مكتبة الإسكندرية تشهد حوارها السابع حول العدل والإحسان في الزواج
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
شهدت مكتبة الإسكندرية، حوارها السابع بعنوان "العدل والإحسان في الزواج" ضمن سلسلة "حوارات الإسكندرية"، ودار الحوار حول الأخلاق والقوانين المتعلقة بالزواج من منظور القرآن والسنة والتراث القانوني الإسلامي والممارسات التاريخية، والقانون المعاصر، وكيفية دعم العلاقات الزوجية القائمة على المساواة من داخل التراث الإسلامي.
افتتح الحوار الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، وقال إنه يعتز بالإسهام الفكري الذي يقدمه كتاب "العدل والإحسان في الزواج"، مؤكدًا أن لديه قناعة أن الخطاب الديني لن يتغير إلا بإسهامات تأتي من الضفة الأخرى من النهر؛ أي من الاتجاهات الليبرالية والإنسانية.
وأضاف "زايد" أن هذه الإسهامات تقدم رؤية مختلفة تنطلق من معطيات وفرضيات مرتبطة بالنظريات الاجتماعية والقدرة على التأويل وقراءة النصوص بأشكال مختلفة ومستحدثة، لتقدم نظرة مختلفة ترفع فكرة الوصاية التي تُضمر في الخطاب الديني وتضع مكانها أفكارًا حول المساواة والتعددية والثقة وتعريفات مختلفة للعلاقة بين المرأة والرجل، وبالتالي ينتج خطاب مختلف ربما يكون اتجاه جديد هو الذي يسود ويستمر.
وتحدثت الدكتورة ملكي الشرماني، أستاذة مشاركة للدراسات الإسلامية ودراسات الشرق الأوسط في جامعة "هلسينكي الفنلندية"، عبر "الانترنت"، عن خلفية الكتاب، لافتة إلى أنه يعد نتاجًا لمشروع بحثي بدأ عام 2018 سعى للإجابة على تساؤل هو: "هل هناك أطر أخلاقية وقانونية في المصادر الإسلامية والتراث تستطيع أن تؤسس وترسخ منظومة زواج قائمة على العدل والمساواة والتشارك والرعاية المتبادلة.
ولفتت "الشرماني" إلى أن المشروع ضم مجموعة كبيرة من الأكاديميات والباحثات في إطار مشروع "مساواة"، وهو حركة فكرية تسعى لتعزيز مبادئ العدل والمساواة في الأسر المسلمة، ونشر الوعي والمساهمة في تجديد الخطاب الديني من منظور إسلامي مؤكدة أن الهدف من المشروع هو دراسة بطريقة علمية طروح بديلة من داخل التراث الإسلامي لتقديم أطر تكون دعامة لمنظومة زواج مختلفة قائمة على التشارك والمساواة والعدل والإحسان.
وأضافت "الشرماني" أن الكتاب قدم دراسات في عدة محاور، هي" القرآن، والسنة، وأصول الفقه والأخلاق الإسلامية، ومسارات الإصلاح في قوانين الأسرة المسلمة في العديد من الدول المسلمة" قائلةإن الكتاب يقدم فصلًا ختاميًا يقدم تصور جديد للزواج من المنظور الصوفي، وأن الكتاب يستنتج أن هناك بالفعل منظومة زواج قائمة على الإحسان والعدل من داخل التراث الإسلامي وأفكار وحجج يمكن أن ينتج عنها رؤية بديلة للزواج السائد الآن.
وتحدثت الدكتورة أميرة أبوطالب، دكتوراه من كلية العلوم الدينية بجامعة "هلسينكي الفنلندية"، عن الأخلاقيات في القرآن مثل المودة والرحمة والصبر والإحسان، لافتة إلى أنها سعت لدراسة مفهوم الإحسان في القرآن بشكل شمولي لأنه مذكور في القرآن بشكل متكرر جدًا، مؤكدة أنه رسالة قرآنية تشجع على الخير والجمال والسعي نحو الاتقان.
وفي كلمتها، قالت الدكتورة أميمة أبو بكر، أستاذة الأدب الإنجليزي المقارن بجامعة القاهرة، وعضوة مؤسِّسة ورئيسة مجلس أمناء "مؤسسَة المرأة والذاكرة"، إلى أنها سعت من خلال دراستها التي قدمتها في الكتاب أن تنظر إلى البنية الأخلاقية للأحكام في القرآن وكيف يتم ترسيخها وتفعيلها في القرآن ككل، من خلال مقاربة شمولية وتحليل لوضع تصور محدد للبنية الأخلاقية التي تؤسس للزواج كمؤسسة وعلاقة تكافؤ وليس كعلاقة فوقية أو سلطوية.
ولفتت "أبو بكر" إلى أن منهجية الدراسة قامت على عدد من المحاور؛ ومنها: النظر إلى الخلفية التاريخية للآيات وأسباب النزول، والمقصد الأخلاقي وراء الآيات المراد تحقيقه، والقيم والمبادئ المذكورة في سياق الزواج والطلاق، والأخذ في الاعتبار الخطاب القرآني الشامل لمنظومة العلاقات الإنسانية.
