قناة كندية: إسرائيل لم تقدم أدلة على اتهاماتها لموظفي الأونروا
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
نقلت قناة "سي بي سي" عن مصادر مطلعة قولها إن "الحكومة الكندية لم تر حتى الآن أي دليل يدعم ادعاء إسرائيل بأن موظفين من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) كانوا متواطئين مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)".
وكشفت القناة الكندية أن الحكومة بزعامة جاستن ترودو علقت تمويلها للأونروا، دون رؤية أدلة تدعم مزاعم إسرائيل بالتواطؤ بين الوكالة وحماس.
وأبلغت مصادر حكومية القناة بأن إسرائيل لم تشارك بعد الأدلة مع كندا لإثبات ادعائها بأن 12 موظفا من الأونروا شاركوا في هجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأضافت أن إسرائيل رفضت بشكل قاطع تقديم المعلومات الاستخباراتية التي تقول إنها تدعم ادعاءاتها، إما للأونروا أو لمكتب خدمات الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة، وهو الهيئة الأممية المكلفة بالتحقيق.
ملف صغيروقالت "سي بي سي" إن القناة الرابعة البريطانية حصلت في وقت سابق من هذا الأسبوع على نسخة من ملف تقاسمته حكومة إسرائيل مع حكومة المملكة المتحدة التي علقت أيضا تمويلها للأونروا.
وذكرت القناة الرابعة أن الملف يعيد صياغة شكاوى الحكومة الإسرائيلية القديمة بشأن الأونروا، وتزعم تورط موظفي الوكالة في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكنه "لا يقدم أي دليل لدعم مزاعم إسرائيل ضد الوكالة الأممية".
بدورها، قالت قناة سكاي نيوز الإخبارية البريطانية إن "وثائق المخابرات الإسرائيلية تطرح عدة ادعاءات بدون أدلة" مضيفة أنه حتى ولو كانت تلك الادعاءات صحيحة فإنها لا تثبت تورط الأونروا بشكل مباشر في هجوم حماس.
كما تمكنت هيئة الإذاعة الفرنسية "فرانس 24″ من الوصول إلى التقرير الإسرائيلي، الذي قارنته بـ"الملف المراوغ" سيئ السمعة للمزاعم الاستخباراتية حول أسلحة الدمار الشامل العراقية التي دفعت حكومة المملكة المتحدة للانضمام إلى الغزو الأميركي للعراق عام 2003.
وأضافت القناة الكندية أن المتحدث باسم وزارة الإسرائيلية، ليور حياة، رد على طلب "فرانس 24" بتقديم أدلة على تورط الأونروا قائلا "لا أعتقد أننا بحاجة إلى إعطاء معلومات استخباراتية. هذا من شأنه أن يكشف عن مصادر في العملية".
ويتناقض هذا التصريح مع تغريدة سابقة لوزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، تعهد فيها بأن إسرائيل "ستقدم كل الأدلة التي تسلط الضوء على علاقات الأونروا بالإرهاب وآثاره الضارة على الاستقرار الإقليمي".
وحتى 30 يناير/كانون الثاني الماضي، قررت 18 دولة والاتحاد الأوروبي تعليق تمويل أونروا، بناء على المزاعم الإسرائيلية بمشاركة 12 من موظفي الوكالة في هجوم حماس يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وهذه الدول هي: الولايات المتحدة وكندا وأستراليا واليابان وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا وهولندا وفرنسا وسويسرا والنمسا والسويد ونيوزيلندا وآيسلندا ورومانيا وإستونيا والسويد بالإضافة للاتحاد الأوروبي، وفقا للأمم المتحدة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة بدعم أميركي على قطاع غزة خلفت حتى الأربعاء 27 ألفا و708 شهداء، و67 ألفا و147 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة" بحسب الأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أکتوبر تشرین الأول فی هجوم
إقرأ أيضاً:
هل يفعلها «نور» فى «المتحدة»؟!
الشىء المختلف فى تولى طارق نور رئاسة مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أنه فى شخصه يجمع بين شخصين، الإعلامى ورجل الأعمال.. ولذلك يعتبر فى العموم حالة خاصة بين رجل الأعمال المالك لقناة وهو ليس إعلاميًا، وبين الإعلامى الذى يعمل فى القناة وهو ليس رجل أعمال!
