وسط توترات السياسة والاقتصاد.. من هم أبرز المتنافسين في انتخابات باكستان؟
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
يتوجه عشرات ملايين الناخبين في باكستان، الخميس، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات تشريعية وإقليمية، تجري على وقع مشاكل اقتصادية وسياسية ومخاوف أمنية متزايدة.
ويتوقع أن تفضي الانتخابات إلى عودة رئيس الوزراء الأسبق، نواز شريف، لتولّي رئاسة الحكومة لولاية رابعة، في اقتراع هو الأول منذ الإطاحة برئيس الوزراء السابق، عمران خان، بعد تصويت البرلمان بحجب الثقة عنه، عام 2022، قبل أن يحكم عليه بعدها بالسجن.
ويأتي تصويت الخميس، تتويجا لحملة انتخابية مثيرة للجدل، حيث يؤكد محللون لصحيفتي "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست"، أن الجيش سعى خلالها إلى القضاء على الدعم الواسع النطاق الذي يحظى به خان وتمهيد طريق الفوز أمام منافسه، رئيس الوزراء السابق، نواز شريف.
حملة انتخابية "صامتة"وعلى مدار العامين الماضيين، خرج الباكستانيون بأعداد كبيرة للاحتجاج على دور الجيش من وراء الكواليس في الإطاحة بخان. وقد رد الجنرالات بقوة، واعتقلوا حلفاءه وأنصاره، وعملوا على شل هياكل حزبه "حركة الانصاف"، قبل الانتخابات.
ويعتبر أنصار خان، أن القضايا التي يتابع فيها أمام المحاكم "ملفقة" وجزء من حملة لإبعاده وحلفائه عن النشاط السياسي.
والثلاثاء، أدانت أعلى هيئة لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، "نمط المضايقات" ضد أعضاء حزبه وأنصاره، فيما رفضت الحكومة المؤقتة الاتهامات، معتبرة أن الاعتقالات والمداهمات على مكاتب حزب خان "ضرورية للحفاظ على الاستقرار".
ويقول محللون لـ"نيويورك تايمز"، إن الحملة ضد نجم الكريكيت السابق "كانت أكثر وضوحا وانتشارا من باقي المرات التي تدخل فيها الجيش من أجل تمهيد الطريق لمرشحيه المفضلين".
وبفعل الأحداث العنيفة التي عاشتها البلاد، خلال الأشهر الماضية، تقول الصحيفة الأميركية، إن هذه الانتخابات تعد "الأكثر صمتا" في باكستان منذ عقود، حيث ظلت الشوارع التي كانت تمتلئ عادة بالتجمعات السياسية فارغة.
ولأسابيع، كان عدد من الباكستانيين مقتنعين بأن الانتخابات لن تجرى حتى في الموعد المقرر لها. إضافة إلى شعور الكثيرين بأن هذه "ليست انتخابات بل اختيارا لمرشح الجيش الذي حدد مسبقا الفائز".
وأنهت الأحزاب السياسية حملاتها، في وقت متأخر من أول أمس الثلاثاء، قبل فترة الهدوء التي تفرضها القواعد الانتخابية الباكستانية التي تمنع الحملات السياسية، في اليوم السابق للانتخابات.
وتشهد البلاد حالة تأهب قصوى وسط انتشار للجيش في مراكز الاقتراع، بعد أن أسفر انفجاران، الأربعاء، في مكتبين انتخابيين عن مقتل 26 شخصا في إقليم بلوشستان الجنوبي الغربي.
كما جرى نشر عشرات الآلاف من القوات والأفراد شبه العسكريين في أنحاء البلاد. وأعلنت باكستان أنها ستغلق حدودها مع إيران وأفغانستان، الخميس، لأسباب أمنية، وفقا لرويترز.
عمران خان.. كيف يخطط رئيس الوزراء الباكستاني السابق للفوز بالانتخابات من السجن؟ على الرغم من المنع والسجن، لم تتخل حركة "إنصاف" الباكستانية ورئيسها عمران خان، عن الإيمان بقدرتهما على تحقيق الفوز في الانتخابات العامة التي ستجرى في البلاد، هذا الأسبوع. من يتنافس في هذه الانتخابات؟ويرتقب أن يدلي ما يقرب من 128 مليون ناخب بأصواتهم لانتخاب البرلمان الجديد، والذي سيختار بدوره رئيس وزراء جديد للبلاد.
وتهيمن ثلاثة أحزاب رئيسية على المشهد الحزبي في باكستان، وهي الرابطة الإسلامية الباكستانية، جناح نواز شريف، وحزب الشعب الباكستاني، الذي يتزعمه، بيلاوال بوتو زرداري. ، وحزب حركة "الانصاف" الذي يتزعمه عمران خان، الذي يتواجد بالسجن منذ أغسطس الماضي، ويتنافس مرشحوه في الانتخابات كمستقلين.
ومن المتوقع أن تتركز المنافسة في الانتخابات بين المرشحين المدعومين من خان، وبين حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية جناح نواز شريف الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات ويعتبر المرشح الأوفر حظا.
