غزة- "نزوح جديد وليست عودة للديار"، هكذا يفسر "أبو خليل" مغادرته مدينة رفح والتوجه مجددا نحو مخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة.

نزح أبو خليل بأسرته (6 أفراد) من منزله بمدينة غزة في 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولجأ إلى منزل عائلة زوجته في مخيم النصيرات ومكث فيه نحو شهرين، قبل أن يضطر للنزوح للمرة الثانية تجاه مدينة رفح بعدما اشتدت المعارك في المحافظة الوسطى من القطاع إثر توغل قوات الاحتلال برا.

في رفح التي تشير تقديرات محلية ودولية إلى أنها تؤوي حاليا زهاء نصف سكان القطاع البالغ تعدادهم 2.2 مليون نسمة، كان أبو خليل من القلة المحظوظين وعثر على منزل بالإيجار، ولم يخض التجربة المريرة -حسب وصفه- بالإقامة في الخيام أو مراكز الإيواء المكتظة.

عودة لافتة لنازحين من رفح إلى وسط قطاع غزة والاحتلال يحذر من محاولات العودة لمدينة غزة وشمالها (الجزيرة) مخاوف

لنحو شهر ونصف الشهر أقام أبو خليل، الذي فضّل الحديث للجزيرة نت بكنيته، في هذا المنزل قيد الإنشاء بمدينة رفح التي صارت شوارعها وأحياؤها ومخيماتها مكتظة بأكثر من مليون نازح، لجؤوا إليها خلال الشهور الأربعة الماضية على وقع جرائم إسرائيلية مروعة ومستمرة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

يقول هذا النازح الأربعيني إن الوضع في رفح كارثي، والحياة تزداد مأساوية يوما بعد يوم، ويبدو أنها "الهدف القادم للاحتلال بعد خان يونس".

وتدرجت إسرائيل في عملياتها البرية ابتداء من مدينة غزة وشمال القطاع، مرورا بمدن ومخيمات اللاجئين في المحافظة الوسطى، وتواصل حاليا التوغل البري في مدينة خان يونس المجاورة لمدينة رفح من الناحية الشمالية، والتي يتزايد الحديث في وسائل الإعلام العبرية حول عملية برية محتملة فيها.

وتوصيفا لما آلت إليه الأوضاع المعيشية والإنسانية في رفح، قالت الأمم المتحدة إن "استمرار النزوح حوّلها إلى طنجرة ضغط مملوءة باليأس"، وبالنسبة لأبو خليل فقد بلغ لديه اليأس مبلغه، ويقول "خسرت مالي وبيتي في غزة ولا أريد أن أخسر أسرتي".

وتحذر الأمم المتحدة وأوساط دولية من مغبة توسيع إسرائيل عمليتها البرية لتشمل مدينة رفح ما يهدد حياة مئات آلاف الفلسطينيين.

وكان أبو خليل وزوجته وأطفاله الأربعة من الأوائل الذين نزحوا من مدينة غزة وشمال القطاع حفاظا على أرواحهم، وقد لحق دمار كبير بمحله التجاري ومنزله السكني، ويقول "شعرت بخطر كبير من البقاء في رفح في ظل التهديدات الإسرائيلية المتزايدة بعملية برية".

عودة للوسطى

يسلك النازحون العائدون من رفح إلى المنطقة الوسطى من القطاع شارع الرشيد المعروف بطريق البحر، وهو المنفذ الوحيد الذي تركته قوات الاحتلال سالكا أمام حركة الناس، وتدفع بالسكان إلى النزوح عبره نحو جنوب القطاع، خاصة إلى مدينة رفح.

وفيما يستخدم أبو خليل سيارته الخاصة في النزوح المتكرر، فإن الغالبية تضطر لاستخدام سيارات نقل البضائع، وعربات تجرها الحيوانات، بعدما توقفت حركة سيارات الأجرة بسبب نفاد الوقود.

وجد أبو خليل بيت عائلة زوجته مدمرا جزئيا، ويحيط به دمار كبير في المنازل السكنية والبنى التحتية، غير أنه يعتقد أن مخيم النصيرات أكثر أمنا -حاليا- من مدينة رفح، وقد ناله نصيب وافر من القتل والتدمير خلال العملية البرية في المنطقة الوسطى.

ويُمنّي هذا الرجل نفسه بالسفر المؤقت خارج غزة إلى حين انتهاء الحرب أو بالعودة إلى منزله في مدينة غزة وانتهاء رحلة النزوح المريرة، ويقول "بدي أرجع إلى بيتي حتى لو في خيمة على أنقاضه".

بدورها، عادت أم عبد الله القطراوي إلى مخيم النصيرات وقال زوجها أبو عبد الله للجزيرة نت "لم تعد تحتمل حياة الخيمة وقررت العودة إلى منزل عائلتها في المخيم".

ودمرت غارة جوية إسرائيلية شقة أسرة القطراوي في "برج المهندسين" بالمخيم، وكان القدر بها رحيما وقد غادرته قبل أيام من هذه الغارة التي أودت بحياة العشرات.

