بسبب أزمة البحر الأحمر.. شركات التأمين ترفع أجورها بنسبة 50 بالمئة على هذه السفن!
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
رفعت شركات التأمين ضد مخاطر الحرب علاوات التأمين على السفن الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية التي تعبر البحر الأحمر بنسبة تصل إلى 50 بالمئة، وفقاً لمصادر حصلت عليها رويترز، فيما يتجنب بعض مقدمي خدمات التأمين تغطية مثل هذه السفن بسبب استهداف جماعة الحوثي لسفنها.
وأبطأت الهجمات التي يشنها الحوثيون المتحالفون مع إيران منذ نوفمبر تشرين الثاني التجارة بين آسيا وأوروبا وأثارت قلق القوى الكبرى.
ولجأت شركات كثيرة إلى تغيير مسار السفن لتدور حول جنوب أفريقيا على الرغم من أن بعض السفن ما زالت تعبر البحر الأحمر.
وقال ديفيد سميث، رئيس قسم السفن والالتزامات البحرية في شركة مجيل آند بارتنرز للتأمين، إن السفن ذات الصلة بالولايات المتحدة أو بريطانيا أو إسرائيل تدفع الآن علاوة مخاطر حرب إضافية تترواح من 25 إلى 50 بالمئة زيادة عن السفن الأخرى العابرة للبحر الأحمر.
وقال مصدران في صناعة التأمين إن السفن ذات الصلة بالولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو إسرائيل ستخضع لأقساط أعلى تزيد حتى عن 50 بالمئة.
وقال ماركوس بيكر، الرئيس العالمي للخدمات للبحرية والشحن في شركة مارش للتأمين “السفن التي واجهت مشكلات حتى الآن، جميعها تقريبا ترتبط، على نحو ما، بعناصر ملكية إسرائيلية أو أمريكية أو بريطانية”.
وقال مصدران إن بعض شركات التأمين تتجنب تغطية مثل هذه الأعمال حاليا.
وفي واحدة من أخطر الحوادث، أصيبت ناقلة تديرها شركة مقرها المملكة المتحدة وكانت حمولتها مملوكة لشركة تجارة السلع الأولية العالمية ترافيجورا، بصاروخ تسبب في نشوب حريق أُخمد لاحقا.
وقالت مصادر في صناعة التأمين إن علاوات التأمين ضد مخاطر الحرب لرحلات البحر الأحمر بلغت نحو واحد بالمئة من قيمة السفينة في الأيام العشرة الماضية، ارتفاعا من نحو 0.7 بالمئة سابقا مع خصومات مختلفة تطبقها شركات التأمين.
وهذا يتحول إلى مئات الآلاف من الدولارات من الكلفة الإضافية لرحلة تستغرق سبعة أيام.
وقال مونرو أندرسون، رئيس العمليات في شركة فيسيل بروتيكت المتخصصة في تأمين الشحن البحري والمخاطر في الحروب وهي جزء من شركة بن اندرايتر “الممر الآمن فيما يبدو الذي يقدمه الحوثيون للسفن التي ترفع علم روسيا والصين أو المملوكة لهما، بما في ذلك هونج كونج، وإيران، يراد به توفير درجة من الضمان للأسواق التجارية المرتبطة بتلك الدول”.
وأظهرت بيانات شحن أن السفن تضيف أيضا رسائل إلى بياناتها التعريفية المعلنة لتتبع السفن توضح فيها وجود طاقم صيني على متنها أو تفيد بأنها لا علاقة لها بشركات بريطانية أو أمريكية أو إسرائيلية.
وقالت شركة الشحن الإسرائيلية (زيم) إنها تحول سفنها بعيدا عن البحر الأحمر.
ونصحت شركة مخاطر وأمن الشحن البحري الاستشارية البريطانية درايد جلوبال عملاءها بتجنب المنطقة حتى إشعار آخر.
وقال كوري رانسلم، الرئيس التنفيذي لشركة درايد جلوبال “يدهشني أن السفن التي ترفع علم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أو التي تديرها (شركات من الدولتين) ما زالت تعبر البحر الأحمر وخليج عدن. إنها تمثل الفئات الأكثر خطورة من السفن لاحتمال تعرضها لهجوم في هذه المنطقة”.
