بعد طول انتظار أطلّ موسم الثلج في لبنان ليثلج قلوب محبي التزلج ويعيد ضخّ الدفء في شرايين العجلة الإقتصادية الجبلية الجامدة. موسم بات قصيراً بسبب التغيير المناخي الذي يؤثر على لبنان كما على بلدان العالم لكنه يضجّ بالحياة ويعيد في كل سنة إحياء ملامح العزّ الذي كان للبنان. موسم يعوّل عليه الكثيرون، لكن يحكى عن ارتفاع في أسعار مراكز التزلج وعن كلفة لم يعد المواطن اللبناني العادي قادراً على تكبّدها.

  كل المسؤولين عن مراكز التزلج يجمعون على أمرين وهما غياب الدعم الرسمي وتقلّص موسم الثلج الذي بات قصيراً ولا يغطّي النفقات الباهظة. في هذا الإطار يقول إيلي فرحات المدير التنفيذي لنادي الزعرور إن كلفة الأشغال تزداد سنوياً. والمحطة مجبرة على القيام بأعمال الصيانة للمصاعد والمدرجات والطرقات ومواقف السيارات التي تتضرّر كل عام نتيجة الثلوج، وعلى تأمين المازوت للمولدات التي تشغل المصاعد والمحطة ككل في غياب التيار الكهربائي. كما يتوجّب عليها دفع رواتب موظفيها على مدار العام وبهذا تصبح الكلفة أكبر من المدخول. «لقد رفعنا أسعارنا بمعدل 15% لتأمين استمرارية عملنا ولا يمكن أن نرفع أكثر حتى نبقى في مستوى الجميع».

يفنّد فرحات الأسعار محدّداً أن كلفة نهار التزلج تقارب 60$ تقريباً تتوزّع بين سعر بطاقة نهار التزلج وهو 30$ للكبار و25 للصغار واستئجار السكي 10$ فيما يجب احتساب ما بين 15 و20$ للطعام وتنخفض هذه الأسعار في بحر الأسبوع. الأسعار التقريبية ذاتها يوافق عليها إيلي فخري من مركز تزلج الأرز ويؤكد الإثنان أن الروّاد اليوم باتوا معتادين على الدفع بالدولار ولم يعودوا يجادلون في الأسعار كما كانوا في السنوات الماضية.

في لبنان خيارات الإقامة متنوّعة بين الفنادق والشاليهات وبيوت الضيافة ومنازل الـAir bnb وذلك لقرب القرى من مراكز التزلج ففي كفرذبيان وفاريا كما في الزعرور وبولونيا وبشري وحدث الجبة بيوت يمكن للرواد استئجارها لمدة محددة فيما تنتشر الفنادق الصغيرة بأسعار مقبولة جداً تبدأ بـ50$ لليلة الواحدة. أما من أراد فنادق فخمة ترضي غروره فالأسعار قد تصل الى 400$ في الليلة لأفخرها.


كفرذبيان التي تفخر بتواجد أكبر محطتي تزلج ضمن نطاقها وهما فقرا والمزار تعيش اليوم عزّ موسمها السياحي الشتوي. المختار وسيم مهنا يؤكد أن كل شيء جاهز في المنطقة لاستقبال الروّاد وما ينقص هو حضور السائح العربي والأجنبي.

المختار المنحاز بشدة الى منطقته يعدّد الكثير من المزايا التي يمكن أن تجتذب أي زائر مهما تكن ميزانيته. المطاعم تنتشر في المنطقة لكل الميزانيات حتى أنها تقدم الترفيه والحفلات والسهرات التي تجذب السياح وتحوّل إقامتهم الى تجربة ممتعة. أما بالنسبة للفنادق فيخطئ من يظنّ أن أسعار المنطقة تفوق المناطق الأخرى. قد يصحّ ذلك بالنسبة الى عدد محدود من الفنادق «السنوب» في عيون السيمان أو فقرا لكن يمكن إيجاد عدد لا بأس به من الفنادق لا تتعدى الليلة الواحدة فيها 100$. «ومن لا تعجبه الأسعار في منطقتنا يقول أحد الكسروانيين المتعصبين فليتوجه الى الأرز هناك الخدمات أرخص والطريق أطول وأصعب. نحن نختصر المسافة ونبيع برستيج...».

