عمران خان الغائب الحاضر في الانتخابات الباكستانية
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
إسلام أباد– "غدا سيفوز عمران خان" هذا ما يصر على قوله العديد من الباكستانيين الذين التقتهم الجزيرة نت في العاصمة وخاصة الشباب منهم، وهو ما أثار استغرابنا، كيف سيفوز الرجل وهو القابع في السجن منذ أغسطس/آب الماضي وحكم عليه الأسبوع الماضي بـ3 أحكام تقضي بحبسه في الأولى 10 سنوات والثانية 14 سنة والثالثة 7 سنوات، ومنعه من الترشح للانتخابات وحظر حزبه حركة إنصاف.
يقول التاجر ميرزا نفيد بيك (44 عاما) -الذي التقته الجزيرة نت في مطار إسلام آباد عائدا من جنوب أفريقيا- إنه جاء خصيصا للمشاركة بالانتخابات التي انطلقت اليوم ولحث عائلته وأقاربه ومن يعرفهم بالمشاركة بشكل حاشد في الانتخابات لصالح عمران خان وحزبه "المظلومين".
وهذا ما ذهب إليه الشابان محمد جمال وزاهد علي العائدان هما الآخران إلى البلاد، والتقيناهما في مطار إسلام آباد، وغيرهما، بهدف المشاركة في هذه الانتخابات والتصويت لصالح عمران خان كما قالوا.
واستغربنا من تحمس الكثيرين وإصرارهم على المشاركة في الانتخابات، ولصالح عمران خان القابع في سجنه.
وسألنا ميرزا نفيد كيف سيفوز عمران خان بالانتخابات وهو معتقل وحزبه تم حظره، فقال إنه وغيره الملايين يؤمنون بأفكاره وأفكار هذا الحزب، وإنه ستتم الاستجابة لنداءات عمران خان في معتقله للمشاركة بكثافة في الانتخابات بهدف رفع الظلم الذي وقع على زعيمهم وعلى غيره من القيادات في حركة إنصاف.
وكان عمران خان قد توجه إلى الناخبين في بيان نشر قبل أيام على حسابه على منصة إكس "عليكم الانتقام لكل ظلم من خلال التصويت في الثامن من فبراير/شباط. قولوا لهم إنكم لستم خرافا يمكن توجيهها بالعصا".
ورغم منعه من الترشح فإن صور العديد من المرشحين تضع صورة عمران خان إلى جانب صورهم في الدعايات الانتخابية للتدليل على تبعيتهم لحزب إنصاف، رغم أن كل مرشح يتخذ شعارا يختلف عن الآخر، بعد منع السلطات شعار المضرب الذي كان يتخذه حزب حركة إنصاف شعارا له بالانتخابات السابقة.
وعند بدء الانتخابات صباح اليوم الخميس، التقينا عند أحد مراكز الاقتراع الناخب محمد شهروز خان، لمن سيمنح صوته، فأجاب متحمسا "بالطبع انتخبت محمد شعيب شاهين، لأنه من أتباع عمران خان".
وأكد شهروز أن عمران خان يحظى بشعبية واسعة في صفوف الباكستانيين سواء في العاصمة أو في المناطق الأخرى، متوقعا حصول من يتبعون عمران خان على فوز واضح بالانتخابات الحالية.
وكذلك ذهب محمد زاهد إلى ما ذهب إليه شهروز، وأعرب عن تأييده لعمران خان وكل من يتبع له.
ويتفوق حزب حركة إنصاف، على غيره من الأحزاب المنافسة، باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي يعتقد أنه برع في استخدامها عام 2018 وأهلته للفوز بالانتخابات حينها.
ويفيد أحد كوادر الحركة بأنهم أنشؤوا بوابة على الإنترنت تمكن المستخدمين من إدخال رقم الدائرة الانتخابية وبالتالي يعرفونهم باسم المرشح ورمزه، في محاولة للتغلب على إجراء السلطات منع اسم الحزب الرسمي وشعاره المضرب.
وذكر ناشطون آخرون في الحزب إلى استخدام تطبيق واتساب لتنظيم أمورهم والتعريف بمرشحي الحزب، وترتيب الإجراءات لضمان حصول الحزب على أعلى الأصوات.
