هل من مكاسب للرباط في اعتراف إسرائيل بمغربية إقليم الصحراء؟
تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT
(الأناضول)
إثر الإعلان عن اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، تباينت الآراء بين من يرى أن هذا الاعتراف سيأتي بمكاسب للرباط ومن يرى عكس ذلك.
فقد رأى المحلل السياسي المغربي ورئيس “مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية” (غير حكومي) محمد بودن في حديث للأناضول، أن “المغرب سيربح تراكما في الثقة مع شركائه الدوليين”.
وأضاف أن المكاسب “ستشمل تعزيز التبادل بين المغرب وإسرائيل على المستوى الاقتصادي والسياحي والثقافي الأمني”، لافتا أن المغرب “سيحقق مكاسب أيضا على المستوى الدبلوماسي”.
تراكم الثقة
وحول استفادة المغرب من اعتراف إسرائيل بسيادته على إقليم الصحراء، يرى بودن في حديثه للأناضول: إن المغرب “سيربح تراكما في الثقة مع شركائه الدوليين”.
وأضاف: “إسرائيل شريك جديد للمغرب في إطار اتفاق ثلاثي وقعه المغرب مع أمريكا وإسرائيل”.
وفي 10 دجنبر 2020، أعلنت إسرائيل والمغرب، استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد توقفها عام 2000.
وفي 22 من الشهر ذاته، وقعت الحكومة المغربية، “إعلانا مشتركا” بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة، خلال أول زيارة لوفد رسمي إسرائيلي أمريكي للعاصمة الرباط.
وأردف بودن: “المغرب سيعزز التراكم على مستوى الثقة والشراكة مع إسرائيل، في مجالات عديدة”.
ويلفت إلى أن المكاسب “ستشمل تعزيز التبادل بين المغرب وإسرائيل على المستوى الاقتصادي والسياحي والثقافي الأمني”.
شبكة علاقات
وذهب محمد بودن إلى القول بأن المغرب “سيحقق مكاسب أيضا على المستوى الدبلوماسي، بعد الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء الغربية”.
وأضاف: “إسرائيل لها شبكة علاقات دولية على مستوى إفريقيا وأوربا، وأيضا على مستوى جماعات الضغط، وهذا سيدفع عددا من الأطراف الدولية للسير على خطى إسرائيل”.
وتابع بودن: “أيضا هذا سيضيف زخما للدينامية الدولية بخصوص دعم سيادة المغرب على صحرائه، وجعل الصحراء المغربية قطبا قنصليا حقيقيا”.
وزاد: “بالتالي على المستوى الدبلوماسي، هذا مكسب كبير وسيدفع العديد من الدول إلى السير على خطى إسرائيل، وينضاف هذا إلى مواقف قوى دولية كبرى”.
ولفت بودن إلى أنه، “أيضا على مستوى المكاسب، هناك نظرة برغماتية حيث المغرب يدافع عن مصالحه”.
وأوضح أن “كل القرارات التي ستصب في مصلحة المغرب سيعمل على اتخاذها في إطار الواقعية الجديدة في العلاقات الثنائية، وفي إطار الوضوح والطموح في السياسة الخارجية بقيادة العاهل المغربي”.
مغربية من دون إسرائيل
في المقابل، قال الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، عزيز هناوي، للأناضول: “السؤال الحقيقي هو ماذا سيخسر المغرب بما يسمى الاعتراف الإسرائيلي بمغربية صحرائه؟”.
وأضاف الناشط المغربي: “الذي سيخسره المغرب هو الوجاهة والعدالة لقضية صحرائه”، معتبرا أن “أكبر تهديد لمغربية الصحراء هو ربطها بإسرائيل”.
فيما اعتبر الناشط المغربي، عزيز هناوي في حديثه للأناضول أن: “ربط قضية الصحراء المغربية بالصهيونية طيلة الثلاثين شهرا الماضية، هو قتل لمرجعيتنا الوطنية”.
ويرى هناوي، أن “الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء ليس في صالح المغرب، والصحراء مغربية من دون اعتراف إسرائيلي”.
وأضاف: “من قال بأن اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء هو لصالح المغرب في عمقه؟”.
وأردف هناوي: “لا نحتاج للاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء، لأن الصحراء مغربية أولا، ولأن أكبر تهديد لمغربية الصحراء هو ربطها بإسرائيل”.
وسبق أن أعلنت هيئات وأحزاب مغربية عن رفضها لهذا التطبيع بين المغرب وإسرائيل، وعبّرت عن رفضها عبر عدد من الاحتجاجات والفعاليات المختلفة.
