المبعوثة الألمانية بالشرق الأوسط لـ "الفجر": لم نتخل عن الأونروا وننتظر نتائج التحقيقات
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
زارت المبعوثة الألمانية الخاصة للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط، دايك بوتسل، مصر مؤخرا كجزء من جولتها الإقليمية الأخيرة لمراقبة وتنظيم دخول المساعدات الإنسانية الألمانية لقطاع غزة عبر معبر رفح.
وجاءت زيارة المبعوثة الألمانية ضمن جولة شملت الدول المجاورة لغزة كمصر والأردن ورام الله وإسرائيل بالإضافة إلى قطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية للبحث عن السبل الممكنة للتعاون وكذلك لتحسين الوضع الذي يعد جزءًا من مهامها الدبلوماسية.
وأشادت المبعوثة الألمانية بالجهود الكبيرة التي تبذلها مصر فيما يتعلق بملف غزة، مشيرة إلى اجتماعاتها المثمرة التي أجرتها مع وزارة الخارجية ووزارة الصحة والهلال الأحمر المصري.
وخلال لقاءها في القاهرة، قالت المبعوثة الألمانية الخاصة للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط لـ "الفجر" إن ألمانيا لم تتخل عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وإنما قررت وقف الدعم مؤقتا حتى يتم النظر في نتائج التحقيقات.
وإلى نص الحوار…
هل يمكنك تقديم لمحة عامة عن المساعدات الإنسانية الحالية التي تقدمها ألمانيا لسكان غزة؟
بينما ترى الحكومة الألمانية معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، قامت ألمانيا بزيادة مساعداتها الإنسانية، وكان آخرها في 9 يناير الماضي، حيث قدمت دعما إضافيا بمقدار 8 ملايين يورو.
وبهذا الدعم يرتفع إجمالي المساعدات المقدمة للأراضي الفلسطينية من الحكومة الألمانية إلى 211 مليون يورو، منها 138 مليون يورو كتمويل إضافي منذ 7 أكتوبر، وأصبحت ألمانيا تعد أكبر مساهم في الأونروا خلال الخمس سنوات الماضية.
وأيضا تعمل وزارة الخارجية الألمانية مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ذات الخبرة من أجل إيصال المساعدات اللازمة لسكان غزة، فمن خلال المساعدات الإنسانية التي وافقت عليها ألمانيا، تستطيع المنظمات إيصال المواد الغذائية الأساسية والرعاية الطبية ومنتجات النظافة إلى غزة.
ماذا عن الأوضاع داخل قطاع غزة؟ وما هي مبادرات ألمانيا بشأنه؟
الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثي، ومن أجل تخفيف المعاناة، تعمل ألمانيا مرة أخرى على زيادة مساعداتها الإنسانية للشعب الفلسطيني، فعلى الرغم من أن كميات أكبر بكثير من إمدادات المساعدات عبرت الحدود خلال أيام الهدنة الإنسانية، إلا أن الوضع الإنساني في غزة لا يزال سيئًا.
لقد انهارت الإمدادات والخدمات الأساسية للسكان المدنيين، ويفتقر مئات الآلاف من الأشخاص هناك، بما في ذلك العديد من الأطفال، إلى الأساسيات مثل الغذاء والماء والرعاية الطبية، ولذلك فمن المهم أن يتم توزيع المساعدات الإنسانية على السكان المدنيين في غزة بسرعة ودون أي عوائق، لقد كان ذلك أحد محاور الزيارات الأربع التي قام بها وزير الخارجية الألماني إلى المنطقة منذ 7 أكتوبر.
فقد أعلن وزير الخارجية بيربوك أن ألمانيا ستزيد مساعداتها الإنسانية للشعب في الأراضي الفلسطينية، حيث تدرك الحكومة الألمانية معاناة الفلسطينيين في غزة، وقد قامت بزيادة مساعداتها الإنسانية بشكل متكرر، فيما تعمل وزارة الخارجية الألمانية مع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية ذات الخبرة من أجل إيصال المساعدات التي يحتاجها سكان غزة بشكل عاجل.
ما تقيمك للاستجابة الدولية لدعم الفلسطينيين المتضررين بشدة في قطاع غزة؟
المجتمع الدولي على دراية كبيرة بما يحدث في قطاع غزة، وكثير من الدول قدمت دعمًا إنسانيًا سواء من المنطقة أو خارجها، ونحن نقدر كل من ساهم في تلك الجهود.
