الخلاط من أهم الأجهزة الكهربائية، التي لا غنى عنها في المطبخ، لأنه يسهل على السيدات، العديد من المهام مثل تجهيز العصائر والكيك، وغيرها من الأمور، إلا أن هناك مشكلة كبرى، بعدم قدرة سكين الخلاط، على الطحن بقوة، كما كان في البداية، لذا هناك طريقة يمكن إتباعها، لعودة سكين الخلاط إلى قوته من جديد.

يجب أن يكون سكين الخلاط حادًا بما يكفي، لطحن المواد المختلفة سواء فواكه أو خضراوات، لذا يمكن أن تضع ربة المنزل، بعض مكعبات الثلج، مع إضافة إلى أي مكون آخر، مثل بعض الفواكه المجمدة، والطحن جيدًا حتى تتجانس المكونات مع بعضها، وبعدها يتم غسل الخلاط، وعند استعماله مرة أخرى، ستلاحظ ربة المنزل حدة السكينة مرة أخرى، بحسب موقع «Bright Side».

طريقة لتنظيف الخلاط من الدهون والشوائب

هناك طريقة يمكن اللجوء إليها، لتنظيف الخلاط من الدهون والشوائب الصعبة، إذ يجب على ربة المنزل فصل الخلاط عن التيار الكهربائي، بسحب الفيشة بعيدًا عن «الكبس»، ثم وضع خليط، من البيكنج صودا أو بيكربوناتو الصوديوم، مع القليل من سائل غسيل الأطباق والمياه الدافئة.

خليط لإزالة أصعب الدهون

أما الخطوة الثانية هي استخدام ربة المنزل، لقطعة من السلك، أو الليفة الخاصة بالمواعين، وإضافة جزء من خليط البيكنج صودا، فرك الدهون الموجودة في الخلاط، ثم شطفها بالماء، وتكرار هذه العملية عدة مرات، حتى يعود الخلاط نظيفًا خاليًا من أي دهون أو شوائب.

إزالة أي شوائب موجودة في الخلاط

بعد غسيل الخلاط يمكن استخدام قطعة قماش جافة، ومسح الخلاط مرة أخرى، للتأكد من عدم وجود أي شوائب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: خلاط طعام تنظيف إزالة الدهون ربة المنزل مرة أخرى

إقرأ أيضاً:

الطائفة العلوية خليط من الديانات والمذاهب والفلسفات

فرقة باطنية تتسم تعاليمها بالسرية التامة في التعليم والممارسة، ظهرت في القرن التاسع الميلادي على يد محمد بن نصير في العراق، ولذلك عُرفت بـ "النصيرية". تُنسب أصولها إلى الشيعة الجعفرية الإثني عشرية، مع تأثر واضح بفلسفات وأديان شتى، منها: المجوسية والمانوية واليهودية والفلسفة اليونانية.

يبلغ عدد أتباعها نحو 4 ملايين نسمة، وهم ذوو أصول عربية، يتركز وجودهم في منطقة تمتد على الساحل الشمالي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط من مرسين إلى أضنة ثم لواء الإسكندرونة في تركيا، نزولا إلى الغرب السوري وشمال غرب لبنان.

وهم يختلفون عن علويي الأناضول، الذين يبلغ تعدادهم أكثر من 20 مليون نسمة، ويعتبرون كيانا مستقلا، في أصولهم العرقية وتاريخهم وتعاليمهم، مع بعض التقاطع في العقائد والطقوس مع النصيريين، بسبب اشتراك الطائفتين في بعض أصول المذهب الجعفري الاثني عشري، وتأثر كليهما بالديانات والفلسفات القديمة التي كانت سائدة في المنطقة.

النشأة

نشأت الطائفة العلوية جنوبي العراق في القرن التاسع الميلادي، على يد محمد بن نصير، وكان أحد علماء الشيعة الغلاة، من أتباع المذهب الجعفري الإثني عشري، وكان مقربا من بعض أئمة الشيعة، مثل: الإمام محمد الهادي والإمام الحسن العسكري.

