ذكرت صحيفة فاينينشال تايمز البريطانية، أن الحرب المستمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ نحو 5 أشهر لم تؤثر على العلاقات التجارية بين إسرائيل والإمارات.

وقالت الصحيفة إن رائد الأعمال الإسرائيلي رون دانيال غادر إمارة دبي، التي عاش فيها منذ عام 2021؛ خوفاً من أن يكون "جالساً فوق بركان"، وتأثير حرب غزة على العلاقات التجارية بين أبوظبي وتل أبيب.

لكن الرئيس التنفيذي لشركة Liquidity Group، المتخصصة في إدارة الأصول والتكنولوجيا المالية، عاد مرة أخرى إلى الإمارات بعد شهر من مغادرته، بعد أن اتخذ قراراً بأن هذه المخاوف كانت "في أغلب الأحوال في ذهنه" وحسب.

ويعد دانيال واحداً ضمن مجموعة صغيرة من الإسرائيليين الذين يعيشون في الإمارات ويعملون فيها، منذ تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل أربع سنوات.

ويعكس قراره العودة إلى الدولة الخليجية الآمال التي يحملها رجال الأعمال الإسرائيليون بأن تطبيع العلاقات الذي أُبرم بوساطة أمريكية بين إسرائيل والإمارات وثلاث دول عربية أخرى -والذي أتاح لهم السعي علناً لإبرام صفقات في الشرق الأوسط- قادرٌ على أن يصمد أمام الغضب والألم اللذين خلفتهما الحرب التي تشنها إسرائيل ضد غزة.

وقال دانيال: "بقي السلام، وبقيت المصالح، وبقيت الصداقات"، مضيفاً أنه برغم أن الأمر كان "غريباً ومحرجاً" مع الأصدقاء الإماراتيين في البداية، صار بسرعة كبيرة كما لو أنه "لا علاقة له بنا".

اقرأ أيضاً

خط إمداد بري يمر بالإمارات والسعودية لإنقاذ إسرائيل من حصار الحوثيين

وأدانت الإمارات، مثل الدول العربية الأخرى، الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي ضد غزة، والذي أغضب الإماراتيين وقطاعاً كبيراً من السكان المغتربين الذين يشكلون غالبية سكان البلاد.

"لكن الغضب والألم جرى احتواؤهما ليقتصرا على المحادثات الخاصة في هذه الدولة الاستبدادية، حيث تُحظر الاحتجاجات. أدى هذا إلى غياب التظاهرات واسعة النطاق دعماً للفلسطينيين، التي شوهدت في أنحاء المنطقة وفي مناطق أخرى من العالم. وحذرت السلطات كذلك من إظهار الدعم الصريح للفلسطينيين"، وفقاً للصحيفة.

وصرح القادة الإماراتيون بالتزامهم تجاه الاتفاقية مع إسرائيل، التي تُعرف بـ"الاتفاقيات الإبراهيمية"، برغم مخاوفهم المتعلقة بالحرب التي تشنها إسرائيل ضد القطاع.

كانت غالبية الأعمال التي أعقبت اتفاقية التطبيع بين البلدين، تُنفذ مع كيانات منتمية إلى الدولة، لا سيما الكيانات الموجودة في أبوظبي، العاصمة الإماراتية الغنية بالنفط، التي قادت صفقة التطبيع.

حتى قبل الحرب، كان استغلال المكاتب العائلية الخاصة في الإمارات أصعب مما توقع رواد الأعمال الإسرائيليون، الذين أرادوا استخدام الاتفاقيات الإبراهيمية لكسب موطئ قدم إقليمي لهم والوصول إلى المستثمرين الخليجيين أصحاب الثروات.

العواصف مرتفعة

قال إيلي وورتمان، الشريك المؤسس لشركة PICO Venture Partners في القدس، إنه كانت هناك فكرة تفيد بأن "رواد الأعمال الإسرائيليين سوف يصلون، ويجمعون كثيراً من رؤوس الأموال ويعودون. (لكن) تلك ليست الطريقة التي تدور بها الأعمال هناك".

تسببت الحرب التي تشنها إسرائيل ضد غزة في تهدئة فورة الآفاق الوليدة للشركات الإماراتية الخاصة، التي تبرم صفقات مع الشركات الإسرائيلية؛ وذلك بسبب الغضب الشديد بين عائلات التجار بسبب الدمار في غزة؛ إذ إن كثيراً من هؤلاء كانوا حذرين بالفعل من التعامل مع الإسرائيليين.

وقال مسؤول تنفيذي إماراتي: "سواء كانت العلاقة تجارية بين أبوظبي وتل أبيب، سوف يفكر كل شخص هنا مرتين".