لكن الوضع خطير ويحتاج جهد أكبر لتوفير ممرات آمنة لدخول المساعدات الإنسانية، وكذلك ممرات آمنة لكي يتم إيصالها إلى المدنيين داخل قطاع غزة، الأمر الذي يستغرق وقت طويل جدا.
لماذا سارعت ألمانيا مع الدول الأخرى إلى وقف تمويل الأونروا رغم كونها مهمة للغاية بالنسبة للفلسطينيين في قطاع غزة؟
نحن على دراية بالدور الهام لوكالة الأونروا بالنسبة للفلسطينيين في قطاع غزة، ونقدر دورها الحيوي في تقديم المساعدات تغطية الاحتياجات الأساسية للسكان الفلسطينيين، ولذلك قدمت ألمانيا للأونروا في آخر عام، دعم بقيمة 206 ملايين يورو، منهم 83 مليون يورو لغزة وحدها.
ومنذ 7 أكتوبر، قمنا بتقديم المساعدات الإنسانية عبر الأونروا لتمويل الضروريات الحيوية مثل المياه والغذاء والمأوى ومرافق النظافة والصرف الصحي بالإضافة إلى الإمدادات الطبية للفلسطينيين في قطاع غزة، وحزننا كثيرا على استهداف 150 موظف منها خلال عملهم في غزة.
ولكن، لقد قررت ألمانيا تعليق التمويل الحالي والمستقبلي للأونروا، حتى يتم الانتهاء من التحقيقات في ضوء الاتهامات الموجهة ضد موظفيها، وخروج النتائج، ومع ذلك فلا يوجد بأي حال من الأحوال قرارات تمويل جديدة من ألمانيا خلال الفترة المقبلة.
هل تتراجع ألمانيا عن قرار وقف دعم الأونروا في غزة؟ وهل ستمول ألمانيا الأونروا مرة أخرى؟ ما هي الشروط؟
ألمانيا لم تضع خطة بعد لأي مساعدات مالية خارجية لهذا العام لأن الميزانية لم تقرر بعد، وذلك فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، ومع ذلك سيكون أحد أولوياتنا دعم نشاط وكالات الأمم المتحدة.
لذلك ستنتظر ما ستسفر عنه تحقيقات الأونروا والسكرتير العام للأمم المتحدة فيما يتعلق بالاتهامات التي أثيرت مؤخرا، ومع ذلك، أؤكد أننا لم نتخلى عن الأونروا، ولكن سننظر في تقديم الدعم الإضافي للأونروا في ضوء نتائج هذه التحقيقات.
ما هي المنظمات الحالية التي تتلقى مساعدات من ألمانيا غير الأونروا؟
من بين شركائنا على الأرض منظمات الأمم المتحدة كوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وبرنامج الأغذية العالمي واليونيسيف، وأيضا اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالإضافة إلى الشركاء الدوليين والإقليميين.
ومن خلال المساعدات الإنسانية التي تقدمها ألمانيا، تستطيع المنظمات إيصال المواد الغذائية الأساسية والرعاية الطبية ومنتجات النظافة إلى غزة.
هل يمكنك توضيح دور المبعوث الألماني الخاص للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط في التخفيف من الأزمة الإنسانية في غزة؟
إن عمل المبعوث الخاص جزء لا يتجزأ من الجهود الدولية الرامية إلى تخفيف الأزمة الإنسانية التي يتعرض لها السكان المدنيون في غزة.
ويعمل المبعوث الخاص كنقطة اتصال لمنظمات الأمم المتحدة كمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والأونروا وبرنامج الأغذية العالمي واليونيسيف وأيضا اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالإضافة إلى الشركاء الدوليين والإقليميين.
ويبقى المبعوث الخاص على اتصال وثيق بالمسؤولين عن المساعدة الإنسانية في المنطقة والدول الصديقة، حيث يعتمد عمله على تحقيق التزام ألمانيا الإنساني وجهودها المبذولة من أجل السلام والاستقرار في المنطقة.
حدثينا عن نتائج زيارتك الحالية للمنطقة؟ وهل من تحسن ملموس على أرض الواقع؟
الموقف الإنساني في غزة مقلق، فحجم التدمير الذي أصاب قطاع غزة هائل، وهذه مسألة مهمة في المستقبل، ويجب أن يتعامل معها المجتمع الدولي سريعا.
