امتنعت الأحزاب الكبرى، أغلبية ومعارضة، عن منح تزكيات المنتخبين ورؤساء جماعات متابعين أمام المحاكم، أو تروج ملفاتهم أمام قضاة التحقيق، من أجل خوض غمار الانتخابات الجزئية المقررة فبراير الجاري في عدد من الجهات، خاصة إقليمي آسفي وسيدي قاسم.

وفي الوقت الذي ارتفعت فيه أصوات تصف القرارات المذكورة بغير القانونية، بالنظر إلى أن أغلب طالبي التزكيات لم تصدر في حقهم أحكام قضائية، ما سيشكل خرقا لقرينة البراءة، يسارع الباحثون عن التزكيات إلى الأحزاب الصغرى غير الممثلة في البرلمان، بذريعة أنها غير معنية بالميثاق الأخلاقي المرتقب التوقيع عنه مستهل الدورة الربيعية.

ولم تقدم الأحزاب، التي رفضت تزكية أسماء متورطة في ملفات أمام المحاكم، أي تعليل لقرارات في ظل حديث عن لوائح جهوية سوداء صادرة عن مصالح الإدارة الترابية، تتضمن كل الأسماء التي سقطت أو ينتظر أن تسقط، بسبب تقارير المفتشية العامة للداخلية.

المصدر: مملكة بريس

إقرأ أيضاً:

دعوها فإنها مأمورة

القاضي/ علي يحيى عبدالمغني

لا يخفي الغرب دهشته وإعجابه بالمستوى الذي وصلت إليه حركة أنصار الله، وكيف استطاعت هذه الحركة التي تأسست في قرية يمنية صغيرة وبجهود فردية قبل عقدين من الزمن تقريباً أن تتوسع وتنتشر في اليمن عموماً بهذه السرعة، وكيف تبخرت تلك الأحزاب والجماعات التي وقفت بوجه هذه الحركة التي لا تمتلك شيئاً يذكر مما تمتلكه تلك الأحزاب والجماعات التي تأسست في اليمن منتصف القرن الماضي تقريباً، لم تتصور هذه الأحزاب والجماعات التي تنافست على السلطة وتقاسمت الثروة وشكلت إمبراطوريات اقتصادية وإعلامية أن نهايتها ستكون على يد هذه الحركة التي ظهرت في شمال الشمال تلعن اليهود وتنادي بالموت لأمريكا وإسرائيل وتدعو بالنصر للإسلام، وهي لا تمتلك حزباً سياسيًّا ولا قائداً عسكريًّا ولا وسيلة إعلامية ولا مؤسسة اقتصادية ولا يعرفها الكثير من أبناء الشعب اليمني، هذه هي إرادة الله سبحانه وتعالى، ومن يتابع تاريخ حركة أنصار الله متى ظهرت وكيف نشأت وتطورت سيزداد إيماناً بوجود الله عز وجل، وأنه من بيده الأمر كله.

كان الفرس في تنافس مع الرومان حينما ظهرت الدعوة المحمدية في الجزيرة العربية، وكانت كلّ إمبراطورية تعد نفسها لمواجهة الأخرى ولم تكن أي منهما تتوقع أن زوالها سيكون من قبل هذه الدعوة التي أسسها طفل يتيم في مكة، لم تكن أي منهما تتوقع أن تخرج هذه الدعوة من حدود مكة وقد جندوا زعماء قريش لمواجهتها، إلا أنها انتصرت وتوسعت وانتشرت على أيدي اليمنيين وظهر أمر الله وهم كارهون، هذا باختصار هو تاريخ حركة أنصار الله التي أسسها ابن رسول الله الحسين بن بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه؛ ففي ظل تنافس الروس مع الأمريكان للسيطرة على العالم ظهرت هذه الحركة في بادية من البوادي اليمنية، فحينما كانت كلّ إمبراطورية تعد نفسها لمواجهة الأخرى بدأت هذه الحركة تتوسع، ولم تكن أي من الإمبراطوريتين تتوقع أن هذه الحركة ستخرج من حدود صعدة لا سيَّما وقد جندت عملاءها وأدواتها في اليمن والمنطقة لمواجهتها والقضاء عليها، إلا أنها انتصرت وتوسعت وانتشرت وأصبحت قوة إقليمية، وفي مواجهة مباشرة مع الإمبراطورية الأمريكية وستنتصر عليها، لأنها تمتلك ما كانت تمتلكه الدعوة المحمدية، وهو الإيمان الراسخ بالله عز وجل والثقة بنصره.

