الممثلة جينا كارانو تلاحق “ديزني” قضائياً بسبب استبعادها تعسفاً
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
متابعة بتجــرد: أعلنت الممثلة جينا كارانو التي شاركت في أعمال من عالم “ستار وورز” أنها أقامت دعوى على “ديزني” لاعتبارها أنّ الشركة استغنت عن خدماتها بسبب مواقفها المثيرة للجدل بشأن الهولوكوست وجائحة كوفيد-19 وحقوق المثليين جنسياً.
وتشكل هذه الملاحقة القانونية التي يدعمها رئيس منصة “اكس” ايلون ماسك ويموّلها، مثالاً جديداً على المعارك الثقافية التي تجعل الولايات المتحدة منقسمة.
وكانت كارانو أدّت أحد الأدوار المتكررة في مسلسل “ذي ماندالوريان” المقتبس من عالم “ستار وورز”.
وأشارت كارانو في الدعوى إلى أنها تعرضت لمضايقات عبر الإنترنت من “متطرفين يساريين”، معتبرةً أنّ صاحب عملها شوه سمعتها وحدّ من فرص توظيفها في المجال السمعي والبصري.
وكانت شركة “ديزني” أعلنت أنها فصلت الممثلة بسبب “مواقفها البغيضة وغير المقبولة” عبر شبكات التواصل الاجتماعي، و”التي تسيء إلى الأشخاص على أساس هويتهم الثقافية والدينية”.
وكتبت كارانو في إحدى المرات عبر شبكة “اكس”، “يمكن للجنود النازيين أن يجمعوا بسهولة آلاف اليهود، لأنّ الحكومة جعلت جيرانهم يكرهونهم لمجرد أنهم يهود”، مضيفة “بماذا يختلف هذا الأمر عن كراهية شخص ما بسبب آرائه السياسية؟”.
وأرفقت المنشور بصورة لامرأة يهودية تعرضت للضرب في ظل نظام هتلر.
كذلك، سخرت الممثلة في منشور آخر من شخص في كاليفورنيا يضع كمامة خلال مرحلة جائحة كوفيد-19.
كما أثارت الجدل من خلال اعتماد “بوب/بوب/بيب” (“boop/bop/beep”) كضمائر في صفحاتها عبر منصات التواصل، في خطوة اعتبرها منتقدوها بمثابة انتقاد للأشخاص المتحولين جنسياً.
وأكدت كارانو في بيان الثلثاء أنها “لم تستخدم مطلقاً لغة عدوانية”، مشددةً على أنّ منشوراتها تهدف إلى “حض الناس على التفكير” ونُشرَت “باحترام وبأسلوب فكاهي أحياناً”.
وأوضحت الدعوى أنّ الممثلة لم تستفد من المرونة نفسه في حرية التعبير على غرار بعض زملائها الذكور.
وأشارت منصة “اكس” إلى أنّ قضية الممثلة تشكل “التزاماً بحرية التعبير”.
وتابعت في رسالة رسمية الثلثاء “نحن فخورون بتوفير دعم مالي لدعوى جينا كارانو”.
ورفضت “ديزني” التعليق بعدما تواصلت وكالة فرانس برس معها.
main 2024-02-08 Bitajarodالمصدر: بتجرد
إقرأ أيضاً:
ندوب الحرب التي لن تبرأ بصمت المدافع
توشك المفاوضات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس أن تصل إلى ذروتها بإتمام اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. ورغم أن جانب دولة الاحتلال غير مأمون بناء على التجارب التاريخية وبناء على تجارب مفاوضات الحرب الحالية، لكن المؤشرات والتسريبات التي رشحت خلال الأيام الماضية والمشهد العام في المنطقة والمزاج الأمريكي كلها تشير إلى أن إسرائيل مضطرة هذه المرة إلى التوقيع قبل بدء الفترة الرئاسية للرئيس الأمريكي ترامب.