ويضيف أبو عبد الله "هذه الشقة هي كل حياتنا، ولا نملك سواها، خسرنا كل شيء فيها، وقررت أم عبد الله العودة إلى منزل عائلتها بعد 40 يوما من مرارة النزوح في خيمة قرب الحدود مع مصر غرب مدينة رفح".

ولم يعد هذا الرجل مع زوجته وفضّل البقاء في الخيمة للحفاظ على حياتها تحسبا لما وصفها بالأوضاع غير المضمونة، ولتكون ملجأ لأسرته في حال حدوث أي طارئ في المنطقة الوسطى وتجد نفسها مضطرة للنزوح مجددا.

عودة ممنوعة

وتراجعت دبابات الاحتلال وآلياته العسكرية من مناطق الكثافة السكانية إلى أطراف المخيمات والمدن، الأمر الذي شجع عودة النازحين إلى منازلهم أو ما تبقى منها، ومن هؤلاء عائلة أبو بكر المكونة من 50 فردا.

ويقول إسلام أبو بكر للجزيرة نت "عادت أسرتي إلى مخيم النصيرات بسبب التهديدات الإسرائيلية لمدينة رفح، وسوء الأوضاع المعيشية هناك".

وكانت هذه العائلة الكبيرة تقيم في شقتين سكنيتين صغيرتين في شرق رفح، وبحسب إسلام، فإن الخشية من عملية برية إسرائيلية كانت السبب الرئيسي في قرار العودة إلى المنطقة الوسطى، إضافة إلى "الاكتظاظ الشديد، وشح المساعدات، وصعوبة توفير مقومات الحياة الأساسية من مياه وطعام".

وتؤثر عودة النازحين من المنطقة الوسطى في الكثافة السكانية العالية لمدينة رفح، وغالبيتها من مدينة غزة ومدن شمال القطاع، التي تمنع سلطات الاحتلال العودة إليها، ولا تزال تجبر من تبقى هناك على النزوح سيرا على الأقدام نحو الجنوب عبر طريق البحر الساحلي.

وفيما دمرت غارات جوية إسرائيلية "جسر وادي غزة" على طريق البحر لمنع مرور السيارات، فإنها تُحكم سيطرتها على طريق صلاح الدين وتمنع الحركة عليه، وهما الطريقان الوحيدان الرابطان بين شمال القطاع وجنوبه.

ولا تتوقف منشورات التهديد والوعيد التي تلقيها طائرات إسرائيلية على مناطق جنوب القطاع، تحذر من العودة إلى مدينة غزة وشمالها، وفي أحدث هذه المنشورات يقول جيش الاحتلال إن "كل منطقة شمال وادي غزة ما زالت تعتبر منطقة قتال خطيرة"، ويحذر من محاولات العودة إليها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المنطقة الوسطى مخیم النصیرات للجزیرة نت العودة إلى مدینة غزة مدینة رفح عبد الله من مدینة أبو خلیل إلى منزل فی رفح

إقرأ أيضاً:

وفاة طفلة وإصابة آخرين بحريق اندلع بأحد مخيمات النزوح في مأرب

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

توفيت طفلة وأصيب آخرين الأربعاء، جراء حريق شب في أحد مخيمات النزوح بمحافظة مأرب شمال شرقي اليمن.

وذكرت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في المحافظة، بـ”وفاة طفلة وإصابة آخرين في حريق مأوى بأحد مخيمات النزوح في المحافظة”.

وأمس الثلاثاء، أفاد تقرير رسمي، بأن عدد الأسر النازحة الجديدة إلى محافظة مارب خلال أكتوبر الماضي بلغ 221 أسرة “1367 فرداً”،

وأشار إلى عدة عوامل لنزوح تلك الأسر من مناطقها مثل الاعتقالات التعسفية، الملاحقات، تجنيد الأطفال، والأسباب الاقتصادية، حيث تبحث الأسر النازحة عن الأمان وسبل العيش.

كما سجلت الوحدة التنفيذية في تقريرها، خلال نوفمبر الماضي، 88 أسرة “543 فرداً” انتقلت من المنازل المستأجرة إلى المخيمات، نتيجة لعدة عوامل منها تراكم الإيجارات والعجز عن تسديد التزاماتها والتهديدات بالطرد.

وأشارت إلى العديد من التحديات التي أدت لانتقال تلك الأسر من المنازل المستأجرة إلى المخيمات، ومنها تأزم الوضع الاقتصادي وعدم توفر مصادر دخل مستدامة، وتهديدات بالطرد بسبب تراكم الإيجارات وضعف الاستجابة الإنسانية.

وأضافت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مارب، أن احتياجات النازحين تشمل المأوى، والمساعدات النقدية، والغذاء، ومواد الإيواء، وسبل العيش، ودعم مشاريع تغطية احتياجات الأسر.

ودعت الوحدة التنفيذية للنازحين في مارب، المنظمات الإنسانية إلى تلبية احتياجات النازحين بسرعة، وتوفير مشاريع دخل مستدامة، ودعم مشاريع المساعدات النقدية للعوائل المهددة بالطرد من المنازل المستأجرة.

