صوت المدافع يعلو فوق السياسة في غزة ..متى يقتنع الجميع بإنهاء الحرب
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
لم تسكت المدافع في قطاع غزة منذ أكثر من أربعة أشهر، لكن يبدو أن السياسة وجدت زاوية ضيقة أخيرا لتقول كلمتها، فالجميع أرهق من الحرب، و لا يمكن الحديث عن منتصر وخاسر قبل أن تظهر النتائج السياسية لهذه الحرب المدمرة التي صنفت بأنها الأكثر تدميرا منذ الحرب العالمية الثانية.
بوابة الأفق السياسي الضيقة بدأت مع الجهود المصرية القطرية الأمريكية للوصول إلى هدنة طويلة، لكن المتغير الأبرز تمثل بوثيقة قدمتها حركة حماس، تتضمن ثلاث مراحل تنتهي بإنهاء الحرب، قالت إسرائيل إنها تعكف على دراستها بشكل معمق، رغم أن بعض الشروط لا يمكن تنفيذها.
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي يقوم بجولة هي الخامسة له إلى المنطقة منذ بدء الحرب، قال يوم أمس الأربعاء “إن مقترح حركة (حماس) لوقف إطلاق النار في غزة فيه أمور “غير مشجعة”، لكنه يوجد مجالا للتوصل إلى اتفاق.
وأضاف بلينكن ي مؤتمر صحفي في تل أبيب “إن فريقا تابعا للأمم المتحدة بدأ مهمة في شمال غزة لتقييم أوضاع المدنيين الذين ما زالوا هناك وتقييم ما يجب القيام به للسماح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى ديارهم”.
وكانت إسرائيل وافقت على مهمة الفريق الدولي الشهر الماضي، لكنها تأجلت بسبب مخاوف أمنية.
في هذا الوقت قال سامي أبو زهري القيادي في حركة (حماس) لرويترز إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي رفض فيها أحدث عرض قدمته الحركة لوقف إطلاق النار في غزة تظهر أنه يعتزم مواصلة الصراع في الشرق الأوسط.
وأضاف أبو زهري “تصريحات نتنياهو هي نوع من المكابرة السياسية، وأنه معني باستمرار الصراع في المنطقة”.
ومضى قائلا “رسالتنا للجميع أن الحركة تعاملت بمرونة مع ورقة باريس وهذا من موقع القوة لا الضعف وأن الحركة جاهزة للتعامل مع جميع الخيارات”.
وكان نتانياهو رفض، عرض حماس لوقف إطلاق النار في غزة، مُصرًا على أن هدف إسرائيل المتمثل في تحقيق “النصر الكامل” في متناول اليد.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، في مؤتمر صحفي، الأربعاء، مطالب حماس بأنها “واهمة”، لكنه لم يستبعد إجراء المزيد من المفاوضات، مضيفا “نحن لم نلتزم بأي شيء. لم نلتزم بأي من المطالب الواهمة لحماس، مثل أعداد …الملطخة أيديهم بالدماء للإفراج عنهم”.
وأضاف نتنياهو: “ليس هناك التزام، يجب أن تكون هناك مفاوضات، إنها عملية، وفي الوقت الحالي، حسب ما أراه من حماس، فإن هذا لا يحدث”.
ومن جديد أبدى نتنياهو قلقه من الوضع على الحدود الشمالية معتبرا أنه لابد من إيجاد حل على الحدود الشمالية التي أجبر فيها تبادل لإطلاق النار مع حزب الله اللبناني عشرات الآلاف من الإسرائيليين على الفرار من منازلهم.
وأضاف نتانياهو أن إسرائيل لا يمكنها التسامح مع وجود قرابة 100 ألف نازح فيها وأن “أعداءها يعرفون أنه يتعين إيجاد حل سواء كان دبلوماسيا أو عسكريا”.
مفاوضات تحت النار تجري حول قطاع غزة، الجميع يعلم أن الحرب لن تستمر إلى الأبد ولابد من نهاية، لكن يبدو أن الدعم الأمريكي و الانشغال العربي بالأزمات الداخلية، يجعل إسرائيل تناور مراهنة على إرهاق الفلسطينيين من الوضع المزري الذي وصلت إليه الأوضاع الأمنية و الاقتصادية و المعيشية و الصحية في القطاع، خاصة مع الضغط الشديد الذي تتعرض له الأونروا بعد وقف عدد من الدول الغربية على راسها أمريكا تمويل المنظمة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أنتوني بلينكن إسرائيل الحرب على قطاع غزة بنيامين نتنياهو حركة حماس حزب الله قطر مصر فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس: نتنياهو ينقلب على اتفاق غزة وندعو لبدء مفاوضات المرحلة الثانية
قالت حركة حماس، الأحد، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينقلب على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة باعتماده مقترحا أمريكيا لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، داعية الوسطاء إلى الضغط لبدء مفاوضات المرحلة الثانية.
