الهدف التالي للحوثيين.. تهديد محدق بكابلات البيانات والاتصالات البحرية
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
سلط المحلل السياسي، كيث جونسون، الضوء على تهديد الحوثيين المحتمل للكابلات البحرية ردا على قصف الطائرات الحربية الأمريكية والبريطانية لليمن، في ظل المؤشرات على أن هذا القصف لا يمثل ردعا للجماعة اليمنية.
وذكر جونسون، في تحليل نشره موقع "فايننشال تايمز" وترجمه "الخليج الجديد"، أن استهداف الكابلات البحرية يعني قطع إمدادات البيانات والاتصالات المالية بين أوروبا وآسيا، ما يضاف إلى الخوف السائد بالفعل بشأن حملة الحوثيين على الشحن التجاري المتجه إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر.
وأضاف أن هذا القلق الجديد يسلط الضوء على الطريقة التي أصبحت بها البنية التحتية تحت سطح البحر ونقاط ضعفها المحتملة سمة حاسمة في المشهد الأمني العالمي، مشيرا إلى أن حسابا مرتبطا بالحوثيين على تطبيق تليجرام نشر، في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، تهديدات ضد عشرات كابلات الألياف الضوئية التي تمر عبر مضيق باب المندب غرب اليمن.
وتردد صدى تلك التهديدات الغامضة وتضخمت من خلال روايات مرتبطة بمسلحين آخرين مدعومين من إيران، بما في ذلك حزب الله، وفقًا لمعهد أبحاث الإعلام في الشرق الأوسط.
وفي السنوات الأخيرة، أصبحت البنية التحتية الرئيسية في قاع البحر جزءا من ساحة معركة "المنطقة الرمادية"، حسب تعبير جونسون، فقبل أكثر من عام، تم تفجير خط أنابيب الغاز نورد ستريم 1 بين روسيا وألمانيا بشكل غامض وتضرر خط نورد ستريم 2.
وفي الخريف الماضي، تعرضت خطوط الطاقة والبيانات في شرق بحر البلطيق لأضرار غامضة أيضا، وأصابت حوادث مماثلة اتصالات البيانات في البحر الأبيض المتوسط.
وفي حين أن التهديدات الغامضة للكابلات البحرية في البحر الأحمر لم تؤد حتى الآن إلى أي حوادث، فإن مركزية هدفها واضحة، فهناك طرق قليلة أخرى لنقل هذه الكميات الهائلة من البيانات والأموال بين أوروبا وآسيا غير الاعتماد على حزمة من كابلات الألياف الضوئية التي تمتد عبر المنطقة التي ينشط فيها الحوثيون بشكل أكبر.
ويلفت جونسون، في هذا الصدد، إلى أن أكثر من 99% من الاتصالات العابرة للقارات تمر عبر الكابلات البحرية، وهذا لا يقتصر على الإنترنت فحسب، بل يشمل المعاملات المالية والتحويلات بين البنوك.
وينقل جونسون عن تيموثي سترونج، نائب رئيس الأبحاث في شركة "تليجيوغرافي" المتخصصة في أبحاث سوق الاتصالات، قوله إن الكثير من إدارات الدفاع تعتمد على الكابلات أيضًا، وبالتالي فإن "أي شيء يمكنك تخيله تقريبًا فيما يتعلق بالاتصالات الدولية يلامس الكابلات البحرية. وفيما يتعلق بالبحر الأحمر، فهو بالغ الأهمية لربط أوروبا بآسيا".
اقرأ أيضاً
أمريكا: الحوثيون شنوا هجمات في البحر الأحمر وخليج عدن بصواريخ بالستية
قدرة الحوثيين
لكن هل لدى الحوثيين القدرة بالفعل على إتلاف الكابلات البحرية، التي عادة ما تكون مثبتة بشكل جيد في قاع البحر، بينما كشفت معظم هجماتهم عن تنفيذها بإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على السفن؟
ينقل جونسون الإجابة عن بروس جونز، من معهد بروكينغز، قائلا: "لا أستطيع أن أرى أن أي جزء من ترسانة الحوثيين يشكل خطراً فعلياً على الكابلات البحرية. إذا كانوا يريدون بالفعل إتلافها فسيتعين عليهم الذهاب إلى قاع البحر".
