تحرير فلسطين أم حراسة الهيمنة الإيرانية
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
آخر تحديث: 8 فبراير 2024 - 9:46 صبقلم: فاروق يوسف المزاد الفلسطيني مفتوح. منذ متى؟ منذ وعد بلفور. حين صارت فلسطين أرضا من غير شعب لتوهب إلى شعب من غير أرض. كذبة على الضفتين. أما حين انسحب المحتل البريطاني وسلمها لليهود ليقيموا على أرضها دولتهم فقد بالغ العرب في حبها و”أخي جاوز الظالمون المدى”. تنافسوا عليها.
وصار بعضهم يشهر بالبعض الآخر. وكان سلاحهم فاسدا. وعصف بهم أحمد سعيد من إذاعة صوت العرب ليكشف عن معجزتهم الوحيدة كونهم أمة لسان. “العرب ظاهرة صوتية”، كما قال السعودي عبدالله القصيمي. انتقل الخط البياني من نكبة إلى نكسة إلى نصر لم يكتمل. فاجأهم بطل العبور بزيارته الطائشة إلى إسرائيل. أما حين عزلوا مصر فقد بدأ الخط البياني لانهيار مشروعهم القومي الذي مُسح بالأرض يوم احتلت القوات العراقية الكويت. في ذلك اليوم المشؤوم، كانت ورقة فلسطين جاهزة على المنصة فيما المطرقة تنتقل بين الرؤوس كما لو أنها تضرب على مفاتيح بيانو. لقد اتضح أن فلسطين لم تكن إلا خلفية لصراع عربي – عربي ونُسيت إسرائيل. مَن الظالم ومَن المظلوم؟ يعتقد الفلسطينيون أن العرب ظلموهم. في المقابل، فإن العرب يعتقدون أن فلسطين، وهم يقصدون قيام إسرائيل، كانت خشبة نعشهم. وافقوا على قرارات دولية كانوا رفضوها حين صدرت، لكن بعد فوات الأوان. ولقد سمحوا للعالم بأن يضحك عليهم، فيما كانوا يقيمون أنظمة استبدادية مخافة أن تسمح الحرية بضياع قضيتهم المركزية الأولى. أجلوا الحياة الحقيقية. وحرمت الأنظمة شعوبها من أن تقف عند الحد الأدنى من إنسانيتها بسبب رغبتها في التفرغ للقضية. كبلوا أنفسهم بالأصفاد من أجل تحرير فلسطين. وكان السؤال الحائر “أيمكن للمستعَبد في وطنه أن يقاتل من أجل تحرير الآخرين في بلاد أخرى؟”، كانت فلسطين شعارا اُستنزفت من أجله ثروات شعوب، عاشت تنتظر على أمل أن يكون تحريرها نهاية لما تعيشه من ذل وهوان وإفقار وتخلف وانحطاط. كانت الشعوب تكذب على نفسها. فالأحزاب التي استباحت دولا بأكملها وكانت فلسطين رايتها لم تكن في حقيقتها إلا مدارس للإرهاب الذي يُمارس برعاية القانون. فمنذ أن احتلت فلسطين وأُقيمت الأنظمة الوطنية العربية توقف العقل العربي الناشئ عن التفكير وانتهى الأمل بولادة نهضة عربية جديدة وانقطعت صلة العالم العربي بالعالم. “أنت تسأل والحزب يجيب”. أما حين انتقلنا إلى زمن، انتهى فيه الكفاح الوطني الفلسطيني حين اختارت منظمة التحرير الفلسطينية أن تكون جهة سياسية مفاوضة بعد أن كانت قوة مسلحة تتفاوض مع عدوها من خلال فوهة البندقية، فقد سحب العرب أوراق دفاعهم عن القضية، لكن بعد أن صار أمنهم القومي مخترقا وصار في إمكان أي عابر سبيل أن يرسم في الهواء خططا لتحرير فلسطين ليمزجها بطين مزاجه في اليوم التالي، بغض النظر عن الثمن الغالي الذي يدفعه البشر الذين وصلوا إلى مرحلة اليأس وهم يرددون الأناشيد الوطنية. ذلك ما فعله حزب الله الذي هو في حقيقته مترجم مُحلف لكلمات الولي الفقيه في إيران عام 2006. فإذا كانت ضرورة وجود ذلك الحزب قد انتهت عام 2000 بتحرير الجنوب اللبناني، فإن ذلك الحزب الذي هو ميليشيا مسلحة قد وجد في الدخول إلى المزاد الفلسطيني مناسبة لاستعادة