لأن رجل الأعمال له غرض وراء إنشاء قناة تليفزيونية ويريد من الإعلامى أن يحقق له هذا الغرض، ومع أن الإعلامى يوافق ضمنيًا فى الغرف المغلقة عند كتابة العقد على تحقيق أغراض مالك القناة ولكن عندما يظهر على الشاشة يحاول أن ينفى هذه التهمة عنه ويحاول استغفال المشاهدين أنه يدافع عن أغراضهم ومشاكلهم.. ومع ذلك «الإعلامى» تفضحه عيونه!
وكما غنت أم كلثوم من كلمات أحمد رامى «الصبّ (العاشق) تفضحه عيونه وتنمّ عن وجد شئونه».. لا يصدق المشاهدون لا الإعلامى (العاشق) ولا حتى القناة، ويكون لدينا قنوات كثيرة عارية بلا مشاهدين أو إعلانات ويبدأ رجل الأعمال فى تبديل الإعلاميين وخفض أجورهم وفى النهاية يضطر لعمليات بيع الهواء لمندوبى الإعلانات الذين يتحولون إلى إعلاميين وتتحول القنوات إلى «دكاكين» تبيع سلعاً مغلفة بورق الإعلام!
وهذه حالة ليست لها علاقة بصناعة الإعلام، وإن كانت أحد دعائمها، كإعلان وليس كإعلام.. لأن صناعة الإعلام أكبر وأعمق من ذلك، وفى أمريكا مثلًا قيمتها مليارات الدولارات وتأثيرها يمتد من أمريكا إلى العالم كله، ومؤثرة فى السياسة والاقتصاد الأمريكى والعالمى وتستطيع أن تسقط أنظمة حكم وتقيم دولًا من تحت الرماد بالصوت والصورة وعلى الهواء مباشرة.. وكانت حرب أمريكا الأولى على العراق حربًا إعلامية لا عسكرية لتقول «أنا الأقوى» فى العالم وتعمدت أن تشاهد البشرية ذلك فى بث حى لأول مرة مع ظهور القناة الفضائية الأمريكية الشهيرة CNN.
وعندما ظهرت فى مصر القنوات الفضائية فى الثمانينات كانت تابعة للدولة وتبث من نفس مبنى التليفزيون فى ماسبيرو، وتستخدم مواده ونفس المذيعين والفنيين.. فلم تختلف كثيرًا عن صوت وصورة القناة الأولى والثانية ثم الثالثة.. فى الشكل وفى تناول القضايا ولم يكن يسمح وزير الإعلام صفوت الشريف، الموثوق فيه من الرئيس مبارك شخصيًا أن يتحدث أحد فى قنواته بصوت «قد» يختلف عن صوت الدولة!
لكن.. طارق نور إعلامى فى الأصل، ودرس الإعلام وفنونه، ومع العلم والعمل والخبرة امتلك رؤية إعلامية وأصبح له وجهة نظر فى الإعلان وقدمه بطريقة فنية واحترافية ومصرية خالصة مع الحرص على مواكبة تطور التقنيات والأساليب الحديثة فى الإعلام، وبعد ذلك كان طارق نور رجل الأعمال الذى غرضه تأسيس صناعة الإعلام.. ومنها قناة تليفزيونية ليست مع الدولة ولا ضدها، ولكنها واجهة لكل ما هو مصرى وعصرى!
ولذلك أعتقد أن رئاسة طارق نور مجلس إدارة الشركة المتحدة يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا، ليس فى المتحدة فقط ولكن فى الإعلام المصرى ككل، خاصة أن المتحدة شركة مصرية عملاقة، وقدمت فى السنوات الأخيرة منتجا إعلاميا مصريا كان له اليد الطولى فى الدراما المصرية.. وأكاد أجزم أن الدراما التليفزيونية المصرية كادت أن تكون فى آخر صفوف الدراما العربية والتركية بإنتاجها الضعيف فنيًا وتقنيًا، ومع المتحدة رجعت بقوة وتصدرت المشهد الإعلامى العربى وتراجعت التركية إلى الخلف!
ولأن الإعلام ليس مسلسلات فقط، ولا أغانى فقط وإنما سياسة واقتصاد أولا وأخيرًا.. وأصبحت دول كثيرة فى منطقتنا وفى العالم، تستخدمه لتحقيق مصالحها، وتأكيد حضورها وتضخيم دورها، وهو فى الواقع ربما أقل من ذلك.. لأن الإعلام بات يحكم العالم، ويحدد مصائر الدول.. وفى أمريكا لم يتراجع الرئيس جو بايدن عن الترشح لرئاسة إلا بضغط الإعلام.. ودونالد ترامب الذى كاد أن يدخل السجن يرجع لمقعد الرئيس.. بالإعلام!.
[email protected]