وكان ابن نصير يقول بقدسية وعصمة سلالة الصحابي علي بن أبي طالب، وادّعى لنفسه رتبة الباب (الذي ينوب عن الإمام المعصوم في غيابه) للإمام الحسن العسكري، وهو الإمام الحادي عشر من أهل البيت عند الشيعة الإمامية.

ورغم أن بعض كبار الشيعة طردوا ابن نصير من الطائفة، واتهموه بالكذب والفسق، إلا أن قبيلته (بني نمير) ناصرته والتزمت بعقائده، لذلك كان يطلق على الطائفة أحيانا "النميرية".

إعلان

وبعد وفاته في الربع الأخير من القرن التاسع، بدت الطائفة في طريقها إلى الزوال، حتى عام 926، حين تولى قيادتها الحسين بن حمدان الخصيبي، ونشر دعوتها في العراق، مستفيدا من روابطه القبلية، وكان زعيما في قبيلة بني حمدان، التي أسست الدولة الحمدانية في حلب واللاذقية.

الانتشار في سوريا

بعد سجنه في العراق مطلع القرن العاشر الميلادي، فرّ الخصيبي ولجأ إلى الدولة الحمدانية، وبدأ ينشر دعوته، التي لاقت رواجا في المنطقة في ظل الدولة، وأخذت آنذاك طابع العصبية القبلية.

وبعد سقوط الحمدانيين مطلع القرن الحادي عشر الميلادي، سيطر المرداسيون على حلب، فضعف بذلك شأن العلويين، لذلك ساندوا الفاطميين (شيعة إسماعيلية) للاستيلاء على حلب، لكن الفاطميين خذلوهم واستأثروا وحدهم بالحكم وخيرات البلاد.

واستطاع العلويون لاحقا بناء روابط جيدة مع البيزنطيين، لكن هزيمة هؤلاء أمام السلاجقة، الذين امتد نفوذهم إلى حلب عام 1071م، أجبرت العلويين على الفرار إلى الجبال الساحلية في سوريا.

وشكل الصليبيون الذين استعمروا المنطقة المحيطة بجبال العلويين في نهاية القرن الحادي عشر الميلادي، حاجزا بين المناطق التي يقطنها العلويون والمناطق التي يحكمها السنّة، ما قلل من فرص الاحتكاك بين الطرفين.

غير أن الصدام نشب في بداية القرن الثاني عشر بينهم وبين دولة الإسماعيليين الشيعية (الحشاشين)، الذين بسطوا نفوذهم في الأجزاء الجنوبية من الجبال الساحلية، واستمر الصراع بينهما نحو قرن ونصف.

وفي سنة 1260، تولى المماليك حكم سوريا، وشنوا حربا على كل من العلويين والدروز والشيعة الاثني عشرية، بسبب تحالفهم مع الصليبيين، وتم القضاء بشكل حاسم على الإسماعيليين، وأصبح العلويون هم القوة المسيطرة على جبال الساحل.

ومع بداية القرن الرابع عشر، ضيقت دولة المماليك على العلويين أيضا، ومنعت طقس الدخول في الطائفة والمسمى "الخطاب"، وبنت مسجدا في كل قرية علوية، فاستخدم العلويون المساجد لإيواء مواشيهم، وقادوا ثورة على المماليك، وفي ظرف أيام فقط تم قمع الثورة، وقُتل 600 من العلويين، من أصل 3 آلاف.

إعلان

وأدت الصدامات المستمرة بينهم وبين جيرانهم، في الفترة بين القرنين الحادي عشر والرابع عشر الميلادي، إلى انعزالهم وتحصنهم في الجبال، وبمرور الزمن شكلوا مجتمعا مميزا، يحمل هوية تتسم بسمات دينية طائفية وثقافية واجتماعية واقتصادية خاصة، وأصبح العداء للسنة متأصلا في تعاليمهم.