يمن مونيتور25 ديسمبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام محكمة استئناف عدن تسقط التهم الموجهة للصحفي ماهر وتأمر بالإفراج عنه مقالات ذات صلة محكمة استئناف عدن تسقط التهم الموجهة للصحفي ماهر وتأمر بالإفراج عنه 25 ديسمبر، 2024 على وقع تصعيد الحوثيين.. محافظ تعز يشدد على الجاهزية القتالية 25 ديسمبر، 2024 كيف يمكن التعامل مع شعور الرجال بالحزن؟ 25 ديسمبر، 2024 الأرصاد اليمني يتوقع استمرار الطقس البارد على عدة محافظات 25 ديسمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية الأرصاد اليمني يتوقع استمرار الطقس البارد على عدة محافظات 25 ديسمبر، 2024 الأخبار الرئيسية وفاة طفلة وإصابة آخرين بحريق اندلع بأحد مخيمات النزوح في مأرب 25 ديسمبر، 2024 محكمة استئناف عدن تسقط التهم الموجهة للصحفي ماهر وتأمر بالإفراج عنه 25 ديسمبر، 2024 على وقع تصعيد الحوثيين.. محافظ تعز يشدد على الجاهزية القتالية 25 ديسمبر، 2024 كيف يمكن التعامل مع شعور الرجال بالحزن؟ 25 ديسمبر، 2024 الأرصاد اليمني يتوقع استمرار الطقس البارد على عدة محافظات 25 ديسمبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك محكمة استئناف عدن تسقط التهم الموجهة للصحفي ماهر وتأمر بالإفراج عنه 25 ديسمبر، 2024 على وقع تصعيد الحوثيين.. محافظ تعز يشدد على الجاهزية القتالية 25 ديسمبر، 2024 الأرصاد اليمني يتوقع استمرار الطقس البارد على عدة محافظات 25 ديسمبر، 2024 إصابة 9 إسرائيليين خلال التدافع نحو الملاجئ بعد إطلاق صاروخ من اليمن 25 ديسمبر، 2024 ما وراء عودة التصعيد الحوثي في مختلف الجبهات؟ ( تقرير خاص )  25 ديسمبر، 2024 الطقس صنعاء سماء صافية 16 ℃ 17º - 13º 48% 0.67 كيلومتر/ساعة 17℃ الأربعاء 23℃ الخميس 21℃ الجمعة 23℃ السبت 23℃ الأحد تصفح إيضاً وفاة طفلة وإصابة آخرين بحريق اندلع بأحد مخيمات النزوح في مأرب 25 ديسمبر، 2024 محكمة استئناف عدن تسقط التهم الموجهة للصحفي ماهر وتأمر بالإفراج عنه 25 ديسمبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 28٬809 غير مصنف 24٬199 الأخبار الرئيسية 15٬324 عربي ودولي 7٬170 غزة 6 اخترنا لكم 7٬136 رياضة 2٬410 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬280 كتابات خاصة 2٬106 منوعات 2٬040 مجتمع 1٬858 تراجم وتحليلات 1٬838 ترجمة خاصة 107 تحليل 14 تقارير 1٬637 آراء ومواقف 1٬561 صحافة 1٬487 ميديا 1٬448 حقوق وحريات 1٬346 فكر وثقافة 919 تفاعل 821 فنون 487 الأرصاد 363 بورتريه 66 صورة وخبر 37 كاريكاتير 32 حصري 24 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 29 نوفمبر، 2024 الأسطورة البرازيلي رونالدينيو يوافق على افتتاح أكاديميات رياضية في اليمن 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية أخر التعليقات محمد شاكر العكبري

أريد دخول الأكاديمية عمري 15 سنة...

عبدالله محمد علي محمد الحاج

انا في محافظة المهرة...

سمية مقبل

نحن لن نستقل ما دام هناك احتلال داخلي في الشمال وفي الجنوب أ...

عبدالله محمد عبدالله

شجرة الغريب هي شجرة كبيرة يناهز عمرها الألفي عام، تقع على بع...

خالد غالب الشجاع

الله لا يلحقه خير من كان السبب في تدهور اليمن...

مقالات مشابهة

  • طقس العرب .. منخفض جوي يبدأ مساء الاثنين
  • مخيمات النزوح.. يلتقي الشتاء بالجوع والموت في خان يونس
  • تحت القصف وإطلاق النار.. الاحتلال يجبر سكان بيت حانون المحاصرين على النزوح (شاهد)
  • الناجون من الطائرة الأذربيجان المنكوبة يروون تفاصيل سقوطها
  • مواقف دول الجوار من حرب السودان (2)
  • وفاة 3 أطفال في غزة خلال أسبوع جراء البرد القارس
  • حكايات الكتاب الأول.. ناشرون وكتاب يروون تجارب وخبرات مهمة فى صالون روايات مصرية للجيب
  • استشهاد 5 صحفيين وغارات إسرائيلية على مناطق مختلفة بغزة / فيديو
  • استشهاد 5 صحفيين وغارات إسرائيلية على مناطق مختلفة بغزة
  • وفاة طفلة وإصابة آخرين بحريق اندلع بأحد مخيمات النزوح في مأرب