كما خاض بيلاوال بوتو زرداري نجل رئيسة الوزراء السابقة، بينظير بوتو، البالغ من العمر 35 عاما، حملة شرسة في محاولة للوصول إلى رئاسة الحكومة، ويتوقع أن يفوز حزبه ببعض المقاعد في الجنوب، حيث يتمتع بقاعدة سلطة، ويرجح أن يشكل جزءا من حكومة ائتلافية بقيادة شريف.
وفي المجمل، يتنافس أكثر من 5000 مرشح من حوالي 170 حزبا على مقاعد في البرلمان.
ويمكن للأحزاب السياسية الأصغر أن تلعب أيضا دورا حاسما في تشكيل الحكومة التي ستحتاج إلى 169 مقعدا في الجمعية الوطنية المكونة من 336 عضوا.
ويختار الناخبون بشكل مباشر 266 عضوا في حين يتم تخصيص 70 مقعدا -60 منها للنساء وعشرة لغير المسلمين- وفقا لعدد المقاعد التي يفوز بها كل حزب.
ومن المقرر أن تغلق صناديق الاقتراع عند الساعة الخامسة، على أن تبدأ النتائج الأولية في الظهور خلال وقت متأخر مساء اليوم، غير أن فرز جميع الأصوات، والإعلان عن النتائج النهائية قد يستغرق ما يصل إلى ثلاثة أيام.
وبمجرد الانتهاء من فرز الأصوات، سيجتمع أعضاء البرلمان لتشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء المقبل، بحلول نهاية فبراير الجاري.
لماذا يشعر أنصار نواز شريف بالثقة للفوز؟بينما يواجه خان سلسلة من القضايا أمام محاكم، اختفت مشاكل منافسه نواز شريف القانونية الواحدة تلو الأخرى خلال الأشهر الأخيرة، قبل أن تسمح له المحكمة العليا له بالترشح لولاية رابعة، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".
وذكرت الصحيفة، أن حظوظ شريف قوية للفوز حيث يحظى بدعم الجيش، رغم أن ولاياته الثلاث السابقة كرئيس للوزراء، انتهمت جميعها بشكل مبكر، بسبب توترات مع جنرالات البلاد، بما في ذلك ولايته الأخيرة، عندما تمت الإطاحة به في 2017، وحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات بتهم الفساد.
وسمحت السلطات الباكستانية لاحقا لشريف بالمغادرة إلى لندن، وبقي هناك في المنفى حتى الخريف الماضي، عندما عاد إلى لاهور مسقط رأسه، والسماح له بالترشح.
يقول مايكل كوجلمان، محلل شؤون جنوب آسيا في مركز "ويلسون" للأبحاث للصحيفة: "من الواضح أن شريف عاد إلى أحضان الجيش، إذا كنت قائدا مدنيا وتريد أن تصبح رئيسا للوزراء في باكستان، ذلك كل ما ينبغي عليك فعله".
ويتابع، أنه "لم يكن بإمكان شريف العودة إلى باكستان ورؤية العديد من التهم القانونية التي كانت موجهة ضد تتلاشى لو لم يتوصل إلى نوع من الترتيبات مع الجيش".
غير أنه يقول إنه "عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ بالسياسة الباكستانية، لا يمكنك أبدا استبعاد حدوث مفاجأة"، في إشارة إلى إمكانية فوز مرشح آخر غيره.
ما الذي ينتظر المرشح الفائز؟تقول صحيفة "واشنطن بوست"، إن الفوز بولاية رابعة، سيمثل لنواز شريف فرصة لتعزيز نفوذ عائلته في السياسة الباكستانية وتغيير حظوظ حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز، الذي بدا وكأنه يتضاءل في السنوات الأخيرة.
وركز شريف في ولاياته السابقة على مشروعات البنية التحتية والنمو الاقتصادي، وهي المواضيع التي هيمنت على خطاباته، طيلة الأسابيع الماضية، خلال الحملة الانتخابية.
لكن الخبير الاقتصادي الباكستاني، عابد قيوم سوليري، يقول إن من يقود الحكومة الباكستانية المقبلة سيواجه "خيارات اقتصادية صعبة"، مشيرا إلى أن "شريف قد يجد نفسه مجبرا على دعم قرارات شعبية ولكن غير حكيمة اقتصاديا لدعم السلم الاجتماعي بالبلد".
وارتفعت تكاليف المعيشة في باكستان حيث وصل التضخم العام الماضي إلى مستوى قياسي بلغ نحو 40 بالمئة.
وفي الوقت نفسه، تتكرر انقطاعات الغاز والكهرباء بالنسبة لسكان البلاد البالغ عددهم 240 مليون نسمة.
واضطرت باكستان إلى اللجوء إلى صندوق النقد الدولي لإبقاء اقتصادها واقفا على قدميه ودعم احتياطياتها من النقد الأجنبي. كما أنها اعتمدت على التمويل من الحلفاء الأثرياء، مثل الصين والسعودية.
