كيف حققت السعودية هدف 100 مليون زائر في 2023؟
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات :
أثارت تصريحات أحمد الخطيب وزير السياحة السعودي، حول تحقيق المملكة مستهدفات «رؤية 2030» بتجاوز عدد الزوار حاجز 100 مليون خلال العام الماضي، تساؤلات بشأن المسار الذي تم سلوكه للوصول إلى هذا الهدف.
يقول خبراء لـ«الشرق الأوسط» إن المملكة استطاعت الوصول إلى هذا المستهدف من خلال التشريعات والأنظمة الجديدة والتسهيلات التي ساهمت في استقبال عدد كبير من الزوار خلال 2023.
كان الخطيب، الذي كشف عن بلوغ هذا المستهدف خلال منتدى «صندوق الاستثمارات العامة والقطاع الخاص»، الثلاثاء في الرياض، قد أعلن أيضاً أن استراتيجية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وضعت مستهدفاً جديداً للوصول إلى 150 مليون زائر.
وقال المختص بالإعلام السياحي محمد آل عبد الكريم خلال حديثه إلى «الشرق الأوسط»، إن السعودية حققت هذه القفزة الكبيرة والتنموية في عدد الزوار والسياح من خلال خططها في السنوات الأخيرة لتمكين القطاع عبر برامج «رؤية 2030» التي انعكست على مستهدفات برنامج جودة الحياة.
وأبان أن مبادرات البرنامج أسهمت في زيادة فرص التسويق للمملكة كوجهة سياحية، كما لعبت الفعاليات الترفيهية والرياضية دوراً كبيراً في زيادة الطلب على التأشيرات الإلكترونية.
وأضاف آل عبد الكريم أن تلك الفعاليات رافقتها تسهيلات كبيرة في استخراج التأشيرات، مما أسهم في زيادة الزوار القادمين من خارج المملكة ومنها على سبيل المثال تأشيرات المقيمين في دول الخليج، والحاصلين على تأشيرة من أميركا أو المملكة المتحدة أو إحدى دول اتفاقية «شنغن»، إضافةً إلى تسهيل إجراءات قدوم المعتمرين من خارج الدولة.
وأشار إلى استثمار المملكة في كثير من مشاريع وفعاليات الجذب السياحي كالفعاليات الرياضية واستضافة أهم البطولات الدولية في كرة القدم وسباقات السيارات والرياضات المختلفة، إضافةً إلى استثمارها في البينة التحتية الترفيهية والسياحية في العاصمة الرياض، مما أسهم في الجذب السياحي للمدينة وجعلها وجهة سياحية ترفيهية مستدامة طوال العام.
من جانبه، رأى الخبير السياحي علي الزويد، أن أبرز الأسباب التي أسهمت في تحقيق هدف 100 مليون سائح خلال عام، تكمن فيما شهده القطاع من ثورة حقيقية، «قد تكون الأكبر عالمياً»، وبدأت معالمها مع انطلاق «رؤية 2030».
وأفاد علي الزويد لـ«الشرق الأوسط» بأن القطاع شهد حراكاً قوياً بدءاً من التنظيمات والتشريعات وإطلاق التأشيرات السياحية وتنظيم القطاع ومنشآته، وإنشاء وزارة وهيئة لمتابعة القطاع ورفع كفاءته وجودة منشآته، بالإضافة إلى إطلاق الهيئة العامة للترفيه والمواسم الترفيهية في المدن الكبرى والاستفادة مما تمتلكه كل منطقة من مقومات سياحية.
وتابع الزويد أن تقارير منظمة السياحة العالمية تؤكد المساهمة الكبيرة للقطاع في المملكة، في تعزيز النمو العالمي، مؤكداً في الوقت ذاته أن السعودية تتصدر دول مجموعة العشرين في نسبة نمو عدد السياح الوافدين خلال 2023، كما حلّت في المركز الثاني ضمن أسرع الوجهات نمواً في العالم للأرباع الثلاثة الأولى من العام الماضي.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
جامع الشيخ زايد الكبير.. وجهة عالمية تستقطب 6 ملايين زائر سنويًا
شارك مركز جامع الشيخ زايد الكبير، في فعاليات القمة العالمية للحكومات 2025، بورقة عمل بعنوان “جامع الشيخ زايد الكبير.. مكان للجميع، الإبداع في مجالات متخصصة”، قدمها سعادة الدكتور يوسف العبيدلي، مدير عام المركز، بحضور عدد من القيادات ومتخذي القرار والمثقفين والإعلاميين والمتخصصين من أنحاء العالم المختلفة.
