ولاية هندية تقر قانونا يوحد الأحوال المدنية بين الأديان رغم معارضة المسلمين
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
وافق مشرعون أمس الأربعاء في ولاية هندية صغيرة يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي على تشريع تاريخي يوحد قوانين الأحوال المدنية بين الأديان، في خطوة عارضها الكثير من زعماء الأقلية المسلمة في الهند.
وإقرار ولاية أوتار كاند الواقعة في منطقة جبال الهيمالايا لهذا القانون يجعلها أول ولاية في البلاد منذ استقلالها عن بريطانيا في عام 1947 تتبنى قانونا مدنيا موحدا وتنفذه.
ويأتي هذا إقرار هذا القانون قبل أشهر من الانتخابات العامة في الهند، وهو وعد مثير للجدل من حزب بهاراتيا جاناتا قائم منذ عقود.
وحاليا يتبع كل من الهندوس والمسلمين والمسيحيين والأقليات الأخرى في الهند القوانين والأعراف الشخصية الخاصة بكل مجموعة أو قانون علماني اختياري للزواج والطلاق والتبني والميراث.
ومن المتوقع أن تمهد خطوة ولاية أوتار كاند، التي تحظر تعدد الزوجات وممارسات إسلامية أخرى، الطريق أمام الولايات الأخرى التي يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي لتسير على الدرب نفسه، رغم المعارضة الغاضبة من زعماء الأقلية المسلمة القوية في الهند التي يبلغ عددها 200 مليون نسمة.
ويضع هذا القانون المستقى من الدستور الهندي العلماني حدا للتوازي بين الدين والقوانين التي توجه الزواج والطلاق والنفقة والميراث والتبني والخلافة.
ويحدد القانون الحد الأدنى لسن الزواج لكلا الجنسين. ويكفل المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة في المسائل المتعلقة بالطلاق وتقاسم الميراث، ويمنح حقوقا للأطفال المتبنين والمولودين بغير زواج أو عبر رحم بديل.
وتتألف الهند من نحو 80% من الهندوس و14% من المسلمين، وبها ثالث أكبر عدد من المسلمين في دولة واحدة في العالم.
ويتهم المسلمون حزب مودي القومي اليميني المتطرف باتباع قائمة أولويات هندوسية متحيزة ضدهم تفرض مباشرة قوانين تتعارض مع عقيدتهم الإسلامية.
كما يشتكي المسلمون من تضييقات منذ تولي مودي الحكم أدت إلى اندلاع أعمال عنف طائفي راح ضحيتها العديد من المسلمين، إضافة إلى استيلاء الهندوس على مساجد تاريخية وأراض للمسلمين بزعم أنها "أراض مقدسة" لمعابد هندوسية.
ويُلزم القانون الجديد الرجل والمرأة بتسجيل زواجهما وكذلك تقديم إشعار إذا كانا على علاقة مساكنة إلى مكتب حكومي. ويجب أيضا إبلاغ الشرطة بإنهاء علاقة المساكنة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی الهند
إقرأ أيضاً:
حصاد الأزهر العالمي للفتوى 2024.. أكثر من 1.9 مليون فتوى لمواجهة التطرف وتلبية احتياجات المسلمين
أعلن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عن إحصائية شاملة لجهوده خلال عام 2024، وذلك في إطار الاحتفاء بـ اليوم العالمي للإفتاء.
واصل المركز مسيرته الرائدة في نشر الوعي وتصحيح المفاهيم المغلوطة.
يأتي ذلك ضمن رؤية الأزهر الشريف لتعزيز الفكر الوسطي ومواجهة التطرف الديني، مع تقديم الدعم الشرعي اللازم للمسلمين في جميع أنحاء العالم.
الرسالة الأساسية: نشر الوسطية ومواجهة التطرف
استمر المركز خلال العام الجاري في التصدي للفكر المتطرف بأشكاله المختلفة، حيث ركز على تفنيد الشبهات التي يروج لها أصحاب هذا الفكر، والإجابة عن التساؤلات التي تشغل بال المسلمين في قضايا دينهم ودنياهم.
كما عزز دوره في مواجهة فوضى الفتاوى التي تسهم في تضليل الشباب، مستهدفًا تحصين المجتمع الإسلامي، وخاصة الفئة الشبابية، من الانخراط في الأفكار الهدامة.
إحصائيات الفتاوى لعام 2024
كشف المركز عن قيامه بإصدار 1,961,711 فتوى خلال العام، شملت مختلف القضايا الفقهية والشرعية، وذلك عبر وسائل متعددة:
الفتاوى النصية: 534,943 فتوى.
الفتاوى الهاتفية: 419,941 فتوى.
الفتاوى الميدانية: 393,695 فتوى.
فتاوى وسائل التواصل الاجتماعي: 375,003 فتوى.
فتاوى وسائل الإعلام: 263,731 فتوى.
فتاوى قسم النساء: 59,735 فتوى.
الفتاوى باللغات الأجنبية: 8,752 فتوى.
بنك الفتاوى الإلكترونية منصة رائدة
حقق بنك فتاوى الأزهر الإلكتروني طفرة ملحوظة هذا العام، حيث قدم ما يزيد عن 4,600 فتوى، وهو ما يعكس نجاح هذه المنصة التي انطلقت في ديسمبر 2019 كركيزة أساسية للعمل الإفتائي.
يستهدف البنك تلبية احتياجات المسلمين محليًا وعالميًا، مع التركيز على نشر المنهج الوسطي للأزهر الشريف.
تنوع الفتاوى واهتمام خاص بقضايا النساء والشباب
تميزت الفتاوى التي أصدرها المركز بالتنوع، حيث شملت مختلف مجالات الحياة اليومية للمسلمين، من عبادات ومعاملات إلى أحوال شخصية وقضايا متعلقة بالفكر والأديان.
كما خصص المركز قسمًا يهتم بقضايا النساء، حيث بلغ عدد الفتاوى الواردة لهذا القسم 59,735 فتوى، ما يؤكد على دور المركز في دعم المرأة المسلمة وتوفير حلول شرعية لقضاياها المختلفة.
حضور قوي على كافة المنصات
لم يقتصر عمل المركز على تقديم الفتاوى فقط، بل حرص على التواجد النشط عبر المنصات الإعلامية المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي. استهدف هذا الحضور تعزيز الوعي العام، والرد على الشبهات التي يثيرها البعض لتضليل المسلمين.
نظرة مستقبلية
مع نهاية عام 2024، يؤكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية استمراره في تقديم خدماته الإفتائية بأسلوب علمي دقيق، يواكب تطلعات المسلمين في العصر الحديث.
كما يطمح إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات الدولية والمحلية لنشر الفكر الوسطي، والمساهمة في بناء مجتمع إسلامي واعٍ.