الخليج الجديد:
2025-04-25@21:46:47 GMT

الجزائر... سؤال حول روسيا

تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT

الجزائر... سؤال حول روسيا

الجزائر... سؤال حول روسيا

كان من إفرازات التجاوز الروسي الأولى أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين الجزائر مع كل من النيجر ومالي.

في ليبيا ومالي تصطف روسيا ضد مصالح الجزائر فتدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا وتغذي الحرب في مالي.

في موقفها من حرب أوكرانيا، غامرت الجزائر بعلاقاتها مع الغرب دعماً لروسيا، لكن لا يبدو أن روسيا تقدر ذلك.

كيف يمكن تفسير دور روسيا المقلق في الجوار الجنوبي والشرقي للجزائر، بصورة تحمل تهديدات بالغة الخطورة ومباشرة للأمن القومي الجزائري؟

روسيا لها مصالح في الساحل ويمكن أن تكون قيد نقاش مع الجزائر، أخذاً بعين الاعتبار مصالح الجزائر، إذا كانت موسكو مهتمة فعلاً بشراكتها الاستراتيجية معها.

تتجاوز روسيا الجزائر بصورة مقلقة. الشراكة الاستراتيجية التي تتلاعب بالعمق الحيوي للجزائر وتضع مقومات الأمن القومي محل مخاطر جدية بحاجة لتدقيق ومراجعة.

تسعى روسيا لخلخلة الأدوار وتغذية الانقسام، لإعادة تشكيل الخريطة الأمنية والسياسية للمنطقة بما يسبب أضرارا جسيمة لمصالح الجزائر، بل يهدد علاقاتها بجوارها الحيوي.

* * *

الآن تصبح روسيا محل سؤال كبير في الجزائر، لدى المجتمع السياسي والنخب الجزائرية المشتغلة بالمسائل الحيوية والإقليمية. فإذا كانت موسكو ترتبط مع الجزائر بعلاقة حيوية وباتفاق "شراكة استراتيجية معمقة" وتعاون عسكري في التسلح، كيف يمكن تفسير الدور الروسي المقلق في الجوار الجنوبي والشرقي للجزائر، بصورة تحمل تهديدات بالغة الخطورة ومباشرة للأمن القومي الجزائري؟

لا يبحث هذا السؤال عن إجابة، ولكنه يُطرح في سياق استفزاز الملَكة والإدراك السياسي، ومحاولة للانتباه إلى الراهن والتحالفات القائمة والتداعيات المحتملة، على الأقل في ساحتين تشكلان عمقاً استراتيجياً وأمنياً بالنسبة للجزائر وليبيا ومالي.

في كلا البلدين تصطف روسيا ضد مصالح الجزائر. تدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا وتغذي الحرب في مالي. كذلك تسعى إلى خلخلة الأدوار وتغذية الانقسام، لإعادة تشكيل الخريطة الأمنية والسياسية للمنطقة، على أساس لا يتسبب في أضرار جسيمة للمصالح الجزائرية فحسب، بل يهدد علاقاتها بجوارها الحيوي، وقد كان من إفرازاتها الأولى أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين الجزائر مع كل من النيجر ومالي.

حتى الآن تتجنّب المؤسسة الرسمية في الجزائر تسمية المرتزقة الروس بالاسم، لكنها تشير في كل الخطابات إلى قلقها من وجودهم في ليبيا ومالي.

وهذه الرسالة السياسية لا يبدو أنها تصل إلى موسكو، والتي تستمر في فرض تمركز مرتزقة فاغنر "فيلق أفريقيا"، ضمن تأسيس قسري للخيار العسكري في المنطقة، ودعم منظومات الحكم الجديدة، والتي نتجت عن سلسلة الانقلابات العسكرية في دول الساحل الأفريقي.

وهذا يعني منع التوصل إلى الحلول السياسية والسلمية، وتأخيراً أكبر لمشاريع التنمية، وزيادة تفاقم مشكلات الهجرة الناتجة أيضاً عن التغيرات المناخية، وهي كلها نتائج وتداعيات ستتحمل الجزائر جزءاً من أعبائها في المستقبل القريب.

يقول قائل إن الاختلافات في المقاربات والمواقف السياسية إزاء عديد من القضايا ممكن ووارد جداً بين الدول، بل وطبيعي في العلاقات الدولية. فالهند حليف لواشنطن لكنها مقربة من موسكو، وتركيا عضو في حلف شمال الأطلسي "ناتو" لكنها تختلف بالموقف من الحرب في أوكرانيا.

لكن القياس على العلاقات بين الجزائر وروسيا مختلف في هذه الحالة، لأن روسيا التي تعتبر الجزائر حليفاً وشريكاً، تنفّذ استراتيجيات تعمّق التهديدات الموجهة إلى الجزائر نفسها، إن لم تكن هي الهدف الأساس من كل ذلك، وتضعف دورها الإقليمي وتستنزفها عسكرياً وسياسياً، كما تفرض هندسة جديدة في المنطقة، وتحدث تغييراً في محددات النظام الإقليمي القائم في منطقة الساحل، وتوسع المجال لقوى ذات توجه عدائي للجزائر.

غامرت الجزائر، في موقفها من حرب أوكرانيا، بعلاقاتها مع الغرب دعماً لروسيا، لكن الأخيرة لا يبدو أنها تقدر ذلك. لروسيا مصالح في الساحل بالتأكيد، وكان يمكن أن تكون هذه المصالح قيد نقاش مع الجزائر، أخذاً بعين الاعتبار مصالح هذه الأخيرة، إذا كانت موسكو مهتمة فعلاً بشراكتها الاستراتيجية مع الجزائر.

لكن الواقع يظهر تجاوزاً روسياً للجزائر بصورة مقلقة. الشراكة الاستراتيجية التي تتلاعب بالعمق الحيوي للجزائر، وتضع مقومات الأمن القومي محل مخاطر جدية، يجب أن توضع محل تدقيق ومراجعة.

*عثمان لحياني كاتب صحفي جزائري

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الغرب الجزائر روسيا مالي النيجر ليبيا فاغنر الساحل الأفريقي حرب أوكرانيا الشراكة الاستراتيجية مصالح الجزائر مع الجزائر فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

صالحة القحطاني تفاجئ زوجها برد عفوي: ذهبي ومالي فدى لك.. فيديو

خاص

تداول رواد مواقع التواصل مقطع فيديو جمع بين مشهورة مواقع التواصل الاجتماعي صالحة القحطاني، وزوجها سعيد الزهراني، وذلك عقب تعليق طريف من أحد المتابعين على ذهبها.

وكان أحد المتابعين قد كتب في تعليق: “خذ من ذهب صالحة لو معاها الآن وبيعه ومشوا أموركم، وإذا رجعت السعودية عوضها بالذهب”.

وجاء رد صالحة عفويًا ومؤثرًا، حيث قالت: “صالحة وذهبها وحلالها ومالها كله فداك.” ورد سعيد الزهراني على زوجته قائلًا: “والله ما أبيع ولا حبة، حتى لو مت من الجوع”.

الفيديو لاقى تفاعلًا واسعًا بين النشطاء، الذين أشادوا بالعلاقة القوية بين الزوجين وصدق مشاعرهم.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/04/فيديو-طولي-71.mp4

أقرأ أيضاً

فزع صالحة القحطاني بعد مناداة زوجها سعيد لها.. فيديو

 

مقالات مشابهة

  • روسيا تتهم الاستخبارات الأوكرانية بقتل جنرال قرب موسكو
  • مبابي هداف ريال مدريد يروج للجزائر كوجهة سياحية
  • ترامب: أوكرانيا هي المسؤولة عن بدء الحرب ضد روسيا والقرم ستبقي مع موسكو
  • قنصل الجزائر في بروكسل يستقبل إسلام سليماني
  • الكرملين: نواصل العمل مع واشنطن لتحقيق السلام بما يضمن مصالح روسيا
  • بين عناد كييف واشتراط موسكو.. ما موقف روسيا من السلام والحرب؟
  • موسكو تسمح لأفغانستان بتعيين سفير في روسيا
  • روسيا ترفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لأفغانستان لدى موسكو
  • صالحة القحطاني تفاجئ زوجها برد عفوي: ذهبي ومالي فدى لك.. فيديو
  • موسكو تصعد هجماتها وزيلينسكي يتهم صينيين بإنتاج مسيرات في روسيا