باختصار ورغم الصعوبات والاشتباكات وارتفاع الأسعار الموسم واعد جداً والحجوزات في بعض المناطق مكتملة لشهر شباط بأكمله على أمل أن يساعد الطقس في إطالة عمر الموسم ليكون رافعة حقيقية لاقتصاد المناطق الجبلية. (نداء الوطن)

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة وارتفاع حصيلة الشهداء إلى 30 منذ فجر اليوم

قال يوسف أبو كويك، مراسل "القاهرة الإخبارية" من غزة، إن التصعيد الإسرائيلي المتواصل على القطاع أسفر عن استشهاد 30 مواطنًا منذ فجر اليوم، الخميس، فقط، في سلسلة غارات مكثفة تركزت بشكل رئيسي على شمال القطاع ومدينة غزة.

وأوضح أن آخر الشهداء سقطوا في بلدة الزوايدة وسط القطاع، حيث استُهدِف ثلاثة أفراد من عائلة واحدة – شقيقان وطفلة – بصاروخ أطلقته طائرة مسيّرة إسرائيلية، ما أدى أيضًا إلى إصابة عدد من المدنيين نُقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.

فرصة أخيرة قبل التصعيد الشامل في غزة.. مبادرات تهدئة وضغوط دوليةمصادر فلسطينية: 30 شهيدا في غارات الاحتلال على غزة اليوم

وأضاف أن مدينة جباليا شمال غزة كانت مسرحًا لأبشع المجازر اليوم، بعد استهداف طيران الاحتلال مبنى سكنيا قالت إسرائيل إنه يُستخدم كمركز قيادة من قبل حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ما أدى إلى استشهاد عشرة مواطنين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، تم نقلهم إلى مستشفى الشفاء في غزة والمشفى الإندونيسي شمالًا، كما استُهدِفت مناطق أخرى في حي الشيخ رضوان، إضافة إلى وادي العرايس جنوب شرق حي الزيتون، حيث لا تزال فرق الإنقاذ عاجزة عن الوصول لعدد من الشهداء بفعل القصف المدفعي المتواصل.

وفي محافظة خان يونس جنوب القطاع، سقط سبعة شهداء في غارات استهدفت منازل وخيامًا للنازحين، فيما هرعت طواقم الدفاع المدني قبل قليل إلى منزل قصفته الطائرات الإسرائيلية في المنطقة الشرقية للمدينة، دون توفر معلومات مؤكدة حتى اللحظة عن عدد الضحايا.

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية خروج مستشفى "الدرّة" للأطفال من الخدمة بشكل كامل بعد تعرضه لاستهداف مباشر أدى إلى تدمير البنية التحتية، بما في ذلك وحدات العناية المركزة وألواح الطاقة. 

وبذلك، لم يتبقَ أي مستشفى مخصص للأطفال داخل مدينة غزة، بعد أن دمّر الاحتلال سابقًا مستشفى "النصر" خلال العملية البرية في العام الماضي.

مقالات مشابهة

  • محافظة الجيزة تتابع مشروعات التطوير بمحيط الفنادق استعدادا لافتتاح المتحف الكبير
  • تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة وارتفاع حصيلة الشهداء إلى 30 منذ فجر اليوم
  • علاج واعد يستهدف السبب الكامن وراء آلام أسفل الظهر المزمنة
  • زلزال إسطنبول.. تسجيل 185 هزة إرتدادية وارتفاع عدد المصابين
  • أزمة الدعم لا توقف إبداع مهرجان الإسكندرية.. دورة 11 تتألق رغم الصعوبات
  • شرطة دبي تُنظم محاضرة للعاملين في الفنادق
  • موسم واعد بالخير.. التموين تدعو المزارعين إلى سرعة توريد القمح بالسعر المغري
  • مصرى يحصد جائزة «سفير التنمية لعام 2025» لأكبر مجموعة فنادق عالمية
  • إعلام إسرائيلي: 60% من جنود الاحتياط يلتزمون بالخدمة في غزة بسبب الصعوبات
  • ايران: زيارة وزير الدفاع السعودي لطهران نقطة تحول و”المستقبل بيننا” واعد