أطلقت هيئة البيئة – أبوظبي، بالتعاون مع شركة مُدن، أول برج لتنقية الهواء في المنطقة في جزيرة الحديريات، بهدف تحسين جودة الهواء في المنطقة، في إطار سعيها للمحافظة على جودته وتقليل آثار التغير المناخي.

حضر الفعالية معالي محمد أحمد البواردي، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي رئيس اللجنة التنفيذية لهيئة البيئة – أبوظبي، ومعالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي، وسعادة رزان خليفة المبارك، العضو المنتدب لهيئة البيئة – أبوظبي، وسعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي، وعبدالله الساهي، العضو المنتدب لشركة مُدن، وبيل أوريجان، الرئيس التنفيذي لشركة مُدن.

وقال معالي محمد أحمد البواردي: «يعدُّ تحسين نوعية الهواء إحدى أولوياتنا الاستراتيجية، وهو ما عملنا على تعزيز جودته خلال الأعوام الماضية، ونسعى دائماً إلى تنفيذ حلول مبتكرة لضمان بيئة آمنة وصحية، ويعدُّ برج تنقية الهواء نموذجاً مثالياً لما نسعى إلى تحقيقه. وترصد الهيئة حالة جودة الهواء المحيط في أبوظبي باستمرار من خلال شبكة واسعة من محطات الرصد والمراقبة، تعدُّ إحدى أشمل شبكات مراقبة جودة الهواء المحيط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا».

وأشار معاليه إلى أنَّ تركيب البرج في جزيرة الحديريات يعدُّ مشروعاً تجريبياً لتقييم التجربة قبل مواصلة تركيب مزيد من الأبراج في مناطق أخرى في الإمارة.

ويبلغ طول البرج سبعة أمتار، ويستخدم تقنية صديقة للبيئة لتنقية الهواء المحيط، ويستطيع تنقية 30,000 متر مكعب من الهواء في الساعة، لينتج هواءً خالياً من الغبار في الأماكن العامة، ما يمكِّن الجمهور من استنشاق هواء نقي وصحي.

وقالت سعادة الدكتورة شيخة الظاهري: «نسعى في الهيئة دائماً إلى تبنّى أحدث التقنيات المبتكرة، لتحسين جودة الهواء في أبوظبي. لقد كشفنا عن أول برج لتنقية الهواء في المنطقة في جزيرة الحديريات، واخترنا هذا الموقع لأنه مركز مجتمعي يستمتع فيه السكان بالعديد من الأنشطة الخارجية، ويتيح البرج لمن يعانون من الحساسية التمتُّع بالنشاطات في المناطق الخارجية دون التأثُّر بالغبار، ما يشجِّعهم على تمضية وقت أطول فيها. ويرجع ذلك إلى قدرة البرج على تنقية الهواء في البيئة المحيطة، ونستخدم محطة متحركة لمراقبة جودة الهواء لنرصد جودة الهواء قبل تركيب البرج وبعد تركيبه».

وقال بيل أوريجان، الرئيس التنفيذي لشركة مُدن: «لدى مُدن التزام ثابت بدمج المبادرات المستدامة في مشاريعها، ولأنَّ عام 2024 عام الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، أطلقت الشركة تقنية تجريبية للأبراج الخالية من الضباب الدخاني والجزيئات الملوّثة للهواء، بالتعاون مع هيئة البيئة – أبوظبي، في تجسيد واضح لالتزامنا تجاه بيئة نظيفة ومستدامة. ونحن واثقون بأنَّ هذا البرج المتطوِّر الخالي من الضباب الدخاني سيضيف قيمة كبيرة إلى المرافق الرياضية والترفيهية ذات المستوى العالمي في جزيرة الحديريات، عبر تحسين جودة البيئة وتنقية الهواء وجعله صحياً وأنقى».