وأضاف: "إذا كان لدي أعمال مع شركة إسرائيلية فسوف أوقفها فوراً. العواطف مرتفعة للغاية".

وانطوت غالبية الصفقات الكبيرة هنا على الشركات المرتبطة بالدولة في أبوظبي.

كانت شركة المجموعة 42، وهي شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي مقرها بأبوظبي ويرأسها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن القومي النافذ، أول شركة إماراتية تفتح مكتباً لها في إسرائيل.

واستثمرت شركة مبادلة للاستثمار المملوكة لحكومة إمارة أبوظبي، مليار دولار في حقل غاز إسرائيلي، و100 مليون دولار في رأس المال الاستثماري والشركات الناشئة بإسرائيل.

وحتى لو كان هناك تباطؤ مشهود في العلاقات التجارية بين أبوظبي والإمارات من جانب بعض الأعمال، ثمة إشارات على مضي الأمور قدماً في الجوانب الأخرى.

وقالت الباحثة البارزة المستقرة بإسرائيل، يويل مارك، الشهر الماضي، إنها كانت تمضي قدماً في افتتاح فرع بمدينة حيفا لمعهد الابتكار التكنولوجي بأبوظبي، المعروف بنموذجه اللغوي الضخم "فالكون".

وقال المعهد إنه رسخ أقدامه بإسرائيل في العام الماضي، وإن يويل "كانت في عملية تعيين معنا منذ صيف عام 2023″، أي قبل بداية الحرب، وإنها الآن "قد انضمت إلينا".

أكثر الأماكن أمانا

واستمرت شركات الطيران بالدولة الخليجية في تقديم رحلاتها إلى تل أبيب، حتى في الوقت الذي ألغت فيه كثير من شركات الطيران رحلاتها إلى هناك، مما يؤكد المصالح المتمثلة في المحافظة على العلاقة مع إسرائيل.

وقالت نوا جاستفروند، الشريكة المؤسسة لمنتدى الأعمال الإسرائيلي الإماراتي UAE-IL Tech zone: "منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ربما لم تعد الاتفاقيات الإبراهيمية في مرحلة شهر العسل، ولكنها لا تزال مستقبلنا".

اقرأ أيضاً

وزيرة إسرائيلية: نلتف على هجمات الحوثيين بنقل البضائع عبر الإمارات

وجرت إعادة تسمية المنتدى ليصير ببساطة Tech Zone (بعد حذف المقطع الأول من الاسم الذي يشير إلى الإمارات وإسرائيل)، وذلك "في ضوء الحساسيات والحاجة إلى أوجه التعاون بالمنطقة الأوسع".

وقال أريك شتيلمان، الرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا المالية الإسرائيلية Rapyd، التي لديها نحو 100 موظف في الإمارات، إن تأثير الحرب على الأعمال كان "غير موجود حرفياً".

فيما أشار وورتمان، من شركة PICO Venture Partners، إلى أن أحد الجوانب الحاسمة أن الإسرائيليين لا يزالون يشعرون بالترحاب هنا في الدولة الخليجية.

وأوضح: "إنها أحد أكثر الأماكن أماناً في العالم اليوم بالنسبة للإسرائيليين".

اقرأ أيضاً

ارتفاع صادرات إسرائيل لـ5 دول عربية في 2023 أبرزها الإمارات والمغرب

المصدر | متابعات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إمارات إسرائيل حرب غزة العلاقات التجاریة بین التی تشنها إسرائیل بین أبوظبی

إقرأ أيضاً:

خالد بن محمد بن زايد يزور مكاتب التداول التابعة لمجموعة أدنوك ويلتقي عدداً من خريجي “أكاديمية أدنوك للتجارة والتداول”

زار سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، مكاتب التداول التابعة لمجموعة أدنوك في سوق أبوظبي العالمي، حيث اطّلع على أبرز إنجازات شركتَي “أدنوك التجارية” و”أدنوك للتجارة العالمية”.

والتقى سموّه، خلال الزيارة، عدداً من خريجي “أكاديمية أدنوك للتجارة والتداول”، الذين يسهمون في خلق إيرادات جديدة من خلال دعم جهود “أدنوك” الهادفة إلى التوسُّع في أسواق الطاقة الجديدة، مؤكِّداً دور الشركتين في ترسيخ مكانة أبوظبي مركزاً عالمياً للتداول، وتعزيز نموّ دولة الإمارات في أسواق الطاقة الجديدة، وتنويع الاقتصاد لدفع عجلة التنمية المستدامة في إمارة أبوظبي ودولة الإمارات.

