يتوجه عشرات ملايين الناخبين في باكستان، الخميس، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات تشريعية وإقليمية، تجري على وقع مشاكل اقتصادية وسياسية ومخاوف أمنية متزايدة.

ويتوقع أن تفضي الانتخابات إلى عودة رئيس الوزراء الأسبق، نواز شريف، لتولّي رئاسة الحكومة لولاية رابعة، في اقتراع هو الأول منذ الإطاحة برئيس الوزراء السابق، عمران خان، بعد تصويت البرلمان بحجب الثقة عنه، عام 2022، قبل أن يحكم عليه بعدها بالسجن.

ويأتي تصويت الخميس، تتويجا لحملة انتخابية مثيرة للجدل، حيث يؤكد محللون لصحيفتي "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست"، أن الجيش سعى خلالها إلى القضاء على الدعم الواسع النطاق الذي يحظى به خان وتمهيد طريق الفوز أمام منافسه، رئيس الوزراء السابق، نواز شريف.

حملة انتخابية "صامتة"

وعلى مدار العامين الماضيين، خرج الباكستانيون بأعداد كبيرة للاحتجاج على دور الجيش من وراء الكواليس في الإطاحة بخان. وقد رد الجنرالات بقوة، واعتقلوا حلفاءه وأنصاره، وعملوا على شل هياكل حزبه "حركة الانصاف"، قبل الانتخابات.

ويعتبر أنصار خان، أن القضايا التي يتابع فيها أمام المحاكم "ملفقة" وجزء من حملة لإبعاده وحلفائه عن النشاط السياسي.

والثلاثاء، أدانت أعلى هيئة لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، "نمط المضايقات" ضد أعضاء حزبه وأنصاره، فيما رفضت الحكومة المؤقتة الاتهامات، معتبرة أن الاعتقالات والمداهمات على مكاتب حزب خان "ضرورية للحفاظ على الاستقرار".

ويقول محللون لـ"نيويورك تايمز"، إن الحملة ضد نجم الكريكيت السابق "كانت أكثر وضوحا وانتشارا من باقي المرات التي تدخل فيها الجيش من أجل تمهيد الطريق لمرشحيه المفضلين".

وبفعل الأحداث العنيفة التي عاشتها البلاد، خلال الأشهر الماضية، تقول الصحيفة الأميركية، إن هذه الانتخابات تعد "الأكثر صمتا" في باكستان منذ عقود، حيث ظلت الشوارع التي كانت تمتلئ عادة بالتجمعات السياسية فارغة. 

ولأسابيع، كان عدد من الباكستانيين مقتنعين بأن الانتخابات لن تجرى حتى في الموعد المقرر لها. إضافة إلى شعور الكثيرين بأن هذه "ليست انتخابات بل اختيارا لمرشح الجيش الذي حدد مسبقا الفائز".

وأنهت الأحزاب السياسية حملاتها، في وقت متأخر من أول أمس الثلاثاء، قبل فترة الهدوء التي تفرضها القواعد الانتخابية الباكستانية التي تمنع الحملات السياسية، في اليوم السابق للانتخابات.

وتشهد البلاد حالة تأهب قصوى وسط انتشار للجيش في مراكز الاقتراع، بعد أن أسفر  انفجاران، الأربعاء، في مكتبين انتخابيين عن مقتل 26 شخصا في إقليم بلوشستان الجنوبي الغربي.

كما جرى نشر عشرات الآلاف من القوات والأفراد شبه العسكريين في أنحاء البلاد. وأعلنت باكستان أنها ستغلق حدودها مع إيران وأفغانستان، الخميس، لأسباب أمنية، وفقا لرويترز.