وأضاف “السفن التي تديرها إيران وروسيا والصين وترفع علم هذه الدول هي السفن الوحيدة التي بوسعها العبور بأمان بهذه المنطقة. ولن يهاجم الحوثيون المتحالفون مع إيران السفن التي تحمل هذه الأعلام أو هذه الاتحادات لأن روسيا والصين متعاطفتان مع إيران”.
وتتزايد المخاوف من احتمال أن تطال التداعيات سفنا أخرى.
وجاء في مذكرة استشارية بتاريخ الخامس من فبراير شباط أصدرتها اتحادات شحن بارزة “مستوى التهديد الذي تتعرض له سفن ذات مصالح إسرائيلية وبريطانية وأمريكية ما زال مرتفعا”.
وأضافت المذكرة “لكن يجب على جميع المالكين والمشغلين والطواقم أن يدركوا أنه قد يقع خطأ في التعرف على سفينتهم وأن يفهموا مخاطر تعرضهم لأضرار جانبية”.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر سفن الشحن الحوثي التأمين شرکات التأمین البحر الأحمر المتحدة أو السفن التی
إقرأ أيضاً:
اليمن يساند “غزة” رغم الاعتداءات والتهديدات، وفشل مركّب لأمريكا والصهاينة
يمانيون../
عدوان أمريكي جديد على العاصمة صنعاء، وذلك بعد ساعات من إعلان القوات المسلحة اليمنية ضرب هدف عسكري للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع “فلسطين٢”؛ انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني وردا على جرائم حرب الإبادة والتجويع بحق سكان قطاع غزة منذ ما يزيد عن عام وثلاثة أشهر.
المأزق الأمريكي واضح، والاعتداءات المتواصلة على اليمن دون أي نتيجة تذكر دليل على فشل مركب للجيش الأمريكي في إدارة المعركة وإنهاء “التهديدات”، إن على صعيد محاولات وقف العمليات البحرية التي تستهدف السفن المشمولة بقرار حظر الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة أو لجهة الحد من عمليات إسناد الشعب الفلسطيني في عمق الكيان الصهيوني الغاصب.
هل استنفدت أمريكا بنك أهدافها في اليمن؟
وبعد عام من المواجهة، يبدو أن الولايات المتحدة” استنفدت بنك أهدافها رغم ما صاحب ذلك من جهود شاقة وغير مجدية في جمع المعلومات وتحديث البيانات لا سيما مع تهاوي طائرات “إم كيو ناين” التجسسية. وعلى الرغم من ذلك، يتجه الجيش الأمريكي نحو البحث عن إنجازات دعائية باستهدافه مقرات سيادية كمقر وزارة الدفاع أكثر منها بنية تحتية عملياتية..
وبادعاء قصف مركز لتنسيق الهجمات على سفن أمريكية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن، تسقط واشنطن سرديتها السابقة وتنعى كل “إنجازاتها”، بدءا بمزاعم استهداف قواعد إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ والزوارق البحرية، قبل أن تشكل خطرا على ما أسموه الملاحة الدولية، وليس انتهاء بتدمير أماكن صناعة وتجميع هذه القدرات.
سيكون محرجا للولايات المتحدة في قادم الأيام لو نفذت القوات البحرية عملية نوعية ضد أي من السفن المرتبطة والمتعاونة مع كيان العدو وستفعل ذلك لكن المحرج أكثر لو عادت الاشتباكات المؤثرة مع أي من المدمرات الأمريكية في حال عودتها إلى البحر الأحمر وساحة الاشتباك بناء على هذه الحسابات والتقديرات.
تراكم الفشل يصنع موجة من التخبط والبدائل العقيمة
تراكم الفشل في اليمن وضع كيان العدو الإسرائيلي ومعه الولايات المتحدة أمام خيارات أكثر عدوانية، وهذا ما بات معلنا وسط دوامة من التخبط يعيشها البيت الأبيض لتحديد وسائل المواجهة وطريقة إدارتها.