لقد كثفت ألمانيا مساعداتها الإنسانية لغزة خلال الشهرين الماضيين، ونادينا إلى عودة الفلسطينيين النازحين إلى الشمال لأنهم أصبحوا مكتظون جدًا الآن في الجنوب، والآن نضغط من أجل وصول المزيد من المساعدات الإنسانية، ومن أجل تحسين قدرة المرافق حتى يمكن إدخال المزيد من المساعدات بالفعل، وقد تم إحراز بعض التقدم خلال الشهر الماضي.
ومع ذلك، يجب العمل على حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، وألمانيا تسعى للتحرك واتخاذ خطوات ملموسة فيما يتعلق بتسوية الوضع في المنطقة.
ماذا عن نتائج زيارتك الحالية إلى مصر؟
هذه هي زيارتي الخامسة إلى المنطقة منذ اندلاع الأزمة الحالية، ومنذ وصولي إلى مصر التقيت مع عدد من الوزراء على رأسهم وزير الخارجية سامح شكري ووزير الصحة خالد عبدالغفار ووزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج.
بحثا سبلنا في التنسيق المتواصل مع مصر، فهي تقوم بدور مهم للغاية في المنطقة وخلال الأزمة الحالية، حيث كانت مباحثاتي جيدة للغاية، فقد ناقشت ما نقدمه حاليا، وما يمكن أن نقدمه مستقبلا، وعرضت على الحكومة المصرية قائمة من الاحتياجات فيما يتعلق بجهود دعم الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث سيتم النظر بها.
أجرينا محادثات مثمرة للغاية ومنفتحة جدًا وصريحة للغاية، مع وزارة الخارجية ووزارة الصحة والهلال الأحمر المصري، وأوضحنا موقفنا وما نقدمه، ووضعنا تصورا للمرحلة المقبلة مع مصر، وهذا مفيد للغاية.
وماذا عن التنسيق المشترك بين الحكومة الألمانية ومصر لدعم غزة؟
نحن نقدر بشدة الدور الذي تقوم به مصر في دعم الفلسطينيين إنسانيا في غزة ومعالجة المصابين الفلسطينيين بها، فبفضل الجهود الجبارة التي بذلتها مصر، تم فتح معبر رفح، ما أدى لوصول العديد من الطائرات التي تحمل شحنات المساعدات من دول العالم.
بالإضافة إلى ذلك، فالتنسيق الوثيق مع مصر يعد مهما جدا، حيث أن 25% من المساعدات المقدمة من دول الاتحاد الأوروبي إلى قطاع غزة تكون عبر مصر.
وبجانب تقديم المساعدات لغزة عبر مصر، قدمت ألمانيا معدات لمصر لمساعدتها في جهودها الحالية في إطار تنسيق وإيصال المساعدات الإنسانية، فقدمت ألمانيا حاضنات وأجهزة طبية أيضًا لعلاج المرضى الفلسطينيين في مصر.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الخارجيه مصر القاهره فلسطين غزة رفح الشرق الأوسط وزارة الخارجية معبر رفح فلسطينية مساعداتها الإنسانیة المساعدات الإنسانیة المبعوثة الألمانیة الحکومة الألمانیة الفلسطینیین فی وزارة الخارجیة الأمم المتحدة بالإضافة إلى الشرق الأوسط الإنسانیة فی الألمانیة مع فی قطاع غزة فیما یتعلق فی المنطقة فی الشرق ومع ذلک من أجل فی غزة
إقرأ أيضاً:
سوريا.. تطورات متسارعة وتحذيرات من تغيير «خريطة القوة بالشرق الأوسط»
يعقد مجلس التعاون الخليجي اجتماعا وزاريا استثنائيا في الكويت، اليوم الخميس، لبحث المستجدات في سوريا.
وشدد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، خلال الاجتماع الاستثنائي الـ46 لوزراء الخارجية بدول مجلس التعاون في الكويت، على “أننا نؤكد دعم كل ما يعزز أمن سوريا واستقرارهما”.
وقال إن “الهجمات الإسرائيلية على سوريا انتهاك صارخ للقوانين الدولية”، مضيفا “نشيد بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة السورية المؤقتة كما نشيد بالحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وندعو لتكريس لغة الحوار”.
بدوره، أكد وزير خارجية الكويت عبد الله علي اليحيا، أنه “يجب وقف الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا”.