شرعيته. هي شرعية مضللة مارس من خلالها الحزب هيمنته على الحياة السياسية في لبنان وصولا إلى تحويله إلى بلد منزوع السيادة، تابع بطريقة أو بأخرى إلى إيران. هناك مَن يقول “لقد أخطأ العرب في ركوب الحصان الفلسطيني”. في لحظة ضعف تاريخية جُرد الفلسطينيون من قضيتهم. كل الأنظمة السياسية العربية التي تاجرت بفلسطين كانت قد مهدت للتضليل الذي تمارسه المقاومة الإسلامية التابعة إلى إيران باسم فلسطين. لقد كشفت حرب غزة أن جمهورا لا يُستهان بنسبته من العرب صار يؤمن بأن محور المقاومة الإسلامية الذي تقوده إيران هو الذي يملك مفتاح الحل في مواجهة الكيان المغتصب وأن إيران هي القوة التي ستعيد للفلسطينيين حقوقهم فيما فشل العرب بذلك. وهو ما دفع ذلك الجمهور إلى تأليف أطول معلقة في هجاء العرب. وهي المعلقة التي تفوق الشاهنامة طولا.ما نعيشه في الواقع ليس حقيقيا. ذلك لأن كل الجماعات المسلحة التي وجدت في غزة مناسبة لاستعراض عدائها للولايات المتحدة لا تجرؤ على توجيه صاروخ واحد في اتجاه إسرائيل. ذلك موقف إيراني صارم. ليست فلسطين قضيتها. لا يجد زعماء تلك الميليشيات ضرورة في أن يكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين، بقدر شعورهم بضرورة أن يكونوا إيرانيين أكثر من الإيرانيين.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
قائد الثورة: الزعماء العرب الذي يتسابقون على تقديم الولاء والطاعة لترامب لا يحظون بأي قيمة عنده مهما فعلوا ومهما قدموا
يمانيون/ خاص
أوضح السيد القائد أن الرئيس الأمريكي بايدن كان يعلن للعرب أنه يؤمن بالمشروع الصهيوني الذي يستهدف أرضهم وعرضهم وبلادهم وأوطانهم وثرواتهم ومقدساتهم.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمة له، اليوم الخميس، حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية، أن ترامب حرص على أن يقدم للعدو الإسرائيلي إنجازات معينة وتباهى بأنه فعل ما لم يفعله الرؤساء الأمريكيون من قبله.
ولفت قائد الثورة إلى أن ترامب قال إنه مستعد لإعطاء “إسرائيل” المزيد من الأراضي العربية وهو يقصد ما يقول، وهذه هي حقيقة الأمريكيين.
وأشار السيد القائد إلى أن الزعماء العرب الذي يتسابقون للولاء لترامب والطاعة له لا يحظون بأي قيمة عنده مهما فعلوا ومهما قدموا.. مؤكداً أن ترامب يرى في الدول العربية الغنية بقرة حلوبا، ويرى في الفقراء أمة بائسة تعيسة ليس لها في حساباته إلا الموت والدمار.
ولفت السيد إلى أن ترامب عمل تحت عنوان “التطبيع” على تطويع بعض العرب ليكونوا خداما للعدو الإسرائيلي والمصالح الأمريكية، وأنه عمل على تجيير البعض من الأنظمة العربية بإمكانات شعوبهم وبلدانهم لخدمة العدو الإسرائيلي.
وأكد قائد الثورة أن ترامب فشل في مشروع “صفقة القرن” رغم كل عنجهيته واستكباره واستهتاره وطغيانه، وسيفشل في هذه المرة أيضاً، مؤكداً أن ترامب سيفشل مهما أثار من الفتن ومهما ألحق بأمتنا من النكبات نتيجة لعملائه والمتواطئين معه.
ونوه السيد القائد إلى أن القضية الفلسطينية محمية بالوعد الإلهي بزوال الكيان المؤقت، ومحمية بأولياء الله وعباده المجاهدين المخلصين المضحين في سبيل الله.. لافتاً إلى ان أمام أمتنا نموذج راقٍ وعظيم في الصمود والتماسك والاستبسال والروح الجهادية العظيمة وهم المجاهدون في قطاع غزة ولبنان.