RT Arabic:
2024-12-18@07:42:15 GMT

تغيير النظام في إسرائيل أصبح ضروريا

تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT

تغيير النظام في إسرائيل أصبح ضروريا

يجب أن تشهد إسرائيل تغييرا في النظام. ولكن هل تستطيع الولايات المتحدة التعجيل في إقالة نتنياهو؟ جنيفر روبين – واشنطن بوست

ترك نتنياهو وحكومته البلاد عرضة لأسوأ مذبحة لليهود منذ المحرقة، وروج للخطاب العنصري الذي أعطى أعداء إسرائيل موطئ قدم لاتهامها بارتكاب إبادة جماعية في المحكمة الجنائية الدولية. وفقد الجمهور الإسرائيلي ثقته بقدرة الحكومة على أداء الخدمات الاجتماعية الأساسية وقدرتها على إدارة الحرب.

وأظهر استطلاع للرأي أجري في ينايرأن "شعبية حزب الليكود ستنخفض إلى مستوى غير مسبوق وهو 16 مقعدًا فقط إذا أجريت الانتخابات اليوم"، حسبما ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست". ومنذ ذلك الحين، تزايدت الاحتجاجات ضد نتنياهو والحكومة.

وكما ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فإن "الخطابات في التجمع الأسبوعي في تل أبيب للمطالبة بعودة الرهائن المحتجزين في غزة اتخذت لهجة سياسية أقوى من أي وقت مضى ليلة السبت، حيث اتهم المتحدثون حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعدم المبالاة بانتهاكات حقوق الإنسان". أما نتنياهو فيركز على الأمور الشخصية لتجنب التحقيقات والانتخابات، والخطاب الدائر مؤخرا مليء بالتلاعب وغياب القيادة والارتباك.

إن الإطاحة بنتنياهو وشركائه الأكثر تطرفاً في الائتلاف (الذين لجأوا إلى إدانة الرئيس بايدن، الذي لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة بين الإسرائيليين بسبب نظرته الداعمة للصهيونية ودعمه لها خلال الحرب) ليست بالأمر السهل. وطالما ظل ائتلاف نتنياهو متماسكا، فإنه سيبقى في السلطة. وقد تلاشت فكرة أنه سيتنحى طوعا بعد السابع من أكتوبر. وحتى الحكم القاسي الذي أصدرته لجنة التحقيق في فترة ما بعد الحرب قد لا يزيحه عن منصبه.

وبصرف النظر عن التصويت على حجب الثقة، لا يوجد سوى عدد قليل من الآليات التي من شأنها طرده من الحكومة. قد تؤدي محاكمته بالفساد إلى صدور حكم جنائي أو صفقة إقرار بالذنب تتطلب منه التنحي. يمكن أن تستقيل القيادة العسكرية ومجتمع الاستخبارات بأكملها، مما يتركه الشخص الوحيد المسؤول عن أحداث 7 أكتوبر الذي لا يزال في السلطة. وبدلاً من ذلك، فإن الاحتجاجات العامة المكثفة التي تبلغ ذروتها بإضراب عام قد تجبره في النهاية على التنحي.

من غير المرجح أن يحدث أي شيء على الفور، وبالتأكيد ليس أثناء استمرار الحرب. علاوة على ذلك، ليس هناك ما يضمن أن نتنياهو سيغادر طوعا أو أن ائتلافه سوف ينهار حتى لو تنحى كل فرد آخر في جهاز الأمن القومي واستمر الإضراب العام. ولا يزال التقدم المحرز في المحاكمة الجنائية التي تأخرت كثيراً غير مؤكد.

ويبقى السؤال هو ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على التعجيل بإقالة نتنياهو. إن سجل الولايات المتحدة في الإطاحة بالأنظمة المعادية بالقوة العسكرية أو الانقلاب السري هو سجل فظيع، لكن يمكن لإدارة بايدن والكونغرس مساعدة القوى المحلية في إسرائيل على تسريع رحيل نتنياهو.

يمكن لإدارة بايدن زيادة التشاور مع شخصيات المعارضة وعائلات الرهائن والمتظاهرين ومشاركتهم في اجتماعات معلنة، للتأكيد على أن الولايات المتحدة تقف بشكل مباشر وراء الجهود الرامية إلى إنهاء القتال، وإعادة الرهائن، ومنع "إعادة التوطين" الإسرائيلي في غزة، ودعم جهود السلام الإقليمية التي يبذلها جيران إسرائيل. كما يمكن للإدارة أن تكثف انتقاداتها للخطاب العنصري من جانب شركاء نتنياهو في الائتلاف.