عمران خان.. كيف يخطط رئيس الوزراء الباكستاني السابق للفوز بالانتخابات من السجن؟ على الرغم من المنع والسجن، لم تتخل حركة "إنصاف" الباكستانية ورئيسها عمران خان، عن الإيمان بقدرتهما على تحقيق الفوز في الانتخابات العامة التي ستجرى في البلاد، هذا الأسبوع. من يتنافس في هذه الانتخابات؟

ويرتقب أن يدلي ما يقرب من 128 مليون ناخب بأصواتهم لانتخاب البرلمان الجديد، والذي سيختار بدوره رئيس وزراء جديد للبلاد.

وتهيمن ثلاثة أحزاب رئيسية على المشهد الحزبي في باكستان، وهي الرابطة الإسلامية الباكستانية، جناح نواز شريف، وحزب الشعب الباكستاني، الذي يتزعمه، بيلاوال بوتو زرداري. ، وحزب حركة "الانصاف" الذي يتزعمه عمران خان، الذي يتواجد بالسجن منذ أغسطس الماضي، ويتنافس مرشحوه في الانتخابات كمستقلين.

ومن المتوقع أن تتركز المنافسة في الانتخابات بين المرشحين المدعومين من خان، وبين حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية جناح نواز شريف الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات ويعتبر المرشح الأوفر حظا.

كما خاض بيلاوال بوتو زرداري نجل رئيسة الوزراء السابقة، بينظير بوتو، البالغ من العمر 35 عاما، حملة شرسة في محاولة للوصول إلى رئاسة الحكومة، ويتوقع أن يفوز حزبه ببعض المقاعد في الجنوب، حيث يتمتع بقاعدة سلطة، ويرجح أن يشكل جزءا من حكومة ائتلافية بقيادة شريف.

وفي المجمل، يتنافس أكثر من 5000 مرشح من حوالي 170 حزبا على مقاعد في البرلمان.

ويمكن للأحزاب السياسية الأصغر أن تلعب أيضا دورا حاسما في تشكيل الحكومة التي ستحتاج إلى 169 مقعدا في الجمعية الوطنية المكونة من 336 عضوا. 

ويختار الناخبون بشكل مباشر 266 عضوا في حين يتم تخصيص 70 مقعدا -60 منها للنساء وعشرة لغير المسلمين- وفقا لعدد المقاعد التي يفوز بها كل حزب.

ومن المقرر أن تغلق صناديق الاقتراع عند الساعة الخامسة، على أن تبدأ النتائج الأولية في الظهور خلال وقت متأخر مساء اليوم، غير أن فرز جميع الأصوات، والإعلان عن النتائج النهائية  قد يستغرق ما يصل إلى ثلاثة أيام.

وبمجرد الانتهاء من فرز الأصوات، سيجتمع أعضاء البرلمان لتشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء المقبل، بحلول نهاية فبراير الجاري.

لماذا يشعر أنصار نواز شريف بالثقة للفوز؟

بينما يواجه خان سلسلة من القضايا أمام محاكم، اختفت مشاكل منافسه نواز شريف القانونية الواحدة تلو الأخرى خلال الأشهر الأخيرة، قبل أن تسمح له المحكمة العليا له بالترشح لولاية رابعة، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".

وذكرت الصحيفة، أن حظوظ شريف قوية للفوز حيث يحظى بدعم الجيش، رغم أن ولاياته الثلاث السابقة كرئيس للوزراء، انتهمت جميعها بشكل مبكر، بسبب توترات مع جنرالات البلاد، بما في ذلك ولايته الأخيرة، عندما تمت الإطاحة به في 2017، وحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات بتهم الفساد. 

وسمحت السلطات الباكستانية لاحقا لشريف بالمغادرة إلى لندن، وبقي هناك في المنفى حتى الخريف الماضي، عندما عاد إلى لاهور مسقط رأسه، والسماح له بالترشح.

يقول مايكل كوجلمان، محلل شؤون جنوب آسيا في مركز "ويلسون" للأبحاث للصحيفة: "من الواضح أن شريف عاد إلى أحضان الجيش، إذا كنت قائدا مدنيا وتريد أن تصبح رئيسا للوزراء في باكستان، ذلك كل ما ينبغي عليك فعله".