إن هذه الخطوة كان يمكن أن تحدث منذ أكثر من عام لولا تعطش رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته اليمينية المتطرفة للدماء ولولا الأحقاد التي تستعر في نفوسهم ضد الشعب الفلسطيني، ولو حدثت في ذلك الوقت لكان يمكن لآلاف الأطفال الذين استشهدوا في هذه الحرب أن يكونوا من بين الذين سيفرحون بالقرار وهم يعودون إلى قراهم المدمرة ليبحثوا عما تبقى من ذكرياتهم وألعابهم وبعض طفولتهم.
لكن قتلة الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء لا يفهمون معنى الطفولة ولا قدسيتها حتى خلال الحرب ومن باب أولى لا يفهمون معنى أن تعود الأمهات الثكلى بأطفالهن فلا يجدن حتى قميصا فيه رائحة طفلها قد يخفف بعض حزنها أو يوقف دموع عينها المبيضة من الحزن والبكاء.
من حق الفلسطينيين أن يشعروا بالنصر رغم كل الخسائر التي منوا بها: خسائر في الأرواح التي قد تصل الآن بعد أن تتلاشى أدخنة الحرب إلى نحو 50 ألف شهيد وأكثر من 200 ألف جريح وبنية أساسية مهدمة بالكامل وغياب كامل لكل مظاهر الحياة الإنسانية وانعدام كامل للمواد الغذائية والطبية.. وشعور النصر مصدره القدرة على البقاء رغم الإبادة التي عملت عليها قوات الاحتلال، الإبادة المدعومة بأعتى الأسلحة الغربية التي جربها العدو خلال مدة تصل إلى 18 شهرا.
في مقابل هذا لا أحد يستطيع أن ينكر أن الموازين في المنطقة قد تغيرت بالكامل خلال هذه الحرب، والمنطقة في اليوم التالي لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار ليست هي المنطقة التي كانت عليها قبل يوم 7 أكتوبر.
وإذا كانت إسرائيل قد صفَّت الكثير من خصومها في هذه الحرب وفككت محور المقاومة وأثخنت الكثير من جبهاته وآخرها الجبهة السورية إلا أنها كشفت عن ضعفها في المواجهات المباغتة، وفضحت أسطورة أجهزتها الأمنية وقبتها الحديدية.
وفي مقابل ذلك فإن حركة حماس رغم ما تعرضت له من خسائر فادحة في رجالها وقياداتها الميدانية إلا أنها أثبتت في الوقت نفسه أنها منظمة بشكل دقيق ومعقد وأنها قادرة على الصمود وتجديد نفسها وتقديم قيادات جديدة.
والأمر نفسه مع حزب الله ومع إيران التي دفعتها هذه الحرب إلى دخول مواجهة مباشرة لأول مرة في تاريخها مع إسرائيل، ولا شك أن تلك المواجهات كشفت لإيران نفسها عن مواطن الضعف في منظوماتها كما كشف مواطن القوة.
ورغم أن بعض الخبراء يرون أن حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله يمكنهم تجديد قوتهم خلال المرحلة القادمة إلا أن الأمر يبدو مختلفا في سوريا التي يظهر أنها خرجت من المحور تماما سواء كان ذلك على المستوى الأيديولوجي أو حتى مستوى العمل الميداني واللوجستي.
وأمام هذا الأمر وتبعا لهذه التحولات ما ظهر منها وما بطن فإن الموازين في المنطقة تغيرت بالكامل، ولا يبدو أن ذلك ذاهب لصالح القضية الفلسطينية في بعدها التاريخي أو في جوهر ما تبحث عنه وهو دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المحتلة ولو على حدود 5 يونيو 1967.
لكن هذا لا يعني أن المقاومة ستنتهي أو تنتهي نصرة القضية الفلسطينية من الشعوب الحرة المؤمنة بالقضية، بل ستزهر في كل مكان في فلسطين أشكال جديدة من المقاومة والندوب الذي أحدثتها الحرب في أجساد الفلسطينيين وفي أرواحهم، ستبقى تغلي وستكون بذورا لمواجهات أخرى أكثر ضراوة وأكثر قوة وإصرارا على النصر.