بدأ ثوران بركاني في جنوب غرب أيسلندا
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
بدأ ثوران بركان على شبه جزيرة ريكيانيس في جنوب غرب أيسلندا الخميس، هو الثالث في المنطقة منذ ديسمبر
وجاء في بيان لمكتب الأرصاد الجوية الأيسلندي أنه "عند الساعة 5:30 من هذا الصباح، بدأ نشاط زلزالي صغير وشديد شمال شرق سيلينغارفل. بعد نحو 30 دقيقة، بدأ ثوران في المنطقة ذاتها".
وظهر في منطقة شهدت ثورانا بركانيا سابقا في 18 ديسمبر و14 يناير قرب قرية غريندافيك التي تم إجلاء سكانها.
وتضم أيسلندا أكثر من 30 بركانا نشطا، وهو أعلى عدد في أوروبا.
المصدر: أ ف ب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: بركان ايسلندا
إقرأ أيضاً:
هل يتشكل شرق أوسط جديد؟
ترجمة: أحمد شافعي -
كم أريق من حبر ودماء في محاولات كثيرة فاشلة لإنشاء شرق أوسط «جديد». غير أن استجابة المنطقة للأحداث الأخيرة تبرز اتجاها جديدا في الجغرافيا السياسية لها، تتمثل تحديدا في تحول حقيقي إلى البراجماتية والتعاون بلا هوادة. ففي خضم حرب أقل من خفية بين المتنافستين إيران وإسرائيل، أصبح زعماء المنطقة إلى حد كبير يقبلون حقيقة مفادها أن الشرق الأوسط القديم الموبوء بالصراعات لا يتناسب مع استراتيجياتهم الكبرى أو مصالحهم الوطنية. وبسبب هذا الإدراك يتشكل ببطء، ومن الداخل، شرق أوسط جديد حقا.
ولكن هذا التحول ليس بالأمثل على الإطلاق. وحسبما يتضح من الصراع في السودان، فإن المنافسة في المناطق التي تعتبر ساحات معارك مقبولة في مختلف أنحاء العالم العربي تظل هي القضية، وغالبا ما يكون ذلك على حساب السيادة الوطنية والسكان. وقد كان هذا الواقع حتى وقت قريب أو لا يزال هو الحال في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين واليمن وليبيا وتونس. وقد أثبتت تل أبيب وطهران مهارتهما في خلق ساحات للتنافس، تماما كما تواصل بعض دول الخليج محاربة أي مظهر من مظاهر الديمقراطية خوفا من الحكم الإسلامي.
ولا ينبغي لأحد أن يتوقع تغير هذه الديناميكيات بين عشية وضحاها. ولكن الربط بين لحظات صغيرة نسبيا ومعزولة شهدناها في السنوات القليلة الماضية يسلط الضوء على التغييرات الكبيرة الجارية. من هذه اللحظات نهاية حصار قطر، وجهود إعادة التطبيع بين دول الخليج ونظام الأسد السابق، ووقف إطلاق النار في اليمن بين التحالف ذي القيادة السعودية والحوثيين، واتفاقية إعادة التطبيع بين المملكة العربية السعودية وإيران بدعم الصين. فقد عكست كل لحظة من هذه رغبة براجماتية في التركيز على التنمية الاقتصادية من خلال التعاون، وهو تركيز نابع من الخوف الذي أحدثه الربيع العربي والافتقار إلى الحرية الفردية والفرصة التي دعمته.
ومع ذلك، فإن هذه اللحظات دالة. فهي تمثل نقاط تحول رئيسية بعيدا عن الصراع وفترة الربيع العربي المضطربة التي ألقى فيها طغاة المنطقة المناهضون للثورة بكل ما في حوزتهم لمواجهة حتى أبعد التهديدات احتمالا لحكمهم. والنقطة المهمة التي يجب التركيز عليها هي الدفع البراجماتي بعيدا عن الصراع حتى إذا لم تشهد العلاقات مع خصم معين أي تحسن، وهذا نهج براجماتي صرف يظهر بعد أن أدرك زعماء المنطقة أن السياسات المتشددة قد فشلت في حل مشاكلهم.
ولعل هجمات حماس في السابع من أكتوبر قد عززت هذا التحول إلى البراجماتية الصرفة. فقد أصاب العديد من الخبراء والقادة في قلقهم من أن الهجوم والرد الإسرائيلي اللاحق من شأنهما أن يعززا صراعا إقليميا ذا أبعاد ملحمية. في الماضي، كان من المرجح أن تتحقق مثل هذه المخاوف بسبب عدم ثقة زعماء المنطقة في جيرانهم ورفضهم العام للتعاون. وفي حين اندلع صراع إقليمي بين إسرائيل وإيران، لم يرق نطاقه إلى أسوأ التوقعات. ويرجع هذا ـ جزئيا على الأقل ـ إلى التحول بعيدا عن السياسات الإقليمية الصفرية من جانب زعماء الشرق الأوسط.