ويتابع، أنه "لم يكن بإمكان شريف العودة إلى باكستان ورؤية العديد من التهم القانونية التي كانت موجهة ضد تتلاشى لو لم يتوصل إلى نوع من الترتيبات مع الجيش".

غير أنه يقول إنه "عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ بالسياسة الباكستانية، لا يمكنك أبدا استبعاد حدوث مفاجأة"، في إشارة إلى إمكانية فوز مرشح آخر غيره.

 ما الذي ينتظر المرشح الفائز؟ 

تقول صحيفة "واشنطن بوست"، إن الفوز بولاية رابعة، سيمثل لنواز شريف فرصة لتعزيز نفوذ عائلته في السياسة الباكستانية وتغيير حظوظ حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز، الذي بدا وكأنه يتضاءل في السنوات الأخيرة.

وركز شريف في ولاياته السابقة على مشروعات البنية التحتية والنمو الاقتصادي، وهي المواضيع التي هيمنت على خطاباته، طيلة الأسابيع الماضية، خلال الحملة الانتخابية.

لكن الخبير الاقتصادي الباكستاني، عابد قيوم سوليري، يقول إن من يقود الحكومة الباكستانية المقبلة سيواجه "خيارات اقتصادية صعبة"، مشيرا إلى أن "شريف قد يجد نفسه مجبرا على دعم قرارات شعبية ولكن غير حكيمة اقتصاديا لدعم السلم الاجتماعي بالبلد".

وارتفعت تكاليف المعيشة في باكستان حيث وصل التضخم العام الماضي إلى مستوى قياسي بلغ نحو 40 بالمئة. 

وفي الوقت نفسه، تتكرر انقطاعات الغاز والكهرباء بالنسبة لسكان البلاد البالغ عددهم 240 مليون نسمة. 

واضطرت باكستان إلى اللجوء إلى صندوق النقد الدولي لإبقاء اقتصادها واقفا على قدميه ودعم احتياطياتها من النقد الأجنبي. كما أنها اعتمدت على التمويل من الحلفاء الأثرياء، مثل الصين والسعودية.

وقال سوليري، إنه في حين تعتمد باكستان على الأموال الدولية للحفاظ على استمرار اقتصادها ولا تستطيع تحمل زيادة الإنفاق الحكومي، فإن الحكومة المقبلة قد تنجذب نحو توسيع نطاق دعم الغذاء والغاز للحفاظ على السلم الاجتماعي. ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى تعقيد المفاوضات المستقبلية مع المؤسسات الدولية المانحة بشأن تخفيف عبء الديون.

وتلفت الصحيفة، إلى أن علاقات باكستان المضطربة مع جيرانها، قد تكون نقطة تثير التوترات بين الحكومة المقبلة والجيش، مشيرة إلى أنه في في حين يدعو شريف إلى إقامة علاقات أوثق مع خصمه اللدود الهند، على سبيل المثال، فإن الجيش الباكستاني يتخذ تقليديا موقفا أكثر صرامة.

في الوقت نفسه، تصاعد العنف المتطرف في باكستان منذ عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان في عام 2021. وقد نفذت حركة طالبان الباكستانية، هجمات إرهابية بالبلاد.

وقد أدى ذلك إلى تأجيج التوترات بين باكستان وأفغانستان، حيث اتهم المسؤولون الباكستانيون حركة طالبان بتوفير ملاذ آمن لطالبان الباكستانية على الأراضي الأفغانية، وهو ما ينفيه مسؤولو طالبان. 