ومنذ العام 1516، خضع العلويون لسلطة الدولة العثمانية، وفي القرن الثامن عشر، ثارت بعض عشائرهم على العثمانيين، وامتنعوا عن دفع الضرائب، فأخمدت الدولة الثورة، وفي عام 1813 قامت ثورة علوية أخرى في منطقة القرداحة، فجاء الرد قاسيا من السلطات العثمانية.

وفي أواخر حكمها، ضعفت الدولة العثمانية، واستطاع العلويون فرض سيطرتهم على الجبال الساحلية، وحكموا المنطقة بكل من فيها، حتى المسيحيين والمسلمين السُنة.

المعتقدات والممارسات

كان الدخول إلى الطائفة النصيرية مفتوحا أمام الجميع في القرون الأولى من تأسيسها، وبسبب النزاعات الدائمة مع من حولها، انغلقت الطائفة على نفسها، وبات الدخول إليها مقتصرا على من يولد لأبوين نصيرييَن، ولم يعد مسموحا قبول تحول الآخرين إليها من الديانات والمذاهب المغايرة.

وأخذت عقائد الطائفة العلوية وممارساتها الدينية طابع السرية، ولم يعد مسموحا بنشر كتبها أو إطلاع الآخرين عليها، بل إن مبادئها لا تعمم على أبنائها إلا بضوابط وبشكل محدود، فلا يعرف معظم العلويين كثيرا عن عقائدهم وشرائعهم، لا سيما النساء.

وسرَّب علويون سابقون بعض الكتب الخاصة بالطائفة، كشفت عن العديد من العقائد، والتي تعتبر مزيجا من ديانات ومذاهب وفلسفات متعددة، منها: المذهب الشيعي والمجوسية والمانية والمسيحية وديانة صابئة حران والفلسفة اليونانية.

ومن أبرز العقائد والمبادئ التي ترتكز عليها الطائفة العلوية:

عقيدة الثالوث النصيري (محمد، علي، سلمان الفارسي)

وهي مستمدة من نظرية الفيض عند الفيلسوف اليوناني أفلاطون، ويقصد بها أن الذات الإلهية، وهي عندهم علي، قد خلقت من نورها القديم الحجاب، وهو محمد، الذي ظاهره النبوة والرسالة وباطنه الله، ثم خلق الحجاب من نوره الباب، وهو سلمان الفارسي، الذي يُعتبر أعلى مراتب العالم النوراني.

إعلان الإمامة

والمراد بها، أن هنالك اثني عشر إماما معصوما، قد تم تعيينهم بالنص.

عقيدة تناسخ الأرواح (التقمص)

وتعني أن الإنسان يعيش حيوات متتالية مختلفة، فتنتقل الروح بعد وفاته لتحل في جسد بشري أو حيوان أو حتى حشرة أو جماد وفقا لعمله، وهي عقيدة مستمدة من بعض الديانات الشرقية القديمة كالمجوسية والبوذية.

الظاهر والباطن

يعتقد العلويون أن روح العبادات ليست فقط حركات جسمانية، بل لها معان باطنية تؤخذ عن طريق الأئمة المعصومين.

المهدية

وتعني عندهم ظهور المهدي، والذي يكون من آل البيت، ليملأ الدنيا عدلا بعدما مُلئت جورا.

الخلافة

ويرون أنها تنحصر في علي وذريته بمقتضى القرآن.

أما أدلة التشريع فهي عندهم أربعة، وهي: القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع والعقل، لكنهم يعتمدون في نصوص القرآن تأويلا باطنيا بعيدا، لا يتضمنه النص، ويدّعون أنه تفسير الأئمة، ويرفضون ما عداه.

كما يرفضون كتب الحديث المعتمَدة عند أهل السنة، ويأخذون بما يقولون إنه ثابت عندهم عن الأئمة، أما الإجماع فيندرج فيه قول الإمام المعصوم، ويرمزون بالعقل للرسول.

