الجماعات الدينية، في قضايا بسيطة جدا كتهنئة غير المسلمين بأعيادهم، تخرج فتاوى التحريم وتصل للاتهام في العقيدة، من باب الولاء والبراء، وهو رأي فقهي يتسع للخلاف الفقهي.

بينما نحن الآن أمام وقائع خيانة رسمية للمسلمين، لا يجد فيها شيخ مترخص أي رخصة لهذه الأنظمة، فالمسلمون في ظل حرب يقتلون من عدوهم، وهم مظلومون، وأصحاب أرض محتلة، وطالت الحرب الأطفال والنساء والمسنين رجالا ونساءا، ثم امتدت يد بالعون إلى العدو، ما حكم هذه اليد وصاحبها في عقيدة هؤلاء وفقههم؟

إن المجامع الفقهية والمؤسسات الرسمية من قبل قالت كلمتها في هذا الفعل المشين، ويعلم هؤلاء المشايخ الحكم الشرعي فيهم، وفي خيانتهم وتواطئهم، لكن صوتا واحدا لن يخرج، لأن الإنكار عندهم يكون على الأفراد، أما الأنظمة الباطشة ـ تحديدا ـ فالصمت هو الموقف الوحيد لهم، والفتوى مصدرها عندهم: ولي الأمر، وليس النص الشرعي، وإذا خالف ولي الأمر النص، فعليهم تأويل النص، أو تضعيفه آنذاك.

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني غزة الحرب الاحتلال رأي احتلال فلسطين غزة رأي حرب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دول عربیة

إقرأ أيضاً:

دلالات زيارة الدبيبة إلى مصر بعد قطيعة استمرت 3 سنوات.. هل يلتقي السيسي؟

طرحت زيارة رئيس حكومة الوحدة في ليبيا، عبدالحميد الدبيبة إلى العاصمة المصرية "القاهرة" بعد قطيعة لأكثر من 3 سنوات بعض الأسئلة عن أهداف ودلالة الخطوة وما إذا كانت لتحقيق مصالح اقتصادية أو سياسية أو مجرد زيارة روتينية.

وبدأ "الدبيبة" نشاطاته في القاهرة التي يزورها لأول مرة منذ أكثر من 3 سنوات بكلمة في جامعة الدول العربية رفقة الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط خلال افتتاح أعمال المؤتمر الاستعراضي الإقليمي الثاني للاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية في المنطقة العربية.

"قوانين توافقية"
وناقش الدبيبة خلال لقاء ثنائي مع أبو الغيط دعم الجهود المحلية والدولية لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وفق قوانين توhفقية، وتفعيل دور الجامعة العربية في الملف السياسي الليبي وفي دعم واستقرار ليبيا في مختلف الجوانب.

وترددت أنباء عن لقاء بين السيسي والدبيبة خلال تواجد الأخير في القاهرة من شأنه إنهاء مرحلة القطيعة مع حكومة طرابلس وإعادة التنسيق معها في عدة مجالات خاصة الاقتصادية كون النظام المصري في حاجة ملحة لدعم الاقتصاد المحلي بعد الأزمات المتتالية.

مراقبون رأوا أن الطرفين "الدبيبة والسيسي" في حاجة لبعضهما البعض اقتصاديا وسياسيا، فالسيسي يحتاج إلى مزيد من الاستثمار والمشروعات الاقتصادية التي من شانها إنعاش الوضع الاقتصادي هناك، والدبيبة في حاجة لداعم إقليمي سياسيا بعد حالة العزلة الإقليمية والدولية لحكومته والحديث عن تشكيل حكومة جدبدة.

فهل تحمل زيارة "الدبيبة" للعاصمة المصرية أي دلالات سياسية واقتصادية أم هي خطوة روتينية؟ وهل يلتقي السيسي فعلا أم يكتفي بلقاءات تخص الجامعة العربية؟.

"ضغوط دولية على الدبيبة"
من جهتها، أكدت عضو مجلس النواب الليبي عن طرابلس، ربيعة بوراص أن "العلاقات بين ليبيا ومصر تاريخيا كانت دائما معقدة بسبب التقلبات السياسية في كلا البلدين، وما زاد من حجم هذه التعقيدات الاضطرابات التي مرت بها ليبيا بعد سقوط النظام السابق والانقسامات التي شهدتها ليبيا جراء تنافس شركاء الثورة "17 فبراير" في شرق وجنوب وغرب البلاد على السلطة بشكل سلبي ومسلح".


