أحمد بلبولة لـ«الشاهد»: يوسف زيدان حالفه الحظ في رواية «عزازيل»
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
قال الدكتور أحمد بلبولة، عميد كلية دار العلوم، إن رواية «عزازيل»،للدكتور يوسف زيدان رواية جيدة وجذابة؛ ولكنها لن تتكرر معه الحظ حالفه فيها
وأضاف، خلال حواره ببرنامج «الشاهد»، مع الدكتور محمد الباز، والمذاع عبر فضائية «إكسترا نيوز»، أن بعض الأسماء قامت بإحداث ضجة في مصر مثل علاء الأسواني، فقد حالفه الحظ كذلك ولكن الروائي يولد روائيًا ولا يمكن أن يكتشف نفسه فجأة.
وتابع: «ريم بسيوني من هذا النوع، وأعلم أنها مرت بتجربة خاصة وصعبة وأنها أرادت أن تعيش وتتطور لأنها ولدت لتكون روائية».
ويعد برنامج "الشاهد"، الذي يقدمه الدكتور محمد الباز على شاشة "إكسترا نيوز"، أول تعاون إعلامي بين القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية والدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير "الدستور"، ويرأس تحرير البرنامج الكاتب الصحفي حازم عادل، ويخرجه أحمد داغر، إعداد كل من هند مختار والبدري جلال ورضا داود.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: يوسف زيدان الدكتور أحمد بلبولة دار العلوم
إقرأ أيضاً:
في حواره لـ«البوابة نيوز».. أحمد بهاء شعبان يروي تفاصيل انتفاضة الطلبة 1972: «تم إحياء جماعة الإخوان للقضاء علينا»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
«أنا رحت القلعة وشفت الزين.. أحمد وبهاء والكردي وزين».. لم تكن كلمات الراحل أحمد فؤاد نجم التي تغنى بها الشيخ إمام مجرد "كلمة في أغنية"، ولكنها تشير إلى تاريخ من النضال تجسد في تلك الأسماء التي رددها الشيخ إمام في كلمات نجم، ومن بين تلك الأسماء أحمد بهاء شعبان، الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري، وأحد قادة الحركة الطلابية في سبعينيات القرن الماضي.
لم يكن طالب الهندسة أحمد بهاء الذي ولد في فبراير 1949، يعلم أنه في الوقت الذي كان فيه خلف جدران معتقل القلعة أو "باستيل القلعة" كما أسماه، يردد آلاف الطلبة والعمال والمناضلين اسمه كرمز من رموز العمل الوطني، وأحد قادة اللجنة التنفيذية العليا للطلبة آنذاك .
ساهم أحمد بهاء شعبان فى تنظيم وقيادة الانتفاضة الطلابية التي خرجت رافضة لنكسة 1967، وكان أحد قادة ما سمي بعد ذلك بانتفاضة الطلبة 1968، وهي التي عمت شوارع مصر، طالبت بالتصدى للمؤامرة الأمريكية والصهيونية على مصر والوطن العربى، كما كان أحد أعضاء اللجنة التنفيذية العليا للطلبة عام 1972، وقاد مع بقية قيادات الحركة اعتصام طلاب جامعة القاهرة المفتوح، من أجل الضغط لشن الحرب على إسرائيل وتحويل النكسة إلى انتصار.
اعتقل بهاء شعبان على خلفية عضويته بلجنة الطلبة، وتنظيم اعتصام الجامعة، وزج به في معتقل القلعة، اتُهم بالمشاركة فى تفجير وقيادة الانتفاضة الجماهيرية يومى 18، 19 يناير 1977 والتي عرفت بانتفاضة الخبر، وقُدم للمحاكمة مع 176 من القادة الوطنيين، من المثقفين والعمال والفلاحين والطلبة، ومن المواطنين، بتهمة التحريض على التخريب وقلب نظام الحكم، وبرّأتهم المحكمة فيما بعد.