لافروف: “أحمد الشرع” يتعرض لضغوط كبيرة من الغرب الساعي للسيطرة على موارد سوريا
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، “إن قائد السلطات الحالية في سوريا أحمد الشرع يتعرض لضغط كبير من الغرب لوقف تعامله مع روسيا”.
وأضاف لافروف: إنه “يتعرض لضغوط كبيرة من جانب الغرب الذي يريد أن يختطف أكبر قدر ممكن من التأثير والمساحة، ويضغط عليه كي يبتعد عن روسيا، حتى أن المفوضة السامية لشؤون السياسة الخارجية والأمن “كايا كالاس”، قالت “إن عددا من الوزراء اقترحوا (طرد) الروس، واشترط وزير الخارجية الإستوني (مارغوس تساخكنا) خروج القواعد العسكرية حتى تحصل سوريا على المساعدات”، وهو ما أسماه لافروف “وقاحة لا مثيل لها”.
وتابع لافروف: “إن القوى الغربية لا يهمها وحدة سوريا بقدر اهتمامها بالحصول على أكبر حصة ممكنة من التأثير والأراضي والموارد”.
وفد استخباراتي عراقي يزور دمشق للقاء “الشرع”
أفادت صحيفة “الوطن” السورية بأن “وفدا عراقيا برئاسة حميد الشطري رئيس جهاز الاستخبارات العراقي وصل دمشق للقاء القائد العام للإدارة السورية “أحمد الشرع”.
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أعلن قبل عدة أيام أن “البعثة الدبلوماسية العراقية استأنفت عملها في دمشق وفتحت أبوابها بعد أن كان طاقمها قد انتقل إلى لبنان عقب سقوط نظام “بشار الأسد”.
وأوضح السوداني “أن العراق ليس ضد التواصل مع الإدارة الجديدة في سوريا طالما أن ذلك سيصب في مصلحة استقرار سوريا والمنطقة”.
وتابع لافروف: “لم نسحب دبلوماسيينا من دمشق، والسفارة هناك تعمل بشكل طبيعي كما بقية السفارات، ونتواصل مع السلطات السورية الحالية وتتم مناقشة القضايا العملية مثل تأمين المواطنين الروس وعمل السفارة، بشكل عام مهتمون بالحوار حول كافة القضايا الأخرى بشأن العلاقات الثنائية”.
وأضاف وزير الخارجية: “كما قال الرئيس الروسي نحن على تواصل مع جميع القوى السياسية في سوريا، ومستمرون في هذا التواصل حتى قبل هذه الأحداث الأخيرة، أود الإشارة إلى ان رئيس السلطات أحمد الشرع قد قال في لقاء صحفي مع “بي بي سي” ان العلاقات قديمة واستراتيجية مع روسيا، ونحن ندعم ذلك الطرح”.
وأضاف لافروف قائلا: “يجب النظر إلى شرق سوريا حيث احتل الأمريكيون منابع النفط والأراضي الخصبة، ويتم استخراج الموارد وتصديرها ودعم التنظيمات التي تسعى للانفصال”.
وأضاف: “هناك من يرغب في تقسيم سوريا، ويجب أن تستوعب إسرائيل مسؤولياتها وألا تحافظ على أمنها خصما من أمن الآخرين، يجب ألا يتم التعويل على أن تدمير المواقع العسكرية للجيران يمكن أن يحافظ على الأمن، فهم بذلك يزرعون المزيد من التوتر والقلاقل”.
وقال: “لدينا تواصل مع المملكة العربية السعودية والعراق والأردن ومصر وبالطبع مع قطر والإمارات والبحرين ولبنان، الجميع مهتمون بأن لا تكرر سوريا مسار الدولة الليبية بعد أن قام “الناتو” بتدمير هذا البلد، وحتى الآن لم يتم التوصل إلى أي نتائج”.
“معاريف”: سقوط الأسد يغير خريطة القوة في الشرق الأوسط
قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، إن “سقوط نظام بشار الأسد في سوريا سيغير خريطة علاقات القوة في الشرق الأوسط، مع عودة تركيا كقوة إقليمية قد تدخل في صراع مباشر مع إسرائيل”.