ويُقرّ العلويون بأركان الإسلام الخمسة، لكنهم يعطونها تفسيرا باطنيا، ويمارسونها بخلاف المتعارف عليه عند أهل السنة، فالصلاة عندهم عبارة عن أربع قداسات: الطيب والبخور والآذان والإشارة، والزكاة هي خمس دخل الفرد، تُدفع لمشايخ الطائفة، والحج يُقصد به زيارة مقابر مشايخهم.

علويون أتراك يتظاهرون احتجاجا على ما اعتبروه "اضطهادا" للعلويين في سوريا (الفرنسية) أعياد العلويين

يحتفل العلويون بأعياد كثيرة، منها:

عيد الغدير: في الثامن عشر من ذي الحجة، ويعتقدون أن فيه "نادى محمد بعلي إلها". عيد المباهلة: في الحادي والعشرين من ذي الحجة، وفيه يجتمع القوم لإنزال اللعنة على الظالم فيهم، وبحسب اعتقادهم آمن نصارى نجران في هذا اليوم "بألوهية محمد وعلي". عيد المهرجان: في السادس عشر من أكتوبر/تشرين الأول، وهو أحد الأعياد الفارسية، وفي اعتقادهم تظهر فيه الذات الإلهية في القبة الفارسية. يوم النيروز: في السابع عشر من مارس/آذار، ويدّعون أن ابن نصير أحيى فيه رجلا، كان قد مات من ألف سنة. إعلان

وقد تتفق بعض أعيادهم مع أعياد أهل السنة، لكنها تحمل معاني باطنية مختلفة، فمثلا المعنى الباطني لعيد الأضحى، هو المهدي وظهوره يوم القيامة وانتقامه من الكفار.

مراكز انتشارهم

يتركز وجود العلويين في ثلاث دول شرق أوسطية، هي: سوريا ولبنان وتركيا، ولهم كذلك انتشار في دول عدة حول العالم كالولايات المتحدة الأميركية، التي تستضيف منهم أكثر من ربع مليون نسمة.

وفي أوروبا يعيش أكثر من مليوني علوي، في دول مثل: ألمانيا وفرنسا والنمسا واليونان وبلغاريا وألبانيا، إضافة إلى جاليات علوية أخرى في العراق وفلسطين وإيران.

ويتجمع معظم النصيريين أو العلويين العرب، الذين يصل عددهم إلى حوالي 4 ملايين نسمة، في منطقة تأخذ شكل هلال على الساحل الشمالي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، تمتد من مرسين ثم أضنة والإسكندرونة في تركيا، مرورا بالغرب السوري، لتغطي جزءا من الشمال اللبناني.

مدينة اللاذقية في سوريا إحدى المناطق التي توجد فيها الطائفة العلوية (الفرنسية) علويو سوريا

يشكل العلويون ثاني أكبر مجموعة دينية بعد السنّة في سوريا، بنسبة تتراوح بين 10% إلى 13% من مجموع السكان، ويبلغ تعدادهم أكثر من مليوني نسمة، وفق أرقام وكالة الاتحاد الأوروبي للاجئين، للعام 2020.

ويتركز وجودهم في شمال غرب سوريا، وتعيش غالبيتهم في قرى الجبال الساحلية (جبال النصيرية)، إضافة إلى وجود تجمع كبير لهم في مدينتي اللاذقية وطرطوس، وتجمعات أصغر في دمشق وأرياف مدينتي حمص وحماة.

وينتمون إلى 4 عشائر رئيسية، هي: الخياطين والمتاورة والحدادين والكلبية، التي تنتمي لها عائلة الأسد.

وبدأ النصيريون يحملون اسم "علويين" في عشرينيات القرن العشرين، إبان الاحتلال الفرنسي لسوريا وأطلقه عليهم الفرنسيون بسبب تقديسهم للصحابي علي بن أبي طالب، وكانوا قبل ذلك يُعرفون بالنصيريين.