وقال سوليري، إنه في حين تعتمد باكستان على الأموال الدولية للحفاظ على استمرار اقتصادها ولا تستطيع تحمل زيادة الإنفاق الحكومي، فإن الحكومة المقبلة قد تنجذب نحو توسيع نطاق دعم الغذاء والغاز للحفاظ على السلم الاجتماعي. ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى تعقيد المفاوضات المستقبلية مع المؤسسات الدولية المانحة بشأن تخفيف عبء الديون.
وتلفت الصحيفة، إلى أن علاقات باكستان المضطربة مع جيرانها، قد تكون نقطة تثير التوترات بين الحكومة المقبلة والجيش، مشيرة إلى أنه في في حين يدعو شريف إلى إقامة علاقات أوثق مع خصمه اللدود الهند، على سبيل المثال، فإن الجيش الباكستاني يتخذ تقليديا موقفا أكثر صرامة.
في الوقت نفسه، تصاعد العنف المتطرف في باكستان منذ عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان في عام 2021. وقد نفذت حركة طالبان الباكستانية، هجمات إرهابية بالبلاد.
وقد أدى ذلك إلى تأجيج التوترات بين باكستان وأفغانستان، حيث اتهم المسؤولون الباكستانيون حركة طالبان بتوفير ملاذ آمن لطالبان الباكستانية على الأراضي الأفغانية، وهو ما ينفيه مسؤولو طالبان.
وبدا أن هذه التوترات تصاعدت خلال العام الماضي عندما أمرت باكستان جميع الأجانب غير المسجلين بمغادرة البلاد بحلول الأول من نوفمبر، وهي خطوة أثرت في المقام الأول على الأفغان.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: رئیس الوزراء فی باکستان نواز شریف عمران خان
إقرأ أيضاً:
لبنان.. رئيس الحكومة يلتقي وزير الدفاع وقائد الجيش و كبار الضباط
ذكرت وسائل إعلام لبنانية ان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي وصل إلى مكتب وزير الدفاع الوطني موريس سليم حيث يعقد اجتماعا يُشارك فيه قائد الجيش العماد جوزيف عون وعدد من كبار الضباط .
وكان ميقاتي شارك بذكرى الاستقلال في وزارة الدفاع ووضع إكليلا من الزهر أمام نصب شهداء الجيش.
وفي وقت سابق من اليوم ، فقد أكد قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون أن عناصر الجيش لا يزالون منتشرين في الجنوب، حيث يقدّم العسكريون التضحيات ويستشهدون من أجل لبنان، ولن يتركه لأنّه جزء لا يتجزّأ من السيادة الوطنية، وهو يعمل بالتنسيق مع قوّة الأمم المتّحدة المؤقّتة في لبنان – اليونيفيل ضمن إطار القرار 1701.
جاء ذلك في تصريحات له اليوم بمناسبة العيد 81 للاستقلال لبنان.
وقال قائد الجيش اللبناني: “كما يقف إلى جانب أهله وشعبه انطلاقًا من واجبه الوطني، ويواصل تنفيذ مهمّاته رغم الصعوبات والأخطار".
وتابع: “ومنذ بدء نزوح أهلنا من الجنوب، بادرت المؤسسة العسكرية إلى التنسيق مع إدارات الدولة ومواكبة النازحين، خاصة ذوي العسكريين، في حين سارعت دول شقيقة وصديقة إلى مدّ يد العون، كما فعل عدد كبير من اللبنانيين المحبّين والداعمين”.
وأضاف: “ يتابع الجيش تنفيذ مهمّاته على كامل الأراضي اللبنانية، متصدّيًا لكلّ محاولات زعزعة الأمن والاستقرار لأن الوحدة الوطنية والسلم الأهلي على رأس أولوياته، وهما الخط الأحمر الذي لن يُسمح لأيٍّ كان بتجاوزه، علمًا أنّ حماية الوطن والحفاظ عليه مسؤولية جامعة ومشتركة لكل اللّبنانيين”.
واستطرد: “إنّ الافتراءات وحملات التحريض التي يتعرّض لها الجيش لن تزيده إلّا صلابة وعزيمة وتماسكًا، لأنّ هذه المؤسسة التي تحظى بإجماع محلي ودولي، ستبقى على مبادئها والتزاماتها وواجباتها تجاه لبنان وشعبه بعيدًا عن أي حسابات ضيّقة”.
واختتم: “نطمئن أهلنا وشعبنا إلى أنّه لا عودة إلى الوراء ولا خوف على الجيش الذي سيبقى إلى جانبهم متماسكًا رغم كلّ الظروف، حاميًا للبنان ومدافعًا عن أمنه واستقراره وسيادته، كما سيبقى حاضنًا وجامعًا لكلّ اللبنانيين بمختلف مكوّناتهم وعلى مسافة واحدة منهم وسيظل الملاذ الآمن الذي يثق به الجميع، على أمل أن يستقيم الوضع وتستعيد المؤسسات عافيتها وانتظامها، ويستعيد اللبنانيون المقيمون والمغتربون ثقتهم بوطنهم، فيصبح قادرًا على احتضان طموح شبابه وآمالهم”.
مقتـ.ـل ضابط إسرائيلي عمره 70 عامًا في جنوب لبنان جيش الاحتلال يصدر أوامر إخلاء جديدة لـ 3 قرى جنوبي لبنان