بالنسبة للعدو الإسرائيلي فأثر العمليات اليمنية واضح، والتحريض قائم لتبني موجة جديدة من الاعتداءات على الشعب اليمني ومقدراته، إذ تشير “هيئة البث” الإسرائيلية إلى أن هناك إجماع كامل في المؤسسة الأمنية على “مهاجمة اليمن” لملاحظتهم أن اليمنيين أخذوا على عاتقهم مسؤولية مواصلة الهجمات على “إسرائيل”.
التقديرات الصهيونية تشير إلى إطلاق نحو عشرة صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار على الأراضي المحتلة منذ بداية نوفمبر، بما في ذلك العديد منها خلال الأسبوعين الماضيين فقط، وهذا مؤشر على زيادة العمليات المساندة، مع الإقرار بالفشل في الرد عليها والتصدي لبعضها، حتى مع استخدام نظام الدفاع الصاروخي “حيتس” الذي يصل ثمن الصاروخ الإعتراضي منه نحو 3 ملايين دولار.
وفي حين أن خيارات الصهاينة محدودة في اليمن، إلا أن واشنطن تعمل على أكثر من اتجاه للحفاظ على مصالحها وأمن الكيان الصهيوني.
بالحصار، وتصنيف “الإرهاب” أمريكا تساوم اليمن مجددا
منذ بدء العدوان على اليمن قبل عقد من الزمن استخدمت واشنطن كل أوراق الضغط العسكري والسياسي والإنساني لكسر صمود وإرادة الشعب اليمني؛ لحمله على الاستسلام والقبول بالشروط والاملاءات الأجنبية، ومن الوسائل المجربة تشديد الحصار على موانئ الحديدة.
ومع تخفيف القيود على الميناء خلال العامين الماضيين؛ تنفيذا لاستحقاق التهدئة، عادت واشنطن لتشهر سلاح الحصار والأزمات كورقة ضغط على صنعاء؛ لثنيها وتراجعها عن دعم وإسناد غزة من خلال المساعي الحثيثة للحصول على دعم عالمي لمنح الأمم المتحدة صلاحيات أكثر لاعتراض السفن في البحر الأحمر المتجهة إلى ميناء الحديدة الذي يعد شريان الحياة لأكثر من ثلثي سكان اليمن، وعرقلة وصول الإمدادات الغذائية والدوائية والنفطية كجزء من محاولة جديدة يجري التنسيق لها مع دول غربية أخرى ؛ لإضعاف من أسموهم “الحوثيين”، وفقًا لتصريحات المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة والمبعوث الخاص الأمريكي تيموثي ليندر كينغ الذي لوح بإعادة تصنيف اليمنيين كجماعة “إرهابية” وهي المعايير الأمريكية المتقلبة وفقا لأجندة البيت الأبيض ومصالحه.
قائد قوات الأسطول الأمريكي الخامس “الأدميرال داريل كودل” أكد حقيقة توجه بلاده العدائي ضد اليمن بحديثه عن ضرورة منع تدفق الصواريخ والطائرات بدون طيار والأسلحة والأجزاء الأخرى من إيران إلى اليمن كمفتاح للحفاظ على ما أسماه أمن مضيق باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر للشحن التجاري، وهي الذريعة التي تحتاجها واشنطن في هذه المرحلة؛ لإحكام السيطرة على مضيق باب المندب في ظل تراجع حضورها والإقرار من المسؤول ذاته باتخاذ مئات السفن التجارية، وخاصة أكبر شركات نقل الحاويات، الطريق الأطول حول إفريقيا لضمان التسليم من وإلى أوروبا وآسيا بدلاً من المخاطرة بالتعرض لهجمات على الطريق الأقصر إلى قناة السويس.
الفشل في حماية الملاحة الصهيونية
همًّ أمريكي بريطاني مشترك
إلى مزيد من الفشل انتهت عمليات التحالف الأمريكي البريطاني “حارس الازدهار” في اليمن، والحال ذاته ينسحب على التحالف الأوروبي، “أسبيدس” وهو ما جعل قدرة هذه التحالفات على طمأنة شركات الملاحة الدولية لعودة حركة المرور في البحر الأحمر إلى مستويات ما قبل شهر نوفمبر العام الماضي محل شك وسخرية لدى البعض مع ما تشكله الحاجة إلى الحفاظ على سلامة الأصول البحرية من عبئ كبير لأمريكا وشركائها، فضلا عن تكلفة استنزاف أنظمة أسلحتها ضد الصواريخ والطائرات اليمنية.