وبدا أن هذه التوترات تصاعدت خلال العام الماضي عندما أمرت باكستان جميع الأجانب غير المسجلين بمغادرة البلاد بحلول الأول من نوفمبر، وهي خطوة أثرت في المقام الأول على الأفغان.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: رئیس الوزراء فی باکستان نواز شریف عمران خان

إقرأ أيضاً:

من التضخم إلى البتكوين.. هذه أبرز القوى الاقتصادية التي شكلت 2024

أثرت العديد القوى والعوامل على الاقتصاد والأعمال في عام 2024، مثل خفض أسعار الفائدة، وارتفاعات سوق الأسهم، وتهديدات التعريفات الجمركية من قبل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير ترجمته "عربي 21"، إنه من المتوقع أن ينهي الاقتصاد سنة 2024 في وضع مستقر، مع انخفاض التضخم ونمو اقتصادي قوي، خاصة في الولايات المتحدة، وذلك رغم الحملة الانتخابية الأمريكية المضطربة والصراعات العالمية المتصاعدة.

وأضافت أنه رغم ذلك لا تزال التوقعات لسنة 2025 غامضة بسبب تأثير تغييرات سياسة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.

أرقام قياسية 
في نهاية سنة 2023، كان مؤشر "إس آند بي 500" يتجه نحو تسجيل رقم قياسي جديد، وفي كانون الثاني/ يناير، وصل أخيرًا إلى هذا الارتفاع، مدفوعًا جزئيًا بأسهم شركات التكنولوجيا "السبعة الرائعة" وهي: "ألفابت، وأمازون، وآبل، وميتا، ومايكروسوفت، وإنفيديا، وتسلا"، ومع استمرار السوق الصاعدة، أصبحت الارتفاعات في سوق الأسهم أمرًا شائعا.

حقق مؤشر "إس آند بي" 500 إلى مستوى قياسي مرتفع 57 مرة في سنة 2024، مع بعض الارتفاعات الكبيرة خصوصًا بعد الانتخابات، رغم أن الارتفاع قد تباطأ في الأسابيع الأخيرة.

عام من تخفيضات أسعار الفائدة
وأشارت الصحيفة إلى أن التباطؤ العالمي ساعد في التضخم، ومعه التوقعات بتخفيف السياسة النقدية، في تعزيز سوق الأسهم الرائجة.

وذكرت أن سياسة التشديد النقدي كانت هي السائدة في معظم الاقتصادات الكبرى على مدار السنتين الماضيتين، حيث رفع محافظو البنوك المركزية أسعار الفائدة لكبح التضخم المتصاعد. وفي صيف وخريف هذه السنة، بدأت العديد من الاقتصادات المتقدمة في خفض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ الجائحة.


وفي سبتمبر/أيلول الماضي، اتبع بنك الاحتياطي الفيدرالي نفس النهج بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة، وهي خطوة كبيرة غير معتادة وإشارة واضحة إلى أنهم يحوّلون اهتمامهم من مكافحة التضخم إلى حماية سوق العمل.

ومع تحسن الظروف الاقتصادية في الولايات المتحدة، انخفضت أسعار الفائدة لدى الاحتياطي الفيدرالي أيضًا.

وأفادت الصحيفة بأن التحركات الأخيرة للاحتياطي الفيدرالي أوضحت أن مخاطر التضخم عادت، وفي 18 كانون الأول/ ديسمبر، أعلن عن خفض ثالث للفائدة هذه السنة بمقدار ربع نقطة، لكنه قلل من التوقعات بتخفيضات إضافية، مشيرًا إلى أنه قد يتم خفض الفائدة مرتين فقط حتى نهاية 2025.

ويعتقد مسؤول واحد فقط من الاحتياطي الفدرالي أن أسعار الفائدة ستبقى على حالها السنة المقبلة، بينما يتوقع آخرون إجراء تخفيضات.

وأدى هذا الإعلان، مع نطاق عدم اليقين في توقعات الاحتياطي الفيدرالي، حيث يتوقع أحد مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي عدم إجراء أي تخفيضات على الإطلاق السنة المقبلة، بينما يتوقع مسؤول آخر خمسة تخفيضات، إلى تراجع الأسواق.

السندات تروي قصة أقل تفاؤلاً
وعلى خلفية أخبار الاحتياطي الفيدرالي، ارتفعت عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى لها منذ أيار/ مايو.

