رد البابا فرنسيس على من ينتقدون قراره بالسماح بتقديم البركات للأزواج المثليين، واصفا معارضة ذلك بـ"النفاق".

ونقلت وكالة "آكي" الإيطالية عن بابا الفاتيكان قوله "لا أحد يندهش إذا باركت رجل أعمال يستغل الناس، بينما يحدث ذلك إذا كان مثليا. هذا نفاق".

وفي مقابلة مع مجلة "كريديري" الإيطالية، تحدث البابا عن منح البركات للأزواج المثليين، وهو أمر ما يزال يثير الجدل، وفقا للوكالة.

وأوضح "لن يشعر أحد بالانزعاج إذا منحت مباركتي لرجل أعمال، ربما كان يستغل الناس، وهذه خطيئة خطيرة للغاية، بينما يشعر أحدهم بالعار إذا أعطيتها لمثلي الجنس"، وأردف: "هذا هو النفاق!".

وأضاف "علينا جميعا أن نحترم بعضنا البعض".

وفي العام الماضي، سمح البابا البالغ من العمر 87 عاما للقساوسة بمباركة الأزواج المثليين، بحسب ما جاء في وثيقة جديدة تشرح التغيير الجذري في سياسة الفاتيكان. 

وأكدت الوثيقة الصادرة عن مكتب العقائد بالفاتيكان،  أن الأشخاص الذين يسعون إلى محبة الله ورحمته لا يجب أن يخضعوا "لتحليل أخلاقي شامل"، كي يتلقوا مباركة الكنيسة.

وغم أن الوثيقة أشارت إلى أن الزواج سر مقدس مدى الحياة، بين رجل وامرأة، فإنها أكدت كذلك أن طلبات الحصول على مثل هذه البركات "لا ينبغي رفضها تماما". 

وقدم الفاتيكان تعريفا شاملا لمصطلح "البركة" في الكتاب المقدس، لافتا إلى أن الأشخاص الذين يبحثون عن علاقة مع الله، ويبحثون عن محبته ورحمته لا ينبغي أن يخضعوا "لتحليل أخلاقي شامل" كشرط مسبق للحصول عليها. 

لكن القرار أثار ردود فعل متباينة داخل الكنيسة. وبينما رحبت الكنائس الغربية بالقرار إلى حد كبير، قالت هيئة تمثل الأساقفة في أفريقيا إنهم لن يقدموا البركات لأنهم "لا يعتبرونها مناسبة لأفريقيا"، مضيفة أن ذلك "سيسبب ارتباكا وسيتعارض بشكل مباشر مع الروح الثقافية للمجتمعات الأفريقية".

ووصف البابا انتقادات البركات في أفريقيا بأنها "حالة خاصة" متأثرة بالثقافة، فيما حافظ الأساقفة الأفارقة، رغم الخلاف، على ولائهم للبابا.

كما تم التعبير عن الانتقادات بين قسم كبير من المحافظين داخل الكنيسة، والعديد منهم في الولايات المتحدة وأجزاء من أوروبا، والذين قال البابا فرانسيس في السابق إنهم "ينتمون إلى مجموعات أيديولوجية صغيرة".

وفي مقابلته مع كريديري، التي نشرها موقع "سي أن أن"، بدا أن البابا يشير إلى "المجموعات الأيديولوجية" التي تكون انتقائية في تطبيقها لتعاليم الكنيسة ومنها ما يخص المثلية الجنسية.

وقال للكاهن، دون فينسينزو فيتالي، الذي أجرى المقابلة: "أنا لا أبارك زواج المثليين، بل أبارك شخصين يحبان بعضهما البعض، وأطلب منهما أيضا أن يصليا من أجلي".

وتابع "عندما تحصل مثل هذه المواقف، كمثليي الجنس، أو أشخاص تزوجوا مرة أخرى، أصلي وأبارك دائما. ولا يجوز حرمان أحد من البركة".

وأضاف أنه كان يتحدث عن الأشخاص الراغبين في أن يكونوا جزءا من الكنيسة الكاثوليكية.