هذه الحركة انطلقت من القرآن الكريم لذلك فهي لا تحسب حساباً إلا لله سبحانه وتعالى، ولا تخشى قوة إلا قوة الله؛ فحينما وصف رئيس النظام السابق أمريكا العصا الغليظة وصفها الشهيد القائد -رضوان الله عليه- بالقشة، وحينما قال رئيس النظام السابق بأن عليه ضغوطات من أمريكا أجاب عليه الشهيد القائد بقوله “ونحن علينا ضغوطات من الله عز وجل”، هذا الإيمان هو من جعل حركة أنصار الله تقف في وجه النظام السابق وتقاوم عشرات الألوية والمعسكرات التي حاصراتها من كلّ جانب، وتصبر على القصف والحصار والجوع والعطش حتى انتصرت، هذا الإيمان هو من جعل هذه الحركة تقف بداية الأمر بمفردها في وجه التحالف الدولي للعدوان على اليمن لعشر سنوات، هذا الإيمان وهذه التضحيات هو من جعل الشعب اليمني يلتف حول هذه الحركة الوطنية الصادقة المخلصة للدفاع عن الوطن، هذا الايمان وهذا الشعب هو من جعل القيادة الثورية والسياسية تتخذ قراراً تاريخيًّا عجزت عن اتخاذه كافة الدول العربية والإسلامية وهو الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة وأغلق البحار في وجه المعتدين عليه واستهداف أساطيلهم وبوارجهم جهاراً نهاراً أمام العالم.

من دفع الشعب اليمني لاتخاذ هذا الموقف الذي حير العالم هو القرآن الكريم والثقة بالله عز وجل، فهذه الحركة لا تحسب لأمريكا أو غيرها أي حساب؛ بل إن هذه الحركة اعتبرت أمريكا وإسرائيل عدوها الوحيد منذ اليوم الأول لانطلاقتها، وتعتبر أن الحروب السابقة التي خاضتها ما هي إلا إعداد وتأهيل إلهي لهذا الشعب لخوض هذه المعركة التي انتظرها طويلاً، لا يوجد لأي حزب من الأحزاب ولا لطائفة من الطوائف ولا لنظام من الأنظمة فضل على هذا الشعب وهذه الحركة فيما وصلت إليه من القوة والعزة والتمكين وإنما الفضل لله وحده، لا تمنع هذه الحركة ولا تحمل في فكرها وعقيدتها ما يمكن أن يمنع أي حزب من الأحزاب أو جماعة من الجماعات أو طائفة من الطوائف من الانتماء إليها وهذا ما جعلها تتوسع يوماً بعد يوم حتى باتت شعاراتها في بعض البلدان العربية والإسلامية، لذلك نقول للأعراب والمنافقين دعوا هذا الشعب وهذه الحركة فإنها مأمورة من رب العالمين، واتعظوا بما جرى لكم من قبل وبمن سبقكم في مواجهتها، ودعوها تكمل مسارها لتعيد للأمة عزتها ومكانتها وتستعيد أرضها ومقدساتها وهي إلى النصر أقرب من أي وقت مضى .

* أمين عام مجلس الشورى

مقالات مشابهة

  • نائب بريطاني: استمرار دعم إسرائيل سيجرنا إلى المحاكم بتهمة إبادة سكان غزة
  • مشهد النهاية لـ ريا وسكينة.. صورة وثيقة أول إعدام لسيدتين في تاريخ المحاكم
  • تعقيدات المنطقة تستدعي نجاح جلسة الانتخاب والمعارضة لم تتفق على تسمية المرشح
  • سماء سليمان: تمثيل المرأة في البرلمان تجاوز 28% وبالحكومة 25%
  • دعوها فإنها مأمورة
  • الهيئة البرلمانية للتنسيقية تناقش مشروعات القوانين المعروضة أمام النواب والشيوخ
  • ثلاثة أرباع الإسرائيليين يؤيدون صفقة شاملة لتبادل الأسرى مقابل وقف الحرب
  • ثلاثة أرباع الإسرائيليين تؤيد صفقة شاملة لتبادل الأسرى مقابل وقف الحرب
  • آخر ما وصلت إليه مفاوضات غزة ومستجدات المرحلة الأولى - لا ضمانات
  • جلالة الملك على مسامع الولاة ورؤساء الجهات: تفعيل الجهوية التزام يسائل كافة الأطراف الموقعة عليه