ومع ذلك، ينوه جونسون إلى أن الحوثيين مدعومون ومسلحون من قبل إيران وتستخدمهم طهران كأحد وكلائها الإقليميين لمهاجمة المصالح الغربية والخليجية، وينقل عن جونز قوله: "حتى لو كان الحوثيون أنفسهم يفتقرون إلى القدرة، فقد تكون قصة إيران مختلفة، خاصة مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران".
وهنا يعود السؤال مجددا: هل يمتلك الإيرانيون القدرة على ضرب الكابلات البحرية؟ وهل سيتخذون هذه الخطوة؟ يجيب جونز: "أعتقد أن هذا هو الشيء الذي يجب مراقبته إذا تصاعد الأمر إلى أبعد من ذلك ودخلنا بالفعل في مباراة شرسة بين الولايات المتحدة وإيران. عندها يمكنك التساؤل عما إذا كان الإيرانيون يمتلكون هذه القدرة".
غير أن جونسون لا يقتصر القدرة على إتلاف الكابلات البحرية على إيران، مشيرا إلى احتمال وجود طرق "منخفضة التقنية" لإتلاف بعض هذه الكابلات تحت سطح البحر، خاصة في مواقع تموضعها في المياه الضحلة.
وهنا يشير سترونج إلى أن حوالي ثلثي الحوادث المتعلقة بالكابلات البحرية تنطوي على حوادث بشرية، وعادة ما تكون ناجمة عن سفن الصيد أو السفن التجارية التي تسحب مراسيها في قاع البحر، ما يعني أن الحوثيين لديهم القدرة على إحداث أضرار جزئية على الأقل ببعض الكابلات البحرية.
وفي العادة، لا تمثل حوادث الكابلات البحرية مشكلة كبيرة، إذ تحتفظ الولايات المتحدة ومعظم الدول الأخرى بسفن لإصلاح الكابلات في حالة أي انقطاع في وصلات البيانات الحيوية تحت البحر، ولكن بسبب حملة المضايقات المستمرة التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر نفسه فلن يكون من الممكن لسفن الإصلاح أن تقضي عدة أيام ثابتة في محاولة لإصلاح الكابلات التالفة.
لكن يظل الفارق الكبير بين البنية التحتية للطاقة تحت سطح البحر، مثل خطوط أنابيب نورد ستريم أو موصلات البلطيق، وبين كابلات البيانات البحرية، وهو أن هناك بدائل لنقل حركة مرور الأخيرة أكثر بكثير من النفط أو الغاز، بحسب جونسون.
اقرأ أيضاً
انخفاض إيرادات قناة السويس إلى النصف بعد هجمات الحوثيين
المصدر | كيث جونسون/فايننشال تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الحوثيون اليمن إيران كابلات الإنترنت البحر الأحمر حزب الله الکابلات البحریة البحر الأحمر قاع البحر فی البحر إلى أن
إقرأ أيضاً:
المؤتمر الوطني ليس من اصحاب اليوم التالي .. قضية فك الارتباط بين الجيش والإسلاميين
كشفت صحيفة سودان تربيون "الغراء" عن رؤية داخلية لتنظيم الحركة الإسلامية الارهابي المسماة بالمؤتمر الوطني لتأسيس مشروعية دستورية تمكن الجيش من تفويض شعبي وحملت الرؤيا عنوان (مقترح اجندة المستقبل اليوم واليوم التالي).