مايك بومبيو وزير خارجية ترامب سابقا سخر من إدارة بايدن في معرض تعليقه على فشلها البحري بالإشارة إلى استمرار إطلاق الصواريخ على كيان العدو، واستهداف المصالح الأمريكية في “الشرق الأوسط”، معتبرا الفشل في ردع اليمن بالمحرج للغاية.
وزارة الحرب البريطانية هي الأخرى تواجه سيلا من الانتقادات على عملية البحر الأحمر باعتبار إجراءاتها ضد اليمن غير ناجحة وتأثيرها الضئيل.
في ورقة بحثية بعنوان “الملاحة في المياه المضطربة ذكرت “مؤسسة IISS” أن التدخل البريطاني والأمريكي في إطار عملية “حارس الازدهار” لا ينبغي اعتباره ناجحًا بسبب استمرار الهجمات طوال العام، وعدم عودة الشحن إلى مستوياته قبل العمليات اليمنية.
ما ركّزت عليه الورقة أيضا أنه وعلى الرغم من مزاعم إحباط العديد من العمليات البحرية إلا أنها استمرّت بمعدل ثابت منذ بدء عمليات الاعتراض وبوتيرة أعلى خلال الأسابيع الماضية.
مساع أمريكية لإعادة انتاج الأدوات المحلية
خلف ستار “العمل العسكري” في اليمن محدود وليس كافيا لطمأنة خطوط الشحن لعودة حركة المرور في البحر الأحمر؛ تحاول الولايات المتحدة أن تتهرب من واقع الإخفاق، ومن هذا المنطلق تسعى جاهدة لتوريط المزيد من الدول وإعادة انتاج الأدوات المحلية وتشكيلات مرتزقتهم المنضوين تحت العباءة السعودية أو الإماراتية.
سفير واشنطن ستيفن فاحن يقود حملة تحريضية ضد صنعاء في الداخل بلقاءات مع قيادات المرتزقة بعناوين مستهلكة وبالية ولم تعد تنطلي على أحد؛ نتيجة الاصطفاف الصارخ مع كيان العدو مع إيمانه بأن هذا الرهان خاسر ولا يبنى عليه.
الأمريكي للصهاينة عن عمليات الإسناد:
إنها مشكلة وحالة متأصلة لا يمكن القضاء عليها
من جرائم حرب الإبادة الجماعية في غزة؛ يهدف العدو إلى استعادة هيبته التي تضعضعت في السابع من أكتوبر، وخلق حالة من الخوف والرعب تتجاوز الشعب الفلسطيني إلى كل الشعوب العربية والإسلامية، لكن هذا الهدف لا يبدو أنه ترك أثرا سوى على الأنظمة المطبعة، إذ تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية جهادها واستبسالها ومواجه الكيان؛ إصرارا يمنيا على دعم غزة ولا أمل في كسره أو تطويعه، مع قدرة أربكت حسابات العدو في استمرار القدرات اليمنية في جهودها العسكرية وتطوير وسائلها القتالية، والتكيف مع كل أشكال العدوان التي يشنها الصهاينة والولايات المتحدة وبريطانيا.
وفي ظل التهديدات بضرب الأصول والبنى التحتية في اليمن، تجمع الأوساط الصهيونية بأن ذلك لن يوقف النيران اليمنية؛ لعناد اليمنيين وعقليتهم المختلفة في عدم الاستسلام مهما كان الثمن، وهذا ما خبره واستنتجه الأمريكي ونقله إلى المسؤولين الصهاينة في بداية الحرب بقوله عن المساندة اليمنية البحرية لغزة وفق خبير عسكري إسرائيلي ” إنها مشكلة وحالة متأصلة لا يمكن التخلص منها” .
وما يزيد الأجواء قتامة في “تل أبيب” هي توقعات خبراء للعدو بأن الجبهة اليمينة ستكون أكثر حضورا وتعقيدا في وجه الكيان الصهيوني؛ لتأثير اليمن المتعاظم في المنطقة، وتحرك مسارات الملاحة وفق إرادته.
موقع أنصار الله إسماعيل المحاقري