لا تزال أزمة السجون في لبنان تأخذ حيزاً من الاهتمام في ظل المشكلات التي يعاني منها المساجين نتيجة الاكتظاظ وبطء المحاكمات لتتخطى نسبة التوقيف الاحتياطي 80%، مع العلم أن مشكلة الاكتظاظ لم تقتصر على "صغر مساحة" السجون بل على عوامل أساسية أخرى، كالاستخدام المفرط في التوقيف الاحتياطي وطول مدة الاجراءات السابقة للمحاكمة والافتقار الى البدائل غير الاحتجازية أي الأعمال المتبعة من قبل الأجهزة الأمنية والقضائية قبل المحاكمة وبعد اصدار الحكم.

   
يشير تقرير نشرته منظمة "هيومن رايتس ووتش" التي تعنى بحقوق الإنسان، إلى تدهور أوضاع السجون بشكل خطير، لا سيما بعد الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان منذ أكثر من ثلاث سنوات، فالاكتظاظ هو الأزمة الرئيسية، أما تدني مستوى الرعاية الصحية ونوعية الغذاء فحدّث ولا حرج.  
واقع السجون     
عام 2019 كان قد تم تشكيل لجنة تضم عددًا من الخبراء والاستشاريين والتقنيين الذين أجروا مسحًا كاملاً ومفصلاً لواقع السجون في كل المناطق اللبنانية  لتثبيت خريطة الطريق والانطلاق بها، لكنها مع الاسف الشديد لم تبصر النور.    
وفي حديث خاص لـ"لبنان 24" تشير مصادر مطلعة في وزارة الداخلية الى أن "سجن رومية يستوعب 1500 سجينًا، أما نسبة الاكتظاظ فيه بلغت 339% تقريبًا، والغرفة التي مفترض أن تتسع لعشرة اشخاص يحشر فيها قرابة المئة". ويقول: "تُعَالَج مشكلة الاكتظاظ بتشريع المحاكمات، وبايجاد حلول للسجناء السوريين وبتطبيق المادة 108 من أصول المحاكمات الجزائية للتخفيف من عمليات التوقيف".  
ويضيف المصدر: " سجن رومية وضع في الخدمة منذ الـ 60 عامًا، والوضع الاقتصادي قد أثر على الاعتمادات المخصصة لأعمال الصيانة في السجن، ومع ذلك نعمل باللحم الحيّ ونتكل على المساعدات التي تأتي من المنظمات الدولية كاللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجرائم، ومنظمة الصحة العالمية التي تساعدنا بأمور تخص الطبابة والاستشفاء، لكن المساعدات لا يمكنها أن تحرز فرقًا في ظل الانهيارات المتتالية التي تشهدها البلاد".  
ويقول: "على صعيد الأدوية والطبابة لقد أمّنا الاعتمادات اللازمة مع العلم أن هذا لا يكفي، فالاعتماد المخصص للطبابة ارتفع من 7500 مليار ليرة الى 140 مليار ليرة سنة 2024، وعاودت المستشفيات الحكومية استقبال السجناء المرضى، وتم استدراك أدوية لمعالجتهم بالاضافة الى الهبات المقدمة من بعض المنظمات الدولية".  
وتابع: "لدينا أطباء وممرضون في السجون الكبيرة في رومية وزحلة وطرابلس، ونعمل اليوم على مشروع جديد وعلى وضع خطة صحية تتضمن كل ما له علاقة بطبابة السجناء من العلاج الى اعادة التأهيل الى العلاج النفسي وغيره".   ومؤخّرًا خفت زيارة أهالي الموقوفين بسبب غلاء البنزين وارتفاع أسعار النقل مما فاقم الوضع سوءًا، لذلك قررت اللجنة الدولية للصليب الاحمر، بتسهيل الأمر على الأهالي العاجزين عن زيارة أبنائهم من خلال خدمة الـ"اي فيزيت"، واعتُمد عليها في مبنى واحد وسيستكمل العمل فيها في كافة المباني في سجن رومية بدعمٍ من الصليب الأحمر الدولي، والتي ستمكّن السجين من التواصل مع أهله عن بعد بالصوت والصورة.  
الاكتظاظ... بالأرقام!     
يكشف "لبنان 24" الأرقام الاحصائية الأخيرة لتعداد السجناء، بحسب مصادر خاصة من وزارة الداخلية. عدد السجناء والموقوفين في كافة السجون اللبنانية يبلغ 8103 سجينًا، موزعين على الشكل التالي: 6237 في السجون، و 1866 موقوفًا بـ 229 نظارة، 58% لبنانيين، %30 سوريين، 6,7 % فلسطينيين و5,3% من جنسيات مختلفة. ويوجد داخل سجن رومية 3591 سجينًا، 3486 سجينًا في مبنى رومية و101 سجينًا في مبنى الاحداث، ينقسمون بين 70,3 % من الجنسية السورية و29,7 % من الجنسية اللبنانية. أمّا بالنسبة لسجن القاصرات في مستشفى ضهر الباشق، يتواجد حاليًا في داخله 4 قاصرات، 3 سوريات ولبنانية واحدة.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: سجین ا