قضى أحمد بهاء شعبان سنوات من العمل السياسي بداية من قيادته الحركة الطلابية المصرية في الستينيات والسبعينيات وحتى اليوم، شارك في تأسيس حركة كفاية، والمنسق العام للجمعية الوطنية من أجل التغيير، وشغل منصب عضو الأمانة العامة لجبهة الإنقاذ الوطني، كما يشغل منصب الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري.
وإلى نص الحوار..
★في البداية دعنا نتحدث عن تكوين الحركات الطلابية وكيفية نشأتها؟
-الحركات الطلابية نشأت منذ ثورة 1919، وهناك مقولة أعتز بها للكاتب الفرنسي والتر لاكير، يقول فيها: "الحركة الطلابية الوطنية في مصر هي أهم حركة طلابية في العالم لعب فيها الطلاب الدور الوطني"، وهذا منطقي لأن مصر تعرضت لاحتلال متعدد كان آخره الاحتلال البريطاني، وفي عهد محمد علي بدأت النهضة التعليمية بعد سنوات من محاولات تجهيل الشعب من الاحتلال، وكانت الثورة العرابية هي بداية النشاط الطلابي والحركات الطلابية بقيادة مصطفى كامل.
كان للطلبة دور كبير في ثورة 1919 وانتفضوا ضد الاستعمار، ثم انتفض الطلبة مع الشعب اعتراضًا ضد نفي الزعيم سعد زعلول، وفي عام 1935 كان الدور الجديد للحركة الطلابية في انتفاضة 1935 ضد الاستعمار البريطاني وبعدها انتفاضة 1946، التي راح ضحيتها العديد من الطلبة المصريين على كوبري عباس.
وبدأت بذور الوعي للطلبة بضرورة بناء تنظيم يدافع عنهم وعن مطالبهم وتم إنشاء اللجنة التنفيذية العليا للطلبة والعمال، وبعد ثورة 1952 تم تأميم الحركات الطلابية، وأصبح هناك أحزاب وحركات تابعة للسلطة، ولم يعد هناك مجال لحركة منفصلة عن النظام، وكان هناك انبهار بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وشعارات الوطنية والقومية العربية ومقاومة الاستعمار، وهو ما دعا الطلبة للإقبال عليها لأنها تعبر عن مطالبهم، وظلت هذه الحالة طوال الخمسينيات وحتى أواخر الستينيات، وما تسبب في إشعال غضب الطلبة مرة أخرى وخروجها من عباءة النظام كانت النكسة.
تطور جديد
★إذن هل نستطيع القول إن نكسة 1967 كانت بداية لحركة طلابية جديدة؟
-بعد النكسة كانت بداية لطور جديد من الحركة الطلابية وهو من أهم أطوار تطور المجتمع المصري، لأن الحركة كانت أول من شعرت بالصدمة وبدأت في البحث عن بديل وأسباب الهزيمة وكيفية الانتصار، لأنها كانت هزيمة قوية لجيش لم يحارب، وكان الشباب بحكم حماسهم أول من أفاقوا من آثار الهزيمة، وخرج الشباب بعد الهزيمة بأيام لتأييد عبدالناصر، وبعدها قرر عبدالناصر إجراء محاكمة لمن تسببوا في الهزيمة وصدرت أحكام صورية، وهو ما أدى إلى خروج الطلبة لمرتين في عام 1968.. الأولى كانت في فبراير بسبب المحاكمات الصورية التي تمت، وهو ما أدى إلى خروج الرئيس ببيان للشعب للتخفيف من حدة الأحداث، والثانية كانت في نوفمبر من نفس العام، بسبب إصدار الدكتور حلمي مراد وزير التربية والتعليم آنذاك بعض التغييرات في اللوائح الطلابية، والتي لم تكن مرضية لنا كطلبة، وهو ما دعا إلى انفجار مظاهرات الطلاب في المنصورة والإسكندرية ثم القاهرة.