واتُهم عمران خان بشراء العديد من الهدايا المقدمة من الحكام والمسؤولين الحكوميين وإعادة بيعها بربح غير معلن، وفرضت المحكمة غرامة بالملايين بالإضافة لحكم بالسجن على زوجته بشرى بيبي، ولم تمنحه المحكمة الخاصة -التي عقدت في السجن الذي يحتجز فيه منذ إدانته السابقة- أي فرصة للدفاع عن نفسه، ولم يكن حاضرا أثناء النطق بالحكم.
ويعتبر مراقبون أن توقيت الحكم ليس بريئا حيث يأتي قبل موعد الانتخابات بأيام معدودة، بهدف إبعاده عن صناديق الاقتراع وتشويه سمعته وحزبه، كما يرون أن ذلك كله يأتي بتوجيه من الجيش المؤسسة الأقوى بالدولة.
الجيش والانتخاباتبداية عمله رئيسا للوزراء عام 2018 كان عمران خان يحظى بدعم من الجيش وجهاز المخابرات، إلا أن قيامه بتخفيض ميزانية الدفاع أثناء وجوده في سدة الحكم، ومحاولة إثبات استقلاله عن العسكر، أدى إلى تحولهم عن دعمه.
وكانت حركة إنصاف بزعامة عمران خان قد حظيت في انتخابات 2018 بـ115 مقعدا في البرلمان الوطني (الجمعية الوطنية) من أصل 272، موقعة هزيمة قاسية لقيادات الأحزاب السياسية التقليدية، وخاصة حزب الشعب والرابطة الإسلامية.
ورفع عمران خان خلال مسيرته السياسية شعار مكافحة الفساد المستشري في البلاد، طريقا لكسب جماهيريته واستقطاب الناقمين على الأحزاب السياسية والعائلات الإقطاعية التقليدية، مثل عائلة شريف في البنجاب وعائلة بوتو في السند.
وعندما أصبح رئيسا للوزراء، حرص عمران خان على تعزز العلاقات مع بكين وموسكو، حتى إنه زار روسيا بعد يومين من شنها حربا على أوكرانيا، ثم رفض مطلب أميركا بالتصويت لإدانة موسكو بالأمم المتحدة. وانتقد مرارا الهجمات الأميركية التي كانت توجهها ضد مسلحين إسلاميين في باكستان معتبرا ذلك انتهاكا لسيادة بلاده.
وفي مخالفة لتوجه واشنطن، عُرف عمران خان بدعمه لحركة طالبان الأفغانية، كما احتفى بخروج القوات الأميركية من أفغانستان في أغسطس/آب 2021. وكان ذلك من العوامل التي أدت إلى تفاقم العلاقات مع واشنطن التي يعتقد أنها شجعت على الإطاحة به.
ومنذ الثامنة صباحا (بتوقيت باكستان) بدأ عشرات ملايين الناخبين اليوم الإدلاء بأصواتهم لاختيار نواب البرلمان الاتحادي، إضافة إلى أعضاء البرلمانات الإقليمية.
وتجري هذه الانتخابات على وقع توترات أمنية وسياسية، ويتوقع أن تفضي إلى عودة رئيس الوزراء السابق نواز شريف إلى رئاسة الحكومة لولاية رابعة.
ويحق لأكثر من 128 مليون ناخب المشاركة بالانتخابات البرلمانية العامة الـ12، وسيشكل الحكومة المقبلة الحزب الذي يحصل على تأييد ثلثي النواب.
وقد فتح نحو 90 ألف مركز اقتراع أبوابه أمام الناخبين، بينما أعلنت وزارة الداخلية "تعليق خدمات الهاتف المحمول مؤقتاً" في جميع أنحاء البلاد طيلة النهار الانتخابي، وحجب خدمة الإنترنت عن الكثير من المناطق، معللة هذا الإجراء بدواع أمنية.
وتشهد البلاد حالة تأهب قصوى وسط انتشار للجيش بمراكز الاقتراع، وجرى نشر عشرات الآلاف من القوات والأفراد شبه العسكريين في أنحاء باكستان. كما أعلنت البلاد أنها أغلقت حدودها لأسباب أمنية.
ومن المتوقع ظهور النتائج الأولية غير الرسمية بعد ساعات قليلة من إغلاق التصويت عند الخامسة مساء بالتوقيت المحلي، ومن المرجح أن تتضح الصورة في وقت مبكر من يوم غد.