وقد استطاع العلويون في تلك الفترة، بمساعدة الاستعمار الفرنسي، تأسيس الدولة العلوية الأولى، التي أُطلق عليها دولة جبل العلويين، وقد بلغت مساحتها 6500 كيلومتر مربع، وشملت كامل الجبال والسهول الساحلية في سوريا والمدن الرئيسية كاللاذقية وطرطوس وبانياس وجبلة، وكان معظم سكانها علويين.

إعلان

وعلى إثر استقلال سوريا عن الانتداب الفرنسي، لم تكن للدولة العلوية مقومات اقتصادية مستقلة أو عمق جغرافي كاف، لذلك آثرت الانضمام إلى دولة سوريا الموحدة عام 1936.

وساهم حزب البعث لاحقا في صعود الطائفة العلوية إلى الحكم، فقد انضم إليه كثير من العلويين، وكان لهم دور بارز في الانقلابات التي حدثت في ستينيات القرن العشرين، وتولوا مناصب حساسة في الدولة، واستطاع الضباط العلويون السيطرة على مفاصل الدولة والجيش، وبرز نفوذهم بشكل خاص بعد تولى الرئيس السوري السابق حافظ الأسد الحكم عام 1971.

وكانت حقبة نظام الأسد (حافظ ثم ابنه بشار) التي امتدت في الفترة بين 1971 و2024، وهي الحقبة الذهبية في التاريخ السياسي الحديث للعلويين، الذين شغلوا في تلك الفترة مناصب رفيعة في النظام السوري، وهيمنوا على الشرطة والجيش، وفُتحت أمامهم فرص أكبر في القطاع العام مقارنة بالمجموعات السكانية الأخرى.

وأنهت تلك الحقبة حالة العزلة الاجتماعية للعلويين، إذ بدأ سكان الجبال بالخروج من قوقعتهم، والاندماج في النسيج الاجتماعي الأوسع للمجتمع في مدن سورية عدة.

وشهدت مرحلة نظام الأسد استبدادا سياسيا، اعتمد فيه النظام على القبضة الحديدية وسحق الأكثرية السنية، وقمع الثورات، التي كان أشهرها أحداث حماة ما بين 1978 و1982، والتي تم إخمادها عبر ارتكاب مجازر دموية.

وبعد نحو ثلاثة عقود، قامت ثورة شعبية ضد نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، الذي تولى الرئاسة عام 2000، فجند تقريبا كل ذكور العلويين الذين تترواح أعمارهم بين 20 و40 سنة للقتال، وسخر كل الوسائل وإمكانيات الدولة والمعونات الخارجية لقمع الثورة، التي استمرت حتى أسقطت النظام نهائيا في أواخر العام 2024.

علويو لبنان

تضم لبنان جالية صغيرة نسبيا من العلويين، يُقدر تعدادها بما يتراوح بين 100 و120 ألفا، وفق بيانات منظمة "مجموعة حقوق الأقليات"، يعيش أكثر من نصفهم في جبل محسن بطرابلس، وفي نحو 20 قرية في سهل عكار.

إعلان

والعلويون في لبنان امتداد للعلويين السوريين، وتجمعهم روابط وصلات، وهو ما يؤثر أحيانا على علاقات علويي لبنان بالطوائف المحلية الأخرى، ففي الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، دعم بعض العلويين اللبنانيين -عسكريا وسياسيا- القوات السورية التي دخلت لبنان، ونجمت عن ذلك اشتباكات عنيفة بين العلويين والسنة، خصوصا في مدينة طرابلس.

وعلى مدى عقود مُنع العلويون في لبنان من بعض حقوق المواطنة، ولم يُعترف بحقوقهم رسميا حتى اتفاق الطائف عام 1989، وحينها أصبح العلويون قادرين على دخول الجيش اللبناني، والحصول على وظائف حكومية.

وفي العام 1992 مُنحوا حق 2% من نسبة التمثيل البرلماني، ومنذ 2003 حصلوا على إدارة ذاتية لتنظيم شؤونهم الدينية وأوقافهم ومؤسساتهم الخيرية والاجتماعية، بما يتفق مع أحكام الشريعة والفقه الجعفري.