ويندرج مشروع تركيب وتشغيل برج تنقية الهواء في إطار اتفاقية بين هيئة البيئة – أبوظبي وشركة مُدن، التي يسعى من خلالها الطرفان إلى تعزيز التعاون في مجال تنفيذ المبادرات البيئية الرامية إلى حماية الهواء من التلوُّث، وحماية الحياة البرية والبحرية والموارد الطبيعية، والبرامج التطويرية المعزّزة لها، ما ينعكس إيجاباً على ضمان بيئة آمنة وصحية، وتعزيز جهود أبوظبي في تحقيق أهداف استراتيجية الحياد المناخي 2050.

وينفَّذ تركيب تنقية الهواء للمرة الأولى في المنطقة، بعد أن ركَّبته دول أخرى، مثل الصين وهولندا وبولندا. ويندرج تركيبه في إطار جهود هيئة البيئة لتحسين جودة الهواء في أبوظبي، باستخدام أنظمة مراقبة متقدّمة لقياس ملوّثات الهواء، ما يسهم في توفير نوعية حياة أفضل للمقيمين في أبوظبي.

وتعمل الهيئة على تنفيذ العديد من الأنشطة والبرامج التي تهدف إلى مراقبة جودة الهواء وتقييمها، لتحديد أهم التحديات ومصادر الانبعاثات، وطرح الحلول المناسبة للتقليل من تلك الملوّثات، وتقييم مدى فعاليتها. وتدير الهيئة شبكة مخصَّصة لمراقبة جودة الهواء منذ عام 2007، تتكوَّن من 20 محطة رصد ثابتة منتشرة في جميع أنحاء إمارة أبوظبي، تراقب عن كثب جودة الهواء، وتوفِّر بيانات عالية الدقة بنسبة تصل إلى 99%.

وتدير الهيئة محطتين متنقلتين تُستخدمان لإجراء دراسات متخصِّصة بجودة الهواء في مختلف أنحاء الإمارة، وتُنشَر البيانات التي تجمعها تلك المحطتان على الموقع الإلكتروني: www.adairquality.ae، ما يتيح لأفراد الجمهور الوصول مباشرة إلى مؤشر جودة الهواء لمعرفة نوعيته واتخاذ القرارات المناسبة لحماية صحتهم من تلوثه.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: جودة الهواء فی لتنقیة الهواء هیئة البیئة فی المنطقة فی أبوظبی

إقرأ أيضاً:

أول إشارة روسية مشفرة من كلمتين في الهواء!

روسيا – أجرى العالم الفيزيائي الروسي ألكسندر بوبوف في 24 مارس 1896 أول تجربة ناجحة لإرسال واستقبال أول إشارة إبراق لاسلكية عبر الهواء.

التجربة العملية نفذها هذا العالم مع مساعده بيوتر ريبكين في مبنى جامعة في سان بطرسبوغ، وتمثلت في نقل رسالة نصية مكونة من كلمتين.

كان ريبكين في مكان يبعد حوالي 250 مترا عن موقع الاستقبال. من هناك أرسل الإشارة المشفرة فيما كان جهاز الاستقبال في قاعة الاجتماعات، حيث احتشد عدد كبير من علماء الفيزياء والمندسين الكهربائيين والمسؤولين الإداريين الكبار في الجيش والقوات البحرية في روسيا القيصرية في ذلك الوقت.

الفيزيائي أوريست خفولسون الذي حضر التجربة كتب في وصف ما جرى قائلا: “تم وضع محطة الإرسال في قاعة المختبر الكيميائي بجامعة سان بطرسبرغ، وكانت محطة الاستقبال في غرفة الاجتماعات. جرى إرسال الحروف باستخدام أبجدية مورس، وكانت العلامات مسموعة. كان يقف على اللوحة رئيس الجمعية الفيزيائية الروسية، فيودور بيتروشيفسكي، ممسكا في يديه بقطعة من الورق تحتوي على مفتاح أبجدية مورس وقطعة من الطباشير. بعد كل إشارة منقولة، نظر إلى الورقة وكتب الحرف المقابل على السبورة. ظهرت الكلمتان (هاينريش هيرتز) على السبورة تدريجيا. هو اسم الفيزيائي الألماني الذي اقترح لأول مرة فكرة نقل المعلومات عبر الهواء. من الصعب وصف فرحة الحاضرين والتصفيق الحار لبوبوف عندما كتبت هاتان الكلمتان”.

