من بينها هجمات البحر الأحمر وانهيار الاقتصاد.. ملفات صعبة أمام رئيس الوزراء الجديد "بن مبارك"
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
بعد أشهر من الخلاف بين القوى التي تشكل المعسكر المناهض لجماعة الحوثيين في اليمن، عيّن مجلس القيادة الرئاسي رئيسا جديدا للحكومة الشرعية دون تغيير أعضائها، في محاولة لإصلاح الأوضاع الاقتصادية المتردية، وإيقاف انهيار العملة المحلية.
وخلف وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك رئيس الحكومة السابق معين عبد الملك، ويستند بن مبارك خلافاً عن سلفه على إرث في العمل بالوظيفة العامة، بدأه كأمين عام لمؤتمر الحوار الوطني عام 2012، ومدير لمكتب الرئاسة، وسفير في الولايات المتحدة، قبل أن يصعد للخارجية.
وفي مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة، حيث ولد بن مبارك، أعقب قرار تعيين الرئيس الجديد للحكومة تحسن في العملة المحلية (الريال) بشكل طفيف، وسجل سعر الدولار 1520 ريالا بدلا من 1630، وشكّل انهيار الريال واحدا من الملفات التي فرضت نفسها على رئيس الحكومة السابق، والذي عزا التراجع الاقتصادي إلى الحرب في البلاد وإلى شح الموارد، وإلى النزاع بين حكومته وجماعة الحوثيين للسيطرة على عائدات الجمارك والضرائب.
التوافق أخيرا
ووفق مصدر بالحكومة تحدث للجزيرة نت، دون الإفصاح عن هويته كونه غير مخوّل بالحديث للإعلام، فإن "قرار تغيير الحكومة سبق وأن اتُخذ قبل أشهر عام 2023، غير أن الخلافات بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي انتهت بإقالة رئيسها".
ويعتبر مجلس القيادة الرئاسي أعلى سلطة سياسية باليمن، وتشكل في أبريل/نيسان 2022، ويرأس المجلس رشاد العليمي.
ويقول رئيس مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية ماجد المذحجي، وهو مؤسسة بحثية غير حكومية، إن "تعيين بن مبارك يعود إلى ديناميكيات محلية رافقت إنشاء مجلس القيادة الرئاسي، حيث غلب -حينها- الانتماء إلى شمال اليمن على شاغلي المناصب الأولى، وهي رئاسة مجلس القيادة ورئاسة الحكومة ورئاسة مجلس النواب. وهذا كان مثار جدل، وبالتالي كان هناك إلحاح بضرورة تغيير رئيس الحكومة بشخصية جنوبية".
ويضيف للجزيرة نت "هذا التغيير متصل بالتنافس الداخلي داخل مجلس القيادة الرئاسي، والنزاع بين الأطراف حول قضية تمثيل جنوب اليمن وشماله في السلطة".
وقد يطفئ هذا التعيين جذوة غضب المجلس الانتقالي من انتشار قوات درع الوطن مؤخرا، وهي قوات دربتها السعودية وتتبع رئيس مجلس القيادة العليمي في مناطق سيطرته بمحافظة حضرموت جنوب شرقي البلاد، التي نظم فيها مظاهرة حاشدة السبت الماضي، وصفها بالمليونية مطالبة بتحسين الوضع المعيشي.
التصعيد في البحر الأحمر
ألقت هجمات الحوثيين المتصاعدة على السفن في البحر الأحمر بظلالها على الحكومة اليمنية، وظهرت عاجزة عن اتخاذ موقف من الوضع الحالي، وطرحت تساؤلات حول تداعيات ذلك على حضور الحكومة الشرعية كسلطة في اليمن، في مقابل بروز الحوثيين وما سيحصلون عليه من شعبية جراء ما يجري في البحر الأحمر.
لكن المذحجي يقول إن "تغيير رئيس الحكومة لم يكن متصلا بالتطورات الخاصة بالبحر الأحمر، فتفاصيل هذا الملف تُناقش ضمن مستوى أعلى من الحكومة، وتحديدا في مجلس القيادة الرئاسي".
ويشير إلى أن "وظيفة بن مبارك كسفير سابق بالولايات المتحدة قد يكون لها امتياز إضافي في فتح باب خلفي لمسارات واشنطن السياسية مع الحكومة اليمنية، بهدف زيادة التنسيق فيما يخص الوضع بالبحر الأحمر، خصوصا أن الوزير يُصنف بأنه راديكالي تجاه الحوثيين، وهذا قد يكون له أثر بالغ الأهمية على المشهد العسكري القادم".
تركة ثقيلة من الفساد
شابت فترة ولاية رئيس الوزراء السابق اتهامات بالفساد، وكان تقرير للجنة برلمانية لتقصي الحقائق أفاد بوجود مخالفات حكومية، شملت عمليات فساد وسوء إدارة في قطاعات الكهرباء والنفط والاتصالات والجوانب المالية، بما يصل إلى حوالي 1.9 مليار دولار أميركي.
وأواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، طالب عضو مجلس القيادة الرئاسي عثمان مجلي بإحالة رئيس الحكومة السابق معين عبد الملك والمشمولين في التقرير إلى التحقيق، وإلغاء الاتفاقيات التي تمس السيادة اليمنية، كما اتهم عضو البرلمان علي عشال الحكومة بالتورط في صفقة فساد مع شركة إماراتية وصفها بـ "فضيحة مدوية" وإهدار نصف مليار دولار.
لكن عبد الملك دافع حينها عن حكومته، وقال إنها لا تملك مصدر دخل مع توقف صادرات النفط، ومع ذلك استمرت في دفع الرواتب وتقديم الخدمات العامة.
