أظهر استطلاع رأي تراجع تأييد حزب العمال من المسلمين البريطانيين، بسبب تعامل الحزب، وزعيمه كير ستارمر مع الحرب الإسرائيلية الدائرة في غزة منذ نحو 5 شهور.

وبحسب الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة سورفيشن، ونشرته صحيفة " الإندبندنت" فقد انخفضت نسبة المسلمين الذين يدعمون الحزب من 80 إلى 60%، وإذا تم احتساب نسبة المصوتين الذين لم يحسموا أمرهم بعد، فإن نسبة التأييد ستهبط إلى 43%.

وبحسب شبكة المسلمين العمال التي أشرفت على الاستطلاع، فإن الاستطلاع الجديد يمثل "نقطة تحول" بالنسبة للمصوتين المسلمين الذين يشكلون عادة قاعدة صلبة للحزب.

وقالت الشبكة في بيان: "المصوتون المسلمون كانوا يشاهدون والآن يرسلون رسالة واضحة بأنهم لن يدعموا أي حزب سياسي لا يعارض بقوة الجرائم المرتكبة ضد السكان في غزة".

وتابعت الشبكة أن "قيادة العمال يجب أن تغير المسارات الآن، أو أن تخاطر بخسارة دعم المجتمع المسلم لأجيال".

من جهته قال النائب المسلم خالد محمود، وهو نائب عمالي عن برمنغهام، إن موقف الحزب بشأن وقف إطلاق النار في غزة تسبب بغضب كبير بين ناخبيه، مضيفا: "لم أرَ من قبل هذا الكم من الإيميلات التي تصل إلى بريدي".

اقرأ أيضاً

المحكمة الجنائية.. إجراء تحقيقات نشطة بشأن جرائم حرب في غزة

دعم إسرائيل

ويُشار إلى أن ستارمر (رئيس الحزب) كان قد اتخذ مواقف داعمة للعدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، بما في ذلك الحصار الشامل على غزة، وقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء عن السكان، وهو ما اعتبره حقوقيون تواطؤا مع جرائم الحرب ضد المدنيين في غزة.

كما يرفض ستارمر الضغوط المكثفة من داخل حزبه، خصوصا من جانب الأعضاء المسلمين في الحزب، لتبني الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة، مكررًا موقف حزب المحافظين الحاكم بشأن ضرب قدرات حماس أولا.

اقرأ أيضاً

تداعيات العدوان على غزة.. لهذا تعتبر القاهرة تطورات الحرب تهديدا وجوديا

وشهد الحزب استقالات عديدة احتجاجا على موقف الحزب، كما واجه ستارمر تمردا من أعضاء في الصف الأمامي في البرلمان خلال تصويت على دعوة لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، كما قام بتجميد عضوية نائبة بسبب إشارتها إلى "الإبادة الجماعية" في غزة.

وزار ستارمر مركزا إسلاميا في ويلز، في تشرين الأول/ أكتوبر، في محاولة لاسترضاء المسلمين، لكن الزيارة أثارت غضبهم ما دفع المركز لتقديم اعتذاراته.

الحزب والإسلاموفوبيا

وقال العضو المسلم في حزب العمال ميش رحمن، إن هناك عوامل أخرى تسهم في خسارة دعم المسلمين للحزب، وتابع: "هذه النتائج مقلقة للغاية لكنها غير مفاجئة، فعلى مدى أشهر شعرت بالقلق؛ بسبب نية قيادة الحزب للتعامي عن الإسلاموفوبيا داخل الحزب".

وأضاف: "وبغض النظر عن عدم احترامها (قيادة الحزب) بشكل كامل لأرواح الفلسطينيين، فإنه مع إساءة معاملة النواب المسلمين مثل أبسانا بيجوم وزارا سلطانة، أو رفض التعامل مع المتعصبين في صفوف (الحزب)، فمن الواضح أن القيادة لا تأخذ هذه القضية بجدية".

وكانت بيجوم، وهي أول نائبة محجبة في البرلمان البريطاني، قد انتقدت قيادة الحزب بسبب التأخير في التحقيق الداخلي حول شكواها من تعرضها للمضايقات على يد زوجها السابق، وهو عضو محلي في الحزب. واتهمت بيجوم الحزب بالفشل في القيام بواجبه في الاهتمام، وهي تنتظر نتائج التحقيق منذ ثلاث سنوات.

