انقسامات عميقة في مجلس الأمن.. غوتيريش يحذّر من دخول العالم "حقبة الفوضى"
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، إن "العالم يدخل حقبة الفوضى؛ وأن الانقسامات العميقة التي يعانيها مجلس الأمن الدولي جعلته غير قادر على التعامل مع قضايا ملحة على غرار الحرب بين إسرائيل وحماس".
وحذّر غوتيريش من أن "أي هجوم برّي إسرائيلي محتمل على مدينة رفح في جنوب القطاع، سوف يزيد في شكل هائل ما هو أصلا كابوس إنساني، مع تداعيات إقليمية لا تحصى"، مجددا مطالبته بـ"وقف إنساني فوري لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الأسرى"، وذلك مع دخول الحرب في غزة شهرها الخامس.
ويقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي توعّد بـ"القضاء" على حماس بعد عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، قطاع غزة بلا توقّف؛ فيما دعا غوتيريش إلى "إحداث تغييرات في مجلس الأمن والنظام المالي الدولي، إلى جانب إصلاحات أخرى"، مشددا على أن "مؤتمر القمة المعني بالمستقبل المرتقب في أيلول/ سبتمبر سيشكّل فرصة مهمة للتعامل مع الخلل الذي بات "أعمق وأخطر" من أي وقت مضى".
وأضاف، المسؤول الأممي، خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي عرض فيه أولوياته للعام 2024، أن "مجلس الأمن الدولي، وهو المنصة الأولى لقضايا السلام العالمي، وصل إلى طريق مسدود نتيجة الانقسامات الجيوسياسية".
وتابع: "هذه ليست المرة الأولى التي ينقسم فيها المجلس، لكنها الأسوأ. الخلل الحالي أعمق وأخطر"، مشيرا إلى أنه "بخلاف ما كان عليه الحال خلال الحرب الباردة، عندما ساعدت الآليات الراسخة في إدارة العلاقات بين القوى العظمى، فإن هذه الآليات أصبحت غائبة في عالم اليوم المتعدد الأقطاب".
وفي السياق ذاته، حذّر من أن "عالمنا يدخل حقبة الفوضى"، وهي التي وصفها بأنها "خطيرة ولا يمكن التنبؤ بها"، مبرزا أنه "مع انتشار النزاعات، بلغت الاحتياجات الإنسانية العالمية أعلى مستوياتها، لكن التمويل لا يواكبها".
ودعا المسؤول الأممي، قادة العالم، لاستغلال فرصة انعقاد مؤتمر أيلول/ سبتمبر في نيويورك على هامش الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل "تشكيل التعددية الدولية لسنوات مقبلة".
كما جدد دعوته إلى تطوير "منصة طارئة لتحسين الاستجابة للصدمات العالمية المعقّدة بعد أزمة وباء كوفيد"، معتبرا أن مسألة تغير المناخ هي على رأس أولوياته منذ تولى منصبه عام 2017 لأن هذه الأزمة "تبقى التحدي الرئيسي في زمننا".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
بلاسخارت قدّمت احاطتها لمجلس الأمن: لبنان يواجه أزمة إنسانية ذات أبعاد كارثية
قدّمت اليوم المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام السيد جان بيار لاكروا إحاطة إلى مجلس الأمن. وقد ركّزت مشاورات المجلس على التقرير المقبل للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول تنفيذ القرار 1701 (2006) وتصاعد الأعمال العدائية عبر الخط الأزرق.
وأشارت بلاسخارت الى انه "في ظل التحذيرات والنداءات الجماعية التي ذهبت سدى إلى أن المرء لم يكن يحتاج الى قدرة خارقة لقراءة المستقبل كي يدرك أنّ الوضع بين لبنان وإسرائيل سيتفاقم".
ففي ظلّ ارتفاع عدد الضحايا، والنزوح الجماعي، والدمار الواسع، أبلغت هينيس-بلاسخارت مجلس الأمن أنّ "لبنان يواجه أزمة إنسانية ذات أبعاد كارثية"، مشددة على أن "آلة الحرب لا تعالج القضايا الجوهرية، كما أنها لا تمَكّن المواطنين على جانبي الخط الأزرق من العودة إلى ديارهم".
وأوضحت أنه "على الرغم من كل ما جرى كلا الجانبين الآن أمام فرصة جديدة لوضع حدّ لهذه الحقبة المدمّرة ولا سيما أنّ الإطار الذي يمكن أن يُنهي الصراع موجود بالفعل: وهو القرار 1701"، مضيفة: "لكن ما يجب أن يكون واضحًا تمامًا هذه المرَّة أنّ الأطراف لم يعد بإمكانها انتقاء بنود معينة لتنفيذها وتجاهل بنود أخرى".
وشددت على أن "كلا الجانبين لا يمكنهما تحمّل تبعات فترة أخرى من التنفيذ غير الجاد للقرار تحت ستار الهدوء الظاهري، لأنّ ذلك لن يؤدي إلا إلى اندلاع حربٍ جديدة".
وأكدت "أهميّة عودة الدولة اللّبنانية إلى المعادلة"، وفيما شددت على أن "إيجاد الحلول في مجالٍ معيّن يجب ألّا يؤدّي إلى خلق فراغات في مجالات أخرى"، أكدت أن "الجهود المبذولة لحشد الدعم للقوات المسلحة اللبنانية يجب أن تركز على الاحتياجات التي تم تحديدها جنوب وشمال نهر الليطاني".
وأشارت إلى أن "التداعيات الاقتصادية لهذا الصراع ستكون واسعة النطاق، ممّا يزيد من تعقيد الوضع الاجتماعي والاقتصادي والمالي المتدهور أصلاً، الذي يتسم باستشراء الفساد الممنهج".
وفيما رحّبت بـ "كل المساهمات التي قدّمها المانحون لغاية الآن"، اوضحت أنّه "مع تغطية تمويل النداء الإنساني العاجل للبنان بنسبة 23.5% فقط، يجب تحويل التعهّدات إلى تمويل فعلي يتناسب مع شدة الأزمة".
وأشارت إلى أن "الشعب اللّبناني لطالما وصف بأنّه شعب صامد، وهي عبارة استهلكت وباتت تثير استياء كثر. ويمكن القول إن اللبنانيين تعبوا من دوّامة الأزمات المتواصلة، وهم ببساطة يبغون ويستحقون طريقًا مستدامًا للمضي قدمًا نحو المستقبل، مرّة واحدة وبصورة نهائيّة".