الإسكندر الأكبر.. 3 لوحات تصوّر أهم معارك القائد الأشهر في التاريخ
تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT
هو واحدٌ من أكثر القادة والفاتحين شهرة في التاريخ. ولد عام 356 قبل الميلاد، وتتلمذ على يد الفيلسوف الشهير أرسطو، وأصبح ملك مقدونيا في سن مبكرة.
عُرف بتألقه الإستراتيجي وتكتيكاته العسكرية الجريئة، وقاد قواته إلى النصر في معارك عديدة من أجل توسيع إمبراطوريته التي امتدت من اليونان إلى مصر وبلاد فارس والهند.
بسبب شهرته التاريخية، ألهم الإسكندر عشرات الرسامين الذين أنتجوا العديد من اللوحات التي سجلت أبرز معاركه حيث كان يطبق عادة خطة "المطرقة والسندان".
يحاصر سلاح الفرسان المقدوني أجنحة الجيش المعارض بشكل منهجي على الجهة اليمنى التي كان يقودها عادة الإسكندر نفسه ثم يحاولون إحداث فجوة يشقون من خلالها صفوف العدو، وبالتالي إجبار أعدائهم على إعادة تجميع صفوفهم فيما يمزق بقية الجيش المقدوني الجيش المعارض من الناحية اليسرى.
لوحة معركة الغرانيكوسعلى سبيل المثال لا الحصر، نرى في لوحة الرسام الفرنسي تشارلز لوبرون Charles LeBrun -عاش من 1619 إلى 1690- "معركة الغرانيكوس Le Passage du Granique، تصويرا نموذجيا لتلك المعركة التاريخية واهتماما دقيقا بالتفاصيل وتوظيفا بارعا للحركة والألوان.
تلتقط هذه اللوحة، التي رسمت عام 1688، لحظة مهمة في غزو الإسكندر الأكبر لبلاد فارس عبر نهر غرانيكوس لترسيخ هيمنته على المنطقة.
بالنظر في اللوحة، يستطيع المشاهد أن يلمس على الفور مهارة لوبرون في تصوير الإحساس بالعظمة والدراما. يجذب هذا الحجم الهائل للوحة -التي يبلغ ارتفاعها 13 قدمًا تقريبًا- انتباه الرائي ويغمر المشاهد في الطبيعة الملحمية للمشهد.
ويرسم لوبرون بخبرته خطا قُطريا قويا، يقود العين من المقدمة إلى الخلفية، حيث يتجه الإسكندر وجيشه نحو القوات المعارضة.
يضيف هذا التكوين الديناميكي كثافة وطاقة إلى المشهد الحربي المحتدم بالإثارة والفوضى لدرجة تعيد الحياة لهذه المعركة التاريخية. كما يصور لوبرون، بعينه الحريصة على الدقة، الملابس والأسلحة والتشكيلات لكل من الجنود المقدونيين والفارسيين فتتحدث كل التفاصيل، من الدروع والخوذات المعقدة إلى القوات المتمركزة بعناية، عن موهبته في تصوير هذا الحدث التاريخي.
لوحة معركة إسوسوقعت معركة إسوس، عام 333 قبل الميلاد، في جنوب الأناضول بين جيش الإسكندر الأكبر المقدوني وجيش الفرس تحت لواء الإمبراطور داريوش الثالث بنفسه.
وقد سجل الرسام "بيتر بروغل الأكبر" (Pieter Bruegel the Elder)، تلك المعركة في لوحته الشهيرة: "معركة إسوس" (The Battle of Issus)، عام 1602.
صور بروغل تفاصيل المعركة بدقة هائلة حيث قدم مشهدًا مترامي الأطراف يسكنه الآلاف من الشخصيات النابضة بالحياة المنخرطة في الحرب. من الدروع والأسلحة المعقدة إلى تعابير الوجه وحركات الجنود، تم تنفيذ كل شيء بدقة متناهية لخلق هذا المشهد الفوضوي العملاق.
فقد استخدام بروغل الألوان بطريقة نابضة بالحياة فخلق تنويعات لونية دقيقة لتصوير مجموعة متنوعة من المحاربين بملابس متقنة.
ودون أدنى شك يخلق تجاور الألوان الحمراء والأزرق الداكن والذهبي اللامع لوحة مذهلة بصريا تعزز الكثافة الكلية للمشهد. المواقف المتفاوتة للجنود -الشحن والدفاع والسقوط والصراخ- كل هذا يخلق إحساسًا بالحركة ليشد المشاهد، وكأنه عالق في خضم المعركة نفسها.
لوحة الإسكندر الأكبر وبوروسيعيد الرسّام فرانسيسكو فونتيباسو (Francesco Fontebasso) -عاش من 1707 إلى 1769 في هذه اللوحة الحياة بمهارة إلى اللقاء الرائع الذي وقع بين الإسكندر الأكبر وبوروس الملك الهندي التاريخي.
تمكن فونتيباسو في هذا العمل من إضفاء الطابع الإنساني على شخوص اللوحة ونقل بمهارة شديدة مشاعرهم وسلوكياتهم.
فقد وضع فونتيباسو أبطال اللوحة بطريقة ديناميكية ولافتة للنظر، وسلط الإضاءة والألوان على أهمية هذا اللقاء، كل هذا بلمسة من الوقار والدراما، حيث على اليمين من المشاهد سقط ملك الهند ذليلا بينما يقف الإسكندر وفريقه على اليسار شامخ الرأس مشيرًا باستهانة نحو الملك. كل هذا خلق سردا مرئيًا متناغما وجذابا.