وأشارت في تصريحات خاصة لـ"عربي21" إلى أن "زيارة الدبيبة اليوم إلى مصر جاءت بصفته وزيرا للخارجية الليبية للمشاركة فى الحوار الاقليمي حول الهجرة، ولا مفر أمام حكومة الدبيبة من التقارب مع القاهرة وخاصة بعد المصالحة السياسية التي حصلت بين مصر وتركيا، وكذلك الضغوط الدولية والمحلية التي تطالب بتوحيد الحكومة للوفاء بعقد الانتخابات التي ينتظرها الليبيون منذ سنوات"، وفق قولها.

وأضافت: "بشكل آخر التنافس بين القوى الإقليمية مثل مصر وتركيا يعقد جهود حكومة الدبيبة لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني في ليبيا، دعم تركيا لحكومة الدبيبة ودعم مصر للجهات المعارضة للحكومة يخلق بيئة من التوتر والانقسامات، مما يعرقل التقدم نحو وحدة وطنية واستقرار دائم، لذلك اليوم لا مفر أمام الحكومة من فتح حوار دبلوماسي مع الجانب المصري لجسر الهوة الاقليمية التي تؤثر بشكل مباشر على استقرار ليبيا السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني"، حسب رأيها.

"تراجع القاهرة وأطماع اقتصادية"
في حين رأى عضو التكتل السياسي لإقليم "فزان" والناشط السياسي الليبي، وسام عبد الكبير أن "القاهرة تراجعت منذ عدة أشهر عن رفضها المطلق لبقاء حكومة الدبيبة بعد محاولات عديدة من القاهرة لدفع رئاسة مجلسي النواب والدولة من أجل تشكيل حكومة جديدة موحدة".

وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "الزيارة غير المعلنة لرئيس الملف الليبي في المخايرات المصرية إلى طرابلس من أجل تشكيل حكومة برئاسة الدبيبة فشلت نتيجة رفع السقف من قبل القاهرة، كما أن عودة العلاقات المباشرة من جديد بين الدبيبة والقاهرة يحمل أبعادا اقتصادية في الظروف المتعسرة التي تعيشها مصر من الناحية الاقتصادية وكذلك له دوافع سياسية"، حسب تقديره.

وتابع: "أسباب تراجع القاهرة وإعادة علاقاتها بحكومة الدبيبة يرجع لعوامل وظروف مصر الاقتصادية والسياسية، وكذلك تأثير الحرب في غزة على الأوضاع المعيشية والخدمية في مصر، وتراجع الدور المصري في السودان مع بروز أقطاب اقليمية تختلف أهدافها مع السياسة الخارجية المصرية، كل هذه العوامل دفعت الدبلوماسية المصرية لإعادة ترتيب علاقاتها مع حكومة الدبيبة"، كما قال.


"دور مصري قوي"
الأكاديمي والباحث الليبي في الأزمات الدولية، إسماعيل المحيشي قال من جانبه إن "الدبيبة أبدى مرونة في التعامل مع عدة ملفات وكسياسي نجح في احتواء بعضها، وكون مصر دولة ذات تأثير قوي في المشهد السياسي الليبي كان لابد أن يعيد الحسابات في علاقاتها بها".

وأكد أنه "من المعروف في ليبيا أنه من يريد أن يحكم البلاد أو يظل متواجدا بقوة في المشهد السياسي عليه أن يكون له علاقات جيدة وقوية مع الدولة المصرية سواء كانت دبلوماسية واقتصادية أو حتى أمنية كونها دولة ذات تأثير في المنطقة بأكملها وليست ليبيا فقط"، بحسب تعبيره.

وأضاف لـ"عربي21": "نترقب اللقاء بين السيسي والدبيبة وطي صفحة الخلافات السابقة، فمن مصلحة الدبيبة إعادة العلاقات مع الجانب المصري وكذلك من مصلحة القاهرة ذلك من أجل تحقيق مصالح اقتصادية ومنافع بينهما وهذا كله يصب في تحقيق مصالح سياسية ايضا"، كما رأى.

مقالات مشابهة

  • تحديات ومآلات مؤتمر القاهرة
  • حزب الإصلاح والنهضة: هناك دلالات على فلسفة حكم خلال الفترة المقبلة
  • الإعلام ومآلات حسم الحرب في السودان
  • دلالات زيارة الدبيبة إلى مصر بعد قطيعة استمرت 3 سنوات.. هل يلتقي السيسي؟
  • تداعيات الدّلال العالمي للصّهيونية
  • اغتيال الحاج أبو نعمة.. خبراء يتوقعون مستوى الرد
  • إسرائيل والنهايات التاريخية
  • على وقع طبول الحرب مع حزب الله.. تكاليف اقتراض إسرائيل بأعلى مستوى في 13 عاما
  • مصر تعين وزير جديد لـ التعليم عمل كنادل وبائع جرائد
  • فرض واقع.. دلالات اختطاف «ميليشيا الحوثي» لطائرات يمنية؟