جاء ذلك في بيان أصدرته الحركة، تعليقا على إعلان مكتب نتنياهو موافقته على خطة لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق غزة ادعى أنها صادرة عن مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، غير أن الأخير لم يعلنها، كما أنه سبق وأن أجل زيارته إلى المنطقة عدة مرات في الأسبوعين الأخيرين.
وأفادت الحركة، بأن "البيان الصادر عن مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإرهابي نتنياهو، بشأن اعتماده لمقترحات أمريكية لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، وفق ترتيبات مخالفة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، هو محاولة مفضوحة للتنصل من الاتفاق والتهرب من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية منه".
وأضافت أن قرار نتنياهو وقف المساعدات الإنسانية لغزة "ابتزاز رخيص وجريمة حرب وانقلاب سافر على الاتفاق".
والأحد قررت الحكومة الإسرائيلية وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، عقب ساعات من انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق.
وقال مكتب نتنياهو في بيان على "إكس": "مع انتهاء المرحلة الأولى من صفقة المختطفين، وفي ضوء رفض حماس قبول مخطط (مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف) ويتكوف لمواصلة المحادثات ـ الذي وافقت عليه إسرائيل ـ قرر رئيس الوزراء أنه ابتداء من صباح (الأحد) سيتوقف دخول كل البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة".
وطالبت حماس الوسطاء والمجتمع الدولي بالتحرك "للضغط على الاحتلال الإسرائيلي ووقف إجراءاته العقابية وغير الأخلاقية بحق أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة"، وفق البيان.
وقالت حماس إن سلوك نتنياهو يخالف بوضوح ما ورد في البند 14 من الاتفاق والذي ينص على أن جميع الإجراءات الخاصة بالمرحلة الأولى تستمر بالمرحلة الثانية.
وأكدت حماس وفق البيان أن مزاعم إسرائيل بشأن انتهاك الحركة لاتفاق وقف إطلاق النار هي ادعاءات مضللة لا أساس لها و"محاولة فاشلة للتغطية على الانتهاكات اليومية والمنهجية للاتفاق".
وأوضحت أن الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار أدت إلى مقتل أكثر من 100 شخص بغزة وتعطيل البروتوكول الإنساني ومنع إدخال وسائل الإيواء والإغاثة وتعميق الكارثة الإنسانية.
وأشارت إلى أن "نتنياهو يحاول الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار الموقع، خدمة لحساباته السياسية الضيقة على حساب الأسرى الإسرائيليين في غزة وحياتهم".
ودعت الوسطاء إلى "الضغط على الاحتلال لتنفيذ التزاماته بموجب الاتفاق، بجميع مراحله، وتنفيذ البروتوكول الإنساني، وإدخال وسائل الإيواء ومعدات الإنقاذ إلى قطاع غزة.
وحملت الحركة "نتنياهو وحكومته المتطرفة المسؤولية عن تعطيل المضي بالاتفاق أو أي حماقة قد يرتكبها بالانقلاب عليه بما في ذلك التبعات الإنسانية المتعلقة بأسرى الاحتلال".
وأكدت أن "السبيل الوحيد لاستعادة أسرى الاحتلال هو الالتزام بالاتفاق، والدخول الفوري في مفاوضات بدء المرحلة الثانية والتزام الاحتلال بتنفيذ تعهداته".
وجددت حماس تأكيدها الالتزام بتنفيذ الاتفاق الموقّع بمراحله الثلاثة واستعدادها لبدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.
وعند منتصف ليل السبت/الأحد، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار رسميا والتي استغرقت 42 يوما، دون موافقة إسرائيل على الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
وعرقل نتنياهو ذلك، إذ كان يريد تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.
فيما ترفض حركة حماس ذلك، وتطالب بإلزام إسرائيل بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب بشكل كامل.
وليلة الأحد، قال مكتب نتنياهو إن "إسرائيل وافقت على الخطوط العريضة لخطة اقترحها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف مؤقت لإطلاق النار خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي (12-20 أبريل/ نيسان)"، فيما لم يصدر بعد عن ويتكوف أي إعلان رسمي عن هكذا خطة.
وحسب البيان الإسرائيلي، سيتم بموجب الخطة، إطلاق سراح نصف المحتجزين الإسرائيليين في غزة، الأحياء والأموات، في اليوم الأول من الهدنة المقترحة.
وأضاف البيان: "وفي حال التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار يجري الإفراج عن النصف الثاني من المحتجزين في غزة".
وتقدر تل أبيب وجود 62 أسيرا إسرائيليا بغزة (أحياء وأموات)، بحسب إعلام عبري، فيما لم تعلن الفصائل الفلسطينية عدد ما لديها من أسرى.
وأضاف أنه في حال عدّلت الحركة موقفها، ووافقت على خطة ويتكوف، فإن إسرائيل ستدخل فورًا في مفاوضات بشأن تفاصيل الخطة.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.