فلسطيني بغزة: عدت إلى الشمال ولم أجد منزلي
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
على أطلال منزله المدمر، يتجول الفلسطيني تامر كسكين وعلامات وجهه تعبر عن خيبة أمل وحزن شديدين على ما أصابه جراء الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة.
وما أن شاهد كسكين (50 عاما) منزله مدمرا غمرته مشاعر الحسرة على خمسين عامًا من ذكرياته التي ذهبت هباءً، واغرورقت عيناه بالدموع.
ووسط مشاهد الدمار، يتساءل الرجل عن مستقبله ومقره وسط عدم اليقين الذي يحيط به بسبب الدمار الهائل الذي لحق بمنزله ومنازل وممتلكات المواطنين شمال قطاع غزة.
يحيط بمنزل كسكين في منطقة «أبراج المخابرات» شمال قطاع غزة، مئات المنازل والشوارع والبنية التحتية التي دمرها الجيش الإسرائيلي أثناء توغله البري.
لم يبق للرجل وعائلته مكانًا يقيهم برد الشتاء بعد انهيار منزلهم الذي لطالما حلموا بأن يعودوا إليه بعد أن تضع الحرب أوزارها.
لكن انسحاب جيش الاحتلال من شمال القطاع كشف حجم المأساة والدمار في المناطق السكنية، فراحت أحلام العائلة أدراج الرياح.
يقول كسكين لمراسل الأناضول: «اعتقدت أنني عندما أعود لمنزلي سأجد غرفة أجلس فيها، لكني لم أجد شيئا، ولم أستطع أن أوقف دموعي إلا بعدما شاهدت الدمار من حولي».
وأضاف: «منزل جيراني عائلة الغول لم يدمر لكنه محروق بالكامل، لا فائدة منه، فالباطون أصبح ضعيفا، والعائلة تخاف أن تمكث فيه لأنه أصبح مثل القطن والقش».
وتساءل مستنكرا: «لا يوجد لنا مأوى، ماذا نفعل؟»، وأردف: «آمل أن تنتهي الحرب، لكن بعد ذلك ماذا سنفعل بحالتنا؟ أريد المكوث بمدرسة لكنهم هدموا المدارس، أين أسكن؟ أنتوجه للمستشفيات، لا توجد مستشفيات لم يبق شيء!».
وقال: «حياتي ضاعت، عملت 50 عامًا لكن كل شيء ضاع اليوم، ماذا أفعل؟ هل أنتظر الإعمار بعد 10 سنوات؟ متى يأتي دوري؟ يكون عمري قد انتهى، سنون العمر ذهبت بلحظة، كنت أبني مستقبلًا لأولادي لكن كل شيء دمرته إسرائيل».
وحول توفر العلاج والطعام في شمال القطاع، قال كسكين: «لا يوجد علاج ولا طعام لأطفالنا حاليا، نحن نتحمل لدينا مناعة، لكن الأطفال مناعتهم ضعيفة الاحتلال يحارب الأطفال والنساء».
ولفت الرجل إلى أنه لم يكن يعرف من هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واستدرك بالقول: «لكن حقده (نتنياهو) هو الذي عرفنا به».
وما أن وجد كسكين بيته مدمرا، ذهب للمكوث في بنايات طور الإنشاء كانت تعكف على تشييدها مصر قبل الحرب في شمال قطاع غزة، لكنه تفاجأ بأن القصف والدمار طال تلك البنايات أيضاً.
وقال: «أنا تعبت، لا أعلم ماذا أفعل، أذهب إلى المدرسة أجدها مدمرة، أذهب إلى الأبراج المصرية أيضاً مدمرة».
وأضاف: «كنت أنوي أن أسكن في الأبراج المصرية وهي قيد الإنشاء ونضع قماشا ليحمينا، لكن تم تدميرها».
وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من شمال القطاع، بدأ في الظهور حجم الدمار الذي خلفه في الأبراج السكنية والبنية التحتية أثناء توغله.
وعقب انسحاب الجيش انتشرت فيديوهات على مواقع التواصل، الأحد، تُظهر الأبراج السكنية التي تعهدت مصر عام 2021 ببنائها وهي مدمرة بشكل كبير، وأخرى تعرضت لأضرار جزئية جراء العمليات العسكرية البرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي.
والخميس، انسحب جيش الاحتلال من مناطق شمال غرب محافظتي غزة وشمال القطاع، لأول مرة منذ بدء عمليته العسكرية البرية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة الحرب الإسرائيلية الدمار في غزة شمال القطاع قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مقتل وفقدان 5 آلاف فلسطيني في شمال غزة خلال 100 يوم
غزة (الاتحاد)
أخبار ذات صلة الإمارات: القضية الفلسطينية من أهم القضايا المركزية في السياسة الخارجية مستوطنون يعتدون على منازل ومركبات فلسطينية في الضفةأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أمس، بأن حوالي 5 آلاف فلسطيني قتلوا وفقدوا منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على شمال غزة منذ 100 يوم.
وقال في بيان صحفي: إنه «خلال هذه الأيام المئة، عاش أبناء شعبنا الفلسطيني في شمال القطاع أبشع صور القتل والتطهير العرقي والتدمير والتهجير».
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي جرح ما يقارب 9500 فلسطيني يعاني بعضهم من إصابات خطيرة ومزمنة، فيما اعتقل الجيش ما يقارب 2600 شخص من بينهم نساء وأطفال.
وفي سياق متصل، أدى القصف الإسرائيلي المتواصل على مناطق قطاع غزة منذ 5 أيام إلى مقتل 70 طفلاً فلسطينياً.
وكانت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لـ«اليونيسيف»، قالت: إن العام الجديد جلب لأطفال غزة مزيداً من الموت والمعاناة جراء الهجمات والحرمان والتعرض المتزايد للبرد.
في غضون ذلك، حذر الجيش الإسرائيلي، أمس، سكان النصيرات في قطاع غزة، وطالبهم بمغادرتها فوراً، تمهيداً لقصفها.
وطالب الجيش الإسرائيلي سكان القطاع المتواجدين في «البلوك 662 منطقة النصيرات» بإخلاء منازلهم والتوجه إلى ما يسمى بـ«المنطقة الإنسانية»، مشيراً إلى أن هذا تحذير مسبق قبل الهجوم.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 46 ألفاً و565 قتيلاً، إلى جانب 109 آلاف و660 إصابة، منذ السابع من أكتوبر 2023.
وقالت الوزارة في بيان صحفي: «ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرتين ضد العائلات في قطاع غزة، ووصل منها للمستشفيات 28 شهيداً و89 مصاباً خلال الـ 24 ساعة الماضية».
وأضافت أنه «في اليوم الـ 464 للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».
وفي السياق، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، أمس، عن إصابة 8 جنود بينهم 3 في حالة خطرة، بانفجار عبوة ناسفة في مبنى بجباليا شمال قطاع غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن عبر موقعه الرسمي أمس الأول مقتل 4 جنود وإصابة ضابط وجندي بجروح خطرة جراء تفجير عبوة شديدة الانفجار في بيت حانون خلال معارك شمال قطاع غزة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش صادق مؤخراً على عدة خطط لانسحاب سريع لقواته من أجزاء كبيرة من قطاع غزة، في ظل التقدم بمفاوضات تبادل الأسرى.
وأشارت وسائل الإعلام إلى أن «هذه الخطط ستتيح للجيش تنفيذ أي اتفاق يقره المستوى السياسي، بما في ذلك اتفاق يتطلب الإخلاء الفوري لقواته من القطاع».
وفي وقت سابق أمس الأول، أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن وفداً من كبار المسؤولين الإسرائيليين سيتوجه إلى العاصمة القطرية الدوحة، للمشاركة في مفاوضات صفقة تبادل أسرى محتملة.