ومن أهم ما ساهم في تثقيف شباب الجامعة وشباب الحركات الطلابية آنذاك هي منظمة الشباب الاشتراكي التي أسسها عبدالناصر، وكانت سببًا رئيسيًا في تعليم جيلنا وتثقيفنا، وساهمت في بناء جيل واعٍ يستطيع أن يعبر عن أفكاره وآرائه بحرية.
★وماذا حدث للحركة الطلابية ونشاطها بعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر؟
-تغيرت الأحداث بوفاة ناصر، وتولي الرئيس الراحل أنور السادات، خاصةً بعدما حدد السادات أن عام 1971 سيكون عام الحسم وتحويل النكسة إلى انتصار، ولكن لم يحارب في هذا العام وخرج بخطاب ليوضح أن أسباب تأخير الحرب هو الأحداث التي شهدها العالم آنذاك مثل حرب باكستان والهند.
سمير عثمان مع أحمد بهاء شعبانخلال تلك الفترة كانت كلية هندسة جامعة القاهرة، تجمع جميع العناصر النشطة في الحركة الطلابية، وشهدت تلك السنوات انتشار العمل الفدائي في الأراضي الفلسطينية، وتم طرح فكرة المقاومة المسلحة والفدائية، وهو ما أدى إلى انفجار الطلاب خاصة في كلية الهندسة، وفي تلك الفترة كان طلاب من هندسة القاهرة في زيارة لكلية الهندسة بجامعة الأردن، وشهدوا انفجار الصراع بين الملك حسين آنذاك وبين المقاومة الفلسطينية، وعند عودتهم إلى مصر شرحوا كل ما شاهدوا لبقية الطلاب، وهو ما دعا طلبة هندسة إلى إنشاء جماعة "أنصار الثورة الفلسطينية"، ولعبت دوراً كبيراً في دعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني الثائر، وبعد تشكيل هذه الجماعة وتزايد نشاطها داخل الجامعة لفتت أنظار المثقفين والشعب بشكل عام وذلك من خلال صحف الحائط التي كانت طريقنا للتعبير أو الاحتجاج.
بعد خطاب السادات عقدنا مؤتمرًا بمدرج الصاوي بكلية الهندسة، وناقشنا خطاب السادات وطرحنا أفكارنا ومطالبنا فيها، وهو ما أدى دفع السادات إلى إرسال الدكتور أحمد كمال أبو المجد وزير الشباب آنذاك للتفاوض معنا ومعرفة مطالبنا، وواجهنا الوزير بسيل من الأسئلة التي لم يكن لديه إجابة عنها وقال لنا: "أنا مجرد باخد الأسئلة بتاعتكم أوصلها للرئيس وأجيب منه إجابة ليكم"، وهو ما أدى إلى غضب الطلبة من ردوده والدعوة إلى اعتصام مفتوح داخل أسوار كلية الهندسة في 17 يناير 1972.
العمل الجماعى
★كلية الهندسة تقع خارج الحرم الجامعي وكان هناك أكثر من حركة طلابية في العديد من الكليات فكيف كان يتم تنظيم العمل الجماعي بين الطلاب خاصة في ظل التضييق الأمني؟
-بعد إعلان الاعتصام ومن أجل مشاركة عدد أكبر من الطلاب نقلنا الاعتصام إلى الحرم الجامعي، وهناك وتحديدًا تحت قبة قاعة جامعة القاهرة تعرفت على أحمد عبدالله رزة، أحد قادة الحركة الطلابية الذي كان بالغ الذكاء والوعي والشجاعة.
ومن هنا بدأ تنظيم العمل الطلابي، تم اقتراح أن يتم تشكيل لجنة وطنية في كل كلية لها 5 ممثلين بالانتخاب المباشر، وعلى الرغم من أنني لم أرشح نفسي لكن تم انتخابي وأصبحت ممثلًا للجنة كلية الهندسة داخل اللجنة ومعي سهام صبري أحد أبطال الحركة، وتم تشكيل ممثلي اللجان لجميع الكليات لتنظيم حركة الطلاب.