نص هذه الإشارة اللاسلكية يظهر أن العالم المخترع بوبوف كان يدرك أن تجربته ستحدث ثورة في مجال الاتصالات اللاسلكية، ولذلك أراد في المقام الأول الإشادة بمن سبقوه في هذا المجال.

العالم الفيزيائي الروسي بوبوف لم يكن أول من حاول إرسال إشارات الراديو عير المسافات. كان الجهاز القادر على الاستجابة للإشعاع الكهرومغناطيسي في نطاق الراديو معروفا، وكان الفيزيائيان الفرنسي إدوارد برانلي والإنجليزي أوليفر لودج قد أجريا الكثير من التجارب عليه.

بوبوف قام بتحسين هذا الجهاز عن طريق إضافة نظام ردود عليه، وقام بتوصيل جرس كهرومغناطيسي بالدائرة وتبثه بحيث تنقر مطرقة الجرس على أبوب جهاز الكاشف أثناء العمل، ما مكن جهاز استقبال التذبذبات الكهرومغناطيسية من استقبال ليس فقط النبضات، بل والإشارات المستمرة.

الفيزيائي الروسي على الرغم من أنه كان يعي تماما أهمية اكتشافه، لكنه لم يسرع إلى الإبلاغ عنه عالميا. كان وقتها يعمل في الإدارة البحرية وكانت اختراعاته ذات أهمية عسكرية. منذ عام 1897 أجرى تجارب ناجحة على الراديو التلغرافي بين سفن أسطول البلطيق في روسيا القيصرية.

بعد مرور عام ونصف على التجربة، قام بوبوف بإدخال تحسينات مهمة في قسم الإرسال في التلغراف اللاسلكي، وقام بتثبيت هوائي يبلغ طوله حوالي 2.5 متر على جانب واحد من جهاز اهتزاز هيرتز ما زاد في نطاق الإرسال بشكل كبير إلى حوالي 5 كيلو مترات.

لم يتوقف هذا العالم الروسي عند هذا الحد، وابتكر في عام 1899، جهاز استقبال للإشارات عن طريق الأذن باستخدام سماعة الهاتف، ما أدى إلى تبسيط دائرة الاستقبال وتوسيع نطاق الاتصالات اللاسلكية.

في الوقت نفسه، توصل إلى اكتشاف مهم آخر. أثناء إجراء تجارب على الاتصالات اللاسلكية على السفن العسكرية لأسطول البلطيق، في صيف عام 1897، أثبت بوبوف أن الموجات الكهرومغناطيسية تنعكس عن السفن. وعلى هذا الأساس، صاغ العالم الأفكار الأولية لتطوير الرادار وملاحة الراديو المستقبلية.

الولايات المتحدة تعتبر الفيزيائي الشهير تعتبر نيكولا تيسلا الذي كان حصل على براءة اختراع لجهاز إرسال راديو في عام 1893، وجهاز استقبال راديو بعد ذلك بعامين، مبتكرا للراديو، وفي فرنسا يعتبر المخترع هو إدوارد برانلي الذي ابتكر في عام 1890 جهازا لتسجيل الموجات الكهرومغناطيسية. الهند هي الأخرى لديها مرشحها الخاص وهو جاغاديش تشاندرا، الذي أثبت في عام 1894 إمكانية إرسال موجات الراديو في نطاق المليمتر. وفي بريطانيا في نفس ذلك العام استعرض العالم أوليفر جوزيف لودج كيفية إرسال واستقبال إشارات الراديو.