وفي كلمتها، قالت الدكتورة ياسمين أمين، القائمة بأعمال المعهد الألماني للأبحاث الشرقية بالقاهرة، إلى أنها سعت للتعرف على أسباب وجود اختلاف بين الصورة القرآنية والصورة الفقهية للزواج، وذلك بالنظر إلى الأحاديث والسيرة النبوية، والبحث في كيفية الوصول لتقارب بين الصورتين.
وأشارت "أمين" إلى أن الأحاديث النبوية تمثل مصدرًا بالغ الأهمية حيث تعد مرآة للوقت الذي وضعت فيه، وأضافت أنه تم تقسيم الأحاديث لتتناول أحوال الزواج، والمهر والنفقة، وكيفية تعامل الزوجين مع بعضهم البعض والعلاقة بينهم
من جانبها، تحدثت الدكتورة هدى السعدي؛ عضوة هيئة التدريس المنتدبة في قسم الحضارة العربية والإسلامية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعضوة مؤسِّسة في "مؤسسة المرأة والذاكرة"، عن دراستها لأعراف الزواج في مصر في العصور ما قبل الحديثة، لافتة إلى وجود مصادر تاريخية ثرية كشفت عن وجود تراث قانوني إسلامي ثري، وأن الفقه لم يكن المصدر الوحيد للأحكام، فكان هناك أحكام السلاطين والمحاكم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الاسكندرية الخطاب الديني تجديد الخطاب الديني التراث مكتبة الاسكندرية الإسكندرية اليوم القوانين العلاقات الزوجية التراث الإسلامي الزواج المودة والرحمة تجديد الخطاب الزواج والطلاق مدير مكتبة الإسكندرية أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية
إقرأ أيضاً:
مكتبة القاهرة الكبرى تناقش "دور بيت العائلة في تعزيز قيم المواطنة"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عقدت مكتبة القاهرة الكبرى بقيادة الكاتب يحيى رياض يوسف مدير عام المكتبة، ندوة ثقافية تحت عنوان: "دور بيت العائلة في تعزيز قيم المواطنة"، مساء أمس الخميس، بالتعاون ومشاركة بيت العائلة المصرية.
اللقاء القى الضوء على ضرورة ترسيخ ثقافة المواطنة فى مصر، وكان منبرًا للحوار بين الشخصيات العامة ورجال الفكر والدين من ذوي الثأثير البالغ فى المجتمع المصري والعربي.
شارك فى الحوار كبار المفكرون وهم: الدكتور طارق منصور مقرر مساعد لجنة الإعلام ببيت العائلة المصرية، والنائبة الدكتورة عايدة نصيف عضو مجلس الشيوخ، والدكتور عبدالمسيح سمعان مقرر لجنة التعليم ببيت العائلة، والدكتور مسعد عويس مقرر لجنة الشباب ببيت العائلة، وجناب القس أرميا مكرم مقرر مساعد لجنة الشباب ببيت العائلة المصرية.
وأدارت اللقاء الدكتورة جيهان رجب عضو لجنة الشباب المركزية ببيت العائلة المصرية، وتنسيق الناقدة الدكتورة ناهد عبدالحميد مدير ملتقى الهناجر الثقافى وعضو المجلس القومى للمرأة.
وفى مستهل اللقاء رحب يحيى رياض يوسف مدير عام مكتبة القاهرة الكبرى، بالحضور الكريم، معربا عن سعادته باللقاء وإقامة ندوة ثقافية عن تعزيز المواطنة والوحدة الوطنية فى ظل الظروف السياسية التى تشهدها المنطقة.
وأشار رياض، إلى أنه توجد هجمة شديدة نواجهها وعلى المجتمع إدراك ذلك جيدا بهدف الحفاظ على الوحدة الوطنية من خلال تعزيز قيم المواطنة.
وقد أشار اللقاء خلال فعالياته إلى ضرورة تعزيز ثقافة الحوار من خلال الانفتاح الحواري بين أبناء الوطن من أجل تعزيز دعائم الوحدة بين أبناء الوطن الواحد وتعزيزها فى وجدان كل مصري وكيفية بناء جسور التفاهم والتعاون بين كافة أطياف المجتمع المصري، فتعزيز قيم المواطنة والتعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد من أهم أولويات أي مجتمع يسعى إلى الاستقرار والتقدم، فمصر بلد كبير من قديم الأزل يمتاز بتنوع المعتقدات والأديان والثقافات وبه تعايش سلمي بين أبناء الوطن منذ آلاف السنوات بمختلف طوائفهم وأديانهم ومعتقداتهم.
وكان من أهم ثمرات اللقاء أن تلك المبادرة تمثل خطوة كبيرة ومهمة نحو فهم أعمق للأجيال القادمة والنشء لأهمية المواطنة والوحدة بين أفراد الشعب المصري وممارسة قيمها النبيلة على أرض الواقع حتى تظل مصر كما كانت ولاتزال نموذجًا فريدًا يحتذى به فى العالم للوحدة الوطنية والتعايش السلمي المشترك بين أفراد المجتمع مما يعكس الروح الحقيقية للمواطنة وتعزيز قيمها.