ومما يعكس هذه الديناميكية أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي قد أجريا أول مكالمة هاتفية بينهما منذ تطبيع العلاقات. وقد أكدا خلالها أهمية استقرار الوضع ومنع توسع الصراع. والمهم هو أن هذه المكالمة العلنية كانت الأولى بين شاغلي المنصبين في طهران والرياض منذ سنوات. ثم انخرط البلدان في محادثات مع بعضهما البعض ومع دول عربية وإسلامية أخرى في قمم متعددة لمنظمة التعاون الإسلامي ( ) بشأن قضية غزة.
وفي غياب الدوافع المتشددة لدى إيران، اتفق الزعماء الإقليميون منذ ذلك الحين إلى حد كبير على قضية فلسطين بعد فترة شهدت تنحية هذه القضية جانبا. غير أن التعاون يتجاوز المصالح الواضحة المتمثلة في منع حرب إقليمية تضر بالجميع، فهذه قضية يسهل الاتفاق عليها نسبيا في الوقت الحالي. والواقع أن التعاون الدبلوماسي والاقتصادي يتوسع أيضا ـ بعيدا عن المناورات الطبيعية على النفوذ والقوة النسبية، فهذه إجراءات تمارسها كل الدول لتعزيز مصالحها.
ويتضح هذا بصفة خاصا في سوريا، حيث تهتم المنطقة بشدة بنجاح الحكومة السورية المؤقتة الجديدة في تحويل البلد بعيدا عن الحكم البعثي. إذ تبدي دول الخليج اهتماما موحدا بدعم الانتقال من خلال الاستثمار في إعادة إعمار البلد، واستمرار الدعوة إلى تخفيف العقوبات. بل إن المتنافسين التقليديين أنفسهم من قبيل تركيا وقطر من ناحية، والمملكة العربية السعودية من ناحية أخرى، يبدون مصممون على ضمان حصول دمشق على الدعم الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري الذي تحتاج إليه اليوم، حتى لو أن دول الخليج لا تزال تنظر بارتياب إلى النفوذ التركي في سوريا.
ويمثل التعاون العسكري مجالا آخر تظهر فيه علامات واعدة على البراجماتية الإقليمية والتعاون اللازمين لتعزيز التنمية والاستقرار. فتركيا تعمل في السنوات الأخيرة مع المملكة العربية السعودية والإمارات على صفقات عسكرية واقتصادية حيث تلقت الأولى استثمارات من دول الخليج الغنية لدعم اقتصادها العليل، بينما تلقت الأخيرة التكنولوجيا والمعدات العسكرية من قطاع أنقرة الدفاعي المتنامي وسط القيود الأمريكية في ظل إدارة بايدن.
حتى سنوات قليلة مضت، كانت حركة عثمانية جديدة تمثل رعبا إقليميا كبيرا بسبب ميولها التوسعية الحقيقية أو المتصورة ودعمها للجماعات الإسلامية بالاشتراك مع قطر. فشوهت دول الخليج الدوحة وحاصرتها بسبب دعمها لمثل هذه الجماعات في رسالة واضحة للحليفين. والآن، تعمل هذه الدول معا لتحقيق مصالح مشتركة.
ومع ذلك، لا تكاد المنطقة تطرح الشروق والتفاؤل. فلكل من هذه الأمثلة ما يناقضه، ولا توجد دولتان إقليميتان متحالفتان تمام التحالف. فحتى الرياض وأبو ظبي تتنافسان على الأعمال والتجارة، سعيا إلى مكانة القوة الجيواقتصادية البارزة في الشرق الأوسط. ولم ينته بعد التنافس السعودي الإيراني إثر المصافحات الودية القليلة وإحياء الكتلة المؤيدة لفلسطين. ولا تزال تركيا تتلقى اتهامات بالعثمانية الجديدة، ومع نفوذها الجديد لدى زعماء سوريا الجدد، من المفهوم أن تتجدد هذه الاتهامات.
وأخيرا، يستغرق التغيير الإيجابي وقتا طويلا وتكون له انتكاساته. وتظل المنطقة برميل بارود ينتظر الانفجار، في مواجهة تخلف شديد، وميليشيات متطرفة وجماعات إرهابية، وسباقات تسلح قد تصل إلى المستوى النووي، وصراع مفتوح، واستبداد غير قابل للدوام.
ولكن نظرة متمهلة تكشف بوضوح أن الزعماء الإقليميين يأملون في دخول الشرق الأوسط عصرا جديدا، عصرا يعزز التنمية الاقتصادية والتجارة والاستقرار. ولقد كان ذلك دائما متاحا لهم وبين أيديهم إذا ما رأوا أن يقبلوه.
ألكسندر لانجلويس محلل للسياسة الخارجية وزميل مساهم في (أولويات الدفاع). تركز تحليلاته على الجغرافيا السياسية للشام وديناميكيات غرب آسيا بصفة أوسع.
ذي ناشونال إنتريست