علويو تركيا

تشكل الطائفة العلوية أكبر أقلية دينية في تركيا، ويمثلون نسبة تتراوح بين 15% و25% من المجموع الكلي للسكان، ويُقدر تعدادهم، وفق أرقام منظمة "مجموعة حقوق الأقليات"، بما يتراوح بين 20 إلى 25 مليون نسمة.

وهم باعتبار أصولهم على قسمين:

العلويون النصيريون

وهم امتداد للعلويين في سوريا، يتكلمون اللغة العربية إلى جانب التركية، ويمثلون نسبة ضئيلة من علويي تركيا، ويعيش أغلبهم في منطقة هاتاي (الإسكندرونة) وأضنة ومرسين، إضافة إلى عدة آلاف أخرى في إسطنبول وأنقرة.

علويو الأناضول

يمثلون الغالبية العظمى من العلويين في تركيا، ويتركز وجودهم غرب الأناضول ووسطه وشرقه، حتى الحدود مع إيران وأذربيجان، إضافة إلى عدد كبير يعيش في المدن الكبرى مثل إزمير وإسطنبول.

وينتمي علويو الأناضول إلى عرقيات متعددة، تشمل: التركية والكردية والتركمانية، ويتحدثون العديد من اللغات، مثل: التركية والظاظا والكرمانسية.

وقد تأثرت أصول عقائدهم وشعائرهم بشكل واضح بتعاليم الشيعة الإثني عشرية والطرق الصوفية والشامانية والثقافات والأديان المحلية القديمة في منطقة الأناضول.

إعلان

ويُعتبرون كيانا مستقلا عن النصيريين في أصولهم وتاريخهم ومؤسساتهم، مع بعض التقاطع في العقائد والتعاليم، بسبب الاشتراك في بعض أصول المذهب الجعفري الاثني عشري، والتأثر بالثقافات والأديان التي كانت سائدة في المنطقة.

ومع ذلك فقد نجد أيضا اختلافا بيّنا في تفسير الأصول وممارسة الطقوس المشتركة بينهما، فمع اشتراكهم في تقديس الصحابي علي بن أبي طالب، وإيمانهم بـ"ألوهيته وقدراته الخارقة"، وأن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم خُلق من نفس جوهره، إلا أن الثالوث عندهم هو (الله، علي، محمد)، ولا يدخل فيه سلمان الفارسي.

وهم يعتقدون بوحدة الوجود، المستمدة من بعض التقاليد الصوفية والفلسفات القديمة، والمراد بها، وجود وحدة بين الخالق ومخلوقاته، فجميع الكائنات عندهم هي الله.

ولا يعترفون بالمساجد، ويؤدون الصلاة في غرفة كبيرة تسمى "بيت الجمع"، وصلاتهم يتلون فيها تراتيل بلغاتهم المحلية، والحج عندهم زيارة قبور مشايخهم، لا سيما قبر المؤسس بكتاش ولي.

وتعود جذور علويي الأناضول إلى القبائل التي هاجرت من إيران وآسيا الوسطى إبّان الاجتياح المغولي في القرن الثالث عشر الميلادي، واستقرت في مناطق الأناضول.

وفي أوساط تلك القبائل، انتشرت الطريقة البكتاشية، وهي طريقة صوفية تعود تعاليمها إلى عقائد الشيعة الإثني عشرية، أسسها الحاج بكتاش ولي، أحد شيوخ التركمان.

وكانت الأناضول في تلك الآونة خاضعة لسلاجقة الروم، الذين كانت دولتهم في طريقها للأفول، فساندت الطريقة البكتاشية العثمانيين ضد السلاجقة، فرد العثمانيون الجميل بالاعتراف بتلك الطريقة، التي انتشرت على مساحات واسعة من الأناضول.

وشكلت معركة جالديران عام 1514، التي وقعت بين الدولة الصفوية والدولة العثمانية، بداية توتر العلاقات العلوية السنية في تركيا، إذ وقف بعض البكتاشيين إلى جانب الصفويين في المعركة، ولكن النصر كان حليف العثمانيين، الذين طاردوا البكتاشيين، ففروا واضطروا للاستقرار في القرى النائية والجبال.

إعلان

واستمر الصراع بين الطرفين، وظل البكتاشيون يقودون ثورات ضد الدولة بين الحين والآخر، فأطلق العثمانيون على البكتاشيين المعارضين، اسم قزلِباش، أي الرأس الأحمر، في إشارة إلى غطاء الرأس الأحمر لدراويش الصفوية، وأحيانا كانوا يسمونهم بالزنادقة أو الرافضة ونحوها، ثم استقر إطلاق اسم العلويين عليهم.

ومن هنا انفصل العلويون عن الطائفة البكتاشية الأصلية، بمعارضتهم للدولة العثمانية، على الرغم من اشتراكهما في التاريخ والتعاليم، وبسبب ظروفهم السياسية وعزلتهم في الجبال، بدأت العلوية تنتشر عبر الوراثة فقط.

وعندما قامت ما تعرف في تركيا بـ"حرب التحرير" (1918-1923)، شارك العلويون في القتال إلا أن مصطفى كمال أتاتورك، بعد سنوات قليلة من قيام الجمهورية التركية، ألغى الاعتراف بالطرق الصوفية والمجموعات الدينية، بما في ذلك العلويين.

ومع ذلك، أصبحت الحياة المدنية متاحة للعلويين بشكل أكبر، واستطاعوا كسر العزلة التي خضعوا لها أيام الحكم العثماني، وانتقل كثير منهم للعيش في المناطق الحضرية والمدن الكبرى.

وبمرور الزمن تغيرت التركيبة الديمغرافية لمناطق تجمع العلويين، إذ انخفض عددهم في ولايات وسط البلاد، التي كان يمثل العلويون فيها ما لا يقل عن ثلث السكان.

وبدأ العلويون يشاركون في الحياة السياسية، وانجذب كثير منهم إلى الشعارات الاشتراكية، وانضموا للأحزاب اليسارية، وكوّنوا كذلك أحزابا تمثّلهم، ودخلوا معترك الانتخابات النيابية، وحصدوا العديد من المقاعد في البرلمان.

وقد أثرت سياسات الدولة ضد العرقيات غير التركية، لا سيما الأكراد، سلبا على العلويين، الذين يمثلون نسبة تقارب 30% من الأكراد، فقد واجهوا سياسات تذويب الهوية الثقافية الخاصة بهم، إضافة إلى العديد من أحداث العنف ضدهم، خصوصا في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين.

إعلان

وفي نهاية الثمانينيات، بدأت المسألة العلوية تثار بشكل أكبر، وأصدر العلويون بيانا عرف بـ"البيان العلوي"، طالبوا فيه بحقوقهم والاعتراف بهم، وعلى إثره، شكلوا منظمات للمجتمع المدني، الهدف منها إحياء الثقافة العلوية.

وفي العام 2015، استطاع العلويون الحصول على مجموعة واسعة من الحقوق، بما في ذلك الاعتراف القانوني ببيوت الجمع.

مقالات مشابهة

  • 10 مشروبات سحرية تقضي على الكرش
  • الجري لمسافات طويلة قد “يأكل” دماغك!
  • طريقة عمل الكحك بالعجوة في المنزل
  • طريقة عمل بسكويت عيد الفطر 2025 في المنزل
  • بخطوات بسيطة.. طريقة عمل «اللازانيا» في المنزل
  • الطائفة العلوية خليط من الديانات والمذاهب والفلسفات
  • هل يمكن لهرمون النوم أن يحل مشكلة السمنة؟ دراسة تكشف المفاجأة!
  • بعد الرنجة والفسيخ..طريقة مشروب الليمون بالنعناع
  • حلويات العيد 2025.. طريقة عمل السابليه بخطوات سهلة
  • زي المحلات.. طريقة عمل السابلية في المنزل للشيف نادية السيد