وبينت الصحيفة أن عوائد سندات الخزانة ارتفعت في أيلول/ سبتمبر وأوائل تشرين الثاني/ نوفمبر، حتى بعد بدء الاحتياطي الفيدرالي في خفض الفائدة وارتفاع الأسهم بعد فوز ترامب. كما ارتفع متوسط سعر الفائدة على الرهن العقاري لمدة 30 سنة، مما يبدو متناقضًا مع تخفيضات الفائدة.

ويشير ارتفاع العوائد طويلة الأجل إلى أن وول ستريت لا تزال غير متأكدة من استمرار حالة عدم اليقين في ظل تخفيضات الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة.

ويفكر المستثمرون في الأصول مثل سندات الخزانة لأجل 10 سنوات فيما سيحدث للنمو والتضخم على مدى شهور أو سنوات، وقد يشير ارتفاع العوائد إلى أن المستثمرين يتوقعون ارتفاع التضخم في المستقبل بالنسبة للاستثمارات طويلة الأجل.

وذكرت الصحيفة أن بعض العوامل التي أدت إلى ارتفاع الأسهم بعد فوز ترامب، مثل خفض الضرائب، وإلغاء اللوائح التنظيمية، والإنفاق الحكومي، قد تشكل مصدر قلق لمستثمري السندات، الذين يخشون أن تؤدي خطط ترامب الاقتصادية إلى زيادة العجز الفيدرالي والتضخم.

تهديدات ترامب بالتعريفات الجمركية
وخلال موسم الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية، عبّر كلا المرشحين عن دعمهما للتعريفات الجمركية كأداة أساسية لحماية الشركات الأمريكية من المنافسين الصينيين والعالميين الآخرين.

وأضافت الصحيفة أن ترامب أعلن، بعد أسابيع قليلة من فوزه بالانتخابات، أنه سيفرض تعريفات جمركية على المنتجات القادمة من كندا والمكسيك والصين في أول يوم له في المنصب، وخلال ولايته الأولى، فرض ترامب تعريفات جمركية على بعض الواردات، خصوصًا تلك القادمة من الصين، مما أدى إلى انخفاض حصتها من الواردات.

وقد تؤدي التعريفات الجمركية الشاملة إلى اندلاع حرب تجارية إذا ردت الدول بفرض تعريفات جمركية مماثلة، وأظهرت الدراسات أن تكلفة التعريفات الجمركية غالبًا ما يتم تمريرها إلى المستهلكين الأمريكيين، مما يؤدي إلى ارتفاع التضخم.

آفاق اقتصادية منقسمة
ويرى الديمقراطيون والجمهوريون آثار سياسات ترامب المحتملة بشكل مختلف، فقد ارتفعت مشاعر المستهلكين بين الجمهوريين بعد يوم الانتخابات، وفقًا لاستطلاع رأي المستهلكين الذي أجرته جامعة ميشيغان. بينما انخفضت لدى الديمقراطيين.

ونقلت الصحيفة عن جوان و. شو، مديرة استطلاع جامعة ميشيغان، قولها: "أعرب الديمقراطيون عن قلقهم من أن التغييرات السياسية المتوقعة، خاصة زيادة التعريفات الجمركية، ستؤدي إلى عودة التضخم، بينما توقع الجمهوريون أن الرئيس المقبل سيؤدي إلى تباطؤ كبير في التضخم".

عودة البتكوين
وقالت الصحيفة إن ازدهار العملات المشفرة كان مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بفوز ترامب، فخلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بجعل الولايات المتحدة "عاصمة العملات المشفرة في العالم"، وفي اليوم الذي تلاه فوزه، ارتفعت قيمة بيتكوين إلى مستوى قياسي.

ويأتي هذا بينما قفزت أسعار بيتكوين بشكل هائل في الأشهر الأخيرة.