وذكرت الصحيفة أن “تركيا تخطط بعد سقوط نظام الأسد، لتوسيع نفوذها في سوريا من خلال مشاريع النقل الضخمة، وقد تؤدي هذه الخطوة إلى تعارض مع المصالح الإسرائيلية في المنطقة، وتشكيل ائتلافين متنافسين”.
وبينت الصحيفة، أن “تركيا استثمرت بالفعل موارد اقتصادية وعسكرية في الأزمة سوريا منذ عام 2011، وأن لديها طموحات في المنطقة، تتمثل من بين أمور أخرى، العودة إلى نوع من “الإمبراطورية العثمانية”، أولا في سوريا”.
وقال الخبير في شؤون تركيا في مركز موشيه ديان بجامعة تل أبيب، تشاي إيتان كوهين يانروجاك: “بعد أن نجحوا في إخراج إيران وروسيا بسرعة، فإنهم يسعون لملء الفراغ الذي خلقه في سوريا”.
وقالت الصحيفة “إنه في الأيام الأخيرة، صدرت تصريحات من الحكومة التركية، بما في ذلك من الرئيس التركي طيب رجب أردوغان، تعلن فيها الأهداف التركية فيما يتعلق بالمنطقة الكردية في سوريا”، ومن بين أمور أخرى، أعلن الأتراك أنهم يعتزمون إعادة رصف خط سكة حديد الحجاز، إسطنبول-دمشق، وفي الوقت نفسه تطوير طريق سريع بين تركيا وسوريا، وبناء مطارات تركية وموانئ بحرية في سوريا”.
وأشارت الصحيفة، “إلى جانب ضم أجزاء من سوريا، الأمر الذي سيحرم قبرص من المياه الاقتصادية ويمنع مد خطوط أنابيب الغاز بين إسرائيل وقبرص واليونان، وسيؤدي هذا التحرك إلى ظهور تحالفات جديدة في المنطقة”.
وبحسب الصحيفة، “فإن الساسة الإسرائيليين ينتظرون دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير، حيث تستعد المؤسسة الأمنية لسيناريوهين رئيسيين في هذا الصدد: الأول – أن ترامب سيسعى إلى التحرك بقوة ضد إيران، أما السيناريو الثاني، فهو العكس، حيث ستتخلى الولايات المتحدة عن نشاطها العسكري في المنطقة، بل ويمكنها أن تسمح لتركيا باستنفاد طموحاتها في سوريا بينما تسمح للولايات المتحدة بحرية النشاط التي يطلبها الأمريكيون في المنطقة، لذا فإن الثمن الفوري سيدفعه الأكراد الذين يطالب الأتراك الآن بألا يشكلون خطرا عليها في الشمال السوري”.
دبلوماسي تركي: الحكومة السورية يجب أن تكون شاملة لكل الأطياف
قال السفير التركي بالقاهرة صالح موطلو شن، إن “الفرصة تاريخية حاليا في سوريا لتشكيل حكومة شاملة تناسب تطلعات وبنية غالبية الشعب بعد تغيير نظام الحاكم”.
وأكد السفير التركي، أن “الحكومة السورية المقبلة يجب أن تكون شاملة وموحدة وتشمل جميع الأطياف، كما يجب على الدول العربية وتركيا العمل سويا في هذا الإطار والتنسيق والتشاور في هذا الملف”.
وأكد أن “ما حدث في سوريا ليس إحلالا للمحور السني بدلا من العلوي، معتبرا أن هذه الرؤية “تمثل آراء بعض الأشخاص ولا نرى الأمر بهذا الشكل”، مشددا على أن موقف أنقرة “واضح ويتمثل في أن الحكومة في سوريا يجب أن تكون موحدة وشاملة لكل أطياف المجتمع”.
وعن التوغل الإسرائيلي في جنوب سوريا، قال شن، “إنه لا يوجد أي سبب أو داع للتوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية، و”يجب أن يغادروا وسوف يغادروا”.
وذكر أنه “يمكن للدول العربية وتركيا، دعم عملية التحول والتغيير في سوريا، وإكمال هذه العملية وتأمينها من خلال توفير الدعم اللازم وليس من خلال عزل إدارة المرحلة الانتقالية”.
وشدد على إلى “أنه ينبغي على تركيا وجميع الدول العربية، بما فيها مصر والأردن والعراق والسعودية والإمارات وقطر، مساعدة الإدارة الانتقالية المقامة في سوريا، وتحسين الظروف المعيشية للسوريين الذين سيعودون إلى بلادهم من تركيا والأردن ولبنان ومصر والعراق”.