والإثنين، أعلن الديوان الملكي المغربي أن إسرائيل اعترفت بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، حسب رسالة تلقاها الملك محمد السادس من نتنياهو.
وتضمنت الرسالة، وفق بيان للديوان الملكي، “قرار الوزير الأول الإسرائيلي لدولة إسرائيل الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية”.
يأتي ذلك بعدما تلاحقت زيارات المسؤولين الإسرائيليين للرباط، خلال الأشهر الماضية، وتوالت اللقاءات المشتركة مع وزراء ومسؤولين مغاربة على مختلف المستويات.
ومنذ عقود يتنازع المغرب وجبهة “البوليساريو” بشأن السيادة على إقليم الصحراء، وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تدعو الجبهة إلى استفتاء لتقرير المصير.
وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا بإقليم الصحراء تحت سيادتها، بينما تدعو “البوليساريو” إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.
وتجدر الإشارة إلى أنه من أصل 22 دولة عربية، تقيم 6 دول علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، وهي مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
كلمات دلالية التطبيع، المغرب، إسرائيل، مغربية الصحراءالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الإسرائیلی بمغربیة بمغربیة الصحراء اعتراف إسرائیل مغربیة الصحراء على المستوى المغرب على على مستوى أیضا على
إقرأ أيضاً:
تحرك إيراني أممي بعد اعتراف إسرائيل باغتيال إسماعيل هنية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—بعثت إيران رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولة بعد اعتراف وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، الاثنين، علنا بدور بلاده في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السابق، إسماعيل هنية في يوليو/ تموز بالعاصمة الإيرانية طهران.
صورة أرشيفية لاسماعيل هنية (يمين) وخالد مشعل العام 2007Credit: Suhaib Salem-Pool/Getty Images)ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية ما تضمنته الرسالة: "عطفا على رسائلنا المؤرخة 31 يوليو/ تموز و1 أكتوبر/ تشرين الأول 2024 (S/2024/584-S/2024/713) بشأن الاغتيال الجبان للسيد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس وزراء فلسطين الأسبق، بتاريخ 31 يوليو/ تموز 2024، في طهران، وكذلك الرد المشروع من قبل جمهورية إيران الإسلامية على هذا العمل الإرهابي الشنيع، أود أن ألفت انتباه سعادتكم وأعضاء مجلس الأمن إلى التصريحات الأخيرة لوزير الحرب في الكيان الإسرائيلي".
وتابعت: "مساء يوم الاثنين 23 كانون الأول (ديسمبر) 2024، وخلال فعالية حضرها موظفو وزارة حرب هذا الكيان، اعترف وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، علناً وبلا خجل بمسؤولية الكيان عن عملية اغتيال إسماعيل هنية حين حضوره في طهران للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإيراني، الدكتور مسعود بزشكيان. هذا الاعتراف العلني هو المرة الأولى التي يقر فيها الكيان الإسرائيلي علناً مسؤوليته عن هذه الجريمة البشعة.. إن هذا الاعتراف الوقح والمخزي باغتيال زعيم سياسي في الأراضي الخاضعة لسيادة إحدى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة يكشف مرة أخرى عن المسؤولية الدولية التي يتحملها الكيان الإسرائيلي عن أعماله الإرهابية والعدوانية. ويؤكد هذا الإجراء أيضًا شرعية وقانونية الرد الدفاعي الإيراني في 1 أكتوبر 2024 وموقف إيران المستمر بأن كيان ’إسرائيل‘ الاحتلالي والإرهابي لا يزال يمثل أخطر تهديد للسلام والأمن الإقليميين والدوليين".
وأضافت: "يحاول هذا الكيان الآن يائسًا تبرير وإضفاء الشرعية على أعماله العدوانية الماضية والمستقبلية ضد سيادة اليمن وسلامته الإقليمية من خلال توجيه اتهامات لا أساس لها من الصحة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.. لا ينبغي لمجلس الأمن أن يسمح للكيان الذي ينتهك القوانين الدولية بشكل علني، ويزعزع استقرار المنطقة، ويهدد ويعرض السلام والأمن الدوليين للخطر، بالاستمرار في التمتع بالحصانة. إن الصمت المستمر لمجلس الأمن، الذي يتحمل المسؤولية الأساسية عن صون السلام والأمن الدوليين، لن يشجع هذا الكيان الإرهابي على ارتكاب المزيد من الجرائم الوحشية فحسب، بل سيقوض أيضا المبادئ الأساسية التي قامت عليها الأمم المتحدة".