وفي تعليقه على قرار التعيين، يقول الأكاديمي في كلية الإعلام جامعة عدن عمر محمد حسن للجزيرة نت "لا يوجد تغيير حقيقي، لا بد من إقالة الوزراء الفاسدين، لكن الأمر للأسف مرهون بالمحاصصة الحزبية التي دمرت البلد".
إعادة تصدير النفط
لم تفلح الحكومة في إعادة تصدير النفط والغاز اللذين يشكلان 60% من إجمالي إيرادات موازنة الدولة، عقب الهجمات التي شنها الحوثيون على موانئ تصدير النفط نهاية 2022 بالصواريخ والمسيّرات، ويقول الحوثيون إنهم لن يسمحوا بأي تصدير للنفط قبل التوصل لاتفاق على تقاسم الموارد، في حين هدد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي باستهداف أي ميناء نفطي حال عادت عمليات التصدير.
وإلى جانب عجز الحكومة عن توفير مصادر دخل جديدة تدعم تدفق النقد الأجنبي للبنك المركزي، يهدد تقليص الدعم الأممي اليمن، الذي يواجه 17.6 مليون من سكانه انعدام الأمن الغذائي، في حين فاقمت تأثيرات تغير المناخ، مثل الجفاف والفيضانات وانعدام المياه، من الأزمة الإنسانية.
ويضيف المذحجي تحديا آخر مهما، وهو "التعقيد الذي يحكم العلاقة بين رئيس الحكومة و8 من الرؤساء -إذا صح الوصف- هم أعضاء مجلس القيادة الرئاسي الذي يقودهم العليمي".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الحكومة بن مبارك اقتصاد البحر الأحمر مجلس القیادة الرئاسی رئیس الحکومة البحر الأحمر عبد الملک بن مبارک
إقرأ أيضاً:
بينها يخص حقل عكاز.. أبرز قرارات مجلس الوزراء اليوم
الاقتصاد نيوز - بغداد
عقد مجلس الوزراء، اليوم الأربعاء، جلسة برئاسة رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، فيما صوت على متطلبات إجراء انعقاد القمة العربية في بغداد بجميع المجالات.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان تلقته "الاقتصاد نيوز"، أن "مجلس الوزراء عقد جلسة برئاسة رئيسه، محمد شياع السوداني، وذلك لاستكمال المقررات والأعمال الخاصة بجلسته الرابعة عشرة التي عقدت يوم أمس الثلاثاء الموافق 8 من شهر نيسان الجاري". وأضاف البيان، أن "المجلس استهل جلسته بقراءة سورة الفاتحة على روح آية الله العظمى، السيد محمد باقر الصدر، وأخته آمنة الصدر، وعلى أرواح جميع شهداء العراق، تزامناً مع ذكرى استشهادهما، التي توافقت مع حلول الذكرى الـ 22 لسقوط النظام الدكتاتوري". وأشار رئيس الوزراء، وفقاً للبيان، الى أن "خلاص العراق من النظام البعثي الإجرامي، ذكرى مهمة في تاريخ العراق الحديث وشعبه، كونها شهدت تحرر العراق من أغلال الطغيان، لينطلق نحو حريته واستقلاله"، موضحاً أن "ما تحقق بعد هذا التاريخ من نظام ديمقراطي ودستور يكفل حقوق جميع العراقيين، والذهاب نحو بناء الوطن وتنميته، وهو ما سارت عليه الحكومة الحالية التي عملت على إنجاز استحقاقات مهمة في المسارات السياسية والاقتصادية والخدمية والتنموية". وتابع البيان، أنه "بناءً على كتاب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات الوارد إلى مكتب رئيس مجلس الوزراء، بالعدد خ /25/ر، م/ 24 في 25 آذار 2025، واستناداً إلى الرأي الفني والقانوني للمفوضية، صوت مجلس الوزراء على تحديد يوم 11 تشرين الثاني 2025 موعداً لإجراء الانتخابات التشريعية". وفي هذا الصدد، أكد رئيس مجلس الوزراء، على "تسهيل جميع المتطلبات التي تسهم بتنظيم الانتخابات"، مشدداً على أن "الحكومة ستعمل على توفير الظروف الآمنة لإقامة هذا الاستحقاق الديمقراطي المهم". وأقر مجلس الوزراء، بحسب البيان، "توصيات اللجنة الفنية الخاصة بخارطة المجالات البحرية العراقي". وضمن جهود الحكومة الخاصة بتطوير القطاع النفطي والغازي، أقر المجلس "المضي بخطة سريعة لاستثمار حقل عكاز الغازي بالجهد الوطني من قبل شركة نفط الوسط، على أن تنفذ شركة (شلمبرجير) الأمريكية المرحلة الأولى منه، لينتج الحقل خلال سنة 100 مليون قدم مكعب قياسي في اليوم من الغاز". وبالنظر لقرب انعقاد القمة العربية التي ستستضيفها العاصمة بغداد، صوت المجلس على "متطلبات إجرائها من جميع المجالات". وفي إطار تنظيم العلاقات الخارجية، صوت المجلس بالموافقة على "تخويل وكيل وزارة الخارجية للشؤون الثنائية، صلاحية التفاوض والتوقيع على مشروع مذكرة تفاهم بشأن الإعفاء المتبادل من تأشيرة الدخول لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخدمة والخاصة بين وزارة خارجية جمهورية العراق ووزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الموريتانية، على ألّا يترتب على توقيع المذكرة طلب أي تخصيصات مالية إضافية للوزارة، وكذلك أن يعرض أي تعديل أو ملحق أو اتفاق يتمخض عن المذكرة آنفاً على الأمانة العامة لمجلس الوزراء لبيان الرأي فيه قبل التوقيع عليها".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام