الخليج الجديد:
2025-02-22@20:24:56 GMT

مخطّط القرن 20 للعراق ومخطّط القرن 21 للسعودية

تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT

مخطّط القرن 20 للعراق ومخطّط القرن 21 للسعودية

مخطّط القرن 20 للعراق ومخطّط القرن 21 للسعودية

تصبو خطّة نتنياهو وبايدن الكبرى لتغيير جيوستراتيجي مصيري بموقع المشرق في الساحة الدولية ليغدو جزءاً أبديّاً من المنظومة الأمنية الغربية بزعامة أميركا.

يُحاكي مخطط أميركا للسعودية مخطّطاً غربياً سالفاً، حاولت بريطانيا وأميركا فرضه على المشرق بالقرن الماضي عبر مشروع حلف بغداد المردَف بمشروع أيزنهاور.

كان غاية مخطّط القرن الماضي تعبئة المشرق العربي ضد الشيوعية السوفياتية، بينما غاية مخطط اليوم تعبئة المشرق العربي ضد روسياة بقيادة بوتين والصين في آن.

هدف مخطّط اليوم الجهنمي تجذير الخلاف البيني المذهبي الإسلامي وتجذيره، بين أهل السنّة والشيعة، وذلك باعتبار إيران الشيعية خطراً وجودياً على الأمة العربية.

يجاهر مخطط اليوم بأنه يحمل حل قضية فلسطين ويبشرنا بأن السر يكمن في دور السعودية بالذات لأنها المرشحة لتكون المرتكز الإقليمي لمخطط اليوم وحل قضية فلسطين معًا.

* * *

لم يعد خافياً ما يخطّطه الصديقان الحميمان المرشد بنيامين نتنياهو والمريد المدعو جو بايدن لمستقبل كلٍّ من إسرائيل والولايات المتحدة في المشرق العربي، بل ولمستقبل المشرق ذاته بأسره، فقد أصبح ما يخطّطانه واضحاً وضوح الشمس في ضحاها.

تصبو خطّة الصديقين الكبرى Master Plan إلى خلق تغيير جيوستراتيجي مصيري في موقع المشرق العربي في الباحة الدولية، بحيث يغدو جزءاً أبديّاً لا يتجزأ من المنظومة الأمنية الغربية برئاسة الولايات المتحدة، بما فيها الحلف الأطلسي المتنامي في أعقاب الحرب الأوكرانية، وذلك في وجه الدول العالمية الكبرى غير الموالية للغرب وعلى رأسها الصين وروسيا.

ويُحاكي هذا المخطط مخطّطاً غربياً سالفاً، حاولت بريطانيا والولايات المتحدة فرضه على مشرقنا في القرن الماضي عبر مشروع ما عُرف بحلف بغداد المردَف بمشروع أيزنهاور مع فوارق بين المخطّطين منها:

أولاً: كان العهد العراقي الهاشمي بقيادة نوري السعيد المخضرم المرتكز الأرخميدي Archamedean Fulcrum في مشروع مخطّط القرن الماضي، بينما مرتكز اليوم هو العربية السعودية بقيادة وليّ عهدها الشاب.

ثانياً: كان غاية مخطّط القرن الماضي تعبئة المشرق العربي في وجه الشيوعية السوفياتية، بينما غاية مخطط اليوم تعبئة المشرق العربي في وجه خليفة روسيا السوفياتية بقيادة بوتين Putin والصين في آن.

ثالثاً: كان هدف مخطّط القرن الماضي عملاً بمبدأ «فرّق تسد» العتيد إلى تجذير الخلاف العربي البيني وتأجيجه أي الخلاف بين الحواضر بغداد والرياض من ناحية والقاهرة الناصرية من الناحية الأخرى، بينما هدف مخطّط اليوم الجهنمي عملاً بالمبدأ إياه هو تجذير الخلاف البيني المذهبي الإسلامي وتجذيره، أي الخلاف بين أهل السنّة من ناحية والشيعة من الناحية الأخرى، وذلك باعتبار إيران الشيعية خطراً وجودياً على الأمة العربية.

وأن المجتمعات العربية الشيعية في كل من العراق وسوريا ولبنان والبحرين والسعودية وسائر الأقطار العربية والإسلامية هي مجرد مخالب لأجهزة إيران الشيعية الأمنية مشهرة ضد سكان هذه الديار السنيين الآمنين وضد إسرائيل والمصالح الغربية في المشرق في آن.

واللافت كل الإلفات في المخططين أن كليهما يرميان إستراتيجياً إلى تحويل أنظار الرأي العام العربي بعيداً من الخطر الصهيوني الحقيقي القابع على سرّة العالم العربي: فلسطين ملتقى مغربه بمشرقه، بل إن الدافع الأكبر أصلاً لكلا المخططين إن هو إلا حرص الغرب العنيد على هذا التحويل تأميناً لمستقبل إسرائيل ولضمانه.

اللافت كل الإلفات أيضاً، أن مخطط القرن الماضي تحاشى كلياً أي ذكر لإسرائيل بينما يجاهر مخطط اليوم وعلى رؤوس الأشهاد بأنه يحمل في طياته الحل المرتجى لقضية فلسطين.

أما كيف يكون ذلك فيبشرنا مخطط اليوم بأن السر يكمن في دور السعودية والسعودية بالذات من حيث أنها المرشحة لتكون المرتكز الأرخميدي الإقليمي المعاصر لمخطط اليوم ولحل قضية فلسطين في آن.

وهو المخرج الذي فتق لبنيامين نتنياهو طاهي هذا المخطط أصلاً الذي سلف أن سوّقه في حينه بنجاح إلى صاحب الصفقات دونالد ترامب عبر صداقة صهره اليهودي مع ولي العهد السعودي، وهو المخرج إياه الذي كرر نتنياهو تسويقه إلى خليفة ترامب الصهيوني العقائدي منذ نصف قرن وصديقه الحميم المدعو جو بايدن.

ولكن ما هو هذا الدور ولماذا العربية السعودية بالذات؟

يعود بعض الجواب إلى أنه إذا كانت ثمة آلهة تعبدها النخبة السياسية الأميركية فهي يقيناً آلهة المال، وبعضه الأهم أنه خلافاً لمطبعيي اتفاقيات أبراهام السبّاقين الأربعة، فلا وزن أدبياً أو معنوياً، ولا صفة تمثيلية لأي منهم حتى تجاه رعاياهم هم ناهيك عن أي صفة رمزية مهما كانت تتعدى حدودها.

بينما إضافة إلى قناطير السعودية المقنطرة فهي إلى كونها دولة كسائر أقرانها تحتل في آن منزلة لا تضاهيها منزلة أي دولة أخرى أينما كانت في هذا الكون طرّاً من حيث سموها ورفعة مقامها وفرادتها الرمزية الروحية بصفتها سادنة الحرمين الشريفين وهو ما يُملي على أُولي الأمر في الرياض وجائب وموجبات لا تنسحب على أي دولة عربية أو إسلامية سواها والتي حريّ بنا أن نتطرق إليها في معالجة تالية بإذن الله.

*د. وليد الخالدي أكاديمي ومؤرخ، مؤسس مؤسسة الدراسات الفلسطينية

المصدر | الأخبار

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السعودية العراق بايدن أميركا نتنياهو إسرائيل مخطط المشرق العربي أهل السنة الشيعة المنظومة الأمنية الغربية حلف الأطلسي قضية فلسطين مخطط الیوم ط الیوم

إقرأ أيضاً:

أمين العربي للكوادر الشبابية: الموقف المصري من قضايا الأمة العربية ثابت وراسخ

كتب- عمرو صالح:

أكد إبراهيم ضيف، الأمين العام للمجلس العربي للكوادر الشبابية، على أهمية فهم التاريخ المصري العريق، مشيراً إلى أن "مصر هي التاريخ، ومن لم يقرأ التاريخ لن يفهم الحاضر ولن يشعر بالمستقبل".