كما أولى فونتيباسو اهتمامًا خاصًا بالتفاصيل: خاصة تعابير الوجه ولغة الجسد، حيث يتم تقديم كل شيء وفق رواية مرئية كبرى يستطيع المشاهد سبر أغوارها.
ينقل هذا المستوى من التفاصيل المشاهد من أرض الواقع إلى أرض المعركة، وبسبب براعة الفنان في التقاط الأزياء التاريخية المعقدة والمتقنة يتمكن الرائي من تخيل عظمة لقاء الإسكندر الأكبر وبوروس بوضوح مذهل.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
توكل تشعل المعركة السياسية: الإصلاح لن يدعم الحرب ضد الحوثي إلا بهذا الشرط
الناشطة اليمنية توكل كرمان (وكالات)
في مشهد يعكس تعقيدات المشهد السياسي اليمني، عاد حزب الإصلاح (الواجهة السياسية للإخوان المسلمين في اليمن) إلى الواجهة بمناورة جديدة تتقاطع فيها الملفات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها ملف غزة والضغوط الأمريكية في المنطقة.
ففي توقيت مثير للتساؤل، نظّم الحزب تظاهرات في معاقله الرئيسية في تعز ومأرب تحت شعار "نصرة غزة"، في وقت تتصاعد فيه المؤشرات عن اتجاه أمريكي لتهميش الحزب من خطط التصعيد المقبلة ضد خصومه المحليين، في مقدمتهم القوات المدعومة إماراتيًا على الساحل الغربي.
اقرأ أيضاً فقدت بياناتك بعد الفورمات؟: إليك 5 حلول سحرية لاستعادتها قبل فوات الأوان 10 أبريل، 2025 تحذير هام: هذا مستوى الضغط قد يؤدي إلى ذبحة صدرية قاتلة.. وهذه أبرز علاماتها 10 أبريل، 2025التظاهرات التي خرجت مؤخرًا، والتي تعد نادرة في مناطق سيطرة الإصلاح، أثارت الكثير من التساؤلات. فالحزب الذي سبق أن اعتقل نشطاء احتفلوا بهدنة غزة في وقت سابق، يعود الآن ليُرفع شعاره من جديد، مما يوحي بمحاولة إعادة تموضع سياسي وشعبي.
وتحمل هذه التحركات رسائل متعددة، على رأسها رسالة غير مباشرة إلى الولايات المتحدة، مفادها أن الإصلاح لا يزال رقماً صعبًا في المعادلة اليمنية، وأن استبعاده من خطط التصعيد القادمة قد يكون مكلفًا سياسيًا وميدانيًا.
توكل كرمان تدخل المشهد بشروط نارية:
في تطور لافت، خرجت توكل كرمان، عضو مجلس الشورى بالحزب والحائزة على جائزة نوبل للسلام، بتغريدة هي الأولى منذ عام كامل من اندلاع الحرب، رفضت فيها العدوان على اليمن، ولكن بشروط.
كرمان ربطت أي دعم لتحرك دولي ضد "الحوثيين" بتمكين فصائل "الجيش الوطني" و"المقاومة"، أي بمعنى آخر، اشتراط تمكين حزب الإصلاح نفسه في المشهد العسكري والسياسي كشرط للمضي في أي سيناريو قادم، حتى لو كان يصب في صالح الاحتلال الإسرائيلي.
التحركات الأمريكية الأخيرة تعزز من مخاوف الإصلاح. فالسفير الأمريكي إلى اليمن ستيفن فاجن بات أكثر انخراطًا في التواصل مع رموز معادية للإصلاح، أبرزهم طارق صالح، في حين تجاهل شخصيات بارزة في الإصلاح مثل سلطان العرادة، ما يعزز التكهنات حول وجود خطة أمريكية لإعادة ترتيب التحالفات على الأرض.
كما عقد قائد القيادة المركزية الأمريكية لقاءً مع رئيس الأركان صغير بن عزيز، أحد أبرز المقربين من طارق صالح، في خطوة تشير إلى توجه لفتح جبهات جديدة، خصوصًا في مأرب، لكن دون إشراك الإصلاح.
في المقابل، أبدت صنعاء تفاؤلًا من طبيعة التظاهرات في مأرب وتعز، معتبرة أنها ليست تمهيدًا لتصعيد عسكري ضدها، بل رسالة تأكيد على التضامن مع غزة ورفض الانجرار وراء المخططات الأمريكية.
وقال الوزير السابق حسين حازب إن الحشود التي خرجت تحمل رسالة واضحة: "لن نكون جزءاً من لعبة إيقاف الدعم لغزة"، في إشارة إلى القلق من محاولة إشغال صنعاء داخليًا لإيقاف هجماتها البحرية ضد البوارج الأمريكية والإسرائيلية.
ويبدو أن حزب الإصلاح يحاول التمسك بورقة غزة كورقة ضغط سياسي، بالتوازي مع التقارب المحسوب مع القوى الدولية، ولكنه يجد نفسه محاصرًا بين الإقصاء الأمريكي المتصاعد، وواقع محلي يتغير بسرعة، في ظل تصاعد دور خصومه على الأرض.
الأسابيع المقبلة قد تحمل مفاجآت كبيرة، فهل ينجح الإصلاح في فرض نفسه من جديد كلاعب أساسي؟ أم أن لعبة المصالح الكبرى ستتركه خارج الحسابات؟.