نفاق.. بابا الفاتيكان يرد على منتقدي بركات الأزواج المثليين
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
رد البابا فرنسيس على من ينتقدون قراره بالسماح بتقديم البركات للأزواج المثليين، واصفا معارضة ذلك بـ"النفاق".
ونقلت وكالة "آكي" الإيطالية عن بابا الفاتيكان قوله "لا أحد يندهش إذا باركت رجل أعمال يستغل الناس، بينما يحدث ذلك إذا كان مثليا. هذا نفاق".
وفي مقابلة مع مجلة "كريديري" الإيطالية، تحدث البابا عن منح البركات للأزواج المثليين، وهو أمر ما يزال يثير الجدل، وفقا للوكالة.
وأوضح "لن يشعر أحد بالانزعاج إذا منحت مباركتي لرجل أعمال، ربما كان يستغل الناس، وهذه خطيئة خطيرة للغاية، بينما يشعر أحدهم بالعار إذا أعطيتها لمثلي الجنس"، وأردف: "هذا هو النفاق!".
وأضاف "علينا جميعا أن نحترم بعضنا البعض".
وفي العام الماضي، سمح البابا البالغ من العمر 87 عاما للقساوسة بمباركة الأزواج المثليين، بحسب ما جاء في وثيقة جديدة تشرح التغيير الجذري في سياسة الفاتيكان.
وأكدت الوثيقة الصادرة عن مكتب العقائد بالفاتيكان، أن الأشخاص الذين يسعون إلى محبة الله ورحمته لا يجب أن يخضعوا "لتحليل أخلاقي شامل"، كي يتلقوا مباركة الكنيسة.
وغم أن الوثيقة أشارت إلى أن الزواج سر مقدس مدى الحياة، بين رجل وامرأة، فإنها أكدت كذلك أن طلبات الحصول على مثل هذه البركات "لا ينبغي رفضها تماما".
وقدم الفاتيكان تعريفا شاملا لمصطلح "البركة" في الكتاب المقدس، لافتا إلى أن الأشخاص الذين يبحثون عن علاقة مع الله، ويبحثون عن محبته ورحمته لا ينبغي أن يخضعوا "لتحليل أخلاقي شامل" كشرط مسبق للحصول عليها.
لكن القرار أثار ردود فعل متباينة داخل الكنيسة. وبينما رحبت الكنائس الغربية بالقرار إلى حد كبير، قالت هيئة تمثل الأساقفة في أفريقيا إنهم لن يقدموا البركات لأنهم "لا يعتبرونها مناسبة لأفريقيا"، مضيفة أن ذلك "سيسبب ارتباكا وسيتعارض بشكل مباشر مع الروح الثقافية للمجتمعات الأفريقية".
ووصف البابا انتقادات البركات في أفريقيا بأنها "حالة خاصة" متأثرة بالثقافة، فيما حافظ الأساقفة الأفارقة، رغم الخلاف، على ولائهم للبابا.
كما تم التعبير عن الانتقادات بين قسم كبير من المحافظين داخل الكنيسة، والعديد منهم في الولايات المتحدة وأجزاء من أوروبا، والذين قال البابا فرانسيس في السابق إنهم "ينتمون إلى مجموعات أيديولوجية صغيرة".
وفي مقابلته مع كريديري، التي نشرها موقع "سي أن أن"، بدا أن البابا يشير إلى "المجموعات الأيديولوجية" التي تكون انتقائية في تطبيقها لتعاليم الكنيسة ومنها ما يخص المثلية الجنسية.
وقال للكاهن، دون فينسينزو فيتالي، الذي أجرى المقابلة: "أنا لا أبارك زواج المثليين، بل أبارك شخصين يحبان بعضهما البعض، وأطلب منهما أيضا أن يصليا من أجلي".
وتابع "عندما تحصل مثل هذه المواقف، كمثليي الجنس، أو أشخاص تزوجوا مرة أخرى، أصلي وأبارك دائما. ولا يجوز حرمان أحد من البركة".
وأضاف أنه كان يتحدث عن الأشخاص الراغبين في أن يكونوا جزءا من الكنيسة الكاثوليكية.
وفي ديسمبر الماضي، صدرت وثيقة عن مكتب العقيدة في الفاتيكان تقول إن القساوسة الروم الكاثوليك يمكنهم مباركة فردين مرتبطين من نفس الجنس ما دام الأمر ليس جزءا من الطقوس المنتظمة المعتادة للكنيسة.
وأضافت الوثيقة أن مثل تلك المباركات ستكون علامة على ترحيب الرب بالجميع لكن لا يجب الخلط بينها وبين سر الزواج المقدس بين الجنسين.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي يُنيب وزير الأوقاف في حضور عزاء بابا الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أناب الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في حضور عزاء، قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان.
وكان وزير الأوقاف، قد نعى -ببالغ الحزن والأسى- بابا الفاتيكان، الذي وافته المنية بعد مسيرة حافلة بالعطاء والجهود الإنسانية النبيلة، متقدمًا بخالص العزاء وصادق المواساة إلى الكنيسة الكاثوليكية، وإلى جميع أبنائها حول العالم.
وأكد الوزير، أن البابا فرنسيس كان شخصية فريدة في عطائها، ورمزًا عالميًا في الدفاع عن القيم الإنسانية، ومثالًا يُحتذى به في الإخلاص لقضايا السلام؛ مشيرًا إلى أن الفقيد الراحل سطّر صفحات مضيئة في سجل التفاهم والتقارب بين الشعوب، وسعى بكل صدق إلى بناء جسور من المحبة والتسامح بين أتباع الديانات المختلفة.
وأضاف، أن التاريخ سيذكر للبابا فرنسيس مواقفه الشجاعة في إعلاء صوت الإنسانية في وجه الحروب والنزاعات، وحرصه على الدفاع عن المظلومين والفقراء واللاجئين، مشددًا على أن تلك الرسالة السامية التي حملها طوال حياته تمثل نموذجًا راقيًا.
وأشار «الأزهري»، إلى أنه سيظل ممنونا للقاء الذي جمعه بقداسة البابا فرنسيس في مقر إقامته بالفاتيكان، شاكرا الحفاوة التي تفضل بها البابا، حيث دار بينهما حوار ودي عميق حول سبل تعزيز التفاهم بين أتباع الديانات، وقد شارك في اللقاء المونسينيور يوأنس لحظي جيد، السكرتير الشخصي السابق لقداسة البابا ورئيس مؤسسة الأخوة الإنسانية المصرية، في مشهد يعكس عمق التقدير المتبادل، ويؤكد متانة العلاقات الروحية والإنسانية التي تربط بين القيادات الدينية الكبرى في العالم.
وأضاف ، أن اللقاءات التي جمعت البابا فرنسيس بعدد من القيادات الدينية في العالم، وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، كانت خطوات فارقة في مسار تعزيز الحوار بين الأديان، وتأكيد أن الرسالات السماوية جاءت جميعها لترسيخ الرحمة والسلام في الأرض.
واختتم وزير الأوقاف، بيانه بالتأكيد على أن العالم فقد برحيل البابا فرنسيس صوتًا نقيًّا من أصوات الحكمة، وعقلًا مضيئًا من عقول التسامح، وقلبًا نابضًا بحب الخير للناس جميعًا.