عندما يعبر الشعب الإسرائيلي بأغلبية ساحقة عن رغبته في التغييرفي بلد ديمقراطي، ينبغي لبايدن أن لا يترك أي مجال للشك في أننا نقف إلى جانبهم. ويجب أن تكون الولايات المتحدة حازمة بربط أمن إسرائيل بتغيير النظام فيها لوضع حد لهذه الحرب الدائرة.

المصدر: واشنطن بوست

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو جو بايدن حزب الليكود طوفان الأقصى قطاع غزة هجمات إسرائيلية الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ما الذي يحدث في المنطقة ؟

بقلم- عبدالرحمن مراد
على مدى فترة زمنية وجيزة لا تتجاوز عشرة أيام , تسقط دولة بكل مقدراتها ويغادر رئيسها , ويحدث أن تتحرك المعارضة الى المدن ولا يتجاوز الحدث دور التسليم والاستلام , وكأن الأمر قد دبر بليل والصورة الظاهرة لا تتجاوز الشكل الظاهر للناس , فما الذي يحاك للأمة ؟
تتسع دائرة الاهداف للعدو الصهيوني فيحتل جزءا كبيرا من الأراضي السورية بعد أن دخلت المعارضة السورية الى دمشق , وتنشط الماكنة العسكرية لتضرب أهدافا عسكرية ومعامل كيميائية وتشل حركة القدرات والمقدرات التي تراكمت عبر العقود الطويلة , وتتجاوز المعارضة فكرة الفوضى الخلاقة وتمنع المساس بمؤسسات الدولة , وتتجاوز هيئة تحرير الشام فكرة الغنيمة التي كانت فكرة أصيلة في معتقدها ,وتذهب الى النظام ,وحفظ المقدرات ,وتعلن اجراءات احترازية لضمان الامن والاستقرار, ثم تبادر اسرائيل لضرب المعامل ومخازن الاسلحة بحجة تأمين أمن اسرائيل ,وضمان عدم وصول الاسلحة للجماعات العقائدية التي استلمت السلطة في سوريا , وتذهب قوات سوريا الديمقراطية المتعددة الأعراق والاهداف الى خيار التسليم لبعض المدن مع احتفاظها بقرى متاخمة , وعدد كبير من جيش النظام السوري السابق يدخل العراق بكل عتاده , ثم يأتي مستشار الأمن القومي الامريكي ليزور المنطقة ,ويعلن أن ضمان أمن اسرائيل فرض ضرورة القيام بعمليات عسكرية احترازية , ويعلن صراحة أن اسرائيل أصبحت أقوى من أي وقت مضى .
أخذت الناس نشوة الانتصار ولم يدركوا أبعاد ما يحدث في المنطقة , التي تتعرض لعملية تهجين ,وصراع لن يهدأ في المدى القريب المنظور , فالسيناريو الذي نشاهد اليوم بعض تفاصيله لا يهدف الى استقرار المنطقة العربية ,ولكنه يمهد الطريق لإسرائيل كي تكون هي الدولة المهيمنة على مقدرات الأمة ,وعلى أمنها وعلى نشاطها الاقتصادي ,والعسكري ,وهو المشروع الذي يقف ضده محور المقاومة منذ انطلاق ثورات الربيع العربي الى اليوم .
سوريا التي فرح الغالب من الناس بثورتها ,وهللوا وصفقوا ,لن تصبح دولة موحدة ومستقرة في قابل الايام ,ومؤشرات ذلك قائمة ,وتعلن عن وجودها في الأرض التي تحكمها , فقوات سوريا الديمقراطية خليط غير متجانس من جماعات متعددة العرقيات ,وهي مدعومة بشكل كلي ومباشر من أمريكا , وهيئة تحرير الشام فصائل متجانسة لكنها تنطلق من عقائد غير موحدة وإن كان يجمعها الإطار السني لكن تختلف العقائد والمنطلقات وكل فصيل له منظوره الذي قد لا يتسق مع ظاهرة الاعتدال التي بدا عليها قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع في الكثير من بياناته والكثير من تعليماته التي صاحبت دخول دمشق بعد تسليم نظام بشار الأسد لها , وفق صفقة وتوافقات تمت بين النظام وبعض الحلفاء كما تقول الكثير من التداولات التي لم يتم تأكيدها لكن حركة الواقع دلت عليها , إذ ليس معقولا أن يسقط النظام بكل تلك السلاسة والهدوء ودون أي ممانعة أو مقاومة بأي شكل من الاشكال مهما كانت المبررات ,فبشار الاسد لم يكن ضعيفا ولكنه يملك مقومات البقاء أو الصراع على أقل تقدير لزمن محدود لكنه أختزل المقدمات في نتائجها , فرأى التسليم خيار لابد منه , وقد كان التسليم خيار قديم لبشار لولا حزب الله الذي قلب المعادلة في اضطرابات الربيع العربي قبل عقد ونيف من الزمان , ويبدو أن خيار الضغط على بشار قد بلغ غايته مع انشغال حزب الله بحربه مع العدو الصهيوني , فكان استغلال الفرصة في سقوط سوريا لأهداف متعددة , وفي المجمل هي أهداف تخدم الوجود الاسرائيلي ولن تمس حياة المواطنين بسوريا بخير ولا تعدهم برخاء ولا برفاه فالمؤشرات التي صاحبت تسليم واستلام السلطة تقول أن اسرائيل تريد من سوريا بلدا منزوع السلاح لا يشكل خطرا على أمنها , كما أن الخيار الدولي يذهب الى مبدأ التقسيم , إذ أننا لن نشهد بلدا موحدا كما كان في سالف عهده بل سوف نشهد بلدا مقسما تتنازعه القوميات والعرقيات والعصبيات المتعددة وقد يتحول الى دويلات صغيرة قابلة للتهجين حتى تحقق اسرائيل غايتها في تحقيق دولة اسرائيل الكبرى .
السياسة الامريكية اليوم تحدها موضوعيا أربعة سيناريوهات معلنة وهي :
– السيناريو الأول عدم الاستقرار على نطاق واسع .
– السيناريو الثاني عدم الاستقرار المحلي .
– السيناريو الثالث الحرب الباردة .
– السيناريو الرابع العالم البارد ,وهو نتيجة منطقية للسيناريوهات الثلاثة أي الوصول الى الاستقرار في المستقبل من خلال ثنائية الخضوع والهيمنة للشعوب التي تنهكها الصراعات والفقر.
ومن خلال سياسة عدم الاستقرار الواسعة والمحلية ومن خلال ما يصاحب ذلك من حرب باردة يصل العالم الى حالة من تهجين الهويات التي سوف تقبل التعايش مع الواقع الذي يفرضه النظام الدولي الرأسمالي , وتعزيز قيم جديدة للمجتمع الحداثي الجديد حتى يكون عنصرا كونيا رافضا الهوية الجزئية التي تصبح فكرة غير مقبولة في مجتمع الحريات الفردية المطلقة لمجتمع ما بعد الحداثة الذي يشتغل عليه اليوم النظام الدولي الرأسمالي , وبسبب ذلك سارعت بعض الدول مثل روسيا الى اعلان فكرة الأمن الثقافي القومي الذي بات مهددا من خلال الحرب الباردة التي تنتهجها السياسة الامريكية في مستويات متعددة منها مجال الآداب وشبكات التواصل الاجتماعي والدراما ذات الاثر الكبير في محتواها الرقمي , فمصطلح “الهجنة ” مصلح جديد يدخل المجال الثقافي ويهدف الى تحديد نقاط الالتقاء بين الثقافات بهدف تذويب الفوارق لينشأ مجتمع كوني يقفز على فكرة الهويات القومية .
خلاصة الفكرة أن ربيعا جديدا قادما يتجاوز فكرة الفوضى الخلاقة يقوم على تنمية الصراعات ويتخذ من الحرب الباردة سبيلا للوصول الى غاياته ومؤشراته بدأت من سوريا .

مقالات مشابهة

  • حرب ١٥ ابريل و الامبريالية (الجديدة) (5 من 6)
  • الأسلحة الكيميائية وسر نظام الأسد المظلم الذي تخشاه إسرائيل والغرب
  • روني كاسريلز.. حان الوقت لتغيير حق الفيتو الذي يحمي إسرائيل
  • ما الذي يحدث في المنطقة ؟
  • البيت الأبيض يكشف ماهية الأجسام الغامضة التي ظهرت في سماء الولايات المتحدة
  • نيويورك تايمز: الشرع طالب الولايات المتحدة برفع العقوبات التي فرضت على سوريا
  • الولايات المتحدة تطلب من إسرائيل السماح لها بتقديم مساعدات عسكرية للفلسطينيين
  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته
  • وزير التربية السوري: لا تغيير على المناهج الحالية إلا الرموز التي تمجد النظام السابق
  • أصبح موضوع امتحان الشهادة السودانية مثل موضوع الحرب اللعينة العبثية المنسية