★وماذا عن موقف إدارة الجامعة من الاعتصام؟
-يوجد نقطة مهمة هنا يجب الإشارة إليها، وهي أن أغلب الأساتذة بالجامعة كانوا نموذجا للوعي والإدراك وكانوا يشاهدون الطلبة الذي يشعون وطنية، فلم يقفوا ضدها، لدرجة أن الدكتور حسن إسماعيل مدير الجامعة آنذاك وكان وقتها في مقام طه حسين وأحمد لطفي السيد، أتى إلينا بمفاتيح القاعة التي كان يجتمع فيها أساتذة الجامعة، وقال لنا اجتمعوا فيها ونظموا أموركم داخلها، بل أنه قام بالتوقيع على اعتراف بأن اللجنة العليا للطلبة هي الممثل الوحيد للحركة الطلابية في مصر، وهذا أمر كان محل تقدير من الجميع.
وبعدها أصبحنا نجتمع في قاعة الاجتماعات، وأصبح المسرح الكبير يشهد اعتصام آلاف الطلبة ليلًا ونهارًا من الشباب والفتيات، وكان عدد المعتصمين ليلًا يصل إلى حوالي ألف ونصف طالب وطالبة، ونهارًا كان ينضم إلينا آلاف من الطلبة، وعلى الرغم من وجود هذه الآلاف مختلطين طلبة وطالبات لم تحدث حالة تحرش واحدة أو شكوى وسط الاعتصام، وذلك بسبب الوعي والالتفاف حول قضية وطنية واحدة.
خلال هذه الفترة أصبحت الجامعة مركزًا للإشعاع الوطني، ووصل الأمر إلى أن المثقفين الكبار في مصر أمثال توفيق الحكيم ونجيب محفوظ والدكتور حسين فوزي، وغيرهم أصدروا بيان تضامن مع الحركة الطلابية كتبه توفيق الحكيم، بعدما صور الإعلام الرسمى أن المنضمين للحركة عملاء وخونة، وهو ما أدى إلى وقوع أزمة بينهم وبين النظام بسبب هذا البيان.
التفاوض مع الحركة
★وماذا عن رد فعل الرئيس السادات؟
-الشارع المصري أصبح ملتهبًا بسبب اعتصام الطلبة، وهو ما دعا الدولة إلى التفاوض مع الحركة الطلابية، وتم إجراء حوارات مع طلبة كلية هندسة ومع المهندس سيد مرعي أمين عام الاتحاد الاشتراكي، والدكتور أحمد كمال أبو المجد، داخل مبني الاتحاد الاشتراكي (الذى تحول فيما بعد إلى مبنى الحزب الوطني السابق)، ولكن لم يجد الحوار نفعًا وهو ما أدى إلى انسحابنا.
تفاوض قيادات النظام مع طلاب الحركة بقيادة سيد مرعي وكمال أبو المجدوبعد ذلك تمت دعوتنا إلى حوار داخل مجلس الشعب، ومثل الحركة الطلابية وفد مكون من أحمد عبدالله رزة وزين العابدين فؤاد وكنت أنا ثالثهم، وعقد معنا الاجتماع المهندس محمود العطيفي ومحمود أبو وافية، وكنا قد جهزنا وثيقة بها مطالب الحركة، ومنها مواجهة إسرائيل وإعادة بناء القوات المسلحة ومطالب الحريات الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وسلمنا لهم المطالب وكانت الساعة في حدود الخامسة مساءً، وتم الاتفاق على أن تذاع وثيقة الحركة على الإذاعة المصرية في نشرة أخبار المساء وفي جريدة "الأهرام"، في مقابل فض الاعتصام، وكان ذلك انتصاراً عظيماً بالنسبة للحركة لأن مطالبنا ستصل إلى الشعب كله، على الرغم من حصارنا واتهامنا بالخيانة.
وبعدما عدنا إلى الجامعة أخبرنا الطلبة بما حدث، وفي الساعة الرابعة فجر اليوم التالي، فوجئنا بالقوات تهدم أسوار الجامعة وتحاصرنا من كل اتجاه، وأطلقوا القنابل المسيلة للدموع، واكتشفنا أننا تعرضنا للخيانة، ومع الأحداث المروعة التي تقع حاول أحمد عبدالله رزة مع قيادات الحركة تهدئة الطلاب بأن لنا قضية نعتصم من أجلها، وهذه ليست حرباً خاصة أننا قمنا بإيصال رسالتنا للشعب، وقمنا بترتيب خروج الطلبة ووقفت أواسي الطلاب بسبب ما حدث، وبدأ الطلبة في ترديد نشيد بلادي بلادي، وهنا رأيت بعيني ضباط وجنود يبكون بسبب ما يحدث ولكن ليس بأيديهم شيء يمكن أن يفعلوه، ثم قامت قوات الأمن بالقبض على العديد من المشاركين في الاعتصام، وتم اقتيادنا معصوبين الأعين مكتوفي الأيدي إلى منطقة الأمن المركزي بالدراسة، وتم فصل قيادات الحركة وذهبوا بنا إلى معتقل القلعة، وكانت بداية معرفتي بالشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم الذي ألف قصيدة "أنا رحت القلعة وشفت شباب الجامعة الزين .. أحمد وبهاء والكردي وزين".
كل هذه الأحداث وقعت الساعة الرابعة فجرًا، وهنا بدأ الطلبة في الهتاف "اصحي يا مصر"، وفي صباح اليوم التالي عندما جاء بقية الطلاب ووجدوا أسوار الجامعة مهدومة انفجرت ثورة غضب الطلاب، وما ساعد على اشتداد الأحداث هو وجود العديد من المدارس حول الجامعة، مثل المدرسة السعيدية، وخرج آلاف الطلبة عابرين كوبري عباس إلى ميدان التحرير، واعتصموا في الميدان وتم تشكيل لجنة وطنية مؤقتة لحين خروج قيادات اللجنة المحبوسين.
قيادات الحركة الطلابية داخل الحبس
استمر اعتصام ميدان التحرير وطالب الجميع بخروج الطلبة، وهو ما دعا السادات إلى الإفراج عن المحبوسين، وبعد خروجنا أكملنا الاعتصام داخل الجامعة، وأستطيع بكل جزم أن أقول أن الحركة الطلابية سبب رئيس من أسباب حرب أكتوبر.
★دعنا ننتقل من الماضي إلى الحاضر.. ما الفارق بين الحركات الطلابية أو شباب الجامعة خلال الفترة التي نتحدث عنها وبين شباب الجامعات الآن؟
-الفارق كبير جدًا، نحن نتحدث عن ثقافة مجتمع بالأساس، على أيامنا كانت جميع البرامج الإعلامية توعوية وتثقيفية، وعلى الرغم من أن الإعلام كان تابعاً للنظام إلا أنه كان يقوم بدوره الوطني والتوعوي والتثقيفي، وهو ما أدى إلى خروج أجيال منفتحة قادرة على التفاعل مع كل ما يطرح على الساحة، ولكن الطلبة اليوم مظلومون لأن المجتمع بمفهومه الأوسع لم يعد كما كان، وانشغل بقضايا أخرى غير التوعية والثقافة، كذلك كان هناك منظمة الشباب الاشتراكي التي تعمل على التوعية وتثقيف الشباب، وكان يحاضر بالمنظمة العديد من الكتاب والمفكرين من مختلف الاتجاهات، وذلك فضلًا عن أن مصر وقتها كان يصدر بها كتاب كل 6 ساعات، بمعدل 4 كتب في اليوم الواحد، وكذلك كان هناك قيمة للتعليم لأن التعليم كان وسيلة النهوض لكل الأسر الفقيرة، ومصر وقتها كانت فئات متساوية، فاعتمد الجميع على التعليم من أجل تجاوز الفقر.
تحالف مع الشيطان
★ماذا حدث للحركات الطلابية بعد انتفاضة 1972؟
-بعد أحداث 72 حدثت قطيعة بين المسار الأول للحركات الطلابية وما بعد ذلك، لأن النظام اعتبر أن الحركات الطلابية عدوه الأول، وتم تغيير اللوائح الطلابية، ووضع السادات ما يسمى بقانون: "لا علم في السياسة ولا سياسة في العلم"، وبعد المكتسبات التي حققتها الحركة الطلابية أصبح ينظر للعمل السياسي في الجامعة على أنه معادٍ للدولة، وهو ما أدى إلى القضاء على الحركات الطلابية إلى أن أصبحت في أضعف حالاتها، وخطورة هذا الأمر في أنه بدلًا من أن يتخرج من الجامعة جيل واعٍ ومدرك لكل ما حوله وللمصالح الوطنية، أصبح شباب الجامعات ليس لديهم أي إدراك بالمخاطر المحيطة ولا بالمصلحة الوطنية، على الرغم من أن طلاب الجامعات هم الصف الثاني المفترض أن يقود الدولة في مرحلة ما من مراحل حياتهم.
★ماذا عن دور أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في الحركة الطلابية آنذاك؟
-ما حدث بالضبط أن السادات في مواجهة حركة الطلاب وحركة الغليان في المجتمع، اتخذ عدداً من الخطوات منها الاتجاه إلى أمريكا للإصلاح بدلًا من بدء تجربة الإصلاح الذاتية مثلما فعلت فيتنام التي كانت ظروفها مشابهة بل وكانت أسوأ، كما لجأ في الداخل إلى التحالف مع التيار الإسلامي ضد الحركة الطلابية، واعتبر أن انتفاضة يناير 1972 كانت بسبب تنظيمات تعمل ضد الدولة، وعمل على مواجهة المد اليساري داخل الجامعات.
دفع السادات بعناصر التيار الإسلامي بالجامعات، وخلال هذه الفترة كانت جماعة الإخوان تكاد تكون غير موجودة بسبب الاعتقالات التي تعرضوا لها في عهد عبدالناصر، ولكن تم إنشاء تحالفات كونها عصام العريان وعبد المنعم أبو الفتوح وأبو العلا ماضي الذي جاء من المنيا، وهي المجموعات التي أعادت إحياء الإخوان المسلمين، وهو ما اعتبرته أنه صفقة بين النظام والتيار الإسلامي، وعلى الرغم من نفي الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في مذكراته أنها صفقة، إلا أنني اعتبرها صفقة بمقتضاها سمح فيها النظام للتيار الإسلامي بالانتشار في الجامعات والنقابات بممارسة نشاط عارم، وكان الهدف الأساسي هو حصار الحركة اليسارية وخنقها، وهذه غلطة كبرى تم ارتكابها في حق مصر.
خلال هذه الأثناء كان يوجد داخل كلية الهندسة ما يسمى بجماعة "قدامي الطلاب"، وهم الطلبة الراسبون في الكلية، تحالفوا مع أعضاء التيار الإسلامي، وفجأة تحولت زاوية الصلاة في الجامعة إلى مسجد ضخم، وأصبحوا يمتلكون إمكانيات ضخمة، كما بدأ طلبة الجماعات والتيارات الإسلامية في مهاجمة الطلبة في كل فعالية، وأذكر أنهم اعتدوا علينا خلال إقامة كلية هندسة مؤتمرًا داخل إحدى قاعات الكلية، واعتدوا على سهام صبري، وذلك تحت سمع ونظر أمن الجامعة، كما اعتدوا علىّ أكثر من مرة وحدث لي ارتجاج في المخ، وكل هذه الأحداث أدت إلى انقضاض الإخوان على السلطة بعد أحداث يناير 2011.
مظاهرة للطالبات المصريات احتياجات على اغتصاب فلسطين عام ١٩٤٨