وقالت بيجوم أيضا إنها واجهت حملة إساءات مدفوعة بالإسلاموفوبيا، بينها تهديدات بالقتل، فيما وصفت شبكة المسلمين العمال طريقة معاملة بيجوم بـ"الفضيحة".

وكانت النائبة زارا سلطانة قد دعت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي؛ للتحقيق في الإسلاموفوبيا داخل الحزب، لكن لم تتم الاستجابة لمطلبها مثلما تم تجاهل المطالب السابقة بهذا الصدد.

اقرأ أيضاً

حرب غزة: الاحتلال يرتكب مجازر في رفح ويتكبد خسائر على يد المقاومة

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حزب العمال البريطاني بريطانيا فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل لن تنسحب ولا تمديد لاتفاق وقف النار بل أمر واقع!

كتبت سابين عويس في"النهار": تتسارع الاتصالات والمشاورات السياسية في سباق مع الوقت نحو إنجاز سريع لعملية تأليف الحكومة، كما وعد الرئيس المكلف نواف سلام، الذي قال إنه سيعمل ٢٤ ساعة من ٢٤ و٧ أيام من ٧ لهذه الغاية، في مسعى لتجاوز قطوع انتهاء مهلة الستين يوماً على اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل مطلع الأسبوع المقبل، وتحديداً في السابع والعشرين من الشهر الجاري، نظراً إلى الأهمية القصوى المعلقة على وجود حكومة تواكب هذا الموعد، وتسحب من يد إسرائيل ذريعة تمديد مهلة بقائها في الأراضي اللبنانية التي تربطها بعدم جهوز الجيش للانتشار في مواقع الاحتلال في القرى والبلدات الجنوبية. 
 
فإسرائيل لا تفوت مناسبة للإعلان عن نيتها تمديد فترة احتلالها لما بعد السابع والعشرين من كانون الثاني الجاري، كما أنها لا تضيّع لحظة لاستكمال عملياتها في إطار البحث عن مستودعات أسلحة وذخائر لـ"حزب الله"، في ذروة الانشغال اللبناني بالملف الحكومي وانطلاقة العهد الجديد، ما يهدد موعد الانسحاب ولا يجعله نهائياً، على ما سبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن قاله وكرره، بأن الجيش الاسرائيلي لا يتعامل مع التاريخ المحدد للانسحاب على أنه مقدّس.
 
وكان لافتاً رفع الحزب سقف تهديداته في المقابل، من خلال ما أعلنه أول من أمس أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، ومؤداه أن "المقاومة ستبقى عصية على المشروع الأميركي - الإسرائيلي، وهي مستمرة وقوية وجاهزة وأمينة على دماء الشهداء لتحرير الأرض وفلسطين"، وهذا موقف يندرج في سياق الخروج عن اتفاق وقف النار والإجراءات المندرجة فيه، على نحو يهدد هذا الاتفاق ويعيد الأوضاع إلى مربعها الأول.
 
هذه المخاوف كان عبّر عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته الأخيرة لبيروت، وقد حرص على لقاء عضوي اللجنة العسكرية المشرفة على تطبيق الاتفاق. وكانت مصادر فرنسية أعربت لمراسلة "النهار" في باريس الزميلة رندة تقي الدين أمس عن الخشية من التحديات الكبيرة التي لا تزال تواجه لبنان في ظل السلاح الكثير الموجود لدى الحزب، علما أن خطر هذا السلاح يتمدد إلى الداخل ما لم يتم استيعابه داخل الجيش، متوقعة أن يتأخر انسحاب إسرائيل من الجنوب بعض الوقت نظراً إلى بقاء هذا السلاح في عدد من المواقع، وأن الدولة العبرية قد لا تلتزم موعد انتهاء مهلة الستين يوماً. وعلمت "النهار" أن السبب الحقيقي الذي يكمن وراء عدم استعداد الجيش الإسرائيلي لالتزام اتفاق وقف النار المهلة المحددة، أنه لم ينجز بعد عمليات التمشيط التي يقوم بها، بحثاً عن مخازن الأسلحة، والتي هي في الواقع عمليات تدمير وحرق للقرى والبلدات الجنوبية. فهو أعلن إنجاز العمليات المتصلة بالقطاع الغربي، فيما عمليات القطاع الأوسط تنتهي اليوم، وقد استغرقت خمسة أسابيع، فيما كانت التقديرات رجّحت إنجازها في خمسة أيام، وذلك بعدما تم اكتشاف ١٠٠ مخزن.
 ويستبعد الجيش الإسرائيلي أن ينجز القطاع الشرقي الذي لم يبدأ العمل فيه بمهلة أسبوع. وهذا يعني أن الجيش سيبقى فترة أطول مما يتوقع، قد تصل إلى شهر، على أنقاض ممتلكات اللبنانيين، بعدما تبين أنه لا يزال هناك كميات كبيرة من السلاح، كما أعلنت المصادر العسكرية الفرنسية، التي بدا كلامها  بمثابة التمهيد لتمديد الاحتلال الإسرائيلي. ونفت المعلومات المتوافرة أن يكون هناك بحث جارٍ في شأن تمديد اتفاق وقف النار، مؤكدة أن الوضع سيبقى على حاله في إطار الأمر الواقع الذي سيفرض نفسه على الأرض، ما لم يبادر الحزب إلى خطوة متهورة في استهداف المواقع الإسرائيلية على نحو يعيد تأجيج الحرب.
 
