اكتظاظ وأوضاع مأْسوِيّة في السجون... و42% من غير اللبنانيين
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
لا تزال أزمة السجون في لبنان تأخذ حيزاً من الاهتمام في ظل المشكلات التي يعاني منها المساجين نتيجة الاكتظاظ وبطء المحاكمات لتتخطى نسبة التوقيف الاحتياطي 80%، مع العلم أن مشكلة الاكتظاظ لم تقتصر على "صغر مساحة" السجون بل على عوامل أساسية أخرى، كالاستخدام المفرط في التوقيف الاحتياطي وطول مدة الاجراءات السابقة للمحاكمة والافتقار الى البدائل غير الاحتجازية أي الأعمال المتبعة من قبل الأجهزة الأمنية والقضائية قبل المحاكمة وبعد اصدار الحكم.
يشير تقرير نشرته منظمة "هيومن رايتس ووتش" التي تعنى بحقوق الإنسان، إلى تدهور أوضاع السجون بشكل خطير، لا سيما بعد الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان منذ أكثر من ثلاث سنوات، فالاكتظاظ هو الأزمة الرئيسية، أما تدني مستوى الرعاية الصحية ونوعية الغذاء فحدّث ولا حرج.
واقع السجون
عام 2019 كان قد تم تشكيل لجنة تضم عددًا من الخبراء والاستشاريين والتقنيين الذين أجروا مسحًا كاملاً ومفصلاً لواقع السجون في كل المناطق اللبنانية لتثبيت خريطة الطريق والانطلاق بها، لكنها مع الاسف الشديد لم تبصر النور.
وفي حديث خاص لـ"لبنان 24" تشير مصادر مطلعة في وزارة الداخلية الى أن "سجن رومية يستوعب 1500 سجينًا، أما نسبة الاكتظاظ فيه بلغت 339% تقريبًا، والغرفة التي مفترض أن تتسع لعشرة اشخاص يحشر فيها قرابة المئة". ويقول: "تُعَالَج مشكلة الاكتظاظ بتشريع المحاكمات، وبايجاد حلول للسجناء السوريين وبتطبيق المادة 108 من أصول المحاكمات الجزائية للتخفيف من عمليات التوقيف".
ويضيف المصدر: " سجن رومية وضع في الخدمة منذ الـ 60 عامًا، والوضع الاقتصادي قد أثر على الاعتمادات المخصصة لأعمال الصيانة في السجن، ومع ذلك نعمل باللحم الحيّ ونتكل على المساعدات التي تأتي من المنظمات الدولية كاللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجرائم، ومنظمة الصحة العالمية التي تساعدنا بأمور تخص الطبابة والاستشفاء، لكن المساعدات لا يمكنها أن تحرز فرقًا في ظل الانهيارات المتتالية التي تشهدها البلاد".
ويقول: "على صعيد الأدوية والطبابة لقد أمّنا الاعتمادات اللازمة مع العلم أن هذا لا يكفي، فالاعتماد المخصص للطبابة ارتفع من 7500 مليار ليرة الى 140 مليار ليرة سنة 2024، وعاودت المستشفيات الحكومية استقبال السجناء المرضى، وتم استدراك أدوية لمعالجتهم بالاضافة الى الهبات المقدمة من بعض المنظمات الدولية".
وتابع: "لدينا أطباء وممرضون في السجون الكبيرة في رومية وزحلة وطرابلس، ونعمل اليوم على مشروع جديد وعلى وضع خطة صحية تتضمن كل ما له علاقة بطبابة السجناء من العلاج الى اعادة التأهيل الى العلاج النفسي وغيره". ومؤخّرًا خفت زيارة أهالي الموقوفين بسبب غلاء البنزين وارتفاع أسعار النقل مما فاقم الوضع سوءًا، لذلك قررت اللجنة الدولية للصليب الاحمر، بتسهيل الأمر على الأهالي العاجزين عن زيارة أبنائهم من خلال خدمة الـ"اي فيزيت"، واعتُمد عليها في مبنى واحد وسيستكمل العمل فيها في كافة المباني في سجن رومية بدعمٍ من الصليب الأحمر الدولي، والتي ستمكّن السجين من التواصل مع أهله عن بعد بالصوت والصورة.
الاكتظاظ... بالأرقام!