وكانت الأيام الماضية قد شهدت مقتل أكثر من 40 شخصاً وإصابة عشرات آخرين في عدة حوادث وتفجيرات مرتبطة بالانتخابات، لاسيما في إقليمي بلوشستان وخيبر.
وتعتبر باكستان البالغ عدد سكانها نحو 250 مليون نسمة خامس أكبر دولة من حيث عدد السكان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی الانتخابات الجزیرة نت حرکة إنصاف إسلام آباد عمران خان
إقرأ أيضاً:
مشروع عقاري للمسلمين في تكساس يثير جدلا واسعا
الولايات المتحدة – أثار مشروع عقاري بالقرب من دالاس في ولاية تكساس الأمريكية يتضمن مساكن ومدرسة ومستشفى ومسجدا ردود فعل متشددة وصلت إلى حد فتح السلطات المحلية تحقيقا بشأنه.
ولم يكن عمران تشودري يتخيل أنه سيلقى معارضة شديدة عندما أطلق للمسلمين في مجتمعه هذا المشروع الذي يقوم على ألف وحدة سكنية ومدرسة ومستشفى ودار للمسنين ومسجد.
وتلقى تشودري رسائل شديدة اللهجة مثل “ارحل عن هذا البلد طالما الفرصة متاحة” فيما فتحت السلطات المحلية تحقيقا في الخطوة.
عمران تشودريوفي منشور على منصة “إكس” قال الحاكم الجمهوري لتكساس غريغ أبوت المعروف بنهجه المتشدد إزاء الهجرة حتى قبل عودة دونالد ترامب بسياسته المعادية للهجرة إلى الرئاسة: “لنكن واضحين، لا مكان للشريعة في تكساس”.
وأكد أبوت أن الولاية لن تحتضن “مناطق يحظر الدخول إليها”، وهو مصطلح متداول في أوساط المحافظين الأمريكيين للدلالة إلى أحياء في ضاحية باريس محظورة على غير المسلمين ومتفلتة من القوانين.
وطالب السيناتور الجمهوري جون كورنين من جهته بالتحقيق في المشروع الذي قد ينتهك الحقوق الدستورية لسكان تكساس اليهود والمسيحيين على حد قوله.
وفي خضم الجدل، كلف أبوت عناصر الأمن بالتحقيق في “أنشطة إجرامية محتملة على صلة بالمشروع العقاري”.
وفي بلانو بالقرب من مدينة جوزيفين حيث صمم المشروع ليبصر النور، يدحض عمران تشودري الذي يرأس المجموعة العقارية المطوّرة لهذه المبادرة هذه الاتهامات.
ويقول المطور العقاري البالغ 52 عاما والمتحدر من باكستان مستهزئا “لن نجلب شرطتنا الخاصة أو خدمة إطفاء خاصة بنا”.
وأكد المطور العقاري أنها “ليست منطقة محظورة وهي ليست حكرا على المسلمين”، مردفا بالقول: “نعم هي تضم مسجدا لكنه مفتوح للجميع، كما هي حال خدماتنا ومركزنا المجتمعي ومدرستنا والمستشفى والمنشآت الأخرى”.
ويشدد رجل الأعمال أنه لم يتم أبدا ذكر الشريعة، في مسعى إلى طمأنة السكان القلقين من فكرة إنشاء حي مخصص لجماعة دينية في محيطهم.
وتعد تكساس من بين حوالي 10 ولايات أمريكية اعتمدت مشاريع قوانين لـ”حظر الشريعة”.
“إيبيك سيتي”
وقد يثير اسم المشروع “إيبيك سيتي” وهو مختصر لمدينة المركز الإسلامي في شرق بلانو بعض الالتباس، لكنها ليست مدينة على حدة بل هو حي سكني سينجز بالكامل خلال 15 عاما، بحسب القائمين عليه.
وتسبب الجدل الذي غذته تصريحات الحاكم في نفور إزاء مسلمي بلانو ومحيطها، على ما يقول دان كوغديل محامي عمران تشودري.
ويرى المحامي أن “المعلومات المضللة التي يتداولها أبوت صادمة”، منددا بـ”الكراهية الجياشة التي أثارتها تعليقاته”.
وانتقل المسلمون للعيش في بلانو قبل حوالى 20 عاما ويقدر عددهم اليوم بحوالي 5 آلاف نسمة.
المصدر: أ ف ب