بعد أيام من القرار.. كنيسة "شرقية" تعارض مباركة الأزواج المثلييين قال رئيس الكنيسة الكاثوليكية الشرقية في أوكرانيا، إن وثيقة صدق عليها البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، الأسبوع الماضي تسمح بمباركة فردين مرتبطين من نفس الجنس لا تنطبق على كنيسته ولا تعاليمها.

وفي ديسمبر الماضي، صدرت وثيقة عن مكتب العقيدة في الفاتيكان تقول إن القساوسة الروم الكاثوليك يمكنهم مباركة فردين مرتبطين من نفس الجنس ما دام الأمر ليس جزءا من الطقوس المنتظمة المعتادة للكنيسة.

وأضافت الوثيقة أن مثل تلك المباركات ستكون علامة على ترحيب الرب بالجميع لكن لا يجب الخلط بينها وبين سر الزواج المقدس بين الجنسين.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

دولة الاحتلال تستدعي سفير الفاتيكان إثر تصريحات للبابا عن الإبادة بغزة

استدعت خارجية دولة الاحتلال، الأربعاء، سفير الفاتيكان في "تل أبيب" المطران أدولفو تيتو إيلانا، بعد انتقاد البابا فرنسيس، للإبادة في قطاع غزة.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية عيدان بار تال، استدعى سفير الفاتيكان، المطران أدولفو تيتو إيلانا، لإجراء محادثة بعد تصريحات البابا فرنسيس القاسية ضد إسرائيل".

وأضافت: "جرت المحادثة تنفيذا لتعليمات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر".

وفي وقت سابق الأربعاء، وصف بابا الفاتيكان في رسالته بمناسبة عيد الميلاد، الوضع الإنساني في قطاع غزة بـ"الخطير جدا"، وجدد دعوته إلى وقف حرب الإبادة الإسرائيلية بغزة.

وخلال المحادثة، "أعرب بار تال عن استياء "إسرائيل" من تصريحات البابا، الذي اتهم إسرائيل هذا الأسبوع بقتل الأطفال وقصف المدارس والمستشفيات في قطاع غزة"، وفق الصحيفة.


والأحد، قال البابا: "أفكر في غزة بحزن شديد، وهناك الكثير من القسوة (الإسرائيلية)، والأطفال الذين يتم ضربهم بالرشاشات، والمدارس والمستشفيات التي تعرضت للقصف.. يا لها من قسوة عظيمة".

تصريحات البابا التي اعتبرت أقسى إدانة لتل أبيب، جاءت بعد يوم من غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن استشهاد سبعة أطفال في منطقة جباليا النزلة شمالي القطاع.

وعلى إثر تلك التصريحات، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاثنين، عن ترتيبات تجرى لتنظيم لقاء بين الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ وبابا الفاتيكان، على خلفية تصريحات للأخير، أزعجت "تل أبيب".

وبحسب "يديعوت أحرونوت: "تشير التقديرات إلى أن تصريحات البابا تسبب لإسرائيل أضرارا جسيمة للغاية في العالم المسيحي.

وبدعم أمريكي ترتكب دولة الاحتلال منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الإسرائيلية تستدعي سفير الفاتيكان بعد تصريحات للبابا فرنسيس
  • دولة الاحتلال تستدعي سفير الفاتيكان إثر تصريحات للبابا عن الإبادة بغزة
  • مصدر إسرائيلي: استدعاء سفير الفاتيكان لدى تل أبيب بعد تصريحات البابا القاسية
  • بابا الفاتيكان يندد بالوضع الإنساني الخطير في غزة ويكرر المطالبة بإطلاق سراح المحتجزين
  • بابا الفاتيكان يلقي مباركته التقليدية في عيد الميلاد
  • بابا الفاتيكان يترأس قداس عيد الميلاد المجيد
  • بابا الفاتيكان يترأس قداس عيد الميلاد المجيد (فيديو)
  • الفاتيكان يفتح الأبواب المقدسة لأول مرة منذ 25 عامًا .. ما السر؟
  • أمين عام رابطة العالم الإسلامي يلتقي بابا الفاتيكان
  • مسؤول كبير في الفاتيكان يغادر غزة بعد زيارة لعدة ساعات