واستعرض سعادته خلال الورقة، مسيرة عمل المركز وإستراتيجيته في تجسيد رسالة الجامع الحضارية العالمية، حيث استقبل ما يقارب 6 ملايين زائر سنويًا، بلغت نسبة الزوار من خارج الدولة منهم 85%، ما جعله وجهة عالمية بارزة على خريطة السياحة الدينية والثقافية.
وأشار إلى أن الجامع حصل على مراكز متقدمة وفق تصنيفات “تريب أدفايزر” العالمية لسنوات عدة؛ إذ عبر زواره عن مستوى عالٍ من الرضا تجاه جودة الخدمات المقدمة.
وأشار سعادته إلى التكريمات التي حظي بها المركز، ومن بينها جائزة “أوائل الإمارات”، وجائزة “رواد التواصل الاجتماعي العرب – فئة التسامح”، تقديرًا لدوره في نشر مفاهيم التعايش والسلام.
وأكد أن هذه الإنجازات تعكس الرؤية الاستشرافية لدولة الإمارات المستمدة من إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه؛ إذ بُني الجامع ليكون منصة للتواصل الحضاري وقيم التسامح، وهو ما يتجلى في تصميمه الذي يجمع بين فنون معمارية من الحضارات المختلفة.
واستعرض سعادته البرامج الثقافية التي يقدمها المركز، ومنها برنامج “الشباب الباني”، الذي يضم مبادرات مثل “ابن الدار” ودليل المستقبل والجلسات الشبابية، إلى جانب تنظيم جولات ثقافية بلغات عدة، بلغت 5400 جولة سنويًا، وخدمات مثل الجولات الليلية وتجربة “ضياء التفاعلية”.
وسلط الضوء على جائزة “فضاءات من نور”، التي بلغت قيمتها 850 ألف درهم، وشارك فيها 9419 مصورًا من 70 دولة، قدموا 30 ألف صورة خلال مواسمها الثمانية، ما يعكس التنوع الثقافي والتبادل الحضاري الذي يسعى إليه الجامع.
وعن نجاحات المركز، استعرض الدكتور العبيدلي مشروع “رمضان في الجامع”، الذي يستقبل أكثر من مليون و800 ألف زائر سنويًا، ويوزع حوالي مليونين و150 ألف وجبة إفطار، إضافة إلى تنظيم الفعاليات الدينية والثقافية خلال الشهر الكريم، مثل فعالية مدفع رمضان ومحاضرات ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة.
وأشار إلى إستراتيجية المركز في الانتشار العالمي، من خلال مشاركته في معارض عالمية مثل “بورصة السفر الآسيوي في سنغافورة”، وسوق السفر العالمي في لندن، ومعرض الاستثمار والتجارة الدولي في الصين، إضافة إلى عرض مجسم الجامع في أكثر من 20 سفارة ومؤسسة ثقافية حول العالم.
وأكد سعادته أن تجربة الزوار المتنوعة، التي تمتد إلى 6 ساعات في المتوسط، تعكس مستوى الخدمات المقدمة، حيث يدير المركز 515 متخصصًا يعملون على مدار الساعة، بمعدل مليون و179 ألفا و400 ساعة عمل سنويًا، ويشرفون على شبكة أنفاق بطول 1150 مترًا، و43 سلمًا ومصعدًا كهربائيًا، ونظام إضاءة يضم 50 ألف وحدة، إضافة إلى تشغيل منظومة نقل تسير لمسافة 226 ألف كيلومتر سنويًا، ما يعادل خمس دورات حول الكرة الأرضية.وام