ان اسوأ سنوات القوات المسلحة هي السنوات التي امتطى فيها الإسلاميون ظهرها، واسلمت قيادها وقيادتها لتنظيم مجرم شره في السلطة ونهب الموارد والارهاب. عمل المؤتمر الوطني المشؤم على اختطاف الدولة ومؤسساتها وقطع أوصال الجيش قتلاً وتشريداً لخيرة ضباطه وضباط صفه وجنوده، ان مأساة الجيش الحقيقية تكمن في سيطرة تنظيم سياسي على مؤسسة تابعة للدولة والشعب. اكبر جريمة ارتكبها الإسلاميون في حق الجيش هي ادخاله والدفع به في انقلاب ٣٠ يونيو ١٩٨٩ و٢٥ أكتوبر ٢٠٢٢ وحرب ١٥ أبريل، وقد اعترف هاشم عبد المطلب رئيس هيئة الأركان السابق في إفادته المنشورة ان ولاءه ليس للجيش بل لشيوخ الحركة الإسلامية، والإسلاميين ليس لديهم قدرة للوصول للسلطة كحزب سياسي إلا باستخدام رافعة الجيش وتسييسه وتشويهه.
ان كان اي احد يظن ان الإسلاميين يحبون الجيش فهو مخطئ، فإنهم يحبون انفسهم والسلطة والجاه قبل الله والرسول، ويعتقدون ان الجيش رزقاً ساقه الله لهم للوصول للسلطة وقد حاولوا تدميره سنوات طوال، وعلاقتهم بالجيش ملتبسة وقائمة على زواج المصلحة مع كبار الضباط.
لن يكون هناك استقرار او تنمية او ديمقراطية في السودان إلا بفك الارتباط بين الاسلاميين والجيش، فما للدولة للدولة وما للحركة الاسلامية الكسيحة فكرياً والارهابية التي شوهت مؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش للحركة الإسلامية، ودون حل هذه القضية على نحو صحيح لن يتقدم السودان، على قوى الثورة والتغيير ان تضع شرطاً رئيسياً في اي عملية سياسية مقبلة بوجوب تصفية تمكين الاسلاميين في الجيش واستعادة مهنيته، فنحن ضد تصفية الجيش ومع تصفية وجود الحركة الاسلامية داخل الجيش.
لابد من بناء جيش مهني يخدم الوطن ولا يخدم اي حزب، ان الجيش لا يمكن ان يكون جناحاً عسكرياً للحركة الاسلامية فهذا ضد طبيعة الاشياء وضد نزاهة وحيادية مؤسسات الدولة.
المؤتمر الوطني حزب من الماضي وما كان أمامه اصبح خلفه، ان اليوم التالي ملك للشعب وللديسمبريات والديسمبريين والمؤتمر الوطني ليس من اصحاب اليوم التالي فهو من اصحاب اليوم السابق، انه لا يتوسل للسياسة بوسائل سياسية ويريد ان يختطف بندقية الجيش، الجيش مؤسسة تابعة للدولة فكيف يملكها حزب؟ لا سيما ان هذا الحزب نفسه هو من صنع الجيوش الموازية لعدم ثقته في القوات المسلحة.
رؤية اليوم التالي هي وعد من لا يملك لمن لا يستحق، ان اليوم التالي هو يوم لوقف وانهاء الحرب وعودة الناس لبيوتهم التي اخرجوا منها بغير وجه حق وتقصير ظل الفضاء العسكري وعودة الفضاء المدني، ان امتطاء ظهر الجيش من قبل الاسلاميين سيعني انتاج الازمة التي ادخلت الجيش في الحرب وقامت على اساس تعددية الجيوش، المؤتمر الوطني حزب مفلس خالي الوفاض من فكرة جديدة او فقه سياسي رصين وهو (يلوك ويصقع الجرة) فهو عاجز سياسياً وعديم الخيال والابتكار إلا من الحلم بالسيطرة على بندقية الجيش التي ادخلت البشير للسجن، واذا عدتم عادت الثورة وعاد السجن.
٨ مارس ٢٠٢٥ وكل نساء السودان ونساء العالم بخير
والثورة والنساء أبقى من الحرب