مع كل ذلك، تعتبر معظم دول العالم أن مخترع الراديو هو الإيطالي غولييلمو ماركوني. ماركوني كان بدأ في إجراء التجارب على الإرسال اللاسلكي في وقت متزامن مع العالم الروسي بوبوف، وكان لديه نفس المولد الهيرتز وكان على دراية بتجارب العالم البريطانية جوزيف لودج. حاول ماركوني اقناع وزارة البريد والبرق الإيطالية باستخدام الاتصالات اللاسلكية إلا أن طلبه قوبل بالرفض.

سافر ماركوني في عام 1896 إلى بريطانيا، حيث أجرى عددا من التجارب الناجحة على نقل الإشارات لاسلكيا عبر مسافات طويلة. وباستخدام شفرة مورس، تمكن من إرسال إشارة من سطح مكتب البريد العام في لندن إلى مبنى آخر على مسافة 1.5 كيلومتر. في 2 يونيو 1896، تقدم ماركوني بطلب إلى مكتب براءات الاختراع البريطاني للحصول على شهادة بشأن “تحسينات على الأجهزة المستخدمة في نقل النبضات والإشارات الكهربائية”. بعد حصوله على براءة الاختراع، تم الدفع باختراع ماركوني على أساس تجاري.

ماركوني أسس في عام 1897 شركة مساهمة كبيرة حملت اسمه، واستقطب العديد من العلماء والمخترعين البارزين للعمل معه. ساهمت الإنجازات البارزة التي تحققت، مثل أول إرسال إذاعي عبر المحيط الأطلسي في عام 1901، في تطوير شركة ماركوني، وأصبح هذا العالم البارز ثريا جدا.

رُشح ماركوني مرارا لجائزة نوبل في الفيزياء. حدث ذلك ثلاث مرات خلال حياة ألكسندر بوبوف، الذي توفي في عام 1906.

بالمقابل، الأكاديمية الروسية للعلوم لم ترشح بوبوفا لهذه الجائزة على الإطلاق. حصل ماركوني على جائزة نوبل في عام 1909، بالتقاسم مع الفيزيائي الألماني فرديناند براون، الذي قام بتحسين جهاز ماركوني.

المخترع الروسي ألكسندر بوبوف كان أكمل معداته في هذا المجال في 7 مايو 1895. بعد عام في 2 يونيو 1896، تقدم العالم الإيطالي غولييلمو ماركوني بطلب للحصول على براءة اختراع في الولايات المتحدة الأمريكية كمخترع للراديو.

نيكولا تيسلا، العالم الأمريكي من أصل صربي، الذي تنسب له أحيانا الأسبقية في هذا الاختراع، تعتبر ابتكاراته الأساس العملي لاختراعات العالمين الروسي بوبوف والإيطالي وماركوني.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • هكذا بدا برج الفاتح بعد استعادة الجيش السوداني السيطرة عليه
  • أول إشارة روسية مشفرة من كلمتين في الهواء!
  • هيئة الرعاية الصحية تعتمد 27 منشأة طبية جديدة خلال الربع الأول من عام 2025
  • النائب الشيشاني يسأل الحكومة حول نيتها إقامة محطة تنقية لسيل الزرقاء
  • الالتزام البيئي: "أبها" الأنقى هواء في المملكة خلال 2024
  • الالتزام البيئي: “أبها” الأنقى هواءً في المملكة
  • برج الفاتح معلم معماري يطل على ملتقى النيلين في قلب الخرطوم
  • بأكثر من 55 مليون ريال .. توقيع اتفاقية إنشاء محطة تنقية مياه سد وادي ضيقة
  • الراعي: آن الأوان لتنقية الذاكرة عبر الحوار الصادق من أجل خلاص لبنان
  • بتكلفة تتجاوز 55 مليون ريال .. اتفاقية لإنشاء محطة لتنقية مياه سد وادي ضيقة