واطّلع سموّه على إنجازات شركتَي “أدنوك التجارية” و”أدنوك للتجارة العالمية” على صعيد رفد الكفاءات والكوادر الوطنية بالمهارات والخبرات التي تؤهلهم للعمل في أسواق التداول العالمية، مؤكِّداً اهتمام القيادة الرشيدة بدعم المواهب الإماراتية الشابة باعتبارهم الثروة الحقيقية لمسيرة التنمية الوطنية، وحرصها على إعطاء الأولوية للاستثمار في تنمية مهاراتهم وكفاءاتهم في المجالات الاستراتيجية الرئيسية؛ للإسهام في تعزيز جهود التنمية المستدامة في دولة الإمارات مستقبلاً.

وكانت مجموعة أدنوك قد أطلقت شركتَي “أدنوك التجارية” و”أدنوك للتجارة العالمية” خلال عام 2020، للإسهام في خلق إيرادات جديدة؛ كما وسَّعت المجموعة نشاطات مكاتب التداول التابعة لها لتشمل المنتجات المكررة مثل البنزين ووقود الطائرات والديزل والنافتا، والنفط الخام، والغاز البترولي المسال، والغاز الطبيعي المسال، والوقود الحيوي، والكبريت، والكربون؛ بهدف دعم النموّ الاقتصادي في دولة الإمارات وتعزيز حضورها في أسواق الطاقات الجديدة.

ويعمل في “أدنوك التجارية” و”أدنوك للتجارة العالمية” أكثر من 100 متداول إماراتي، فيما يشارك عدد إضافي من المواطنين حالياً في دورات تدريبية في مجال التجارة والتداول في “أكاديمية أدنوك للتجارة والتداول”. وتتولى الكوادر الإماراتية مهام ومسؤوليات التداول الأساسية، التي تشمل عقود التأجير، وتداول أدوات التحوّط من المخاطر، وعقود النفط الخاصة بطرف ثالث، والأدوات المالية المشتقة.

واعتمد سموّه خطط توسعة أعمال ونشاطات “أدنوك” في مجالات التداول والتجارة، للإسهام في دعم أمن الطاقة العالمي، وترسيخ مكانة دولة الإمارات مساهماً رئيسياً في تجارة وتداول منتجات الطاقة على المستوى الدولي. وكانت “أدنوك” قد أسَّست مكتباً للتجارة والتداول في سنغافورة، وتخطط لتوسعة عملياتها التجارية عبر تأسيس مكاتب أخرى في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

وتستفيد كلٌّ من “أدنوك التجارية” و”أدنوك للتجارة العالمية” من تطبيقات وحلول الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في إدارة المخاطر، وخلق القيمة، وضمان الدقة بنسبة 100% في عمليات التجارة والتداول التي تتم مع الأطراف الأخرى. وتختص “أدنوك للتجارة العالمية” بتداول المنتجات المكررة من “أدنوك” ومصادر أخرى، بينما ينصب تركيز “أدنوك التجارية” على تجارة وتداول النفط الخام والغاز الطبيعي المسال في “بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة”، وهي بورصة مستقلة للعقود الآجلة يتم من خلالها تداول مشتقات العقود الآجلة لخام “مربان”.


مقالات مشابهة

  • نائب نصر الله يمنح تل أبيب سبيلا وحيدا يضمن وقف حزب الله عملياته ضد إسرائيل ويمنع الحرب الشاملة
  • نيويورك تايمز: إسرائيل تريد وقف الحرب حتى لو بقيت حماس
  • خالد بن محمد بن زايد: المواهب الإماراتية الثروة الحقيقية لمسيرة التنمية الوطنية
  • غرفة القاهرة تنظم منتدى الأعمال المصري اليوناني لزيادة التبادل الاستثماري المشترك
  • فيديو | خالد بن محمد بن زايد يعتمد خطط توسعة أعمال ونشاطات «أدنوك»
  • خالد بن محمد بن زايد يزور مكاتب التداول التابعة لمجموعة أدنوك ويلتقي عدداً من خريجي “أكاديمية أدنوك للتجارة والتداول”
  • غرفة القاهرة تنظم منتدى الأعمال المصري اليوناني لزيادة التبادل التجاري والاستثماري المشترك
  • رئيس «غرفة القاهرة»: منتدى الأعمال المصري - اليوناني فرصة لدعم العلاقات الاقتصادية
  • السلطات الإسرائيلية تتحرك بعد تهديد شرطي باغتصاب والدة متظاهر خلال احتجاجات في تل أبيب (صورة)
  • "نيويورك تايمز": غالانت غير رأيه بشأن جبهة الشمال مع "حزب الله"