وأضاف "ضيف"، في تصريحات له، أن مصر دولة مؤسسات وقيادتها الحكيمة تمتد لأكثر من سبعة آلاف عام، وتعي جيداً تحديات الحاضر وتستشعر مستقبل الوطن والمنطقة.

وأشاد الأمين العام للمجلس العربي للكوادر الشبابية، بدور الرئيس السيسي الذي سجله التاريخ بحروف من ذهب في دعم مصر الثابت للأشقاء الفلسطينيين، وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، خاصةً حقه في تقرير المصير واستقلال دولته على خطوط الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف.

وشدد على أن الموقف المصري من قضايا الأمة العربية والإسلامية ثابت وراسخ، ويؤكد دعم مصر الدائم لأشقائها في كل زمان ومكان.

وفي ختام تصريحاته، بعث ضيف برسالة دعم إلى القيادة المصرية، والشعب المصري، والأشقاء، ليؤكد للعالم أجمع أن مصر بتاريخها وحاضرها ومستقبلها هي قلب المنطقة النابض.

اقرأ أيضًا:

7000 جنيه شهريًا.. ضوابط تطبيق الحد الأدنى للأجور بالقطاع الخاص -خاص

رئيس الوزراء: مشروعات تطوير الأهرامات ستجعلها أكثر جذبًا للسائحين

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

إبراهيم ضيف مصر التاريخ المصري المجلس العربي للكوادر الشبابية الرئيس السيسي القدس

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة خبير استراتيجي: واشنطن لو كانت تعلم مكان الأسرى لأنهت الحرب من بدايتها أخبار الرئيس السيسي يشكر ملك إسبانيا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة أخبار الرئيس السيسي يصل الرياض لحضور اجتماع حول القضية الفلسطينية أخبار مصر وإسبانيا تصدران بيانًا مشتركًا: نرفض التهجير وندعم استقرار إفريقيا أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

أمين "العربي للكوادر الشبابية": الموقف المصري من قضايا الأمة العربية ثابت وراسخ

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك برودة شديدة واضطراب الملاحة.. تنويه عاجل من الأرصاد بشأن حالة طقس الجمعة بالفيديو.. انفجار هائل يضرب موقف حافلات في تل أبيب بعد 6 أشهر من نشر تحقيق مصراوي "الفخ الروسي".. مصريون في الأسر الأوكراني يستغيثون المركزي يبقي على سعر الفائدة دون تغيير للمرة السابعة للإعلان كامل للإعلان كامل 19

القاهرة - مصر

19 13 الرطوبة: 46% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • إسكان النواب: القمة العربية الطارئة اختبار حقيقي لوحدة الصف العربي
  • أبو الغيط في إفتتاح المؤتمر السابع للبرلمان العربي: المنطقة العربية تعيش اخطر مراحلها
  • برلماني: زيارة الرئيس السيسي للسعودية جاءت لتعظيم العمل العربي المشترك
  • توقعات الأبراج وحظك اليوم السبت 22 فبراير 2025: برج الثور.. تناسي الماضي الأليم
  • اللجنة التحضيرية للمؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية تجتمع بالقاهرة
  • أمين العربي للكوادر الشبابية: الموقف المصري من قضايا الأمة العربية ثابت وراسخ
  • مدير «بروكسل للدراسات»: الدعم العربي للفلسطينيين حائط صد أمام مخطط التهجير
  • خبير: التحركات العربية القوية أفشلت مخطط تهجير الفلسطينيين
  • يعود بعضها لستينيات القرن الماضي.. الاحتلال يحتجز 665 جثمان شهيد في مقابر الأرقام
  • الاحتلال يحتجز جثامين شهداء منذ ستينيات القرن الماضي