وقد أثار هذا الكلام خشية لدى أوساط سياسية لبنانية بسبب العاملين اللذين تتذرع بهما إسرائيل، أي استمرار وجود أسلحة لدى الحزب من جهة وعدم جهوز الجيش لاستكمال انتشاره في الفترة الباقية قبل انتهاء المهلة، من جهة أخرى. ومصدر هذه الخشية تعذر تحقق العاملين، أولاً بسبب افتقاد أي جهة رسمية قاعدة معلومات أو إحصاء لحجم الأسلحة التي لا يزال يمتلكها الحزب، ما يعني أنه لا يمكن تقدير الوقت الذي سيستغرقه نزع السلاح. فيما يكمن العامل الثاني في صعوبة انتشار الجيش بسبب عدم جهوزيته الكاملة مع استمرار تأخر وصول الدعم المالي واللوجيستي له، ما يجعل مهمة نزع السلاح أكثر صعوبة، وخصوصاً إذا لم يحصل بتوافق داخلي، لا مؤشرات له حتى الآن.
 
لهذه الأسباب، ترى الأوساط أن الانسحاب الإسرائيلي ضروري وملحّ في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي تمر فيها البلاد، على أعتاب تأليف حكومة جديدة، لا تبدو طريقها خالية كلياً من الألغام ومطبات المطالب والمحاصصات، مشيرة إلى أن أهمية هذا الانسحاب في موعده لسحب أي ذريعة من الحزب للعودة إلى التمسك بالمقاومة مقابل الأصوات الداخلية والخارجية المرحبة والمرتاحة لما آل إليه الوضع اللبناني، مع إعادة تكوين سلطة جديدة من خارج المنظومة القائمة. وتأمل هذه الأوساط أن تعمد واشنطن إلى الضغط على إسرائيل لإنجاز الانسحاب من أجل تكريس المكاسب المحققة بفعل اتفاق وقف النار والتمهيد لتطبيق القرار الدولي ١٧٠١.

مقالات مشابهة

  • مسؤول أممي: تراجع حاد في ميناء الحديدة بعد هجمات إسرائيل
  • استطلاع رأي يكشف تراجع في شعبية ترامب
  • وفد الحزب الكردي يجري اليوم لقائه الثاني مع عبد الله أوجلان
  • نقابة العمال الفيدرالية تقاضي ترامب بسبب الأمر التنفيذي بإعادة تشكيل القوى العاملة جذريا
  • الآلاف يضربون عن العمل بمصنع ألبسة في مصر للمطالبة بتحسين ظروفهم (شاهد)‏
  • إسرائيل لن تنسحب ولا تمديد لاتفاق وقف النار بل أمر واقع!
  • شرطة لندن تحقق مع زعيم العمال السابق بسبب مسيرة داعمة لفلسطين
  • الحزب الكردي يتقدم بطلب للقاء أوجلان للمرة الثانية
  • رئيس الوزراء البريطاني يهنئ ترامب بمناسبة تنصيبه
  • رئيس وزراء بريطانيا يشيد بأسس التحالف بين لندن وواشنطن