إقرأ أيضاً:

إعدام سجين رمياً بالرصاص في الولايات المتحدة لأول مرة منذ 15 عام

مارس 8, 2025آخر تحديث: مارس 8, 2025

المستقلة/- تم إعدام رجل من ولاية كارولينا الجنوبية قتل والدي صديقته السابقة بمضرب بيسبول رمياً بالرصاص يوم الجمعة، وهو أول سجين في الولايات المتحدة منذ 15 عامًا يُقتل بهذه الطريقة، والتي اعتبرها أفضل من الكرسي الكهربائي أو الحقنة المميتة.

استخدم ثلاثة متطوعين من موظفي السجن بنادق لتنفيذ إعدام براد سيجمون، 67 عامًا، الذي أُعلن عن وفاته في الساعة 6:08 مساءً.

قتل سيجمون ديفيد وجلاديس لارك في منزلهما بمقاطعة جرينفيل عام 2001 في مؤامرة فاشلة لاختطاف ابنتهما. أخبر الشرطة أنه خطط لأخذها لقضاء عطلة نهاية أسبوع رومانسية، ثم قتلها وقتل نفسه.

قال محامو سيجمون إنه اختار فرقة الإعدام لأن الكرسي الكهربائي “سيطهوه حياً”، وكان يخشى أن يؤدي حقنة قاتلة من البنتوباربيتال في عروقه إلى تدفق السوائل والدم إلى رئتيه وإغراقه.

تفاصيل طريقة الحقنة القاتلة في ولاية كارولينا الجنوبية سرية في ولاية كارولينا الجنوبية، وقد طلب سيجمون دون جدوى من المحكمة العليا في الولاية يوم الخميس إيقاف إعدامه بسبب ذلك.

في يوم الجمعة، ارتدى سيجمون بذلة سوداء بغطاء رأس وهدف أبيض به عين ثور حمراء فوق صدره.

وقف موظفو السجن المسلحون على بعد 15 قدم (4.6 متر) من المكان الذي جلس فيه في غرفة الإعدام بالولاية. كان الكرسي الكهربائي غير المستخدم مرئيًا في نفس الغرفة الصغيرة. تم دحرجة النقالة المستخدمة في تنفيذ الحقن القاتلة.

أطلق المتطوعون جميعًا النار في نفس الوقت من خلال فتحات في الحائط. وكانوا مخفيين لنحو اثني عشر شاهدًا في غرفة منفصلة عن الغرفة بزجاج مقاوم للرصاص. أخذ سيجمون عدة أنفاس ثقيلة خلال الدقيقتين اللتين انقضتا من وضع الغطاء حتى إطلاق الطلقات.

كانت الطلقات، التي بدت وكأنها أطلقت في نفس الوقت، سبباً في إحداث صوت قوي ومزعج جعل الشهود يرتجفون. رجفت  ذراعاه لفترة وجيزة عندما أطلق عليه الرصاص. وبدا أنه أخذ نفساً أو اثنين آخرين مع وجود بقعة حمراء على صدره، ويمكن رؤية كميات صغيرة من الأنسجة من الجرح أثناء تلك الأنفاس.

خرج طبيب بعد حوالي دقيقة وفحص سيجمون لمدة 90 ثانية قبل أن يعلن وفاته.

وشمل الشهود ثلاثة أفراد من عائلة لاركيس. وكان من بين الحاضرين أيضاً محامي سيجمون ومستشاره الروحي، وممثل من مكتب المدعي العام، ومحقق من مكتب الشريف وثلاثة أعضاء من وسائل الإعلام.

مقالات مشابهة

  • ملف داهم أمام وزارة العدل.. حل وحيد للموقوفين السوريين في السجون اللبنانية!
  • أخطر سجين في بريطانيا يضرب عن الطعام
  • النائب العام يوجه بالإفراج عن سجناء في الحبس الاحتياطي بجنوب الأمانة بعد تفقد أوضاعهم
  • حرية سجين
  • "آكل لحوم البشر".. أخطر سجين في بريطانيا يضرب عن الطعام
  • النيابة العامة تفرج عن 148 سجينًا في عدن بمناسبة رمضان
  • إلتفاتة إنسانية..القنصل العام للمغرب بإشبيلية تزور السجناء المغاربة في المؤسسات السجنية في رمضان
  • إعدام سجين رمياً بالرصاص في الولايات المتحدة لأول مرة منذ 15 عام
  • وفاة سجين بسجن بني ملال بعد معاناة مع مرض معدي
  • حماس تدعو ترامب إلى لقاء الفلسطينيين المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية