دراسة صادمة حول تصفح الأطفال للإنترنت.. ما دور الذكاء الاصطناعي؟
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
يعد التنقل في عالم الإنترنت جزءًا من الحياة اليومية للآباء والأطفال في الوقت الراهن، وعلى الرغم من وجود فوائد اجتماعية وتعليمية وثقافية كبيرة، إلا أنه لا تزال هناك مخاطر متعددة.
عالم الإنترنت يتطور بسرعة، ورغم أن الآباء يبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على سلامة أطفالهم وعدم تعرضهم لمحتوى غير لائق، ولكن ليس من الممكن دائمًا الإشراف على كل ما قد يراه طفلك عبر الإنترنت.
تمت إضافة ميزات الأمان المضمنة وأدوات الرقابة الأبوية إلى العديد من المنصات عبر الإنترنت، وأصبحت السلامة عبر الإنترنت الآن قانونًا، لكن لا يمكنها حل كل شيء. موقع «Thestandard» وصف السلامة عبر الإنترنت بأنها قضية معقدة، ملقيا الضوء في تقريره على تزايد المحتوى العنيف والكراهية للنساء الذي يتعرض له الأولاد الصغار تدريجيًا.
بحسب دراسة كشف عنها التقرير حول الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و14 عامًا لاستكشاف هذه المشكلة بشكل أكبر، وجدوا أن واحدًا من كل 10 تعرض لمحتوى ضار في غضون 60 ثانية من اتصاله بالإنترنت، مع خوارزميات الذكاء الاصطناعي القوية التي تغذيهم بمحتوى يروج لكراهية النساء (69%) أو العنف (79%).
بالنسبة لـ 59% من الأولاد المشاركين في الدراسة، حدث هذا التعرض بعد عمليات بحث بريئة تمامًا وغير مقصودة.
تحذير من المحتوى الذي يشاهده الأطفال عبر الإنترنت بسبب الذكاء الاصطناعيعندما تكون عملية البحث مدعومة بالذكاء الاصطناعي، يمكن لبعض الخوارزميات أن تتصرف كصديق، وتقترح المحتوى الذي تعتقد أنه قد يكون محل إعجاب.
لكن الحقيقة هي أن هذه الخوارزميات تعرض الأولاد في بعض الأحيان لمحتوى ضار في غضون دقائق، مع عدم قدرة الطفل بسهولة على التمييز بين ما هو مناسب وما هو غير مناسب، بحسب التقرير.
موقع «Childnet» أوضح أنه إذا بحث شخص بشكل عن محتوى حول الحيوانات، فيمكن أن تبدأ الخوارزمية في اقتراح محتوى يظهر له القسوة على الحيوانات أو إهمالها.
يكون الطفل فضوليًا ويشاهد مقطع فيديو حتى النهاية، ما يؤدي بعد ذلك إلى ظهور المزيد من المحتوى ذي الطبيعة المماثلة له.
يمكن أن يؤثر هذا المحتوى المنتظم على وجهة نظر الأطفال ويقلل من حساسيتهم تجاه المواضيع القوية، خاصة إذا كان هذا المحتوى يحظى بالكثير من الإعجابات والتعليقات، بحسب التقرير.
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن ما يراه الأولاد عبر الإنترنت له تأثير قوي على سلوكهم في الحياة الواقعية، حيث قال ما يقرب من نصف الآباء (42%) إنهم شاهدوا ابنهم يقول شيئًا غير لائق يعتقدون أنه ربما تم التقاطه عبر الإنترنت.
يمكن أن تكون هذه التعليقات سلبية عن أنفسهم وعن الأشخاص من حولهم، حيث يتحدث 27% بشكل سلبي عن صورتهم الجسدية أو 22% منهم يهينون النساء والفتيات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإنترنت الأطفال الذكاء الاصطناعي عبر الإنترنت
إقرأ أيضاً:
هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكون طوق النجاة للمحتاجين؟
نشرت مجلة نيتشر العلمية تقريراً حديثاً يستعرض كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة فعالة في مكافحة الفقر حول العالم، وذلك من خلال تحليل البيانات وتحديد المستحقين للمساعدات بطرق أكثر دقة وسرعة من الأساليب التقليدية.
في أواخر عام 2020، خلال جائحة كوفيد-19، تلقى عشرات الآلاف من القرويين الفقراء في توغو مساعدات مالية مباشرة عبر هواتفهم المحمولة، بفضل نظام ذكاء اصطناعي مبتكر. تم تحويل حوالي 10 دولارات كل أسبوعين إلى حساباتهم الرقمية، وهي مبالغ قد تبدو صغيرة، لكنها ساعدت العديد منهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية وتجنب الجوع.
اقرأ أيضاً.. هل يشيخ الذكاء الاصطناعي كالبشر؟ خفايا التقادم الرقمي
كيف يعمل الذكاء الاصطناعي في تحديد الفقراء؟
اعتمدت حكومة توغو، بالتعاون مع علماء من جامعة كاليفورنيا في بيركلي ومنظمة GiveDirectly غير الربحية، على الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الأقمار الصناعية وبيانات شبكات الهواتف المحمولة لتقدير مستوى الدخل والفقر في مناطق مختلفة. وبدلاً من استخدام المسوحات الميدانية التقليدية التي تستغرق وقتاً طويلاً وتحتاج إلى موارد ضخمة، استطاع النظام الجديد تحديد الأشخاص الأكثر حاجة بسرعة ودقة أكبر.
وفقاً للمجلة، فإن هذا النهج ساعد في التغلب على تحديات مثل عدم توفر بيانات دقيقة عن الفقراء، وهي مشكلة تواجه الحكومات والمنظمات الإنسانية عند توزيع المساعدات.
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل الطرق التقليدية؟
حالياً، يعيش نحو 700 مليون شخص حول العالم في فقر مدقع، حيث يحصلون على أقل من 2.15 دولار يومياً وفقاً للبنك الدولي. ومع ذلك، يواجه قياس الفقر وتوزيع المساعدات مشكلات عديدة، منها التكاليف العالية لجمع البيانات وعدم شمول بعض الفئات مثل المشردين أو الأشخاص الذين لا يملكون هواتف محمولة.
يقول الباحث جوشوا بلومنستوك، المتخصص في علوم الكمبيوتر بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في التغلب على هذه المشكلات عبر تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة فائقة، مما يجعل عملية تحديد المستفيدين من المساعدات أكثر كفاءة.
من جهة أخرى، يُحذر خبراء مثل أولا هال، الباحث في جامعة لوند في السويد، من أن الذكاء الاصطناعي ليس مثالياً، فقد تعاني بعض النماذج من التحيز أو عدم الدقة، مما قد يؤدي إلى استبعاد بعض الأشخاص المستحقين للمساعدة.
كيف تطور قياس الفقر عبر الزمن؟
تاريخياً، حاول الباحثون تطوير معايير لقياس الفقر منذ أواخر القرن التاسع عشر. على سبيل المثال، في عام 1901، أجرى عالم الاجتماع البريطاني سيبوم راونتري دراسة ميدانية حول الفقر في مدينة يورك بالمملكة المتحدة، حيث تم تحديد الفقر بناءً على قدرة الأسر على تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية.
لاحقاً، في عام 1964، اعتمدت الولايات المتحدة مقياس الفقر الرسمي الذي حدد الحد الأدنى من الدخل اللازم لتغطية الطعام والمسكن والنفقات الأساسية، وهو ما تبنته أيضاً دول مثل الهند.
لكن هذه المقاييس لم تعكس الواقع المعقد للفقر، حيث إن امتلاك دخل معين لا يعني بالضرورة القدرة على تأمين الصحة، التعليم، أو المياه النظيفة. ولهذا السبب، طورت الباحثة سابينا ألكاير بالتعاون مع جيمس فوستر ما يُعرف بمؤشر الفقر متعدد الأبعاد MPI عام 2008، والذي يقيس الفقر بناءً على عشرة عوامل مختلفة، مثل التغذية، التعليم، وسهولة الوصول إلى مياه الشرب.
اقرأ أيضاً.. عندما تتحدث الأرض.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بالزلازل؟
هل الذكاء الاصطناعي هو الحل؟
مع التقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي، بدأ الباحثون في استخدام صور الأقمار الصناعية وتحليل البيانات الرقمية لتحديد الفقر بشكل أكثر دقة. على سبيل المثال، أظهرت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد عام 2016 أن الذكاء الاصطناعي يمكنه التنبؤ بمعدلات الفقر بدقة مماثلة للمسوحات الميدانية التقليدية، ولكن بتكلفة أقل وبسرعة أكبر.
تتوسع هذه التجارب حالياً، حيث يتم تحليل بيانات الهاتف المحمول، حركة المرور، والإضاءة الليلية لتحديد المناطق الأكثر فقراً، ما يسمح للحكومات والمنظمات الإنسانية بتوجيه المساعدات بشكل أكثر كفاءة.
هل نحن مستعدون للاعتماد على الذكاء الاصطناعي بالكامل؟
رغم الإمكانات الكبيرة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في مكافحة الفقر، إلا أن هناك تحديات يجب معالجتها، مثل ضمان العدالة في توزيع المساعدات، حماية البيانات الشخصية، وتجنب التحيزات الخوارزمية التي قد تؤثر على دقة التحديد.
في نهاية التقرير، تشير مجلة نيتشر إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في مكافحة الفقر لا يزال في مراحله الأولى، لكن التجارب مثل مشروع توغو تثبت أنه يمكن أن يكون أداة قوية وفعالة إذا تم استخدامه بطريقة مدروسة ومنصفة.
إسلام العبادي(أبوظبي)