وتابع أن “على كل دول المنطقة اتخاذ نهج بناء في الفترة الانتقالية ودعم تشكيل حكومة شاملة تضم جميع شرائح البلاد، بما في ذلك العرب والعلويين والأكراد والتركمان واليزيديين والدروز والمسيحيين، دون النظر إلى اللغة والدين والعرق والانتماء العرقي والهوية وضرورة التعامل مع إدارة المرحلة الانتقالية”.
ونوه السفير شن، بأن “الشعب السوري عانى بما فيه الكفاية لدرجة أنه أصبح فقيرا وتشرد من دياره واضطر للهجرة إلى الخارج، مضيفا أن سوريا من الآن فصاعدا لن تتحمل أي صراع وعدم استقرار جديد، وبالتالي ينبغي للجميع انتهاز فرصة هذا العصر الجديد”.
وتحدث شن، عن المسلحين الأكراد، قائلا إنه “لا ينبغي لأي منظمة إرهابية، بما في ذلك داعش ومنظمة YPGوPKK أن تجد لنفسها ملجأ في الأراضي السورية، ولا ينبغي لها أن تخلق الإرهاب ضد أي بلد في المنطقة وجيران سوريا، ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تسبب عدم الاستقرار في أي دولة أخرى”.
وأكد أن “وحدة سوريا وسلامة أراضيها وطابعها كدولة عربية تشكل خطوطا حمراء بالنسبة لتركيا، مشيرا إلى أن ثلث الأراضي السورية “تحتلها عناصر منظمة YPGوPKK الانفصالية التي بيد الإرهابيين الأجانب”، وأكد أن “هؤلاء الإرهابيين الأجانب يجب أن يغادروا سوريا على الفور، ويجب على عناصر YPG الأخرى إلقاء أسلحتهم على الفور والاستسلام للحكومة”.
وجهاء الطائفة العلوية في حمص يصدرون بيانا إلى أهالي المحافظة
أصدر وجهاء الطائفة الإسلامية العلوية في محافظة حمص وسط سوريا، بيانا موجها إلى أهالي المحافظة حول الأوضاع في سوريا.
وقال البيان الذي نشرته غرفة عمليات “ردع العدوان” التابعة للحكومة السورية المؤقتة على موقع “تلغرام” اليوم الخميس: لأهلنا في محافظة حمص نؤكد نحن أبناء المجتمع الأهلي على ما يأتي: نبذ الشعارات الطائفية والخطابات الاستفزازية والكف عن التحريض الإعلامي بكل وسائله، نطالب القيادة العامة الجديدة إصدرا قرار يجرم كل من يستخدم العبارت والمضامين والتوجهات الطائفية، نهيب بأبنأنا الإسراع بتسليم السلاح وحصره بيد السلطات المختصة وتسهيل آلية التسليم والتسويات خلال مدة أقصاها 5 أيام، نطالب الجهات المختصة بمتابعة ملابسات الحوادث الأخيرة وتقديم الفاعلين إلى القضاء، توجه إلى كافة المواطنين في حمص بالمحافظة على السلم الأهلي وعدم الانجرار خلف الشائعات والدسائس والفتن وأصحاب المشاريع الخارجية، نتوجه إلى القيادة العامة أن تقف بحزم ضد كل من تسول له نفسه زعزة الاستقرار والسلم الأهلي، والحفاظ على الأواح والممتلكات العامة”.
القبض على “المسؤول عن المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا”
أعلنت إدارة العمليات العسكرية في سوريا القبض على اللواء محمد كنجو حسن، في خربة المعزة بريف محافظة طرطوس والذي تعتبره “المسؤول عن المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا العسكري”.
ونشرت غرفة عمليات “ردع العدوان” التابعة للحكومة السورية المؤقتة على موقع “تلغرام” الصور الأولى للواء محمد كنجو حسن، بعد أن قامت قوات الأمن العام بإلقاء القبض عليه.
وقالت غرفة عمليات “ردع العدوان” إن كنجو “كان المسؤول الأول عن الإعدامات الميدانية في سجن صيدنايا بريف دمشق”.
وأضافت أن “اللواء كان المسؤول الأول عن إعدام آلاف الشباب السورين المعتقلين في صيدنايا”.
وأشارت إلى أنه “ستتم محاكمته أمام الشعب السوري مباشرة”.