وفي وقت سابق من هذا الشهر، ارتفع سعر بيتكوين الواحد إلى 100 ألف دولار لأول مرة، وهو تحول مذهل بعد أن انخفض سعره إلى أقل من 17 ألف دولار في 2022 بعد انهيار بورصة "إف تي إكس" للعملات المشفرة.

لكن، مثل سوق الأسهم، تتسم البتكوين بالتقلب، مما يجعلها أكثر من مجرد أداة مضاربة أكثر من كونها عملة، وبعد أن سجلت أعلى مستوى لها فوق 108 ألف دولار هذا الأسبوع، انخفضت إلى أقل من 100 ألف دولار. 

وقال جاي باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي: "إنها ليست منافسًا للدولار، بل للذهب".

النمو الفلكي لشركة إنفيديا
وأشارت الصحيفة إلى أن شركة إنفيديا، التي أصبحت هذه السنة الأكثر قيمة في العالم لفترة قصيرة، ستستفيد أيضًا من ازدهار العملات المشفرة، حيث تُستخدم شرائحها في ألعاب الفيديو وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وكذلك في تعدين العملات المشفرة.

وكانت إنفيديا من أفضل الشركات أداءً في السوق.

وقالت الصحيفة أن إنفيديا سجلت أكبر نمو، حيث ارتفعت أسهمها بنحو 800 بالمئة منذ بداية سنة 2023، وفي مؤشر آخر على ازدهار الذكاء الاصطناعي، بلغت شركة "برودكوم"، وهي شركة تصنيع شرائح أخرى، قيمتها السوقية تريليون دولار في وقت سابق من هذا الشهر.

ورغم ذلك، انخفضت أسهم إنفيديا في الأسابيع الأخيرة بعد فتح السلطات الصينية تحقيقًا لمكافحة الاحتكار ضدها.

مستقبل عقد الصفقات
في سنة 2023، انخفضت صفقات الاندماج والاستحواذ العالمية إلى أدنى مستوى لها منذ 10 سنوات، مما يعكس القلق بشأن الاقتصاد العالمي والتوترات الجيوسياسية، فضلاً عن عدم اليقين قبيل الانتخابات في العديد من البلدان.


واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن صانعي الصفقات في الولايات المتحدة يأملون أن تكون إدارة ترامب الثانية مفيدة لعمليات الاندماج، خاصة مع توقع تساهل رئيس لجنة التجارة الفيدرالية الجديد، أندرو فيرغسون، مع عمليات الاندماج مقارنةً برئيسة اللجنة الحالية، لينا خان. 

وتعهد فيرغسون أيضًا بمكافحة هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى، وقد تبقى أسعار الفائدة مرتفعة مع استمرار الغموض حول مقترحات ترامب الاقتصادية، فهل انتهت حقبة الاندماجات الكبرى أم ستعود بقوة؟

مقالات مشابهة

  • انتخابات غيرت خريطة السياسة العالمية في 2024.. أبرزها وصول ترامب للبيت الأبيض
  • شريف منير: المزيكا تساعدني في الأعمال التي أقدمها في التمثيل
  • استشاري: “الحمام المغربي” يضر البشرة.. ويجب الابتعاد عن الصابون الذي يقتل 99% من الجراثيم
  • “التجارة”: فوز 4 مترشحين بينهم سيدة أعمال في انتخابات غرفة ينبع
  • من التضخم إلى البيتكوين.. هذه أبرز القوى الاقتصادية التي شكلت 2024
  • من التضخم إلى البتكوين.. هذه أبرز القوى الاقتصادية التي شكلت 2024
  • الموسوي من حورتعلا: ثبات المقاومة مع الجيش والشعب هو الذي يقدم الحماية
  • الحكومة الباكستانية تتعهد باستئصال الإرهاب من البلاد
  • معاوية عوض الله: العقوبات التي تصدر تجاه قادة الجيش لن تزيدنا إلا قوة وصلابة
  • في عكّار.. ما الذي ضبطه الجيش؟