يكشف "لبنان 24" الأرقام الاحصائية الأخيرة لتعداد السجناء، بحسب مصادر خاصة من وزارة الداخلية. عدد السجناء والموقوفين في كافة السجون اللبنانية يبلغ 8103 سجينًا، موزعين على الشكل التالي: 6237 في السجون، و 1866 موقوفًا بـ 229 نظارة، 58% لبنانيين، %30 سوريين، 6,7 % فلسطينيين و5,3% من جنسيات مختلفة. ويوجد داخل سجن رومية 3591 سجينًا، 3486 سجينًا في مبنى رومية و101 سجينًا في مبنى الاحداث، ينقسمون بين 70,3 % من الجنسية السورية و29,7 % من الجنسية اللبنانية. أمّا بالنسبة لسجن القاصرات في مستشفى ضهر الباشق، يتواجد حاليًا في داخله 4 قاصرات، 3 سوريات ولبنانية واحدة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: سجین ا
إقرأ أيضاً:
سجّان مغربي ينتحر بإطلاق النار على نفسه لأسباب مجهولة
أعلنت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، الرأي العام، بأن أحد موظفيها انتحر أمس الجمعة بالرباط.
ووفق بيان للمندوبية نشرته وكالة أنباء المغرب العربي للأنباء اليوم، فإن الموظف المسمى فائق العيسي، والذي كان يعمل بالسجن المحلي العرجات 2، قد أقدم يومه الجمعة 31 يناير 2025 حوالي الساعة الثامنة مساء على الانتحار باستعمال السلاح الوظيفي، وذلك بعد قيامه بمهمة حراسة أحد السجناء الخاضعين للاستشفاء بالمستشفى الإقليمي مولاي يوسف بالرباط.
وقد أقدم الموظف على إطلاق النار على نفسه بعد تواريه عن الأنظار بأحد مراحيض المستشفى.
وتم إخبار النيابة العامة المختصة بالواقعة من طرف إدارة المؤسسة للقيام بالبحوث اللازمة وفق القانون، كما أعطيت التعليمات بإجراء بحث إداري في الموضوع من أجل استجلاء الظروف والملابسات التي حصل فيها الحادث.
ولا تتوفر معلومات موثوقة أو تقارير رسمية حول حالات انتحار بين حراس السجون في المغرب، وتتركز التقارير الإعلامية المتاحة على حالات انتحار بين السجناء، خاصةً المرتبطين بقضايا الإرهاب.
وسجن العرجات 2 هو مؤسسة سجنية تقع في منطقة العرجات بضواحي مدينة سلا، المغرب. يخضع هذا السجن لإشراف المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، ويُستخدم لاحتجاز السجناء سواء كانوا معتقلين احتياطيًا أو محكومين.
شهد السجن المحلي العرجات 2 تنظيم أنشطة تهدف إلى إعادة الإدماج، مثل دوري كرة القدم المصغرة الذي نظمته الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج لفائدة النزلاء الأحداث.
كما عُرف السجن باحتجازه لشخصيات بارزة، مثل المؤرخ والناشط الحقوقي المعطي منجب، الذي أعلن في مارس 2021 عن دخوله في إضراب عن الطعام احتجاجًا على اعتقاله قبل أن يتم الإفراج عنه.
بالإضافة إلى ذلك، شهد السجن حالات أخرى مثل وفاة سجين في ديسمبر 2019 بعد محاولته الانتحار داخل زنزانته.
تجدر الإشارة إلى أن إدارة السجن نفت في مناسبات سابقة وقوع جرائم قتل داخل المؤسسة، مؤكدة أن بعض الأخبار المتداولة حول هذا الموضوع لا أساس لها من الصحة.
وحتى نهاية أكتوبر 2024، بلغ عدد السجناء في المغرب حوالي 105,000 سجين، مقارنة بـ103,302 سجين في نفس الشهر من العام السابق، مما يشير إلى زيادة قدرها 2,000 سجين خلال هذه الفترة.
وفي نهاية عام 2023، وصل عدد السجناء إلى 102,653 سجينًا، حيث كانت نسبة النساء منهم 2.47%، والمسنين 2.19%، والأحداث 1.22%.
تشير التوقعات إلى استمرار هذا الاتجاه التصاعدي، حيث من المتوقع أن يصل عدد السجناء إلى 122,714 بحلول عام 2028.
هذا الارتفاع المستمر يثير قلقًا بشأن الاكتظاظ في المؤسسات السجنية المغربية، مما يستدعي النظر في تدابير لتخفيف الضغط على هذه المؤسسات، مثل تفعيل العقوبات البديلة وتعزيز برامج إعادة الإدماج.